Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في كرامات الإمام الباقر (ع) وفي معجزاته (ع)، وفي شفائه المرضى، واستخراج الذهب من الأرض، وفي رؤيته لما خلف الجدران، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٨٩٩

كان رجل من أهل الشام يختلف إلى الباقر (عليه السلام) وكان مركزه بالمدينة، يختلف إلى مجلس الباقر (عليه السلام) يقول له: يا محمّد، أ لا ترى أنّي إنّما أغشى مجلسك حياء منّي منك، ولا أقول إنّ أحداً في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت، وأعلم أنّ طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً، لك أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلافي إليك لحسن أدبك، وكان الباقر (عليه السلام) يقول له خيراً ويقول: لن تخفى على الله خافية.

فلم يلبث الشامي إلّا قليلاً حتّى مرض واشتدّ وجعه، فلمّا ثقل دعا وليّه وقال له: إذا أنت مددت عليّ الثوب، فائت محمّد بن عليّ (عليه السلام) وسله أن يصلّي عليّ، وأعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك.

فلمّا أن كان في نصف الليل ظنّوا أنّه قد برد وسجّوه، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى المسجد، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّ (عليه السلام) وتورّك وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه، قال له: يا أبا جعفر، إنّ فلان الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلّي عليه.

فقال الباقر (عليه السلام): كلّا، إنّ بلاد الشام بلاد صرد، والحجاز بلاد حرّ ولهبها شديد، فانطلق، فلا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم، ثمّ قام من مجلسه، فأخذ وضوءاً ثمّ عاد فصلّى ركعتين، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ما شاء الله، ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشمس، ثمّ نهض (عليه السلام) فانتهى إلى منزل الشامي، فدخل عليه فدعاه فأجابه، ثمّ أجلسه وأسنده ودعا له بسويق، فسقاه وقال لأهله: املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد، ثمّ انصرف (عليه السلام).

فلم يلبث إلّا قليلاً حتّى عوفي الشامي، فأتى الباقر (عليه السلام) فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنّك حجّة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً.

قال له الباقر (عليه السلام): وما بدا لك؟ قال: أشهد أنّي عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلّا ومنادٍ ينادي _ أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم _: ردّوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمّد بن عليّ (عليه السلام)، فقال له الباقر (عليه السلام): أ ما علمت أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله، ويبغض العبد ويحبّ عمله؟ فصار بعد ذلك من أصحاب الباقر (عليه السلام).

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٣٣-٢٣٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٠

قال عمر بن حنظلة: قلت للباقر (عليه السلام): إنّي أظنّ أنّ لي عندك منزلة؟ قال (عليه السلام): أجل، قلت: فإنّ لي إليك حاجة، قال (عليه السلام): وما هي؟ قلت: تعلّمني الاسم الأعظم، قال (عليه السلام): وتطيقه؟ قلت: نعم، قال (عليه السلام): فادخل البيت، فدخل البيت فوضع الباقر (عليه السلام) يده على الأرض فأظلم البيت، فأرعدت فرائص عمر، فقال (عليه السلام): ما تقول؟ أعلّمك؟ فقال: لا، فرفع يده فرجع البيت كما كان.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٣٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠١

قال عبد الله بن عطاء المكي: اشتقت إلى الباقر (عليه السلام) وأنا بمكّة، فقدمت المدينة، وما قدمتها إلّا شوقاً إليه، فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد، فانتهيت إلى بابه نصف الليل، فقلت: ما أطرقه هذه الساعة، وأنتظر حتّى أصبح، فإنّي لأفكّر في ذلك إذ سمعته يقول: يا جارية، افتحي الباب لابن عطا، فقد أصابه في هذه الليلة برد وأذى، فجاءت ففتحت الباب، فدخلت عليه.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٣٥-٢٣٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٢

قال جابر الجعفي: دخلت علي الباقر (عليه السلام)‏ فشكوت إليه الحاجة، فقال (عليه السلام): يا جابر، ما عندنا درهم، فلم ألبث أن دخل عليه الكميت، فقال له: جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي حتّى أنشدك قصيدة؟ فقال (عليه السلام): أنشد، فأنشده قصيدة، فقال (عليه السلام): يا غلام، أخرج من ذلك البيت بدرة، فادفعها إلى الكميت.

