Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٣

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمّتي إذا صلحا صلحت أمّتي وإذا فسدا فسدت أمّتي، قيل: يا رسول الله، ومن هما؟ قال (صلى الله عليه وآله): الفقهاء والأمراء.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٤

قال الصادق (عليه السلام): ثلاثة يدخلهم الله الجنّة بغير حساب، وثلاثة يدخلهم الله النار بغير حساب: فأمّا الذين يدخلهم الله الجنّة بغير حساب: فإمام عادل، وتاجر صدوق، وشيخ أفنى عمره في طاعة الله عزّ وجلّ، وأمّا الثلاثة الذين يدخلهم النار بغير حساب: فإمام جائر، وتاجر كذوب، وشيخ زانٍ.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٥

قال الصادق (عليه السلام): إنّي لأرجو النجاة لهذه الأمّة لمن عرف حقّنا منهم إلّا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر وصاحب هوىً والفاسق المعلن.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٦

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة: أميراً وقارئاً وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطاناً فلم يعدل، فتزدرده كما يزدرد الطير حبّ السمسم، وتقول للقارئ: يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي، فتزدرده، وتقول للغنيّ: يا من وهبه الله دنياً كثيرة واسعة فيضاً وسأله الحقير اليسير قرضاً، فأبى إلّا بخلاً، فتزدرده.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٧
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٧

قال سلیم بن قیس: قال عليّ (عليه السلام): احذروا على دينكم ثلاثة:

رجلاً قرأ القرآن حتّى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك، قلت: يا أمير المؤمنين، أيّهما أولى بالشرك؟ قال (عليه السلام): الرامي.

ورجلاً استخفّته الأحاديث، كلّما حدثت أحدوثة كذب مدّها بأطول منها.

ورجلاً آتاه الله عزّ وجلّ سلطاناً فزعم أنّ طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب، لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا ينبغي للمخلوق أن يكون حبّه لمعصية الله، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله، إنّما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر، وإنّما أمر الله عزّ وجلّ بطاعة الرسول، لأنّه معصوم مطهّر لا يأمر بمعصية، وإنّما أمر بطاعة أولى الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون لا يأمرون بمعصيته.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٧-٣٣٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٨

أوصى النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى عليّ (عليه السلام): يا عليّ، أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه له مداوياً، وجار سوء في دار مقام.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٨
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٣٩

قال الصادق (عليه السلام): ليس للبحر جار ولا للملك صديق ولا للعافية ثمن، وكم من منعم عليه وهو لا يعلم.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٨
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٠

قال عليّ (عليه السلام): إنّ في جهنّم رحاً تطحن، أ فلا تسألونّي ما طحنها؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين؟ قال (عليه السلام): العلماء الفجرة والقرّاء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء الكذبة، وإنّ في النار لمدينة يقال لها الحصينة، أ فلا تسألونّي ما فيها؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): فيها أيدي الناكثين.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٨-٣٣٩
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤١

قال عليّ (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يعذّب ستّة بستّ: العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجّار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٣٩
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٢

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): أقلّ الناس وفاء الملوك، وأقلّ الناس صديقاً الملوك، وأشقى الناس الملوك.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤۰
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٣

قال الصادق (عليه السلام): من تولّى أمراً من أمور الناس فعدل وفتح بابه ورفع شرّه ونظر في أمور الناس، كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنّة.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤۰
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٤

قال الصادق (عليه السلام): إذا أراد الله عزّ وجلّ برعيّة خيراً، جعل لها سلطاناً رحيماً وقيّض له وزيراً عادلاً.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤۰
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٥

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جلّ جلاله: ﴿أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا﴾، خلقت الملوك وقلوبهم بيديّ، فأيّما قوم أطاعوني جعلت قلوب الملوك عليهم رحمة، وأيّما قوم عصوني جعلت قلوب الملوك عليهم سخطة، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك، توبوا إليّ أعطف قلوبهم عليكم.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤۰-٣٤١
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٦

قال الرضا (عليه السلام): إذا كذب الولاة حبس المطر، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٧

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لا يؤمّر رجل على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، فإن كان محسناً فكّ عنه، وإن كان مسيئاً زيد غلّاً إلى غلّه.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤١
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٨

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذّر، إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، إنّي أراك ضعيفاً فلا تأمرنّ على اثنين ولا تولّينّ مال يتيم.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٢
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٤٩

