Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في ما جرى للنبي إبراهيم (عليه السلام) عندما رأى ملكوت السماوات والأرض، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٨٤٦

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ إبراهيم الخليل(عليه السلام) لمّا رفع في الملكوت وذلك قول ربّي: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ﴾ قوّى الله بصره لمّا رفعه دون السماء حتّى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين ومستترين، فرأى رجلاً وامرأة على فاحشة، فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثمّ رأى آخرين فهمّ بالدعاء عليهما بالهلاك.

فأوحى الله إليه: يا إبراهيم، اكفف دعوتك عن عبادي وإمائي، فإنّي أنا الغفور الرحيم الجبّار الحليم، لا تضرّني ذنوب عبادي، كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي، فإنّما أنت عبد نذير، لا شريك في المملكة، ولا مهيمن عليّ ولا على عبادي، وعبادي معي بين خلال ثلاث:

إمّا تابوا إليّ فتبت عليهم وغفرت ذنوبهم وسترت عيوبهم، وإمّا كففت عنهم عذابي لعلمي بأنّه سيخرج من أصلابهم ذرّيّات مؤمنون، فأرفق بالآباء الكافرين، وأتأنّى بالأمّهات الكافرات وأرفع عنهم عذابي، ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فإذا تزايلوا ١ حقّ بهم عذابي وحاق بهم بلائي، وإن لم يكن هذا ولا هذا، فإنّ الذي أعددته لهم من عذابي أعظم ممّا تريدهم به، فإنّ عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي. يا إبراهيم، فخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أرحم بهم منك، وخلّ بيني وبين عبادي، فإنّي أنا الجبّار الحليم العلّام الحكيم، أدبّرهم بعلمي وأنفذ فيهم قضائي وقدري.

المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري(عليه السلام)، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٢
، ص٦٠
(١) «تَزایَلوا»: تَبایَنوا. لسان العرب، ج١١، ص٣١٦.
إیضاح: إراءته ملكوت السماوات والأرض يحتمل أن يكون ببصر العين، بأن يكون الله تعالی قوّى بصره، ورفع له كلّ منخفض، وكشط له عن أطباق السماء والأرض حتّى رأى ما فيهما ببصره، وأن يكون المراد رؤية القلب، بأن أنار قلبه حتّى أحاط بها علماً، والأوّل أظهر نقلاً والثاني عقلاً.
والظاهر على التقديرين أنّه أحاط علماً بكلّ ما فيهما من الحوادث والكائنات، وأمّا حمله على أنّه رأى الكواكب وما خلقه الله في الأرض على وجه الاعتبار والاستبصار، واستدلّ بها على إثبات الصانع فلا يخفى بعده عمّا يظهر من الأخبار. (ص٦١-٦٢)