فقال له: جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي أنشدك قصيدة أخرى؟ قال (عليه السلام): أنشد، فأنشده أخرى؛ فقال (عليه السلام): يا غلام، أخرج من ذلك البيت بدرة، فادفعها إلى الكميت، فأخرج بدرة فدفعها إليه، فقال له: جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي أنشدك ثالثة؟ قال (عليه السلام) له: أنشد، فأنشده، فقال: يا غلام، أخرج من ذلك البيت بدرة، فادفعها إليه، فأخرج بدرة فدفعها إليه.

فقال الكميت: جعلت فداك، والله، ما أحبّكم لغرض الدنيا وما أردت بذلك إلّا صلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوجب الله عليّ من الحقّ، فدعا له الباقر (عليه السلام) ثمّ قال: يا غلام، ردّها مكانها.

قال جابر: فوجدت في نفسي وقلت: قال ليس عندي درهم وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم، فقام الكميت وخرج، قلت له: جعلت فداك، قلت ليس عندي درهم، وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم؟ فقال (عليه السلام) لي: يا جابر، قم وادخل البيت.

فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئاً، فخرجت إليه، فقال (عليه السلام) لي: يا جابر، ما سترنا عنكم أكثر ممّا أظهرنا لكم، فقام وأخذ بيدي وأدخلني البيت وضرب برجله الأرض، فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب.

ثمّ قال (عليه السلام) لي: يا جابر، انظر إلى هذا ولا تخبر به أحداً إلّا من تثق به من إخوانك، إنّ الله أقدرنا على ما نريد، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها.

المصدر الأصلي: الاختصاص، بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٣٩-٢٤۰
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٣

قال الصادق (عليه السلام): دخل الناس على أبي (عليه السلام)، قالوا: ما حدّ الإمام؟ قال (عليه السلام): حدّه عظيم، إذا دخلتم عليه فوقّروه وعظّموه وآمنوا بما جاء به من شيء، وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالاً وهيبة، لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذلك كان، وكذلك يكون الإمام. قال: فيعرف شيعته؟ قال (عليه السلام): نعم، ساعة يراهم، قالوا: فنحن لك شيعة؟ قال (عليه السلام): نعم، كلّكم، قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك، قال (عليه السلام): أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم؟ قالوا: أخبرنا، فأخبرهم، قالوا: صدقت، قال (عليه السلام): وأخبركم عمّا أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى:﴿كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرعُهَا فِي السَّمَاء﴾، نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا، ثمّ قال (عليه السلام): يقنعكم؟ قالوا: في دون هذا نقنع.

بيــان:
قوله: «في قوله تعالى» بيان لما أضمروا أن يسألوا عنه؛ وقوله: «نحن نعطي» تفسير للآية، أي إنّما عنانا بالشجرة، وإيتاء الأكل كناية عن إفاضة العلم كما مرّ في كتاب الإمامة.
المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٤
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٤

قال أبو بصير: كنت أقرئ امرأة القرآن بالكوفه فمازحتها بشيء، فلمّا دخلت على الباقر (عليه السلام) عاتبني وقال: من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به، أيّ شيء قلت للمرأة؟ فغطّيت وجهي حياء وتبت، فقال الباقر (عليه السلام): لا تعد.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٥

قال جابر الجعفي: خرجت مع الباقر (عليه السلام) إلى الحجّ وأنا زميله، إذ أقبل ورشان ١ فوقع على عضادتي محمله فترنّم ٢، فذهبت لآخذه فصاح بي: مه يا جابر، فإنّه استجار بنا أهل البيت، فقلت: وما الذي شكا إليك؟ فقال (عليه السلام): شكا إليّ أنّه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين، وأنّ حيّة تأتيه فتأكل فراخه، فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها، ففعلت وقد قتلها الله.

