Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في عبادة الرضا (ع) ومكارم أخلاقه، وفي كيفية إطعامه الطعام والتأكيد عليه، وفي حرصه على تشييع الجنائز، وفي تواضع مع عبيده وغلمانه، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢١٨

قال إبراهيم بن العبّاس: ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحداً بكلامه قطّ، وما رأيت قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل قطّ، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم.

وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه حتّى البوّاب والسائس، وكان قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص٩۰-٩١
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢١٩

كان أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته، فيعمد إلى أطيب الطعام ممّا يؤتى به، فيأخذ من كلّ شيء شيئاً، فيوضع في تلك الصحفة، ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية: ﴿فَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ﴾، ثمّ يقول (عليه السلام): علم الله عزّ وجلّ أن ليس كلّ إنسان يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إلى الجنّة بإطعام الطعام.

المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص٩٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٠

قال موسى بن سيّار: ‏ كنت مع الرضا (عليه السلام) وقد أشرف على حيطان طوس، وسمعت واعية فأتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي وقد ثنى رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة ١ بأمّها.

ثمّ أقبل عليّ وقال (عليه السلام): يا موسى بن سيّار، من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه. حتّى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل، فأخرج الناس عن الجنازة حتّى بدا له الميّت، فوضع يده على صدره، ثمّ قال (عليه السلام): يا فلان بن فلان، أبشر بالجنّة، فلا خوف عليك بعد هذه الساعة. فقلت: جعلت فداك، هل تعرف الرجل؟ فوالله، إنّها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال (عليه السلام) لي: يا موسى بن سيّار، أ ما علمت أنّا معاشر الأئمّة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساء؟ فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالی الصفح لصاحبه، وما كان من العلوّ سألنا الله الشكر لصاحبه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص٩٨-٩٩
(١) «السَخْلَة»: ولد الشاة من المعز والضأن. لسان العرب، ج١١، ص٣٣٢.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢١

سئل الرضا (عليه السلام) عن طعم الخبز والماء، فقال (عليه السلام): طعم الماء طعم الحياة، وطعم الخبز طعم العيش.

قال ياسر الخادم: قلت للرضا (عليه السلام): رأيت في النوم كأنّ قفصاً فيه سبع عشرة قارورة إذ وقع القفص فتكسّرت القوارير، فقال (عليه السلام): إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوماً ثمّ يموت، فخرج محمّد بن إبراهيم ١ بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوماً ثمّ مات‏.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص٩٩
(١) محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب(م١٩٩ه‍): خرج داعیاً إلى الرضا من آل محمّد (عليهم السلام) وكان أبو السرایا هو القيّم بأمره في الحرب، فمات بعد أیّام فجأة. قیل: قتله أبو السرایا بالسمّ. راجع: أعيان الشيعة، ج٥، ص٨١.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٢

دخل الرضا (عليه السلام) الحمّام، فقال له بعض الناس: دلّكني، فجعل يدلّكه، فعرّفوه، فجعل الرجل يستعذر منه، وهو يطيّب قلبه ويدلّكه.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص٩٩
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٣

قال رجل من أهل بلخ: كنت مع الرضا (عليه السلام) في سفره إلى خراسان، فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: جعلت فداك، لو عزلت لهؤلاء مائدة، فقال (عليه السلام): مه، إنّ الربّ تبارك وتعالی واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰١
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٤

قال اليسع بن حمزة‏: كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أحدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال له: السلام عليك يا بن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله عليّ نعمة، فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي توليني عنك، فلست موضع صدقة.

فقال (عليه السلام) له: اجلس، رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتّى تفرّقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا، فقال (عليه السلام): أ تأذنون لي في الدخول؟ فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال (عليه السلام): أين الخراساني؟ فقال: ها أنا ذا، فقال (عليه السلام): خذ هذه المائتي دينار، واستعن بها في مؤونتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تصدّق بها عنّي واخرج، فلا أراك ولا تراني.

