Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في وصايا الإمام السجاد (ع) وفي مواعظه وحكمه، وفي رسالة الإمام لمحمد بن مسلم الزهري، وفي دور التقوى في قبول الأعمال، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٢

قال السجّاد (عليه السلام): واعلموا عباد الله، أنّه من خاف البيات تجافى عن الوساد وامتنع من الرقاد، وأمسك عن بعض الطعام والشراب من خوف سلطان أهل الدنيا، فكيف _ ويحك _ يا بن آدم، من خوف بيات سلطان ربّ العزّة، وأخذه الأليم وبياته لأهل المعاصي؟

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٢٩
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٣

كتب السجّاد (عليه السلام) إلى محمّد بن مسلم الزهري يعظه: كفانا الله وإيّاك من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم الله بما أصحّ من بدنك وأطال من عمرك، وقامت عليك حجج الله بما حمّلك من كتابه وفقّهك فيه من دينه وعرّفك من سنّة نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) … فانظر أيّ رجل تكون غداً؟ إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها؟ ولا تحسبنّ الله قابلاً منك بالتعذير ولا راضياً منك بالتقصير.

هيهات، هيهات، ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه إذ قال: ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُ﴾ واعلم أنّ أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه حين دنوت وإجابتك له حين دعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غداً مع الخونة، وأن تسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة، إنّك أخذت ما ليس لك ممّن أعطاك، ودنوت ممّن لم يردّ على أحد حقّاً، ولم تردّ باطلاً حين أدناك وأحببت من حادّ الله.

أ وليس بدعائه إيّاك حين دعاك جعلوك قطباً؟ أداروا بك رحى مظالمهم، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلّماً إلى ضلالتهم، داعياً إلى غيّهم، سالكاً سبيلهم، يدخلون بك الشكّ على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم، فلم يبلغ أخصّ وزرائهم ولا أقوى أعوانهم، إلّا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصّة والعامّة إليهم، فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك! وما أيسر ما عمّروا لك! فكيف ما خرّبوا عليك؟ فانظر لنفسك، فإنّه لا ينظر لها غيرك وحاسبها حساب رجل مسؤول …

أمّا بعد، فأعرض عن كلّ ما أنت فيه حتّى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم وبين الله حجاب، ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها، رغبوا فطلبوا، فما لبثوا أن لحقوا، فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنّك ورسوخ علمك وحضور أجلك، فكيف يسلم الحدث في سنّه الجاهل في علمه المأفون في رأيه المدخول في عقله؟ ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُون﴾، على من المعوّل؟ وعند من المستعتب؟ نشكو إلى الله بثّنا وما نرى فيك، ونحتسب عند الله مصيبتنا بك.

فانظر كيف شكرك لمن غذّاك بنعمه صغيراً وكبيراً؟ وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلاً؟ وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً؟ وكيف قربك أو بعدك ممّن أمرك أن تكون منه قريباً ذليلاً؟ ما لك لا تنتبه من نعستك، وتستقيل من عثرتك؟ …

ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه: ﴿أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾، استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها، فنحمد الله الذي عافانا ممّا ابتلاك به، والسلام.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣١-١٣٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٤

قال السجّاد (عليه السلام): الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٥

قال السجّاد (عليه السلام): من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٦

قيل للسجّاد (عليه السلام): من أعظم الناس خطراً؟ فقال (عليه السلام): من لم ير الدنيا خطراً لنفسه.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٥
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٧

قال بحضرته رجل: اللّهمّ أغنني عن خلقك، فقال (عليه السلام): ليس هكذا، إنّما الناس بالناس، ولكن قل: اللّهمّ أغنني عن شرار خلقك.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٥
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٨

قال السجّاد (عليه السلام): لا يقلّ عمل مع تقوى، وكيف يقلّ ما يتقبّل؟

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٥
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٦٩

قال السجّاد (عليه السلام): كفى بنصر الله لك أن ترى عدوّك يعمل بمعاصي الله فيك.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٦
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٠

قال السجّاد (عليه السلام) لبعض بنيه: يا بنيّ، إنّ الله رضيني لك ولم يرضك لي، فأوصاك بي ولم يوصني بك، عليك بالبرّ تحفة يسيرة.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٦
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧١

قال السجّاد (عليه السلام): طلب الحوائج إلى الناس مذلّة للحياة ومذهبة للحياء واستخفاف بالوقار، وهو الفقر الحاضر، وقلّة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٦
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٢

قال السجّاد (عليه السلام) لبعض بنيه: يا بنيّ، انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقال: يا أبه، من هم؟ قال (عليه السلام): إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب، وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك، وإيّاك ومصاحبة البخيل، فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٧
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٣