ثمّ سرنا حتّى إذا كان وجه السحر، قال (عليه السلام) لي: انزل يا جابر، فنزلت فأخذت بخطام الجمل، ونزل فتنحّى عن الطريق، ثمّ عمد إلى روضة من الأرض ذات رمل، فأقبل فكشف الرمل يمنة ويسرة وهو يقول: «اللّهمّ اسقنا وطهّرنا»، إذ بدا حجر أبيض بين الرمل، فاقتلعه فنبع له عين ماء أبيض صاف، فتوضّأ وشربنا منه.

ثمّ ارتحلنا فأصبحنا دون قرية ونخل، فعمد الباقر (عليه السلام) إلى نخلة يابسة فيها، فدنا منها وقال: أيّتها النخلة، أطعمينا ممّا خلق الله فيك، فلقد رأيت النخلة تنحني حتّى جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل، وإذا أعرابي يقول: ما رأيت ساحراً كاليوم، فقال الباقر (عليه السلام): يا أعرابي، لا تكذبنّ علينا أهل البيت، فإنّه ليس منّا ساحر ولا كاهن، ولكن علّمنا أسماء من أسماء الله تعالی، فنسأل بها فنعطى وندعو فنجاب.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٨
(١) «الوَرَشان»‏: طائر شبه الحمامة. لسان العرب، ج‏٦، ص٣٧٢.
(٢) «التَرَنُّم»‏: التطريب والتغَنِّي‏. لسان العرب، ج‏١٢، ص٢٥٦.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٦

قال عبّاد بن كثیر البصري: قلت للباقر (عليه السلام): ما حقّ المؤمن على الله؟ فصرف وجهه فسألته عنه ثلاثاً، فقال (عليه السلام): من حقّ المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة: «اقبلي»، لأقبلت، قال عبّاد: فنظرت _ والله _ إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة، فأشار إليها قرّي، فلم أعنك.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٨
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٧

قال أبو الصباح الكناني: صرت يوماً إلى باب الباقر (عليه السلام) فقرعت الباب فخرجت إليّ وصيفة ناهد ١ فضربت بيدي على رأس ثديها، فقلت لها: قولي لمولاك: إنّي بالباب، فصاح من آخر الدار: ادخل لا أمّ لك، فدخلت وقلت: والله، ما أردت ريبة ولا قصدت إلّا زيادة في يقيني، فقال (عليه السلام): صدقت، لئن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم، إذاً لا فرق بيننا وبينكم، فإيّاك أن  تعاود لمثلها.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٨-٢٤٩
(١) «الناهد»: مرتفع ثدیها. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج‏٥، ص١٣٥.
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٨

قال أبو بصير: قلت يوماً للباقر (عليه السلام) أنتم ذرّيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال (عليه السلام): نعم، قلت: ورسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث الأنبياء كلّهم؟ قال (عليه السلام): نعم، ورث جميع علومهم، قلت: وأنتم ورثتم جميع علم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال (عليه السلام): نعم. قلت: وأنتم تقدرون‏ أن تحيوا الموتى وتبرءوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم؟ قال (عليه السلام): نعم، بإذن الله.

ثمّ قال (عليه السلام): ادن منّي، يا أبا بصير، فدنوت منه فمسح يده على وجهي فأبصرت السهل والجبل والسماء والأرض ثمّ مسح يده على وجهي، فعدت كما كنت لا أبصر شيئاً. قال: ثمّ قال لي الباقر (عليه السلام): إن أحببت أن تكون هكذا كما أبصرت وحسابك على الله، وإن أحببت أن تكون كما كنت وثوابك الجنّة؟ فقلت: كما كنت والجنّة أحبّ إليّ‏.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٤٩-٢٥۰
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٠٩

قال جابر: كنّا عند الباقر (عليه السلام) نحواً من خمسين رجلاً، إذ دخل عليه كثير النّواء _ وكان من المغيرية _ فسلّم وجلس، ثمّ قال: إنّ المغيرة بن عمران عندنا بالكوفه يزعم أنّ معك ملكاً يعرّفك الكافر من المؤمن، وشيعتك من أعدائك، قال (عليه السلام): ما حرفتك؟ قال: أبيع الحنطة، قال (عليه السلام): كذبت، قال: وربما أبيع الشعير، قال (عليه السلام): ليس كما قلت، بل تبيع النوا، قال: من أخبرك بهذا؟ قال (عليه السلام): الملك الذي يعرّفني شيعتي من عدوّي، لست تموت إلّا تائهاً.

