Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أن الإمام يعلم جميع اللغات وهو المراد من فضل الخطاب، وفي أن علم الإمام كالبحر الذي لا ينفد،وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٥٧

قال أبو الصلت الهروي: كان الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغاتهم، وكان _ والله _ أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة، فقلت له يوماً: يا بن رسول الله، إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت، أنا حجّة الله على خلقه، وما كان ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أ وما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام: أوتينا ﴿فَصلَ الخِطَابِ﴾؟ فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات.

المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٦
، ص١٩٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٨٥٨

قال عليّ بن أبي حمزة البطائني: كنت عند الكاظم عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبش وقد اشتروهم له، فكلّم غلاماً منهم وكان من الحبش جميل، فكلّمه بكلامه ساعة حتّى أتى على جميع ما يريد، وأعطاه درهماً، فقال عليه السلام: أعط أصحابك هؤلاء كلّ غلام منهم كلّ هلال ثلاثين درهماً، ثمّ خرجوا، فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلّم هذا الغلام بالحبشية فماذا أمرته؟ قال عليه السلام: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً، ويعطيهم في كلّ هلال ثلاثين درهماً، وذلك أنّي لمّا نظرت إليه علمت أنّه غلام عاقل من أبناء ملكهم، فأوصيته بجميع ما احتاج إليه، فقبل وصيّتي ومع هذا غلام صدق.

ثمّ قال عليه السلام: لعلّك عجبت من كلامي إيّاه بالحبشية، لا تعجب، فما خفي عليك من أمر الإمام أعجب وأكثر، وما هذا من الإمام في علمه إلّا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء، أ فترى الذي أخذ بمنقاره نقّص من البحر شيئاً؟

قال عليه السلام: فإنّ الإمام بمنزلة البحر، لا ينفد ما عنده وعجائبه أكثر من ذلك، والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقّص من البحر شيئاً، كذلك العالم لا ينقّصه علمه شيئاً، ولا تنفد عجائبه.

بيــان:
تبیین: أمّا كونهم عالمين باللغات فالأخبار فيه قريبة من حدّ التواتر، وبانضمام الأخبار العامّة لا يبقى فيه مجال شكّ، وأمّا علمهم بالصناعات فعمومات الأخبار المستفيضة دالّة عليه، حيث ورد فيها أنّ الحجّة لا يكون جاهلاً في شيء يقول: «لا أدري»، مع ما ورد أنّ عندهم علم ما كان وما يكون، وأنّ علوم جميع الأنبياء وصل إليهم، مع أنّ أكثر الصناعات منسوبة إلى الأنبياء عليهم السلام، وقد فسّر تعليم الأسماء لآدم عليه السلام بما يشمل جميع الصناعات.
وبالجملة، لا ينبغي للمتتبّع الشكّ في ذلك أيضاً، وأمّا حكم العقل بلزوم الأمرين ففيه توقّف، وإن كان القول به غير مستبعد. (ص١٩٣)
المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٦
، ص١٩٠-١٩١