Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢١٦٩

دخل أمير المؤمنين عليه السلام مكّة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: يا صاحب البيت، البيت بيتك والضيف ضيفك، ولكلّ ضيف من ضيفه قرىً، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه: أ ما تسمعون كلام الأعرابيّ؟ قالوا: نعم، فقال عليه السلام: الله أكرم من أن يردّ ضيفه. فلمّا كانت الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن، وهو يقول: يا عزيزاً في عزّك، فلا أعزّ منك في عزّك، أعزّني بعزّ عزّك في عزّ لا يعلم أحد كيف هو، أتوجّه إليك وأتوسّل إليك بحقّ محمّد وآل محمّد عليهم السلام عليك، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك، واصرف عنّي ما لا يصرفه أحد غيرك.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه: هذا _ والله _ الاسم الأكبر بالسريانية، أخبرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله، سأله الجنّة فأعطاه، وسأله صرف النار وقد صرفها عنه.

فلمّا كانت الليلة الثالثة وجده وهو متعلّق بذلك الركن، وهو يقول: يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان بلا كيفيّة كان، ارزق الأعرابيّ أربعة آلاف درهم.

فتقدّم إليه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أعرابي، سألت ربّك القرى فقراك، وسألته الجنّة فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم؟ قال الأعرابيّ: من أنت؟ قال عليه السلام: أنا عليّ بن أبي طالب، قال الأعرابيّ: أنت _ والله _ بغيتي، وبك أنزلت حاجتي، قال عليه السلام: سل يا أعرابي، قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم أقضي به ديني، وألف درهم أشتري به داراً، وألف درهم أتعيّش منه. قال عليه السلام: أنصفت يا أعرابيّ، فإذا خرجت من مكّة، فاسأل عن داري بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله.

فأقام الأعرابيّ بمكّة أسبوعاً وخرج في طلب أمير المؤمنين عليه السلام إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله، ونادى: من يدلّني على دار أمير المؤمنين عليّ؟ فقال الحسين بن عليّ عليه السلام من بين الصبيان: أنا أدلّك على دار أمير المؤمنين وأنا ابنه الحسين بن عليّ، فقال الأعرابيّ: من أبوك؟ قال عليه السلام: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، قال: من أمّك؟ قال عليه السلام: فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، قال: من جدّك؟ قال عليه السلام: رسول الله محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب، قال: من جدّتك؟ قال عليه السلام: خديجة بنت خويلد، قال: من أخوك؟ قال عليه السلام: أبو محمّد الحسن بن عليّ، قال: لقد أخذت الدنيا بطرفيها، امش إلى أمير المؤمنين وقل له: إنّ الأعرابي صاحب الضمان بمكّة على الباب، فدخل الحسين بن عليّ عليه السلام، فقال: يا أبة، أعرابيّ بالباب، يزعم أنّه صاحب الضمان بمكّة، فقال عليه السلام: يا فاطمة، عندك شيء يأكله الأعرابي؟ قالت: اللّهمّ، لا.

فتلبّس أمير المؤمنين عليه السلام وخرج وقال: ادعوا لي أبا عبد الله سلمان الفارسي، فدخل إليه سلمان الفارسي، فقال: يا أبا عبد الله، اعرض الحديقة التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وآله لي على التجّار.

فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة، فباعها باثني عشر ألف درهم، وأحضر المال وأحضر الأعرابيّ، فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهماً نفقة، ووقع الخبر إلى سوّال المدينة فاجتمعوا.

فجلس عليّ عليه السلام والدراهم مصبوبة بين يديه حتّى اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة، وجعل يعطي رجلاً رجلاً حتّى لم يبق معه درهم واحد.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤١
، ص٤٤-٤٥