قال جابر الجعفي: فلمّا انصرفنا إلى الكوفة ذهبت في جماعة نسأل فدللنا على عجوز، فقالت: مات تائهاً منذ ثلاثة أيّام.

بيــان:
(١) المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي الذي ادّعى أنّ الإمامة بعد محمّد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام) لمحمّد بن عبد الله بن الحسن وزعم أنّه حيّ لم يمت. (ص٢٥١)
(٢) والظاهر أنّ المراد بـ «التائه»: الذاهب العقل، ويحتمل أن يكون المراد به التحيّر في الدين. (ص٢٥١)
المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥۰
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٠

قال أبو بصیر: كنت مع الباقر (عليه السلام) في المسجد إذ دخل عمر بن عبد العزيز عليه ثوبان ممصّران ١ متّكئاً على مولىً له، فقال (عليه السلام): ليلينّ هذا الغلام فيظهر العدل، ويعيش أربع سنين ثمّ يموت، فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء، قال (عليه السلام): يجلس في مجلس لا حقّ له فيه، ثمّ ملك وأظهر العدل جهده.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥١
(١) «المُمَصَّرة من الثياب»: التي فيها صفرة خفيفة. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج‏٤، ص٣٣٦.
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١١

إنّه (عليه السلام) جعل يحدّث أصحابه بأحاديث شداد وقد دخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش، فاغتمّ أصحابه لمكان الرجل ممّا يستمع حتّى نهض، فقالوا: قد سمع ما سمع وهو خبيث، قال (عليه السلام): لو سألتموه عمّا تكلّمت به اليوم ما حفظ منه شيئاً، قال بعضهم: فلقيته بعد ذلك، فقلت: الأحاديث الذي سمعتها من الباقر (عليه السلام) أحبّ أن أسمعها، فقال: لا، والله، ما فهمت منها قليلاً ولا كثيراً.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٢

قال الباقر (عليه السلام): إنّي لفي عمرة اعتمرتها، فأنا في الحجر جالس إذ نظرت إلى جانّ قد أقبل من ناحية المشرق حتّى دنا من الحجر الأسود، فأقبلت ببصري نحوه فوقف طويلاً، ثمّ طاف بالبيت أسبوعاً، ثمّ بدأ بالمقام فقام على ذنبه، فصلّى ركعتين وذلك عند زوال الشمس، فبصر به عطاء وأناس معه فأتوني، فقالوا: يا أبا جعفر، ما رأيت هذا الجانّ؟ فقلت: قد رأيته وما صنع، ثمّ قلت لهم: انطلقوا إليه وقولوا له: يقول لك محمّد بن عليّ: إنّ البيت يحضره أعبد وسودان فهذه ساعة خلوته منهم، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوّف عليك منهم، فلو خفّفت وانطلقت قبل أن يأتوا، قال: فكوّم كومة من بطحاء المسجد ثمّ وضع ذنبه عليها، ثمّ مثل ١ في الهواء.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥٣-٢٥٤
(١) «مَثَلَ»: انتصب قائماً. كتاب العين، ج‏٨، ص٢٢٩.
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٣

روي أنّ جماعة استأذنوا على الباقر (عليه السلام) قالوا: فلمّا صرنا في الدهليز، إذا قراءة سريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي، حتّى أبكى بعضنا وما نفهم ما يقول، فظننّا أنّ عنده بعض أهل الكتاب استقرأه. فلمّا انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحداً، قلنا: لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين، قال (عليه السلام): ذكرت مناجاة إليا النبيّ (عليه السلام) فأبكتني.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥٤
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٤

قال أسود بن سعید: كنت عند الباقر (عليه السلام) فقال _ ابتداء من غير أن أسأله _: نحن حجّة الله، ونحن وجه الله، ونحن عين الله في خلقه، ونحن ولاة أمر الله في عباده، ثمّ قال (عليه السلام): إنّ بيننا وبين كلّ أرض ترّاً ١ مثل ترّ البنّاء، فإذا أمرنا في الأرض بأمر أخذنا ذلك الترّ، فأقبلت إلينا الأرض بكلّيتها وأسواقها وكورها، حتّى ننفذ فينا من أمر الله ما أمر، إنّ الريح كما كانت مسخّرة لسليمان فقد سخّرها الله لمحمّد وآله (عليهم السلام).

