Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في جرى بين الإمام الصادق (ع) وبين المنصور العباسي وفي محاولة المنصور قتل الإمام (ع)، وفي نصائحة ع للمنصور، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٤

قال الربیع حاجب المنصور العبّاسي: دعاني المنصور يوماً فقال: يا ربيع، أحضر جعفر بن محمّد، والله، لأقتلنّه، فوجّهت إليه، فلمّا وافى قلت: يا بن رسول الله، إن كان لك وصيّة أو عهد تعهده فافعل، فقال (عليه السلام): استأذن لي عليه، فدخلت إلى المنصور فأعلمته موضعه، فقال: أدخله.

فلمّا وقعت عين جعفر (عليه السلام) على المنصور، رأيته يحرّك شفتيه بشيء لم أفهمه ومضى، فلمّا سلّم على المنصور نهض إليه فاعتنقه وأجلسه إلى جانبه، وقال له: ارفع حوائجك، فأخرج رقاعاً لأقوام وسأل في آخرين، فقضيت حوائجه، فقال المنصور: ارفع حوائجك في نفسك، فقال له جعفر (عليه السلام): لا تدعني حتّى أجيئك، فقال له المنصور: ما لي إلى ذلك سبيل، وأنت تزعم للناس _ يا أبا عبد الله _ أنّك تعلم الغيب، فقال جعفر (عليه السلام): من أخبرك بهذا؟ فأومأ المنصور إلى شيخ قاعد بين يديه.

فقال جعفر (عليه السلام) للشيخ: أنت سمعتني أقول هذا؟ قال الشيخ: نعم، قال جعفر للمنصور: أ يحلف يا أمير المؤمنين؟ فقال له المنصور: احلف، فلمّا بدأ الشيخ في اليمين، قال جعفر (عليه السلام) للمنصور: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام): إنّ العبد إذا حلف باليمين التي ينزّه اللهعزّ وجلّ فيها وهو كاذب، امتنع الله عزّ وجلّ من عقوبته عليها في عاجلته لما نزّه الله عزّ وجلّ، ولكنّي أنا أستحلفه، فقال المنصور: ذلك لك، فقال جعفر (عليه السلام) للشيخ: قل: أبرأ إلى الله من حوله وقوّته وألجأ إلى حولي وقوّتي، إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول، فتلكّأ الشيخ، فرفع المنصور عموداً كان في يده فقال: والله، لئن لم تحلف لأعلونّك بهذا العمود، فحلف الشيخ، فما أتمّ اليمين حتّى دلع لسانه كما يدلع الكلب، ومات لوقته، ونهض جعفر (عليه السلام).

قال الربيع: فقال لي المنصور: ويلك، اكتمها الناس لا يفتتنون. قال الربيع: فحلّفت جعفراً (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله، إنّ منصوراً كان قد همّ بأمر عظيم، فلمّا وقعت عينك عليه وعينه عليك زال ذلك، فقال (عليه السلام): يا ربيع، إنّي رأيت البارحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في النوم، فقال (عليه السلام) لي: يا جعفر، خفته؟ فقلت: نعم، يا رسول الله، فقال لي: إذا وقعت عينك عليه فقل: «ببسم الله أستفتح، وببسم الله أستنجح، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله) أتوجّه، اللّهمّ ذلّل لي صعوبة أمري وكلّ صعوبة، وسهّل لي حزونة أمري وكلّ حزونة، واكفني مؤونة أمري وكلّ مؤونة».

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦٤-١٦٥
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٥

قال أبو جعفر منصور الدوانيقي بالحيرة للصادق (عليه السلام): يا أبا عبد الله، ما بال الرجل من شيعتكم يستخرج ما في جوفه في مجلس واحد، حتّى يعرف مذهبه؟ فقال (عليه السلام): ذلك لحلاوة الإيمان في صدورهم، من حلاوته يبدونه تبدّياً.

المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٦

قال المنصور يوماً للصادق (عليه السلام) وقد وقع على المنصور ذباب فذبّه عنه، ثمّ وقع عليه فذبّه عنه، ثمّ وقع عليه فذبّه عنه، فقال: يا أبا عبد الله، لأيّ شيء خلق اللهعزّ وجلّ الذباب؟ قال (عليه السلام): ليذلّ به الجبّارين.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٧

قال الصادق (عليه السلام): كنت عند زياد بن عبيد الله ١ وجماعة من أهل بيتي، فقال: يا بني عليّ وفاطمة، ما فضلكم على الناس؟ فسكتوا، فقلت: إنّ من فضلنا على الناس أنّا لا نحبّ أن نكون من أحد سوانا، وليس أحد من الناس لا يحبّ أن يكون منّا إلّا أشرك، ثمّ قال (عليه السلام): ارووا هذا الحديث.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦٦
(١) زياد بن عبيد اللّه الحارثي (م١٦۰ه‍): خال أبي العبّاس السفّاح، وهو والي المدينة ومكّة لأبي العبّاس السفّاح وأبي جعفر المنصور، وعزل عنها سنة إحدى وأربعين. راجع: تاريخ مدينة دمشق، ج١٩، ص١٥٦.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٨

قال الربيع صاحب المنصور: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) يستقدمه لشيء بلغه عنه، فلمّا وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال: أعيذك بالله من سطوة هذا الجبّار، فإنّي رأيت حرده ١ عليك شديداً، فقال الصادق (عليه السلام): عليّ من الله جنّة واقية، تعينني عليه إن شاء الله، استأذن لي عليه، فاستأذن فأذن له.

فلمّا دخل سلّم فردّ (عليه السلام) السلام … فقال الصادق (عليه السلام): أنا فرع من فرع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوّة، وأديب السفرة، وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور، وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر. فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال: هذا قد أحالني على بحر موّاج لا یدرك طرفه، ولا يبلغ عمقه، تحار فيه العلماء ويغرق فيه السبحاء، ويضيق بالسابح عرض الفضاء، هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء الذي لا يجوز نفيه، ولا يحلّ قتله، ولولا ما يجمعني وإيّاه شجرة طاب أصلها، وبسق فرعها، وعذب ثمرها، وبوركت في الذرّ، وقدّست في الزبر، لكان منّي إليه ما لا يحمد في العواقب، لما يبلغني عنه من شدّة عيبه لنا، وسوء القول فينا.

فقال الصادق (عليه السلام): لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النار، فإنّ النمّام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس، فقد قال الله تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُم فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَومًا بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ﴾، ونحن لك أنصار وأعوان، ولملكك دعائم وأركان، ما أمرت بالمعروف والإحسان، وأمضيت في الرعيّة أحكام القرآن، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان. وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك، فإنّ المكافي ليس بالواصل، إنّما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها، فصل رحمك، يزد الله في عمرك، ويخفّف عنك الحساب يوم حشرك.

فقال المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، وتجاوزت عنك لصدقك، فحدّثني عن نفسك بحديث أتّعظ به، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات، فقال الصادق (عليه السلام): عليك بالحلم، فإنّه ركن العلم، واملك نفسك عند أسباب القدرة، فإنّك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظاً، أو تداوي حقداً، أو يحبّ أن يذكر بالصولة، واعلم أنّك إن عاقبت مستحقّاً لم تكن غاية ما توصف به إلّا العدل، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر.

فقال المنصور: وعظت فأحسنت، وقلت فأوجزت، فحدّثني عن فضل جدّك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حديثاً لم تأثره العامّة، فقال الصادق (عليه السلام): حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السماء عهد إلي ربّي جلّ جلاله في عليّ (عليه السلام) ثلاث كلمات، فقال: يا محمّد، فقلت: لبّيك ربّي وسعديك، فقال عزّ وجلّ: إنّ عليّاً إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، فبشّره بذلك، فبشّره النبيّ (صلى الله عليه وآله) بذلك، فخرّ عليّ (عليه السلام) ساجداً شكراً لله عزّ وجلّ، ثمّ رفع رأسه فقال: يا رسول الله، بلغ من قدري حتّى أنّي أذكر هناك؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، وإنّ الله يعرفك، وإنّك لتذكر في الرفيق الأعلى، فقال المنصور: ﴿ذَلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاء﴾.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٦٧-١٦٩
(١) «الحَرْد»: الجِدّ والقصد. لسان العرب، ج٣، ص١٤٤.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٦٩

كتب المنصور إلى الصادق (عليه السلام): لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّئك، ولا تراها نقمة فنعزّيك بها، فما نصنع عندك؟ فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك، فقال المنصور: والله، لقد ميّز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممّن يريد الآخرة، وإنّه ممّن يريد الآخرة لا الدنيا.

المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص١٨٤-١٨٥