Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

حديث في نزول سورة (هل أتى) وقصة هذه السورة، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٧٩

قال الباقر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ ﴿يُوفُونَ بِالنَّذرِ﴾: مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبیّان صغيران، فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان، فقال أحدهما: يا أبا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذراً إنّ الله عافاهما، فقال عليه السلام: أصوم ثلاثة أيّام شكراً لله عزّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة عليها السلام، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيّام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة، فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام.

فانطلق عليّ عليه السلام إلى جارٍ له من اليهود _ يقال له شمعون _ يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد صلى الله عليه وآله بثلاثة أصوع من شعير؟ قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت. ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد قرصاً، وصلّى عليّ عليه السلام مع النبيّ صلى الله عليه وآله المغرب ثمّ أتى منزله.

فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا مسكين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة … وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، ثمّ عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً، وصلّى عليّ عليه السلام المغرب مع النبيّ صلى الله عليه وآله ثمّ أتى منزله.

فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة … ثمّ عمدت فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلّا الماء القراح، وأصبحوا صياماً، وعمدت فاطمة عليها السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى عليّ عليه السلام المغرب مع النبيّ صلى الله عليه وآله ثمّ أتى منزله.

فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ عليه السلام إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد صلى الله عليه وآله، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟ … وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.

وأقبل عليّ عليه السلام بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفرخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن، شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة، فانطلقوا إليها وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول الله صلى الله عليه وآله ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى، فهبط جبرئيل، فقال: يا محمّد، خذ ما هيّأ الله لك في أهل بيتك، قال صلى الله عليه وآله: وما آخذ يا جبرئيل؟ قال: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ﴾ … .

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٣٥
، ص٢٣٧-٢٤٠