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥٥
(١) «التُرّ»: خيط البَنَّاء. مجمع البحرين، ج‏٣، ص٢٣٣.
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٥

قال محمّد بن مسلم: قال الباقر (عليه السلام): لئن ظننتم أنّا لا نراكم ولا نسمع كلامكم، لبئس ما ظننتم، لو كان كما تظنّون أنّا لا نعلم ما أنتم فيه وعليه، ما كان لنا على الناس فضل قلت: أرني بعض ما أستدلّ به، قال (عليه السلام): وقع بينك وبين زميلك بالربذة حتّى عيّرك بنا وبحبّنا ومعرفتنا، قلت: إي والله، لقد كان ذلك، قال (عليه السلام): فتراني قلت باطّلاع الله، ما أنا بساحر ولا كاهن ولا بمجنون، لكنّها من علم النبوّة، ونحدّث بما يكون، قلت: من الذي يحدّثكم بما نحن عليه؟ قال: أحياناً ينكت في قلوبنا، ويوقر في آذاننا، ومع ذلك فإنّ لنا خدماً من الجنّ مؤمنين وهم لنا شيعة، وهم لنا أطوع منكم، قلت: مع كلّ رجل واحد منهم؟ قال (عليه السلام): نعم، يخبرنا بجميع ما أنتم فيه وعليه.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦٤٦
، ص٢٥٥
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٦

قيل للباقر (عليه السلام): محمّد بن مسلم وجع، فأرسل إليه بشراب مع الغلام، فقال الغلام: أمرني أن لا أرجع حتّى تشربه، فإذا شربت فأته، ففكّر محمّد فيما قال وهو لا يقدر على النهوض، فلمّا شرب واستقرّ الشراب في جوفه صار كأنّما أنشط من عقال، فأتى بابه فاستؤذن عليه، فصوّت له: صحّ الجسم، فادخل، فدخل وسلّم عليه وهو باكٍ، وقبّل يده ورأسه، فقال (عليه السلام): ما يبكيك يا محمّد؟ قال: على اغترابي، وبعد الشقّة، وقلّة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك.

فقال (عليه السلام): أمّا قلّة المقدرة، فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودّتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً.

وأمّا ما ذكرت من الاغتراب، فلك بالحسین (عليه السلام) أسوة بأرض ناءٍ عنّا بالفرات.

وأمّا ما ذكرت من بعد الشقّة، فإنّ المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا الخلق منكوس، حتّى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأمّا ما ذكرت من حبّك قربنا والنظر إلينا وأنّك لاتقدر على ذلك، فلك ما في قلبك وجزاؤك عليه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٥٧
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٧

قال أبو بصير للباقر (عليه السلام): ما أكثر الحجيج! وأعظم الضجيج! فقال (عليه السلام): بل ما أكثر الضجيج! وأقلّ الحجيج! أ تحبّ أن تعلم صدق ما أقوله، وتراه عياناً؟ فمسح يده على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيراً، فقال (عليه السلام): انظر _ يا أبا بصير _ إلى الحجيج، قال: فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير، والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلماء، فقال أبو بصير: صدقت يا مولاي، ما أقلّ الحجيج! وأكثر الضجيج! ثمّ دعا بدعوات فعاد ضريراً، فقال أبو بصير في ذلك، فقال (عليه السلام): ما بخلنا عليك يا أبا بصير، وإن كان الله تعالی ما ظلمك، وإنّما خار لك، وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل الله علينا، ويجعلونا أرباباً من دون الله، ونحن له عبيد، لا نستكبر عن عبادته، ولا نسأم من طاعته، ونحن له مسلمون.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٦١
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٨

قال أبو حمزة الثمالي: سمع الباقر (عليه السلام) عصافير يصحن، قال: تدري _ يا أبا حمزة _ ما يقلن؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): يسبّحن ربّي عزّ وجلّ، ويسألن قوت يومهنّ.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٦١
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩١٩

قال جابر الجعفي: قال الباقر (عليه السلام): إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وبحقيقة النفاق.