قال السجّاد (عليه السلام): ابن آدم، إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همّك، وما كان الخوف لك شعاراً، والحذر لك دثاراً، ابن آدم، إنّك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله جلّ وعزّ، فأعدّ له جواباً.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٧
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٤

قال السجّاد (عليه السلام): المؤمن من دعائه على ثلاث: إمّا أن يدّخر له، وإمّا أن يعجّل له، وإمّا أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٨
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٥

قال السجّاد (عليه السلام): إنّ المنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر ولا يأتي، إذا قام إلى الصلاة اعترض، وإذا ركع ربض، وإذا سجد نقر، يمسي وهمّه العشاء ولم يصم، ويصبح وهمّه النوم ولم يسهر، والمؤمن خلط عمله بحلمه، يجلس ليعلم وينصت ليسلم، لا يحدّث بالأمانة الأصدقاء، ولا يكتم الشهادة للبعداء، ولا يعمل شيئاً من الحقّ رئاء، ولا يتركه حياء، إن زكّي خاف ممّا يقولون، ويستغفر الله لما لا يعلمون، ولا يضرّه جهل من جهله.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٨
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٦

قال السجّاد (عليه السلام): يا سوأتاه لمن غلبت إحداته عشراته _ يريد أنّ السيّئة بواحدة والحسنة بعشرة _.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٩
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٧

قال السجّاد (عليه السلام): إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإنّ الآخرة قد ترحّلت مقبلة، ولكلّ واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فكونوا من الزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، لأنّ الزاهدين اتّخذوا أرض الله بساطاً، والتراب فراشاً، والمدر وساداً، والماء طيباً، وقرّضوا المعاش من الدنيا تقريضاً.

اعلموا أنّه من اشتاق إلى الجنّة سارع إلى الحسنات وسلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه وراجع عن المحارم، ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها ولم يكرهها.

وإنّ لله عزّ وجلّ لعباداً قلوبهم معلّقة بالآخرة وثوابها، وهم كمن رأى أهل الجنّة في الجنّة مخلّدين منعّمين، وكمن رأى أهل النار في النار معذّبين، فأولئك شرورهم وبوائقهم عن الناس مأمونة، وذلك أنّ قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله، فطرفهم عن الحرام مغضوض، وحوائجهم إلى الناس خفيفة، قبلوا اليسير من الله في المعاش وهو القوت، فصبروا أيّاماً قصارى لطول الحسرة يوم القيامة.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٣٩-١٤۰
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٨

قال للسجّاد (عليه السلام) رجل: إنّي لأحبّك في الله حبّاً شديداً، فنكس رأسه ثمّ قال (عليه السلام): اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أحبّ فيك وأنت لي مبغض، ثمّ قال (عليه السلام) له: أحبّك للذي تحبّني فيه.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤۰
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٧٩

قال السجّاد (عليه السلام): ربّ مغرور مفتون يصبح لاهياً ضاحكاً، يأكل ويشرب وهو لا يدري لعلّه قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جهنّم.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤۰
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٠

قال السجّاد (عليه السلام): ثلاث منجيات للمؤمن: كفّ لسانه عن الناس واغتيابهم، وإشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته ودنياه، وطول البكاء على خطيئته.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤۰
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨١

قال السجّاد (عليه السلام): نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودّة والمحبّة له عبادة.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤۰
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٢

قال السجّاد (عليه السلام): ثلاث من كنّ فيه من المؤمنين كان في كنف الله، وأظلّه الله يوم القيامة في ظلّ عرشه، وآمنه من فزع اليوم الأكبر: من أعطى من نفسه ما هو سائلهم لنفسه، ورجل لم يقدّم يداً ولا رجلاً حتّى يعلم أنّه في طاعة الله قدّمها أو في معصيته، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتّى يترك ذلك العيب من نفسه، وكفى بالمرء شغلاً بعيبه لنفسه عن عيوب الناس.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤۰
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٣

قال السجّاد (عليه السلام): ما من شيء أحبّ إلى الله بعد معرفته من عفّة بطن وفرج، وما من شيء أحبّ إلى الله من أن يسأل.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤١
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٤

قال السجّاد (عليه السلام) لابنه محمّد الباقر (عليه السلام): افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن بأهل كنت أنت أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤١
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٥

قال السجّاد (عليه السلام): سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمداً، سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكراً.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٢
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٦

قال السجّاد (عليه السلام): خف الله تعالى لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك، ولا تعادينّ أحداً وإن ظننت أنّه لا يضرّك، ولا تزهدنّ صداقة أحد وإن ظننت أنّه لا ينفعك، فإنّك لا تدري متى ترجو صديقك ولا تدري متى تخاف عدوّك؟ ولا يعتذر إليك أحد إلّا قبلت عذره وإن علمت أنّه كاذب، وليقلّ عيب الناس على لسانك.

