Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في كيفية معاملة أصحاب النبي معه واحترامهم الفائق له (صلى الله عليه وآله)، وفي شأن نزول الآية الشريفة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ المُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ..)، وقوله تعالى: (إِنَّا فَتَحنَا لَكَ فَتحًا مُّبِينًا)، وفي أحداث صلح الحديبية ومحو اسم رسول الله من الصلح، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٦٨

ثمّ إنّ عروة بن مسعود الثقفي جعل يرمق ١ صحابة النبيّ صلى الله عليه وآله إذا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ابتدروا أمره، وإذا توضّأ ثاروا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النظر تعظيماً له.

فرجع عروة إلى أصحابه وقال: أي قوم، والله، لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله، ما رأيت ملكاً قطّ يعظّمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد محمّداً؛ إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النظر تعظيماً له.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٣٢
(١) «یَرمَقُ»: ینظُر. لسان العرب، ج١٠، ص ١٢٦.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٦٩

فلمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أصحابه، فقال: «اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف»، ليرى المشركون جلدهم وقوّتهم، فاستكفّ أهل مكّة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وهم يطوفون بالبيت.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٣٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٠

فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب والنبيّ صلى الله عليه وآله بالحديبية، فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم _ وقال مقاتل: هو صيفي بن الراهب _ في طلبها، وكان كافراً، فقال: يا محمّد، اردد عليّ امرأتي، فإنّك قد شرطت لنا أن تردّ علينا من أتاك منّا، وهذه طينة الكتاب لم تجفّ بعد، فنزلت الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ المُؤمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ﴾؛ من دار الكفر إلى دار الإسلام: ﴿فَامتَحِنُوهُنَّ﴾.

قال ابن عبّاس: امتحانهنّ أن يستحلفن ما خرجن من بغض زوج ولا رغبة عن أرض إلى أرض، ولا التماس دنيا، ولا خرجت إلّا حبّاً لله ولرسوله، فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وآله ما خرجت بغضاً لزوجها ولا عشقاً لرجل منّا، وما خرجت إلّا رغبة في الإسلام، فحلفت بالله الذي لا إله إلّا هو على ذلك، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله زوجها مهرها، وما أنفق عليها ولم يردّها عليه.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٣٧-٣٣٨
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧١

قال الصادق عليه السلام: كان سبب نزول هذه السورة: ﴿إِنَّا فَتَحنَا لَكَ فَتحًا مُّبِينًا﴾ وهذا الفتح العظيم، أنّ الله أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف، ويحلق مع المحلّقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج، فخرجوا، فلمّا نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله عليه السلام ستّة وستّين بدنة وأشعرها عند إحرامه، وأحرموا من ذي الحليفة ملبّين بالعمرة، وقد ساق من ساق منهم الهدي معرّات مجلّلات.

فلمّا بلغ قريش ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس كميناً ليستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فكان يعارضه على الجبال، فلمّا كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر، فأذّن بلال وصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس، فقال خالد بن الوليد: لو كنّا حملنا عليهم في الصلاة لأصبناهم، فإنّهم لا يقطعون صلاتهم، ولكن يجيء لهم الآن صلاة أخرى أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم. فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بصلاة الخوف، في قوله: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ﴾.

فلمّا كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية وهي على طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الأعراب في طريقه معه، فلم يتبعه منهم أحد، ويقولون: أ يطمع محمّد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم؟ إنّه لا يرجع محمّد وأصحابه إلى المدينة أبداً.

فلمّا نزل رسول الله صلى الله عليه وآله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللّات والعزّى لا يدعون محمّداً يدخل مكّة وفيهم عين تطرف، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله إنّي لم آت لحرب، وإنّما جئت لأقضي نسكي وأنحر بدني، وأخلّي بينكم وبين لحماتها.

فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي _ وكان عاقلاً لبيباً وهو الذي أنزل الله فيه: ﴿وَقَالُوا لَولَا نُزِّلَ هَذَا القُرآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ﴾ _ فلمّا أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عظّم ذلك، وقال: يا محمّد، تركت قومك وقد ضربوا الأبنية، وأخرجوا العوذ المطافيل، يحلفون باللّات والعزّى، لا يدعوك تدخل حرمهم وفيهم عين تطرف، أ فتريد أن تبير أهلك وقومك يا محمّد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما جئت لحرب، وإنّما جئت لأقضي نسكي، فأنحر بدني وأخلّي بينكم وبين لحماتها، فقال عروة: بالله، ما رأيت كاليوم أحداً صدّ عمّا صددت.

فرجع إلى قريش وأخبرهم، فقالت قريش: والله، لئن دخل محمّد مكّة وتسامعت به العرب لنذلّنّ ولتجترأنّ علينا العرب. فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو، فلمّا نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ويح قريش، قد نهكتهم الحرب، أ لا خلّوا بيني وبين العرب؟ فإن أك صادقاً فإنّما أجرّ الملك إليهم مع النبوّة، وإن أك كاذباً كفتهم ذؤبان العرب، لا يسأل اليوم امرؤ من قريش خطّة ليس لله فيها سخط إلّا أجبتهم إليه.

فوافوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا محمّد، إلى أن ننظر إلى ماذا يصير أمرك وأمر العرب، على أن ترجع من عامك هذا، فإنّ العرب قد تسامعت بمسيرك، فإن دخلت بلادنا وحرمنا استذلّتنا العرب واجترأت علينا، ونخلّي لك البيت في القابل في هذا الشهر ثلاثة أيّام حتّى تقضي نسكك وتنصرف عنّا.

فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك، وقالوا له: وتردّ إلينا كلّ من جاءك من رجالنا، ونردّ إليك كلّ من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أنّ المسلمين بمكّة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرائع الإسلام، فقبلوا ذلك.

فلمّا أجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الصلح أنكر عليه عامّة أصحابه وأشدّ ما كان إنكاراً عمر، فقال: يا رسول الله، أ لسنا على الحقّ وعدوّنا على الباطل؟ فقال صلى الله عليه وآله: نعم، قال: فنعطي الدنيّة في ديننا؟ فقال صلى الله عليه وآله: إنّ الله قد وعدني ولن يخلفني، قال: لو أنّ معي أربعين رجلاً لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله، أ لم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلّقين؟ فقال صلى الله عليه وآله: أ من عامنا هذا وعدتك؟ قلت لك: إنّ الله قد وعدني أن أفتح مكّة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلّقين.

فلمّا أكثروا عليه قال صلى الله عليه وآله لهم: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمرّوا نحو قريش وهم مستعدّون للحرب وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة قبيحة ومرّوا برسول الله صلى الله عليه وآله، فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وآله، ثمّ قال: يا عليّ، خذ السيف واستقبل قريشاً.

فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام سيفه وحمل على قريش، فلمّا نظروا إلى أمير المؤمنين عليه السلام تراجعوا، وقالوا: يا عليّ، بدا لمحمّد فيما أعطانا؟ قال عليه السلام: لا، فرجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: «أ لستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل الله فيكم: ﴿إِذ تَستَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاستَجَابَ لَكُم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُردِفِينَ﴾؟ أ لستم أصحابي يوم أحد ﴿إِذ تُصعِدُونَ وَلاَ تَلوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدعُوكُم فِي أُخرَاكُم﴾؟ أ لستم أصحابي يوم كذا؟ أ لستم أصحابي يوم كذا؟» فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وندموا على ما كان منهم، وقالوا: الله أعلم ورسوله، فاصنع ما بدا لك.

ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالا: يا محمّد، قد أجابت قريش إلى ما اشترطت من إظهار الإسلام وأن لا يكره أحد على دينه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالمكتب ودعا أمير المؤمنين عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله له: اكتب، فكتب أمير المؤمنين عليه السلام: «بسم الله الرحمن الرحيم»، قال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن، اكتب كما كان يكتب آباؤك: «باسمك اللّهمّ»، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتب «باسمك اللّهمّ»، فإنّه اسم من أسماء الله.

ثمّ كتب: «هذا ما تقاضى عليه محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله والملأ من قريش»، فقال سهيل بن عمرو: ولو علمنا أنّك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حاربناك، اكتب: «هذا ما تقاضى عليه محمّد بن عبد الله»، أ تأنف من نسبك يا محمّد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا رسول الله وإن لم تقرّوا، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: امح يا عليّ، واكتب «محمّد بن عبد الله»، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أمحو اسمك من النبوّة أبداً»، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده.

ثمّ كتب: «هذا ما تقاضى عليه محمّد بن عبد الله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين، على أن يكفّ بعضنا عن بعض وعلى أنّه لا إسلال ولا إغلال، وأنّ بيننا وبينهم عيبة مكفوفة، وأنّه من أحبّ أن يدخل في عهد محمّد وعقده فعل، وأنّه من أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعقدها فعل، وأنّه من أتى محمّداً بغير إذن وليّه يردّه إليه، وأنّه من أتى قريشاً من أصحاب محمّد لم يردّوه إليه، وأن يكون الإسلام ظاهراً بمكّة لا يكره أحد على دينه ولا يؤذى ولا يعيّر، وأنّ محمّداً يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه، ثمّ يدخل علينا في العام القابل مكّة، فيقيم فيها ثلاثة أيّام، ولا يدخل علينا بسلاح إلّا سلاح المسافر، السيوف في القرب، وكتب عليّ بن أبي طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والأنصار».

ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، إنّك أبيت أن تمحو اسمي من النبوّة، فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لتجيبنّ أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد.

فلمّا كان يوم صفّين ورضوا بالحكمين كتب: «هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان»، فقال عمرو بن العاص: لو علمنا أنّك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: «هذا ما اصطلح عليه عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان»؛ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «صدق الله وصدق رسوله، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك»، ثمّ كتب الكتاب.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٤٧-٣٥٣
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٢

قال الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في عمرة القضاء شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة، فتشاغل رجل حتّى ترك السعي حتّى انقضت الأيّام وأعيدت الأصنام، فجاؤوا إليه، فقالوا: يا رسول الله، إنّ فلاناً لم يسع بين الصفا والمروة وقد أعيدت الأصنام، فأنزل الله:﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ أي وعليهما الأصنام.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٦٥