قال جابر: جرى عند الصادق (عليه السلام) ذكر عمر بن سجنة الكندي ١ فزكّوه، فقال (عليه السلام): ما أرى لكم علماً بالناس، إنّي لأكتفي من الرجل بلحظة، إنّ ذا من أخبث الناس.

قال جابر: وكان عمر بعد ما يدع محرمّاً لله لا يركبه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٦٣
(١) ورد في المصدر: «عمر بن سحنة». راجع: مناقب آل أبي طالب، ج‏٤، ص١٨٨.
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٠

إنّ زيد بن عليّ لمّا عزم على البيعة قال له الباقر (عليه السلام): يا زيد، إنّ مثل القائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديّهم مثل فرخ نهض من عشّه من غير أن يستوي جناحاه، فإذا فعل ذلك سقط فأخذه الصبيان يتلاعبون به، فاتّق الله في نفسك أن تكون المصلوب غداً بالكناسة، فكان كما قال ١.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٦٣
(١) قد يراد بالتحذير من الخروج في هذه الرواية، هي الاشارة إلى واقعة بعينها، وهو خروج زيد مع عدم اكتمال الأنصار والأعوان، وعليه يكون الحكم بالضرر من الخروج، معلّلاً بعدم استواء الجناح _ كناية عن عدم وجود المعين والناصر _ وهو ما كان حاصلاً طوال حياة أئمّة البيت (عليهم السلام). ومقتضى الجمع بين هذه الرواية والروايات الأخرى الدالّة على ارتضاء زيد بن علىّ (عليه السلام) _ ومنه ما نسبة الإمام من القيام لأهل البيت (عليهم السلام) _ هو أنّ النهي كان إرشاداً للدلالة على عدم تحقيق زيد بغيته من القضاء على الظالمين، وإلّا فلو كان نهياً مولوياً لما عبّر عنه الإمام الصادق (عليه السلام) بتعبير العمّ والصلاة عليه ولعن قاتليه.
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢١

قال فيض بن مطر: دخلت على الباقر (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل في المحمل، فابتدأني فقال (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلّي على راحلته حيث توجّهت به.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٦٩
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٢

قال مالك الجهني: كنت قاعداً عند الباقر (عليه السلام) فنظرت إليه وجعلت أفكّر في نفسي وأقول: لقد عظّمك الله وكرّمك وجعلك حجّة على خلقه، فالتفت إليّ وقال: يا مالك، الأمر أعظم ممّا تذهب إليه.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٧۰
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٣

قال محمّد الطیّار: جئت إلى باب الباقر (عليه السلام) أستأذن عليه، فلم يأذن لي فأذن لغيري، فرجعت إلى منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي على سرير في الدار وذهب عنّي النوم، فجعلت أفكّر وأقول: أ ليس المرجئة تقول كذا، والقدرية تقول كذا، والحرورية تقول كذا والزيدية تقول كذا؟ فنفنّد عليهم قولهم، فأنا أفكّر في هذا حتّى نادى المنادي فإذا الباب يدقّ، فقلت: من هذا؟ فقال: رسول للباقر (عليه السلام)، يقول لك الباقر (عليه السلام): أجب.

فأخذت ثيابي عليّ ومضيت معه فدخلت عليه، فلمّا رآني قال: يا محمّد، لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية، ولا إلى الزيدية ولكن إلينا، إنّما حجبتك لكذا وكذا، فقبلت وقلت به.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٧١
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٤

قال أبوحمزة الثمالي: ركب الباقر (عليه السلام) يوماً إلى حائط له من حيطان المدينة، فركبت معه إلى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد: جعلت فداك، يعلم الإمام ما في يومه؟ فقال (عليه السلام): يا سليمان، والذي بعث محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه بالرسالة، إنّه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته، ثمّ قال: يا سليمان، أ ما علمت أنّ روحاً ينزل عليه في ليلة القدر، فيعلم ما في تلك السنة إلى ما في مثلها من قابل، وعلم ما يحدث في الليل والنهار؟

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٧٢
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٥

قال جابر الجعفي: سألت الباقر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ﴾، فكنت مطرقاً إلى الارض، فرفع يده إلى فوق، ثمّ قال (عليه السلام) لي: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فنظرت إلى السقف قد انفجر، حتّى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه، ثمّ قال (عليه السلام) لي: رأى إبراهيم (عليه السلام) ملكوت السماوات والأرض هكذا، ثمّ قال (عليه السلام) لي: أطرق، فأطرقت ثمّ قال (عليه السلام) لي: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا السقف على حاله.