قال عليّ: يا نوف، إيّاك أن تكون عشّاراً أو شاعراً أو شرطياً أو عريفاً أو صاحب عرطبة _ وهي الطنبور _ أو صاحب كوبة _ وهو الطبل _ فإنّ نبي الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنّها الساعة التي لا يردّ فيها دعوة إلّا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٢-٣٤٣
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٠

دخل الباقر (عليه السلام) على عمر بن عبد العزيز فوعظه وكان فيما وعظه: يا عمر … افتح الأبواب وسهّل الحجاب وانصر المظلوم وردّ المظالم.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٤
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥١

قالت فاطمة (عليه السلام): فرض الله العدل مسكاً للقلوب.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٤
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٢

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يكلّمهم الله عزّ وجلّ ولا ينظر إليهم ولا يزّكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ وملك جبّار ومقلّ مختال.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٤-٣٤٥
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٣

قال الصادق (عليه السلام): من ولي شيئاً من أمور المسلمين فضيّعهم، ضيّعه الله عزّ وجلّ.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٥
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٤

قال الباقر (عليه السلام): إنّ ملكاً من بني إسرائيل قال: لأبنينّ مدينة لا يعيبها أحد، فلمّا فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنّهم لم يروا مثلها قطّ، فقال له رجل: لو آمنتني على نفسي أخبرتك بعيبها، فقال: لك الأمان، فقال: لها عيبان، أحدهما: أنّك تهلك عنها، والثاني: أنّها تخرب من بعدك، فقال الملك: وأيّ عيب أعيب من هذا؟ ثمّ قال: فما نصنع؟ قال: تبني ما يبقى ولا يفنى، وتكون شابّاً لا تهرم أبداً، فقال الملك لابنته ذلك، فقالت: ما صدقك أحد غيره من أهل مملكتك.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٦
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٥

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر بن الخطّاب: ثلاث إن حفظتهنّ وعملت بهنّ كفتك ما سواهنّ، وإن تركتهنّ لم ينفعك شيء سواهنّ، قال: وما هنّ يا أبا الحسن؟ قال (عليه السلام): إقامة الحدود على القريب والبعيد، والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود، فقال له عمر: لعمري، لقد أوجزت وأبلغت.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٩
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٦

قال الكاظم (عليه السلام) لعليّ بن يقطين: يا عليّ، إن لله تعالی أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا عليّ.

المصدر الأصلي: معرفة‌ الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٤٩-٣٥۰
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٧

قال الكاظم (عليه السلام) لعليّ بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثاً، فقال عليّ: جعلت فداك، وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهنّ لي؟ فقال الكاظم (عليه السلام): الثلاث اللواتي أضمنهنّ لك أن لا يصيبك حرّ الحديد أبداً بقتل ولا فاقة ولا سجن حبس، فقال عليّ: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ فقال (عليه السلام): تضمن ألّا يأتيك وليّ أبداً إلّا أكرمته، فضمن عليّ الخصلة، وضمن له الكاظم (عليه السلام) الثلاث.

المصدر الأصلي: معرفة‌ الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥۰
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٨

قال محمّد بن إسماعیل بن بزیع: قال الرضا (عليه السلام): إنّ لله تعالی بأبواب الظالمين من نوّره الله وأخذ له البرهان ومكّن له في البلاد، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله به أمور المسلمين، إليهم يلجأ المؤمن من الضرّ، وإليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا، وبهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلمة، أولئك المؤمنون حقّاً، أولئك أمناء الله في أرضه، أولئك نور الله في رعيّتهم يوم القيامة، ويزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدرّية لأهل الأرض، أولئك من نورهم يوم القيامة تضيء منهم القيامة، خلقوا _ والله _ للجنّة وخلقت الجنّة لهم، فهنيئاً لهم، ما على أحدكم أن لو شاء لنال هذا كلّه؟ قلت: بماذا؟ جعلني الله فداك، قال (عليه السلام): تكون معهم فتسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا، فكن منهم يا محمّد.