المصدر الأصلي: الدرّة الباهرة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٢
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٧

قال السجّاد (عليه السلام): ما استغنى أحد بالله إلّا افتقر الناس إليه، ومن اتّكل على حسن اختيار الله عزّ وجلّ له، لم يتمنّ أنّه في غير الحال التي اختارها الله تعالى له.

المصدر الأصلي: الدرّة الباهرة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٢
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٨

قال السجّاد (عليه السلام): ألا وإنّ أوّل ما يسألانك، عن ربّك الذي كنت تعبده، وعن نبيّك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولّاه، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته؟ ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته؟ فخذ حذرك وانظر لنفسك، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار … .

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٣
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٨٩

قال طاووس اليماني: مررت بالحجر، فإذا أنا بشخص راكع وساجد، فتأمّلته فإذا هو عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فقلت: يا نفس، رجل صالح من أهل بيت النبوّة _ والله _ لأغتنمنّ دعاءه، فجعلت أرقبه حتّى فرغ من صلاته ورفع باطن كفّيه إلى السماء، وجعل يقول: سيّدي، سيّدي، هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة، وعيناي بالرجاء ممدودة، وحقّ لمن دعاك بالندم تذلّلاً أن تجيبه بالكرم تفضّلاً.

سيّدي، أ من أهل الشقاء، فأطيل بكائي؟ أم من أهل السعادة خلقتني، فأبشّر رجائي؟

سيّدي، أ لضرب المقامع خلقت أعضائي؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي؟

سيّدي، لو أنّ عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت أوّل الهاربين منك، لكنّي أعلم أنّي لا أفوتك.

سيّدي، لو أنّ عذابي ممّا يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه، غير أنّي أعلم أنّه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين، ولا ينقص منه معصية العاصين.

سيّدي، ما أنا وما خطري؟ هب لي بفضلك وجلّلني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك.

إلهي وسيّدي، ارحمني مصروعاً على الفراش تقلّبني أيدي أحبّتي، وارحمني مطروحاً على المغتسل يغسّلني صالح جيرتي، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي.

قال طاووس: فبكيت حتّى علا نحيبي، فالتفت إليّ فقال (عليه السلام): ما يبكيك يا يماني؟ أ وليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت: حبيبي، حقيق على الله أن لا يردّك وجدّك محمّد (صلى الله عليه وآله)، قال: فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت إليهم، فقال (عليه السلام):

معاشر أصحابي، أوصيكم بالآخرة، ولست أوصيكم بالدنيا، فإنّكم بها مستوصون وعليها حريصون وبها مستمسكون.

معاشر أصحابي، إنّ الدنيا دار ممرّ، والآخرة دار مقرّ، فخذوا من ممرّكم لمقرّكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم.

أ ما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية؟ لم تروا كيف فضح مستورهم، وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم، ولين رفاهيتهم، صاروا حصائد النقم ومدارج المثلاث؟ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٦-١٤٧
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٠

قال السجّاد (عليه السلام): أشدّ ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى، فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النار.

ثمّ قال: إن نجوت _ يا بن آدم _ عند الموت فأنت أنت وإلّا هلكت، وإن نجوت _ يا بن آدم _ حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلّا هلكت، وإن نجوت _ يا بن آدم _ في مقام القيامة فأنت أنت وإلّا هلكت، وإن نجوت _ يا بن آدم _ حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلّا هلكت، وإن نجوت _ يا بن آدم _ حين يقوم الناس لربّ العالمين فأنت أنت وإلّا هلكت، ثمّ تلا: ﴿وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾ قال (عليه السلام): «هو القبر وإنّ لهم فيه لمعيشة ضنكاً، والله، إنّ القبر لروضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النار» ثمّ أقبل على رجل من جلسائه، فقال (عليه السلام) له: قد علم ساكن السماء ساكن الجنّة من ساكن النار، فأيّ الرجلين أنت؟ وأيّ الدارين دارك؟

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٤٨
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩١

قال السجّاد (عليه السلام): أظهر اليأس من الناس، فإنّ ذلك من الغنى، وأقلّ طلب الحوائج إليهم، فإنّ ذلك فقر حاضر، وإيّاك وما يعتذر منه، وصلّ صلاة مودّع، وإن استطعت أن تكون اليوم خيراً منك أمس وغداً خيراً منك اليوم فافعل.