ثمّ أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه، وأدخلني بيتاً آخر، فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثياباً غيرها، ثمّ قال (عليه السلام) لي: غضّ بصرك، فغضضت بصري وقال لي: لا تفتح عينيك، فلبثت ساعة، ثمّ قال (عليه السلام) لي: أ تدري أين أنت؟ قلت: لا، جعلت فداك، فقال (عليه السلام) لي: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين، فقلت له: جعلت فداك، أ تأذن لي أن أفتح عيني؟ فقال (عليه السلام) لي: افتح، فإنّك لا ترى شيئاً، ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي، ثمّ سار قليلاً ووقف، فقال (عليه السلام) لي: هل تدري أين أنت؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر (عليه السلام).

وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر، فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه وأهله، ثمّ خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأوّل والثاني، حتّى وردنا خمسة عوالم، ثمّ قال (عليه السلام): هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم، وإنّما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالماً، كلّ عالم كهيئة ما رأيت، كلّما مضى منّا إمام سكن أحد هذه العوالم، حتّى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه.

ثمّ قال (عليه السلام) لي: غضّ بصرك، فغضضت بصري، ثمّ أخذ بيدي، فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه، فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه، وعدنا إلى مجلسنا، فقلت: جعلت فداك، كم مضى من النهار؟ قال (عليه السلام): ثلاث ساعات.

المصدر الأصلي: الاختصاص، بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨۰-٢٨١
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٦

روي أنّ حبابة الوالبية بقيت إلى إمامة الباقر (عليه السلام) فدخلت عليه، فقال (عليه السلام): ما الذي أبطأ بكِ يا حبابة؟ قالت: كبر سنّي وابيضّ رأسي وكثرت همومي، فقال (عليه السلام): ادني منّي، فدنت منه فوضع يده (عليه السلام) في مفرق رأسها ودعا لها بكلام لم نفهمه، فاسودّ شعر رأسها وعاد حالكاً وصارت شابّة، فسرّت بذلك وسرّ الباقر (عليه السلام) لسرورها، فقالت: بالذي أخذ ميثاقك على النبيّين، أيّ شيء كنتم في الأظلّة؟ فقال (عليه السلام): يا حبابة، نوراً قبل أن خلق الله آدم (عليه السلام)، نسبّح الله سبحانه فسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ولم تكن قبل ذلك، فلمّا خلق الله تعالی آدم (عليه السلام) أجرى ذلك النور فيه.

المصدر الأصلي: عيون المعجزات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨٤
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٧

قال أبو بصیر: قلت للباقر (عليه السلام): أنا مولاك ومن شيعتك، ضعيف ضرير، فاضمن لي الجنّة، قال (عليه السلام): أ ولا أعطيك علامة الأئمّة؟ قلت: وما عليك أن تجمعها لي، قال (عليه السلام): وتحبّ ذلك؟ قلت: وكيف لا أحبّ؟ فما زاد أن مسح على بصري، فأبصرت جميع الأئمّة عنده في السقيفة التي كان فيها جالساً، قال: يا أبا محمّد، مدّ بصرك، فانظر ماذا ترى بعينك؟ قال: فوالله، ما أبصرت إلّا كلباً أو خنزيراً أو قرداً، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال (عليه السلام): هذا الذي ترى هو السواد الأعظم، ولو كشف للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلّا في هذه الصورة.

ثمّ قال (عليه السلام): يا أبا محمّد، إن أحببت تركتك على حالك هذا، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنّة، ورددتك إلى حالك الأوّل، قلت: لاحاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس، ردّني، ردّني إلى حالتي، فما للجنّة عوض، فمسح يده على عيني، فرجعت كما كنت.

المصدر الأصلي: مختصر البصائر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨٥