Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في ما أثر عن سلمان الفارسي من حكم ومواعظ والكتاب الذي أرسله إلى عمر بن الخطاب عندما كان واليه على المدائن، وأنه قد أدرك علم الأولين والآخرين، وفي من ولي تغسيله وتكفينه ودفنه، وفي زهده بالدنيا، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٤

قال السجّاد عليه السلام: وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة، فقال له الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان: أمّا أوّلي وأوّلك فنطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خفّ ميزانه فهو اللئيم.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٥٥
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٥

قال الصادق عليه السلام: قال سلمان: عجبت بستّ! ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني:

فأمّا الذي أبكتني: ففراق الأحبّة محمّد صلى الله عليه وآله وحزبه، وهول المطّلع، والوقوف بين يدي الله.

وأمّا التي أضحكتني: فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه، لا يدري أ رضىً لله أم سخط؟

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٦٠
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٦

قال الصادق عليه السلام: مرض رجل من أصحاب سلمان رحمة الله عليه فافتقده، فقال: أين صاحبكم؟ قالوا: مريض؛ قال: امشوا بنا نعوده، فقاموا معه.

فلمّا دخلوا عليه فإذا هو يجود بنفسه، فقال سلمان: يا ملك الموت، ارفق بوليّ الله، فقال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: يا أبا عبد الله، إنّي أرفق بالمؤمنين، ولو ظهرت لأحد لظهرت لك.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٦٠
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٧

احتجاج سلمان الفارسي _ رضوان الله علیه _  على عمر بن الخطّاب في جواب كتاب كتبه إليه، كان حين هو عامله على المدائن بعد حذيفة بن اليمان: بسم الله الرحمن الرحيم، من سلمان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عمر بن الخطّاب: أمّا بعد، فإنّه قد أتاني
منك كتاب يا عمر، تؤنّبني ١ فيه وتعيّرني وتذكر فيه أنّك بعثتني أميراً على أهل المدائن، وأمرتني أن أقصّ أثر حذيفة، وأستقصي أيّام أعماله وسيره، ثمّ أعلمك قبيحها وحسنها، وقد نهاني الله عن ذلك يا عمر، في محكم كتابه، حيث قال:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغتَب بَّعضُكُم بَعضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتًا فَكَرِهتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله﴾؛ وما كنت لأعصي الله في أثر حذيفة وأطيعك. وأمّا ما ذكرت أنّي أقبلت على سفّ الخوص ٢ وأكل الشعير، فما هما ممّا يعيّر به مؤمن ويؤنّب عليه، وأيم الله يا عمر، لأكل الشعير وسفّ الخوص والاستغناء به عن ريع المطعم والمشرب، وعن غصب مؤمن حقّه، وادّعاء ما ليس له بحقّ، أفضل وأحبّ إلى الله وأقرب للتقوى، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصاب الشعير أكله وفرح به ولم يسخط.

وأمّا ما ذكرت من عطائي فإنّي قدّمته ليوم فاقتي وحاجتي؛ وربّ العزّة يا عمر، ما أبالي إذا جاز طعامي لهواتي وساغ لي في حلقي، أ لباب البرّ ومخّ المعز كان أو خشارة ٣ الشعير؟

وأمّا قولك: إنّي أضعفت سلطان الله وأوهنته، وأذللت نفسي وامتهنتها حتّى جهل أهل المدائن إمارتي، فاتّخذوني جسراً يمشون فوقي، ويحملون عليّ ثقل حمولتهم، وزعمت أنّ ذلك ممّا يوهن سلطان الله ويذلّه.

فاعلم أنّ التذلّل في طاعة الله أحبّ إليّ من التعزّز في معصية الله، وقد علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يتألّف الناس ويتقرّب منهم، ويتقرّبون منه في نبوّته وسلطانه، حتّى كأنّه في الدنوّ منهم، وقد كان يأكل الجشب ويلبس الخشن، وكان الناس عنده قرشيّهم وعربيّهم وأبيضهم وأسودهم سواء في الدين، فأشهد أنّي سمعته يقول: «من ولي سبعة من المسلمين بعدي ثمّ لم يعدل فيهم، لقي الله وهو عليه غضبان».

