Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في مراسلات النبي (ص) لملوك العجم والروم وفي جواب كسرى للنبي (ص)، ومراسلته لملك الغساسنة وفي قصة إسلام النجاشي، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٣

روي أنّه لمّا بعث محمّد صلى الله عليه وآله بالنبوّة، بعث كسرى رسولاً إلى باذان عامله في أرض المغرب: بلغني أنّه خرج رجل قبلك يزعم أنّه نبيّ، فلتقل له: فليكفف عن ذلك، أو لأبعثنّ إليه من يقتله ويقتل قومه.

فبعث باذان إلى النبيّ صلى الله عليه وآله بذلك، فقال: «لو كان شيء قلته من قبلي لكففت عنه، ولكنّ الله بعثني»، وترك رسل باذان وهم خمسة عشر نفراً لا يكلّمهم خمسة عشر يوماً ثمّ دعاهم، فقال: اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له: «إنّ ربّي قتل ربّه الليلة، إنّ ربّي قتل كسرى الليلة، ولا كسرى بعد اليوم، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم»، فكتبوا قوله، فإذا هما قد ماتا في الوقت الذي حدّثه محمّد صلى الله عليه وآله.

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٨٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٤

إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كتب إلى كسرى: «من محمّد رسول الله إلى كسرى بن هرمزد: أمّا بعد، فأسلم تسلم، وإلّا فأذن بحرب من الله ورسوله، والسلام على من اتّبع الهدى».

فلمّا وصل إليه الكتاب مزّقه واستخفّ به، وقال: من هذا الذي يدعوني إلى دينه، ويبدأ باسمه قبل اسمي؟ وبعث إليه بتراب، فقال صلى الله عليه وآله: «مزّق الله ملكه كما مزّق كتابي، أما إنّه ستمزّقون ملكه، وبعث إليّ، أما إنّكم ستملكون أرضه».

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٨١
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٥

كتب إلى باذان أن: «بلغني أنّ في أرضك رجلاً يتنبّأ، فاربطه وابعث به إليّ» فبعث باذان قهرمانه وهو بانوبه وكان كاتباً حاسباً، وبعث معه برجل من الفرس _ يقال له خرخسك _ فكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله یأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبانوبه: ويلك، انظر ما الرجل وكلّمه وأتني بخبره، فخرجا حتّى قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله وكلّمه بانوبه، وقال: إنّ شاهنشاه ملك الملوك كسرى كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثني إليك لتنطلق معي، فإن فعلت كتبت فيك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك ويكفّ عنك به، وإن أبيت فهو من قد علمت، فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرّب بلادك.

وكانا قد دخلا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إليهما، وقال صلى الله عليه وآله: ويلكما من أمركما بهذا؟، قالا: أمرنا بهذا ربّنا _ يعنيان كسری _ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكنّ ربّي أمرني بإعفاء لحيتي وقصّ شاربي.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٨٩-٣٩٠
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٦

أمّا النجاشي، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عمرو بن أميّة إليه في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمّد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة، إنّي أحمد إليك الله الملك القدّوس السلام المهيمن، وأشهد أنّ عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة، فحملت بعيسى، وأنّي أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، فإن تبعتني وتؤمن بالذي جاءني فإنّي رسول الله، وقد بعثت إليك ابن عمّي جعفراً ومعه نفر من المسلمين، والسلام على من اتّبع الهدى».

فكتب النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: «بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمّد رسول الله من النجاشي، سلام عليك يا نبيّ الله ورحمة الله وبركاته، الذي لا إله إلّا هو، الذي هداني إلى الإسلام؛ أمّا بعد، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فوربّ السماء والأرض، إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقاً ١ ، إنّه كما قلت وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقدم ابن عمّك وأصحابك، وأشهد أنّك رسول الله وقد بايعتك وبايعت ابن عمّك، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين، وقد بعثت إليك بابنيّ، فإن شئت أن آتيتك فعلت يا رسول الله، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩١-٣٩٢
(١) «الثُّفْرُوق»: قمع التمرة. تاج العروس، ج١٣، ص٥٨.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٧

كتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن، فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه على عينه ونزل من سريره، ثمّ جلس على الأرض تواضعاً، ثمّ أسلم وشهد شهادته الحقّ، وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لآتينّه، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بإجابته وتصديقه وإسلامه على يد جعفر بن أبي طالب.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٨

وأمّا الحارث بن أبي الشمر الغساني ١ ، فقال شجاع بن وهب: انتهيت بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بغوطة دمشق، وهو مشغول بتهيّة الأنزال والألطاف لقيصر، وهو جاء من حمص إلى إيليا، فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إنّي رسول رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: لا تصل إليه حتّى يخرج يوم كذا وكذا.

وجعل حاجبه _ وكان رومياً _ يسألني عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فكنت أحدّثه عن صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وما يدعو إليه، فيرقّ حتّى يغلبه البكاء، ويقول: إنّي قرأت الإنجيل وأجد صفة هذا النبيّ بعينه، وأنا أؤمن به وأصدّقه، وأخاف من الحارث أن يقتلني، وكان يكرمني ويحسن ضيافتي.

فخرج الحارث يوماً فجلس ووضع التاج على رأسه وأذن لي عليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقرأه ثمّ رمى به وقال: من ينتزع منّي ملكي؟ أنا سائر إليه، ولو كان باليمن جئته، عليّ بالناس، فلم يزل يعرض حتّى قام وأمر بالخيول تنعّل، ثمّ قال: اخبر صاحبك بما ترى، وكتب إلى قيصر يخبره خبري وما عظم عليه، فكتب إليه قيصر أن لا تسر إليه واله عنه ووافني بإيليا.

فلمّا جاءه جواب كتابه دعاني، فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت: غداً، فأمر لي بمائة مثقال ذهب ووصلني حاجبه بنفقة وكسوة، فقال: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله منّي السلام، فقدمت على النبيّ صلى الله عليه وآله فأخبرته، فقال صلى الله عليه وآله: باد ملكه ومات الحارث بن أبي الشمر عام الفتح.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩٣-٣٩٤
(١) وهو ملك الشام.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٧٩

بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن عليّ الحنفي يدعوه إلى الإسلام، وكتب معه كتاباً، فقدم عليه فأنزله وحيّاه وقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب إليه: «ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله! وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتّبعك»؛ وأجاز سليط بن عمرو بجائزة وكساه أثواباً من نسج هجر.

فقدم بذلك كلّه على رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره عنه بما قال، فقرأ كتابه وقال: «لو سألني سبّابة من الأرض ما فعلت، باد وباد ما في يده».

فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من الفتح جاءه جبرئيل فأخبره أنّه قد مات.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩٤-٣٩٥
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٨٠

كتب النجاشي كتاباً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: «اكتب جواباً وأوجز»، فكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم؛ أمّا بعد، فكأنّك من الرقّة علينا منّا، وكأنّا من الثقة بك منك، لأنّا لا نرجو شيئاً منك إلّا نلناه، ولا نخاف منك أمراً إلّا أمنّاه، وبالله التوفيق». فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذي جعل من أهلي مثلك، وشدّ أزري بك.

المصدر الأصلي: خطّ الشهید الأوّل
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٠
، ص٣٩٧