المصدر الأصلي: المجالس للمفيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٢
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٢

روي أنّ عليّ بن الحسين (عليه السلام) رأى يوماً الحسن البصري وهو يقصّ عند الحجر الأسود، فقال (عليه السلام) له: أ ترضى _ يا حسن _ نفسك للموت؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فعملك للحساب؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فللّه في أرضه معاذ غير هذا البيت؟ قال: لا، قال (عليه السلام): فلم تشغل الناس عن الطواف؟

وقيل له (عليه السلام) يوماً: إنّ الحسن البصري قال: ليس العجب ممّن هلك كيف هلك؟ وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا؟ فقال (عليه السلام): أنا أقول: ليس العجب ممّن نجا كيف نجا؟ وأمّا العجب ممّن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله؟

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٣
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٣

نظر السجّاد (عليه السلام) إلى سائل يبكي فقال: لو أنّ الدنيا كانت في كفّ هذا، ثمّ سقطت منه ما كان ينبغي له أن يبكي عليها.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٨
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٤

سئل السجّاد (عليه السلام): لم أوتم النبيّ (صلى الله عليه وآله) من أبويه؟ فقال (عليه السلام): لئلّا يوجب عليه حقّ المخلوق.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٨
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٥

قيل للسجّاد (عليه السلام): ما أشدّ بغض قريش لأبيك! قال (عليه السلام): لأنّه أورد أوّلهم النار، وألزم آخرهم العار.

ثمّ جرى ذكر المعاصي، فقال (عليه السلام): عجبت لمن يحتمي عن الطعام لمضرّته، ولا يحتمي من الذنب لمعرّته!

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٨-١٥٩
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٦

قيل للسجّاد (عليه السلام): كيف أصبحت؟ قال (عليه السلام): أصبحنا خائفين برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأصبح جميع أهل الإسلام آمنين به.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٩
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٧

قال السجّاد (عليه السلام): لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسعة رحمة الله عزّ وجلّ، خف الله عزّ وجلّ لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك … .

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٩
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٨

قال السجّاد (عليه السلام): إيّاك والابتهاج بالذنب، فإنّ الابتهاج به أعظم من ركوبه.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٥٩
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٧١٩٩

جاء رجل إلى عليّ بن الحسين (عليه السلام) يشكو إليه حاله، فقال (عليه السلام): مسكين ابن آدم، له في كلّ يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهنّ، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وأمر الدنيا.

فأمّا المصيبة الأولى: فاليوم الذي ينقص من عمره، وإن ناله نقصان في ماله اغتمّ به، والدرهم يخلف عنه والعمر لا يردّه شيء.

والثانية: أنّه يستوفي رزقه، فإن كان حلالاً حوسب عليه، وإن كان حراماً عوقب عليه.

والثالثة: أعظم من ذلك، قيل: وما هي؟ قال (عليه السلام): ما من يوم يمسي إلّا وقد دنا من الآخرة مرحلة، لا يدري على الجنّة أم على النار؟

المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٦۰
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٢٠٠

قال السجّاد (عليه السلام): كلّ عين ساهرة يوم القيامة إلّا ثلاث عيون: عين سهرت في سبيل الله، وعين غضّت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله.

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٦١
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٢٠١

تشاجر السجّاد (عليه السلام) وبعض الناس في مسائل من الفقه، فقال (عليه السلام): يا هذا، إنّك لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئیل في رحالنا، أ فيكون أحد أعلم بالسنّة منّا؟

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٦١
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٢٠٢

كان السجّاد (عليه السلام) إذا صلّى تبرّز إلى مكان خشن يتخفّى ويصلّي فيه، وكان كثير البكاء.

فخرج يوماً في حرّ شديد إلى الجبال ليصلّي فيه فتبعه مولىً له، وهو ساجد على الحجارة وهي خشنة حارّة وهو يبكي، فجلس مولاه حتّى فرغ، فرفع رأسه فكأنّه قد غمس رأسه ووجهه في الماء من كثرة الدموع، فقال مولاه: يا مولاي، أ ما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال (عليه السلام): ويحك، إنّ يعقوب نبيّ ابن نبيّ، كان له اثنى عشر ولداً فغيّب عنه واحد منهم، فبكى حتّى ذهب بصره واحدودب ظهره وشاب رأسه من الغمّ، وكان ابنه حيّاً يرجو لقاءه، فإنّي رأيت أبي وأخي وأعمامي وبني عمّي ثمانية عشر مقتّلين صرعى تسفي عليهم الريح، فكيف ينقضي حزني وترقأ عبرتي؟

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص١٦١-١٦٢