المصدر الأصلي: الفهرست للنجاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥۰
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٥٩

قال عبد الأعلی مولی آل سام: قلت للصادق (عليه السلام): ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ﴾ أ ليس قد آتى الله عزّ وجلّ بني أميّة الملك؟ قال (عليه السلام): ليس حيث تذهب، إنّ الله عزّ وجلّ آتانا الملك أخذته بنو أميّة، بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر، فليس هو للذي أخذه.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٣
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٠

قال أحدهم (عليه السلام): الدين والسلطان أخوان توأمان، لا بدّ لكلّ واحد منهما من صاحبه، والدين أسّ والسلطان حارس، وما لا أسّ له منهدم، وما لا حارس له ضائع.

المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٤
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦١

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): السلطان ظلّ الله في الأرض، يأوي إليه كلّ مظلوم، فمن عدل كان له الأجر وعلى الرعيّة الشكر، ومن جار كان عليه الوزر وعلى الرعيّة الصبر حتّى يأتيهم الأمر.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٤
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٢

لمّا مرّ علي (عليه السلام) بالأنبار استقبله بنو خشنوشك دهاقنتها _ قال سليمان: خش: طيّب، نوشك: راضي، يعني بني الطيّب الراضي بالفارسية _ فلمّا استقبلوا نزلوا ثمّ جاؤوا يشتدّون معه، قال (عليه السلام): ما هذه الدوابّ التي معكم؟ وما أردتم بهذا الذي صنعتم؟ قالوا: أمّا هذا الذي صنعنا فهو خلق منّا نعظّم به الأمراء، وأمّا هذه البراذين فهديّة لك، وقد صنعنا لك وللمسلمين طعاماً، وهيّأنا لدوابّكم علفاً كثيراً.

قال (عليه السلام): أمّا هذا الذي زعمتم أنّه منكم خلق تعظّمون به الأمراء، فوالله، ما ينتفع بهذا الأمراء، وإنّكم لتشقّون به على أنفسكم وأبدانكم فلا تعودوا له، وأمّا دوابّكم هذه إن أحببتم أن نأخذها منكم فنحسبها من خراجكم أخذناها منكم، وأمّا طعامكم الذي صنعتم لنا فإنّا نكره أن نأكل من أموالكم شيئاً إلّا بثمن.

قالوا: يا أمير المؤمنين، نحن نقوّمه ثمّ نقبل ثمنه، قال (عليه السلام): إذاً لا تقوّمونه قيمته ونحن نكتفي بما هو دونه، قالوا: يا أمير المؤمنين، فإنّ لنا من العرب موالي ومعارف فتمنعنا أن نهدي لهم وتمنعهم أن يقبلوا منّا؟ قال (عليه السلام): كلّ العرب لهم موالٍ، وليس لأحد من المسلمين أن يقبل هديّتكم، وإن غصبكم أحد فأعلمونا.

قالوا: يا أمير المؤمنين، إنّا نحبّ أن تقبل هديّتنا وكرامتنا، قال (عليه السلام): ويحكم، نحن أغنى منكم، فتركهم وسار.

المصدر الأصلي: كتاب الصفّين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٦-٣٥٧
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٣

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٤

قال عليّ (عليه السلام): إذا هبت أمراً فقع فيه، فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٥

قال عليّ (عليه السلام): آلة الرئاسة سعة الصدر.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٦

قال عليّ (عليه السلام): من ملك استأثر.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٧

قال عليّ (عليه السلام): من نال استطال.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٨

قال عليّ (عليه السلام): بالسيرة العادلة يقهر المناوي.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٦٩

قال عليّ (عليه السلام) في قول الله تعالی ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ﴾: العدل الإنصاف، والإحسان التفضّل.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٣٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٠

قال عليّ (عليه السلام): السلطان وزعة ١ الله في أرضه.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
(١) «الوَزَعَة»: جمع الوازع وهم الولاة المانعون من محارم الله تعالی. راجع: تاج العروس، ج١١، ص٥۰٨.
الحديث: ٣٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧١

قال عليّ (عليه السلام): صواب الرأي بالدول يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٤۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٢

سئل عليّ (عليه السلام) أيّما أفضل، العدل أو الجود؟ فقال (عليه السلام): العدل يضع الأمور مواضعها والجود يخرجها عن جهتها، والعدل سائس عامّ والجود عارض خاصّ، فالعدل أشرفهما وأفضلهما.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٤١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٣

قال عليّ (عليه السلام): الولايات مضامير الرجال.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٧
الحديث: ٤٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٤

