وروي: إذا جعت فكل، وإذا عطشت فاشرب، وإذا هاج بك البول فبل، ولا تجامع إلّا من حاجة، وإذا نعستَ فنم، فإنّ ذلك مصحّة للبدن.
قال الرضا (عليه السلام): في العسل شفاء من كلّ داء، من لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، ويكسر الصفراء، ويقمع المرّة السوداء، ويصفو الذهن، ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر والسكر ينفع من كلّ شيء، ولا يضرّ من شيء، وكذلك الماء المغليّ.
قال الرضا (عليه السلام): من كفران النعمة أن يقول الرجل: أكلت الطعام فضرّني.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أراد البقاء _ ولا بقاء _ فليخفّف الرداء، وليباكر الغداء، وليقلّ مجامعة النساء.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة تدفع البلاء المبرم، فداووا مرضاكم بالصدقة.
قال الصادق (عليه السلام): اشتكى رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: سل من امرأتك درهماً من صداقها، فاشترِ به عسلاً، فاشربه بماء السماء. ففعل ما أمر به، فبرئ.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): إيّاكم والبطنة، فإنّها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): يا بنيّ، أ لا أعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطبّ؟ فقال: بلى، قال: لا تجلس على الطعام إلّا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلّا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطبّ. وقال (عليه السلام): إنّ في القرآن لآية تجمع الطبّ كلّه: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْ﴾.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليها فتقسوا قلوبكم.
قال زين العابدين (عليه السلام): حجّوا واعتمروا تصحّ أجسامكم، وتتّسع أرزاقكم، ويصلح إيمانكم، وتُكفوا مؤونة الناس ومؤونة عيالكم.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بقيام الليل، فإنّه دأب الصالحين قبلكم، وإنّ قيام الليل قربة إلى الله، وتكفير السيّئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن الجسد.
يروى أنّ الرجل إذا قام يصلّي، أصبح طيب النفس، وإذا نام حتّى يصبح، أصبح ثقيلاً موصماً ١ .
قال الصادق (عليه السلام): أوحى الله إلى موسى بن عمران (عليه السلام): تدري لِمَ انتجبتك من خلقي، واصطفيتك بكلامي؟ قال: لا، يا ربّ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: أنّي اطّلعت إلى الأرض، فلم أعلم لي عليها أشدّ تواضعاً منك فخرّ موسى ساجداً، وعفّر خدّيه بالتراب تذلّلاً منه لربّه تعالی فأوحى الله إليه: أن ارفع رأسك، وأمرّ يدك في موضع سجودك، وامسحْ بها وجهك، وما نالته من بدنك، فإني أؤمنك من كلّ داء وسقم.
وروي عنهم (عليهم السلام): قلّم أظفارك، وابدأ بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك من يدك اليمنى، وخذ شاربك، وقل حين تريد ذلك: «بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله»، فإنّه من فعل ذلك، كتب الله له بكلّ قلامة وجزازة عتق رقبة، ولم يمرض إلّا المرض الذي يموت فيه.
وروي: لا تأكل ما قد عرفت مضرّته، ولا تؤثر هواك على راحة بدنك والحمية هو الاقتصاد في كلّ شيء، وأصل الطبّ الأزم، وهو ضبط الشفتين والرفق باليدين، والداء الدويّ إدخال الطعام على الطعام، واجتنب الدواء ما لزمتك الصحّة، فإذا أحسست بحركة الداء، فأحرقه بما يردعه قبل استعجاله.
قال الباقر (عليه السلام): عجباً لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار؟
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أ لا أعلّمكم بدعاء علّمني جبرئيل (عليه السلام) ما لا تحتاجون معه إلى طبيب ودواء؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يأخذ ماء المطر، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب، و﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ و﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾، ويصلّي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسبّح كلّها سبعين مرّة، ويشرب من ذلك الماء غدوة وعشيّة سبعة أيّام متوالية.
قال عليّ (عليه السلام): توقّوا البرد في أوّله، وتلقّوه في آخره، فإنّه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوّله يحرق، وآخره يورق.
قال الكفعمي: وممّا جرّب للحفظ: أن يأخذ زبيباً أحمر منزوع العجم عشرين درهماً، ومن السعد الكوفي مثقالاً، ومن اللبان الذكر درهمين، ومن الزعفران نصف درهم، يُدقّ الجميع ويعجن بماء الرازيانج حتّى يبقى في قوام المعجون، ويستعمل على الريق كلّ يوم وزن درهم قال: ومن أدمن أكل الزبيب على الريق، رزق الفهم والحفظ والذهن، ونقص من البلغم. وفي كتاب طريق النجاة: ثلاثة تذهب البلغم وتزيد في الحفظ: الصوم، والسواك، وقراءة القرآن.
قال الصادق (عليه السلام): إذا دخلتم أرضاً فكلوا من بصلها، فإنّه يذهب عنكم وباءها.
قال الصادق (عليه السلام): ثلاث يذهبن النسيان ويحدّدن الفكر قراءة القرآن والسواك والصوم.
قال الصادق (عليه السلام): ارغبوا في الصدقة وبكّروا فيها، فما من مؤمن تصدّق بصدقة حين يصبح يريد بها ما عند الله، إلّا دفع الله بها عنه شرّ ما ينزل من السماء ذلك اليوم، ثمّ قال: لا تستخفّوا بدعاء المساكين للمرضى منكم، فإنّه يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم.
قال الصادق (عليه السلام): من قال كلّ يوم ثلاثين مرّة: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، تبارك الله أحسن الخالقين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم»، دفع الله عنه تسعة وتسعين نوعاً من البلاء أهونها الجذام.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ساء خلقه فأذّنوا في أذنه.
نهى الصادق (عليه السلام) عن وضع الرغيف تحت القصعة. وقال (عليه السلام) في إكرام الخبز: إذا وضع به فلا ينتظر به غيره، ومن كرامته أن لا يوطأ ولا يقطع.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): صغّروا رغفانكم، فإنّه مع كلّ رغيف بركة.
وشكا رجل إلى أبي الحسن (عليه السلام) قلّة الولد فقال (عليه السلام): استغفر الله، وكل البيض بالبصل.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الإدام الخلّ، وما افتقر بيت فيه خلّ.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكل العدس يرقّ القلب، ويسرع الدمعة.
وروي شيئان يؤكلان باليدين جميعاً: العنب والرمّان والاصطباح ١ بإحدى وعشرين زبيبة حمراء يدفع الأمراض، وهو يشدّ العصب ويذهب بالنصب ويطيّب النفس، والتين أشبه شيء بنبات الجنّة ويذهب بالداء، ولا يحتاج معه إلى دواء، وهو يقطع البواسير ويذهب النقرس. والرمّان سيّد الفواكه، وكان أحبّ الثمار إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يمرئ الشبعان، ويجزي الجائع، وفي كلّ رمانة حبّة من الجنّة، فلا يشارك الأكل فيها، ويحافظ فيها على حبّها بأسره، وأكله بشحمه دبّاغ المعدة، وأكله يذهب وسوسة الشيطان، وينير القلب.