فليتني يا عمر، أسلم من إمارة المدائن مع ما ذكرت أنّي ذلّلت نفسي وامتهنتها، فكيف يا عمر، حال من ولي الأمّة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وإنّي سمعت الله يقول: ﴿تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرضِ وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ﴾.

اعلم أنّي لم أتوجّه _ أسوسهم وأقيم حدود الله فيهم _ إلّا بإرشاد دليل عالم، فنهجت فيهم بنهجه، وسرت فيهم بسيرته.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٦٠-٣٦١
(١) «التَأْنيب»: المبالغة في التَوْبِيخ. لسان العرب، ج١، ص٢١٧.
(٢) «سَفّ الخُوص»: نسج ورق النخل بعضه علی بعض. كتاب العين، ج٧، ص١٩٣.
(٣) «الخُشَارَةُ من الشعیر»: ما لا لبّ له. لسان العرب، ج٤، ص٢٤٠.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٨

روي أنّ عليّاً عليه السلام دخل المسجد بالمدينة غداة يوم قال: رأيت في النوم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال لي: إنّ سلمان توفّي، ووصّاني بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، وها أنا خارج إلى المدائن لذلك؛ فقال عمر: خذ الكفن من بيت المال، فقال عليّ عليه السلام: ذلك مكفيّ مفروغ منه.

فخرج والناس معه إلى ظاهر المدينة، ثمّ خرج وانصرف الناس. فلمّا كان قبل ظهيرة رجع وقال: دفنته، وأكثر الناس لم يصدّقوا حتّى كان بعد مدّة وصل من المدائن مكتوب: «أنّ سلمان توفّي في يوم كذا، ودخل علينا أعرابي فغسّله وكفّنه وصلّى عليه ودفنه، ثمّ انصرف»، فتعجّب الناس كلّهم.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٦٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٧٩

قال الصادق عليه السلام: أدرك سلمان العلم الأوّل والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منّا أهل البيت، بلغ من علمه أنّه مرّ برجل في رهط، فقال له: يا عبد الله، تب إلى الله من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة، ثمّ مضى.

فقال له القوم: لقد رماك سلمان بأمر، فما رفعته عن نفسك؟ قال: إنّه أخبرني بأمر ما اطّلع عليه إلّا الله وأنا.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٧٣
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٠

روي أنّ سعد بن أبي وقّاص دخل على سلمان الفارسي يعوده فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا با عبد الله؟ توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عنك راضٍ وترد عليه الحوض، فقال سلمان: أما إنّي لا أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا، ولكنّ رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا، فقال: ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب وحولي هذه الأساود وإنّما حوله إجّانة ١ وجفنة ٢ ومطهرة.

بيــان:
يريد بـ «الأساود»: الشخوص من المتاع الذي كان عنده، وكلّ شخص من إنسان أو متاع أو غيره سواد، ويجوز أن يريد بـ «الأساود»: الحيّات جمع أسود، شبّهها بها لاستضراره بمكانها.
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨١
(١) «الإِجَّانَة»: إِناء يُغسل فيه الثياب. المصباح المنير، ج٢، ص٦.
(٢) «الجَفْنة»: أعظم ما يكون من القصاع. لسان العرب، ج١٣، ص٨٩.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨١

قال الصادق عليه السلام: قال سلمان _ رضی الله عنه _ : إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنّت.

بيــان:
«الالتياث»: الاختلاط، والالتفات، والإبطاء، والحبس.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨١
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٢

قال الصادق عليه السلام: تزوّج سلمان امرأة من كندة، فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة، فقال سلمان: إنّ في بيتكم هذا لمريضاً، أو قد تحوّلت الكعبة فيه؟ فقيل: إنّ المرأة أرادت أن تستر على نفسها فيه؛ قال: فما هذه الجارية؟ قالوا: كان لها شيء فأرادت أن تخدم.

