Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أحوال السفراء الأربعة الذين كانوا في زمان الغيبة الصغرى وسائط بين الشيعة وبين القائم (عج) وهم عثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان العمري، والحسين بن روح النوبختي وعلي بن محمد السمري، وهذه من الأحاديث الجليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٣٩

قال عبد الله بن جعفر الحميري: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري القمّي، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف، فقلت له: يا أبا عمرو، إنّي أريد أن أسألك وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، إلّا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رفعت الحجّة وغلّق باب التوبة، فلم يكن ﴿يَنفَعُ نَفۡساً إِيمَانُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَانِهَا خَيۡراً﴾، فأولئك أشرار من خلق الله عزّ وجلّ، وهم الذين تقوم عليهم القيامة… ولكن أحببت أن أزداد يقيناً، فإنّ إبراهيم (عليه السلام) سأل ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى،فـ ﴿قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِي﴾، وقد أخبرني أحمد بن إسحاق أبو علي، عن الهادي (عليه السلام) قال: سألته فقلت له: لمن أعامل؟ وعمّن آخذ؟ وقول من أقبل؟ فقال (عليه السلام) له: العمري ثقتي، فما أدّى إليك فعنّي يؤدّي، وما قال لك فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنّه الثقة المأمون.

قال: وأخبرني أبو عليّ أنّه سأل أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال (عليه السلام) له: العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان. فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.

فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثمّ قال: سل، فقلت له: أنت رأيت الخلف من أبي محمّد (عليه السلام)؟ فقال: إي والله، ورقبته مثل ذا وأومأ بيديه، فقلت له: فبقيت واحدة، فقال لي: هات، قلت: فالاسم؟ قال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي وليس لي أن أحلّل وأحرّم، ولكن عنه (عليه السلام) فإنّ الأمر عند السلطان، أنّ العسكري (عليه السلام) مضى ولم يخلّف ولداً، وقسّم ميراثه وأخذه من لا حقّ له، وصبر على ذلك، وهو ذا عياله يجولون وليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئاً. وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتّقوا الله وأمسكوا عن ذلك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٤٧-٣٤٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٠

خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري _ قدّس الله روحه _ في التعزية بأبيه ١ (رض) وفي فصل من الكتاب: «﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّآ إِلَيهِ رَاجِعُونَ﴾، تسليماً لأمره ورضىً بقضائه، عاش أبوك سعيداً ومات حميداً، فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه، فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقرّبه إلى الله عزّ وجلّ وإليهم، نضّر الله وجهه، وأقاله عثرته» وفي فصل آخر: «أجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره ويترّحم عليه، وأقول: الحمد لله، فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك، وما جعله الله عزّ وجلّ فيك وعندك، أعانك الله وقوّاك وعضدك، ووفّقك وكان لك وليّاً وحافظاً وراعياً».

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٤٩
(١) محمّد بن عثمان بن سعید العمري (م٣٠٥هـ): وهو بعد والده ولي الأمر في الفترة المشهورة بالغیبة الصغری. راجع: معجم رجال الحديث، ج١٧، ص٢٩٤.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤١

قال محمّد بن عثمان العمري (رحمه الله): ‏والله، إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنة، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٠
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٢

قال عبد الله بن جعفر الحميري‏: سألت محمّد بن عثمان (رض) فقلت له: رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال: نعم، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥١
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٣

قال محمّد بن عثمان (رض): ورأيته (عليه السلام) متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللّهمّ انتقم بي من أعدائك.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥١
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٤

وكان أبو القاسم الحسین بن روح (رحمه الله) من أعقل الناس عند المخالف والموافق، ويستعمل التقيّة. فروى أبو نصر هبة الله بن محمّد قال: حدّثني أبو عبد الله بن غالب وأبو الحسن ابن أبي الطيّب، قالا: ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، ولعهدي به يوماً في دار ابن يسار، وكان له محلّ عند السيّد والمقتدر عظيم، وكانت العامّة أيضاً تعظّمه، وكان أبو القاسم يحضر تقيّةً وخوفاً فعهدي به وقد تناظر اثنان: فزعم واحد أنّ أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ عمر ثم عليّ (عليه السلام) وقال الآخر: بل عليّ (عليه السلام) أفضل من عمر، فزاد الكلام بينهما.

فقال أبو القاسم (رض): الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقديم الصدّيق ثمّ بعده الفاروق ثمّ بعده عثمان ذو النورين ثمّ عليّ الوصيّ (عليه السلام) وأصحاب الحديث على ذلك، وهو الصحيح عندنا. فبقي من حضر المجلس متعجّباً من هذا القول، وكانت العامّة الحضور يرفعونه على رؤوسهم، وكثر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض فوقع عليّ الضحك، فلم أزل أتصبّر وأمنع نفسي وأدسّ كمّي في فمي، فخشيت أن أفتضح، فوثبت عن المجلس ونظر إليّ فتفطّن لي.