قال عليّ (عليه السلام) _ لمّا عوتب على التسوية في العطاء _: أ تأمرونّي أن أطلب النصر بالجور فيمن ولّيت عليه؟ والله، لا أطور به ما سمر سمير وما أمّ نجم في السماء نجماً، لو كان المال لي لسوّيت بينهم، فكيف وإنّما المال مال الله؟

ألا وإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلّا حرّمه الله شكرهم وكان لغيره ودّهم، فإن زلّت به النعل يوماً فاحتاج إلى معونتهم فشرّ خدين وألأم خليل.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٨
الحديث: ٤٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٥

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ولي شيئاً من أمور أمّتي فحسنت سريرته لهم، رزقه الله تعالی الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفّه إليهم بالمعروف رزق المحبّة منهم، ومن كفّ عن أموالهم وفّر الله عزّ وجلّ ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنّة مصاحباً، ومن كثر عفوه مدّ في عمره، ومن عمّ عدله نصر على عدوّه، ومن خرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة آنسه الله عزّ وجلّ بغير أنيس وأعانه بغير مال.

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٩
الحديث: ٤٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٦

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من أحد ولي شيئاً من أمور المسلمين فأراد الله به خيراً، إلّا جعل الله له وزيراً صالحاً إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وان همّ بشرّ كفّه وزجره.

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٩
الحديث: ٤٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٧

قال عليّ (عليه السلام): أسد حطوم ١ خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم خير من فتن تدوم.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٩
(١) «أَسد حَطُوم»: يَحْطِمُ كلَّ شيء ويَدُقُّه. لسان العرب، ج١٢، ص١٣٨.
الحديث: ٤٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٨

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله، لأن أبيت على حسك السعدان ١ مسهّداً ٢ وأجرّ في الأغلال مصفّداً ٣، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها؟

والله، لقد رأيت عقيلاً وقد أملق ٤ حتّى استماحني ٥ من برّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنّما سوّدت وجوههم بالعظلم ٦، وعاودني مؤكّداً وكرّر عليّ القول مردّداً، فأصغيت إليه سمعي فظنّ أنّي أبيعه ديني وأتّبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدة ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضجّ ضجيج ذي دنف ٧ من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها ٨، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أ تئنّ من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها لغضبه؟ أ تئنّ من الأذى ولا أئنّ من لظى؟

وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها، كأنّما عجنت بريق حيّة أو قيئها، فقلت: أ صلة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك كلّه محرّم علينا أهل البيت، فقال: لا ذا ولا ذاك، ولكنّها هديّة، فقلت: هبلتك الهبول، أ عن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أ مختبط أم ذو جنّة أم تهجر؟ والله، لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإنّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعليّ ولنعيم يفنى ولذّة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل، وبه نستعين.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٥٩-٣٦۰
(١) «حَسَكُ السعدان»: هي عشبة شوكها مدحرج. مجمع البحرين، ج٥، ص٢٦٢.
(٢) «المُسَهَّد»: قليل النوم. راجع: مجمع البحرين، ج٣، ص٧٥.
(٣) «المصفّد»: من شُدَّت وأُوثِقَت بالأَغْلال. راجع: لسان العرب، ج٣، ص٢٥٦.
(٤) «الإِمْلاق»: الافْتِقار. لسان العرب، ج١۰، ص٣٤٨.
(٥) «اسْتَماحَه»: استشفعَه. الطراز الأوّل، ج٥، ص٦١.
(٦) «العِظْلِم»: شىء يصبغ به، قيل هو بالفارسية «نيل». المصباح المنير، ج٢، ص٤١٧.
(٧) «الدَّنَفُ»: المرض اللازم. لسان العرب، ج٩، ص١۰٧.
(٨) «الْمِيسَم»: المِكْوَاة، أو الشيء الذي يوسم به. كتاب العين، ج٧، ص٣٢١.
الحديث: ٤٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٧٩

قال عبد الله بن سليمان النوفلي‏: كنت عند الصادق (عليه السلام) فإذا بمولىً لعبد الله النجاشي قد ورد عليه، فسلّم عليه وأوصل إليه كتابه ففضّه وقرأه فإذا أوّل سطر فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أطال الله بقاء سيّدي ومولاي وجعلني من كلّ سوء فداه ولا أراني فيه مكروهاً، فإنّه وليّ ذلك والقادر عليهّ، اعلم سيّدي ومولاي، أنّي بليت بولاية الأهواز، فإن رأى سيّدي أن يحدّ لي حدّاً، أو يمثّل لي مثالاً لأستدلّ به على ما يقرّبني إلى الله عزّ وجل وإلى رسوله ويلخّص في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما أبذله وأبتذله، وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها وبمن آنس وإلى من أستريح؟ وبمن أثق وآمن وألجأ إليه في سرّي؟ فعسى أن يخلّصني الله بهدايتك ودلالتك، فإنّك حجّة الله على خلقه وأمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك.

فأجابه الصادق (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم، حاطك الله بصنعه ولطف بك بمنّه وكلأك برعايته، فإنّه وليّ ذلك، أمّا بعد، فقد جاء إليّ رسولك بكتابك، فقرأته وفهمت جميع ما ذكرته وسألت عنه، وزعمت أنّك بليت بولاية الأهواز فسرّني ذلك وساءني، وسأخبرك بما ساءني من ذلك وما سرّني إن شاء الله تعالی.

فأمّا سروري بولايتك، فقلت: عسى أن يغيث الله بك ملهوفاً خائفاً من أولياء آل محمّد (عليهم السلام)، ويعزّ بك ذليلهم ويكسو بك عاريهم ويقوّي بك ضعيفهم ويطفئ بك نار المخالفين عنهم، وأمّا الذي ساءني من ذلك فإنّ أدنى ما أخاف عليك تغيّرك بوليّ لنا فلا تشيم حظيرة القدس، فإنّي ملّخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزه رجوت أن تسلم إن شاء الله تعالی. أخبرني أبي _ يا عبد الله _ عن آبائه (عليهم السلام)، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من استشاره أخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبّه.»

واعلم أنّي سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلّصت ممّا أنت متخوّفه، واعلم أنّ خلاصك ونجاتك من حقن الدماء وكفّ الأذى عن أولياء الله والرفق بالرّعية والتأنّي وحسن المعاشرة، مع لين في غير ضعف وشدّة في غير عنف ومداراة صاحبك ومن يرد عليك من رسله، وارتق فتق رعيّتك بأن توقفهم على ما وافق الحقّ والعدل إن شاء الله.

إيّاك والسعاة وأهل النمائم، فلا يلتزقنّ منهم بك أحد، ولا يراك الله يوماً ولا ليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً فيسخط الله عليك، ويهتك سترك …

فأمّا من تأنس به وتستريح إليه وتلجئ أمورك إليه، فذلك الرجل الممتحن المستبصر الأمين الموافق لك على دينك، وميّز عوامّك وجرّب الفريقين، فإن رأيت هنالك رشداً فشأنك وإيّاه، وإيّاك أن تعطي درهماً أو تخلع ثوباً أو تحمل على دابّة في غير ذات الله تعالی لشاعر أو مضحك أو متمزّح إلّا أعطيت مثله في ذات الله، ولتكن جوائزك وعطاياك وخلعك للقوّاد والرسل والأجناد وأصحاب الرسائل وأصحاب الشرط والأخماس وما أردت أن تصرفه في وجوه البرّ والنجاح والفتوّة والصدقة والحجّ والمشرب والكسوة التي تصلّي فيها وتصل بها، والهديّة التي تهديها إلى الله تعالی وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله) من أطيب كسبك ومن طرف الهدايا.

يا عبد الله، اجهد أن لا تكنز ذهباً ولا فضّة، فتكون من أهل هذه الآية التي قال الله عزّ وجلّ: ﴿الَّذينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا يُنْفِقُونَها في‏ سَبيلِ الله﴾، ولا تستصغرنّ شيئاً من حلو أو فضل طعام تصرفه في بطون خالية تسكّن بها غضب الله تبارك وتعالى.

واعلم أنّي سمعت أبي يحدّث، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه سمع النبيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لأصحابه يوماً: ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعان وجاره جائع، فقلنا: هلكنا يا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): من فضل طعامكم، ومن فضل تمركم ورزقكم وخرقكم، تطفئون بها غضب الربّ.