قال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أيّما رجل كانت عنده جارية، فلم يأتها أو لم يزوّجها من يأتيها ثمّ فجرت كان عليه وزر مثلها، ومن أقرض قرضاً فكأنّما تصدّق بشطره، فإذا أقرضه الثانية كان برأس المال، وأداء الحقّ إلى صاحبه أن يأتيه في بيته أو في رحله، فيقول: ها خذه.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨٣
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٣

قال سلمان _ رضی الله عنه _ : لولا السجود لله، ومجالسة قوم يتلفّظون طيّب الكلام كما يتلفّظ طيّب التمر، لتمنّيت الموت.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٤

ذكر عند الباقر عليه السلام سلمان، فقال: ذاك سلمان المحمّدي، إنّ سلمان منّا أهل البيت، إنّه كان يقول للناس: هربتم من القرآن إلى الأحاديث، وجدتم كتاباً دقيقاً حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبّة خردل، فضاق ذلك عليكم، وهربتم إلى الأحاديث التي اتّسعت عليكم.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨٥
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٥

قال الصادق عليه السلام: مرّ سلمان على الحدّادين بالكوفة، فرأى شابّاً قد صعق، والناس قد اجتمعوا حوله، فقالوا له: يا أبا عبد الله، هذا الشابّ قد صرع، فلو قرأت في أذنه، فدنا منه سلمان، فلمّا رآه الشابّ أفاق وقال: يا أبا عبد الله، ليس بي ما يقول هؤلاء القوم، ولكنّي مررت الحدّادين وهم يضربون المرزبات ١ ، فذكرت قوله تعالی: ﴿وَلَهُم مَّقَامِعُ مِن حَدِيدٍ﴾؛ فذهب عقلي خوفاً من عقاب الله تعالى.

فاتّخذه سلمان أخاً، ودخل قلبه حلاوة محبّته في الله تعالی، فلم يزل معه حتّى مرض الشابّ، فجاءه سلمان فجلس عند رأسه وهو يجود بنفسه، فقال: يا ملك الموت، ارفق بأخي، قال: يا أبا عبد الله، إنّي بكلّ مؤمن رفيق.

المصدر الأصلي: المجالس للمفيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨٥-٣٨٦
(١) «المِرْزَبة»: المطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد. لسان العرب، ج١، ص٤١٧.
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٦

قال الصادق عليه السلام: خطب سلمان، فقال: الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي له … إنّ عند عليّ عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب، على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «أنت وصيّي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى»، ولكنّكم أصبتم سنّة الأوّلين، وأخطأتم سبيلكم.

والذي نفس سلمان بيده،﴿لَتَركَبنَّ طَبَقاً عَن طَبَق﴾، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة؛ أما والله، لو ولّيتموها عليّاً عليه السلام لأكلتم من فوقكم، ومن تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء، ونابذتكم على سواء، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.

أما والله، لو أنّي أدفع ضيماً أو أعزّ الله ديناً، لوضعت سيفي على عاتقي ثمّ لضربت به قدماً قدماً، ألا إنّي أحدّثكم بما تعلمون وبما لا تعلمون، فخذوها من سنة السبعين بما فيها.

ألا إنّ لبني أميّة في بني هاشم نطحات، وإنّ لبني أميّة من آل هاشم نطحات، ألا وإنّ بني أميّة كالناقة الضروس ١ تعضّ بفيها، وتخبط بيديها، وتضرب برجليها، وتمنع درّها إلّا أنّه حقّ على الله أن يذلّ ناديها.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال:
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٨٦-٣٨٧
(١) «الضَروس»: العضوض، سیّئة الخلق. لسان العرب، ج٦، ص١١٨.
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٦٨٧

قالت عائشة: كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وآله ينفرد به بالليل، حتّى كاد يغلبنا على رسول الله صلى الله عليه وآله.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٣٩١