ثمّ خرج فقال سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت، فلما ذا سترت وجهك عنه؟ فقال (عليه السلام): مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أ ما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): «المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيّئة مخذول، والمستتر بها مغفور له»؟ أ ما سمعت قول الأول:

متى آته يوماً لأطلب حاجة
رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٥

نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السلام) ضيف، وكان جالساً عنده يحدّثه في بعض الليل فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فزبره ١ الرضا (عليه السلام) ثمّ بادره بنفسه فأصلحه، ثمّ قال (عليه السلام): إنّا قوم لا نستخدم أضيافنا.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٢
(١) «زَبَرَه عن الأَمر»: نهاه وانتهره. لسان العرب، ج٤، ص٣١٥.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٦

أكل الغلمان يوماً فاكهة فلم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم الرضا (عليه السلام): سبحان الله، إن كنتم استغنيتم فإنّ أناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٢
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٧

قال سليمان بن جعفر الجعفري‏: دخلت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وبين يديه تمر برنيّ وهو مجدّ في أكله يأكله بشهوة، فقال: يا سليمان، ادن فكل، فدنوت فأكلت معه وأنا أقول له: جعلت فداك، إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة، فقال (عليه السلام): نعم، إنّي لأحبّه، قلت: ولم ذاك؟ قال (عليه السلام): لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان تمريّاً، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) تمريّاً، وكان الحسن (عليه السلام) تمريّاً، وكان الحسين (عليه السلام) تمريّاً، وكان سيّد العابدين (عليه السلام) تمريّاً، وكان الباقر (عليه السلام) تمريّاً، وكان الصادق (عليه السلام) تمريّاً، وكان أبي (عليه السلام) تمريّاً، وأنا تمريّ، وشيعتنا يحبّون التمر؛ لأنّهم خلقوا من طينتنا، وأعداؤنا يا سليمان، يحبّون المسكر؛ لأنّهم خلقوا من مارج من نار.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٢-١۰٣
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٨

قال الحسن بن عليّ الوشّاء: دخلت على الرضا (عليه السلام) وبين يديه إبريق يريد أن يتهيّأ منه للصلاة، فدنوت لأصبّ عليه فأبى ذلك، وقال (عليه السلام): مه يا حسن، فقلت له: لم تنهاني أن أصبّ على يدك، تكره أن أوجر؟ قال (عليه السلام): تؤجر أنت وأوزر أنا؟ فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال (عليه السلام): أ ما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: ﴿فَمَن كَانَ يَرجُو لِقَاء رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صَالِحاً وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾؟ وها أنا ذا أتوضّأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٢٩

قال الرضا (عليه السلام) لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: يا فلان، تقبّل الله منك ومنّا، ثمّ أقام حتّى إذا كان يوم الأضحى، فقال (عليه السلام) له: يا فلان، تقبّل الله منّا ومنك، فقلت له: يا بن رسول الله، قلت في الفطر شيئاً وتقول في الأضحى غيره؟ فقال (عليه السلام): نعم، إنّي قلت له في الفطر: «تقبّل الله منك ومنّا»، لأنّه فعل مثل فعلي، وناسبت أنا وهو في الفعل، وقلت له في الأضحى: «تقبّل الله منّا ومنك» لأنّا يمكننا أن نضحّي، ولا يمكنه أن يضحّي، فقد فعلنا نحن غير فعله.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٥
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٢٣٠

قال سليمان بن جعفر الجعفري: كنت مع الرضا (عليه السلام) في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلى منزلي فقال لي: انصرف معي، فبت عندي الليلة، فانطلقت معه فدخل إلى داره مع المغيب، فنظر إلى غلمانه يعملون بالطين أواري الدوابّ أو غير ذلك وإذا معهم أسود ليس منهم، فقال (عليه السلام): ما هذا الرجل معكم؟ قالوا: يعاوننا ونعطيه شيئاً، قال (عليه السلام): قاطعتموه على أجرته؟ فقالوا: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه.

فأقبل (عليه السلام) عليهم يضربهم بالسوط وغضب لذلك غضباً شديداً، فقلت: جعلت فداك، لم تدخل على نفسك؟ فقال (عليه السلام): إنّي قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتّى يقاطعوه أجرته، واعلم أنّه ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة ثمّ زدته لذاك الشي‏ء ثلاثة أضعاف على أجرته إلّا ظنّ أنّك قد نقصته أجرته، وإذا قاطعته ثمّ أعطيته أجرته حمدك على الوفاء، فإن زدته حبّة عرف ذلك لك ورأى أنّك قد زدته.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٩
، ص١۰٦