وسأنبّئك بهوان الدنيا وهوان شرفها على ما مضى من السلف والتابعين، فقد حدّثني أبي محمّد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: لمّا تجهّز الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة، أتاه ابن عبّاس فناشده الله والرحم أن يكون هو المقتول بالطفّ، فقال (عليه السلام): أنا أعرف بمصرعي منك، وما وكدي من الدنيا إلّا فراقها، ألا أخبرك يا بن عبّاس، بحديث أمير المؤمنين (عليه السلام) والدنيا؟ فقال له: بلى، لعمري، إنّي لأحبّ أن تحدّثني بأمرها، فقال: حدّثني أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّي كنت بفدك في بعض حيطانها وقد صارت لفاطمة (عليها السلام)، قال: فإذا أنا بامرأة قد قحمت ١ عليّ وفي يدي مسحاة ٢ وأنا أعمل بها، فلمّا نظرت إليها طار قلبي ممّا تداخلني من جمالها، فشبّهتها ببثينة بنت عامر الجمحي _ وكانت من أجمل نساء قريش _
فقالت: يا بن أبي طالب، هل لك أن تتزوّج بي فأغنيك عن هذه المسحاة وأدلّك على خزائن الأرض، فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك؟ فقال لها (عليه السلام): من أنت حتّى أخطبك من أهلك؟ فقالت: أنا الدنيا، قال (عليه السلام): قلت لها: فارجعي واطلبي زوجاً غيري، وأقبلت على مسحاتي، وأنشأت أقول:

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّة
وما هي إن غرّت قرونا بنائل

أتتنا على زيّ العزيز بثينة
وزينتها في مثل تلك الشمائل

فقلت لها غرّي سواي فإنّني
عزوف عن الدنيا ولست بجاهل

وما أنا والدنيا فإنّ محمّداً
أحلّ صريعاً بين تلك الجنادل

وهبها أتتني بالكنوز ودرّها
وأموال قارون وملك القبائل

أ ليس جميعاً للفناء مصيرها
ويطلب من خزّانها بالطوائل

فغرّي سواي إنّني غير راغب
بما فيك من ملك وعزّ ونائل

فقد قنعت نفسي بما قد رزقته
فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل

فإنّي أخاف الله يوم لقائه
وأخشى عذاباً دائماً غير زائل‏

فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة لأحد، حتّى لقي الله محموداً غير ملوم ولا مذموم، ثمّ اقتدت به الأئمّة من بعده بما قد بلغكم، لم يتلطّخوا بشيء من بوائقها _ عليهم السلام أجمعين وأحسن مثواهم _.

ولقد وجّهت إليك بمكارم الدنيا والآخرة، عن الصادق المصدّق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ثمّ كانت عليك من الذنوب والخطايا كمثل أوزان الجبال وأمواج البحار، رجوت الله أن يتحامى عنك جلّ وعزّ بقدرته.

يا عبد الله، إيّاك أن تخيف مؤمناً، فإنّ أبي محمّد بن عليّ حدّثني عن أبيه عن جدّه عليّ بن أبى طالب (عليهم السلام) أنّه كان يقول: «من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها، أخافه الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه وحشره في صورة الذرّ لحمه وجسده وجميع أعضائه حتّى يورده مورده.»

وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام)، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من أغاث لهفاناً من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه وآمنه يوم الفزع الأكبر وآمنه من سوء المنقلب، ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له حوائج كثيرة إحداها الجنّة، ومن كسا أخاه المؤمن من عری كساه الله من سندس الجنّة وإستبرقها وحريرها ولم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسوّ منها سلك، ومن أطعم أخاه من جوع أطعمه الله من طيّبات الجنّة، ومن سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن أخدم أخاه المؤمن أخدمه الله من الولدان المخلّدين وأسكنه مع أوليائه الطاهرين، ومن حمل أخاه المؤمن على راحلة حمله الله على ناقة من نوق الجنّة وباهى به الملائكة المقرّبين يوم القيامة، ومن زوّج أخاه المؤمن امرأة يأنس بها وتشدّ عضده ويستريح إليها زوّجه الله من الحور العين وآنسه بمن أحبّ من الصدّيقين من أهل بيت نبيّه وإخوانه وآنسهم به، ومن أعان أخاه المؤمن على سلطان جائر أعانه على إجازة الصراط عند زلزلة الأقدام، ومن زار أخاه المؤمن إلى منزله لا لحاجة منه إليه كتب من زوّار الله، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره.»

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام) أنّه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول لأصحابه يوماً: معاشر الناس، إنّه ليس بمؤمن من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، فلا تتّبعوا عثرات المؤمنين، فإنّه من اتّبع عثرة مؤمن اتّبع الله عثراته يوم القيامة وفضحه في جوف بيته.

