Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٨٩٥٧

قال القطب الراوندي (رحمه الله): وأمّا وجه إعجاز القرآن فاعلم أنّ المسلمين اتّفقوا على ثبوت دلالة القرآن على النبوّة وصدق الدعوة، واختلف المتكلّمون في جهة إعجاز القرآن على سبعة أوجه، فقد ذهب قوم إلى أنّه معجز من حيث كان قديماً أو لأنّه حكاية للكلام القديم وعبارة عنه، فقولهم أظهر فساداً من أن يختلط بالمذاهب المذكورة في إعجاز القرآن.

فأوّل ما ذكر من تلك الوجوه: ما اختاره المرتضى (رحمه الله)وهو أنّ وجه الإعجاز في القرآن أنّ الله صرف العرب عن معارضته، وسلبهم العلم بكيفية نظمه وفصاحته، وقد كانوا لولا هذا الصرف قادرين على المعارضة متمكّنين منها.

والثاني: ما ذهب إليه الشيخ المفيد (رحمه الله)، وهو أنّه إنّما كان معجزاً من حيث اختصّ برتبة في الفصاحة خارقة للعادة، قال: لأنّ مراتب الفصاحة إنّما تتفاوت بحسب العلوم التي يفعلها الله في العباد، فلا يمتنع أن يجري الله العادة بقدر من المعلوم، فيقع التمكين بها من مراتب في الفصاحة محصورة متناهية، ويكون ما زاد على ذلك زيادة غير معتادة معجزاً خارقاً للعادة.

والثالث: وهو ما قال قوم: وهو أنّ إعجازه من حيث كانت معانيه صحيحة مستمرّة على النظر، وموافقة للعقل.

والرابع: أنّ جماعة جعلوه معجزاً من حيث زال عنه الاختلال والتناقض على وجه لم تجر العادة بمثله.

والخامس: ما ذهب إليه أقوام، وهو أنّ جهة إعجازه أنّه يتضمّن الإخبار عن الغيوب.

والسادس: ما قاله آخرون وهو: أنّ القرآن إنّما كان معجزاً لاختصاصه بنظم مخصوص مخالف للمعهود.

والسابع: ما ذكره أكثر المعتزلة، وهو أنّ تأليف القرآن ونظمه معجزان، لا لأنّ الله أعجز عنهما بمنع خلقه في العباد، وقد كان يجوز أن يرتفع فيقدر عليه، لكن محال وقوعه منهم كاستحالة إحداث الأجسام والألوان، وإبراء الأكمه والأبرص من غير دواء. ولو قلنا أنّ هذه الوجوه السبعة كلّها وجوه إعجاز القرآن على وجه دون وجه لكان حسناً.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٨٩
، ص١٢٨