فلمّا حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق، فخرجت مبادراً فإذا بأبي القاسم بن روح راكباً بغلته، قد وافاني من المجلس قبل مضيّه إلى داره فقال لي: يا عبد الله، أيّدك الله، لم ضحكت وأردت أن تهتف بي، كأنّ الذي قلته عندك ليس بحقّ؟ فقلت له: كذاك هو عندي، فقال لي: اتّق الله أيّها الشيخ، فإنّي لا أجعلك في حلّ، تستعظم هذا القول منّي، فقلت: يا سيّدي، رجل يرى بأنّه صاحب الإمام ووكيله، يقول ذلك القول لا يتعجّب منه؟ ولا يضحك من قوله هذا؟ فقال لي: وحياتك، لئن عدت لأهجرنّك، وودّعني وانصرف.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٦-٣٥٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٥

بلغ الشيخ أبا القاسم (رض) أنّ بوّاباً كان له على الباب الأوّل قد لعن معاوية وشتمه، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته، فبقي مدّة طويلة يسأل في أمره، فلا والله، ما ردّه إلى خدمته، وأخذه بعض الآهلة فشغله معه، كلّ ذلك للتقيّة.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٦

قال أبو أحمد درانويه الأبرص ١ الذي كانت داره في درب القراطيس، قال: ‏إنّي كنت أنا وإخوتي ندخل إلى أبي القاسم الحسين بن روح (رض) نعامله، قال: وكانوا باعة، ونحن مثلاً عشرة تسعة نلعنه وواحد يشكّك، فنخرج من عنده بعد ما دخلنا إليه تسعة نتقرّب إلى الله بمحبّته وواحد واقف، لأنّه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه وما لم نروه، فنكتبه عنه لحسنه (رض) .

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٧
(١) والظاهر أنّ الرجل من العامّة.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٧

قال عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح (رض) قال: سئل الشيخ _ يعني أبا القاسم الحسین بن روح رضي الله عنه _ عن كتب ابن أبي العزاقر ١ بعد ما ذمّ وخرجت فيه اللعنة، فقيل له: فكيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملأى؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) وقد سئل عن كتب بني فضّال، فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملأى؟ فقال (عليه السلام): «خذوا بما رووا، وذروا ما رأوا».

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٨
(١) محمّد بن عليّ الشلمغاني: المعروف بابن أبي العزاقر، من فقهاء الإمامیة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديئة، حتّى خرجت فيه توقيعات، فأخذه سلطان العصر وقتله وصلبه. له كتب في الفقه، منها: كتاب التكليف ألّفه أیّام استقامته. راجع: رجال النجاشي، ص٣٧٧.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٨

قال ابن نوح: وسمعت جماعة من أصحابنا بمصر يذكرون أنّ أبا سهل النوبختي سُئل فقيل له: كيف صار هذا الأمر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم، ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجّة، لعلّي كنت أدلّ على مكانه، وأبو القاسم فلو كانت الحجّة تحت ذيله وقرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٥٩
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٤٩

قال أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتّب: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري _ قدّس الله روحه _
فحضرته قبل وفاته بأيّام، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام. فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلّا بعد إذن الله _ تعالى ذكره _ وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة.

ألا، فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ ١ ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم». فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك من بعدك؟ فقال: «لله أمر هو بالغه» وقضى. فهذا آخر كلام سمع منه _ رضي الله عنه وأرضاه _.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٦١
(١) إنّ روايات تكذيب المدّعين للرؤية _ زمان الغيبة _ كثيرة في روايات أهل البيت (عليهم السلام) وفي الوقت نفسه لا يمكن تكذيب جميع ما ورد من حوادث اللقاء بوجوده الشريف، سواء كان مع العلم بشخصه أو الجهل به، فإنّنا نعلم إجمالاً بصدق بعضها، وخاصّة ما نسب إلى أعلام الطائفة. فعندئذٍ لا بدّ من الجمع بين كلّ ذلك بالقول: أنّ المنهيّ عنه هي دعوى المشاهدة بعنوان السفارة الخاصّة، أو الاتّصال المستمرّ بوجوده الشريف، وإلّا فعنايته بالمتوسّلين به والمضطرّين اليه، ممّا ينسجم مع لطفه ورأفته، ولا يمنع من ذلك إلّا استغلال ذلك لمقاصد دنيوية كالسفارة والبابية.