وحدّثني أبي عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام) أنّه قال: أخذ الله ميثاق المؤمن أن لا يصدّق في مقالته ولا ينتصف من عدوّه، وعلى أن لا يشفي غيظه إلّا بفضيحة نفسه، لأنّ كلّ مؤمن ملجم، وذلك لغاية قصيرة وراحة طويلة، أخذ الله ميثاق المؤمن على أشياء أيسرها مؤمن مثله يقول بمقالته يبغيه ويحسده، والشيطان يغويه ويمقته، والسلطان يقفو أثره ويتّبع عثراته، وكافر بالذي هو به مؤمن، يرى سفك دمه ديناً وإباحة حريمه غنماً، فما بقاء المؤمن بعد هذا؟

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: نزل جبرئيل، فقال: يا محمّد، إنّ الله يقرأ عليك السلام ويقول: اشتققت للمؤمن اسماً من أسمائي سمّيته مؤمناً، فالمؤمن منّي وأنا منه، من استهان بمؤمن فقد استقبلني بالمحاربة.

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال يوماً: «يا عليّ، لا تناظر رجلاً حتّى تنظر في سريرته، فإن كانت سريرته حسنة فإنّ الله عزّ وجلّ لم يكن ليخذل وليّه، وان كانت سريرته رديئة فقد يكفيه مساويه، فلو جهدت أن تعمل به أكثر ممّا عمله من معاصي الله عزّ وجلّ ما قدرت عليه.»

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «أدنى الكفر أن يسمع الرجل عن أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها، ﴿أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ﴾».

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: «من قال في مؤمن ما رأت عيناه، وسمعت أذناه ما يشينه ويهدم مروّته، فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ﴾».

يا عبد الله، وحدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام) أنّه قال: من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروّته وثلبه، أوبقه الله بخطيئته حتّى يأتي بمخرج ممّا قال ولن يأتي بالمخرج منه أبداً، ومن أدخل على أخيه المؤمن سروراً فقد أدخل على أهل البيت سروراً، ومن أدخل على أهل البيت سروراً فقد أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) سروراً، ومن أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) سروراً فقد سرّ الله، ومن سرّ الله فحقيق عليه أن يدخله الجنّة.

ثمّ إنّي أوصيك بتقوى الله وإيثار طاعته والاعتصام بحبله، فإنّه من اعتصم بحبل الله ﴿فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقيمٍ﴾، فاتّق الله ولا تؤثر أحداً على رضاه وهواه، فإنّه وصيّة الله عزّ وجلّ إلى خلقه لا يقبل منهم غيرها ولا يعظم سواها، واعلم أنّ الخلائق لم يوكّلوا بشيء أعظم من التقوى، فإنّه وصيّتنا أهل البيت، فإن استطعت أن لا تنال من الدنيا شيئاً تسأل عنه غداً فافعل.

قال عبد الله بن سليمان: فلمّا وصل كتاب الصادق (عليه السلام) إلى النجاشي نظر فيه فقال: صدق _ والله الذي لا إله إلّا هو _ مولاي، قلّما عمل أحد بما في هذا الكتاب إلّا نجا، فلم يزل عبد الله يعمل به أيّام حياته.

المصدر الأصلي: رسالة الغيبة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٦۰-٣٦٦
(١) «قَحَمَ»: وقع نفسه بلا رویّة. لسان العرب، ج١٢، ص٤٦٢.
(٢) «المِسْحَاة»: آلة الكَشف والإِزالة. راجع: لسان العرب، ج١٤، ص٣٧٢.
الحديث: ٤٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٢٨٠

قال الصادق (عليه السلام): إيّاكم وغشيان الملوك وأبناء الدنيا، فإنّ ذلك يصغّر نعمة الله في أعينكم ويعقّبكم كفراً، وإيّاكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقّبكم نفاقاً، وذلك داء دويّ لا شفاء له، ويورث قساوة القلب ويسلبكم الخشوع، وعليكم بالأشكال من الناس والأوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجوهر، وإيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا، فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه ولم يشف غيظه واستصغر نعمة الله عنده فيقلّ شكره لله، وانظر إلى من هو دونك، فتكون لأنعم الله شاكراً ولمزيده مستوجباً ولجوده ساكباً.

المصدر الأصلي: كتاب زيد النرسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٢
، ص٣٦٧