Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أن الموت راحة للمؤمن، وفي حوار النبي إبراهيم (عليه السلام) مع ملك الموت حول حب لقاء الله (تعالى)، وفي على حب أمير المؤمنين (عليه السلام) للقاء الله، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٢

قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): الموت، الموت، جاء الموت بما فيه، جاء بالروح والراحة والكرّة المباركة إلى جنّة عالية لأهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم، وفيها رغبتهم، وجاء الموت بما فيه، جاء بالشقوة والندامة والكرّة الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٣

قال عليّ(عليه السلام): لمّا أراد الله تبارك وتعالی قبض روح إبراهيم(عليه السلام) أهبط الله ملك الموت، فقال: السلام عليك يا إبراهيم، قال: وعليك السلام يا ملك الموت، أ داعٍ أم ناعٍ؟ قال: بل داعٍ يا إبراهيم، فأجب، قال إبراهيم(عليه السلام): فهل رأيت خليلاً يميت خليله؟ فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي الله جلّ جلاله، فقال: إلهي، قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم(عليه السلام)؛ فقال الله جلّ جلاله: يا ملك الموت، اذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه؟ إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٧
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٤

قال الباقر(عليه السلام): أتى النبيّ(صلى الله عليه وآله) رجل، فقال: ما لي لا أحبّ الموت؟ فقال(صلى الله عليه وآله) له: أ لك مال؟ قال: نعم، قال(صلى الله عليه وآله): فقدّمته؟ قال: لا، قال(صلى الله عليه وآله): فمن ثمّ لا تحبّ الموت.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٥

قال الصادق(عليه السلام): لم يخلق الله عزّ وجلّ يقيناً لا شكّ فيه أشبه بشكّ لا يقين فيه من الموت.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٧
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٦

سئل عليّ(عليه السلام): بماذا أحببت لقاء الله؟ قال(عليه السلام): لمّا رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أنّ الذي أكرمني بهذا ليس ينساني، فأحببت لقاءه.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٧
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٧

قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): شيئان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت راحة للمؤمن من الفتنة، ويكره قلّة المال وقلّة المال أقلّ للحساب.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٨
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٨

قال العسكري(عليه السلام)، عن آبائه(عليهم السلام): جاء رجل إلى الصادق(عليه السلام)، فقال: قد سئمت الدنيا فأتمنّى على الله الموت، فقال(عليه السلام): تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي، فلأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي ولا تطيع.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٨
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٦٩

دخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) على رجل يعوده وهو شاكٍ، فتمنّى الموت، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لا تتمنّ الموت، فإنّك إن تك محسناً تزدد إحساناً إلى إحسانك، وإن كنت مسيئاً فتؤخّر لتستعتب، فلا تمنّوا الموت.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٨
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٠

قيل للصادق(عليه السلام): أصلحك الله، من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه، ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال(عليه السلام): نعم، قيل: فوالله، إنّا لنكره الموت، فقال(عليه السلام): ليس ذاك حيث تذهب، إنّما ذلك عند المعاينة، إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم، والله يحبّ لقاءه وهو يحبّ لقاء الله حينئذٍ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله عزّ وجلّ، والله عزّ وجلّ يبغض لقاءه.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٩
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧١

قال الصادق(عليه السلام): كان للحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) صديق وكان ماجناً، فتباطأ عليه أيّاماً فجاء يوماً، فقال له الحسن(عليه السلام): كيف أصبحت؟ فقال: يا بن رسول الله، أصبحت بخلاف ما أحبّ ويحبّ الله ويحبّ الشيطان؛ فضحك الحسن(عليه السلام)، ثمّ قال: وكيف ذاك؟ قال: لأنّ الله عزّ وجلّ يحبّ أن أطيعه ولا أعصيه ولست كذلك، والشيطان يحبّ أن أعصي الله ولا أطيعه ولست كذلك، وأنا أحبّ أن لا أموت ولست كذلك، فقام إليه رجل فقال: يا بن رسول الله، ما بالنا نكره الموت ولا نحبّه؟ قال الحسن(عليه السلام): إنّكم أخربتم آخرتكم وعمّرتم دنياكم، فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٢٩
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٢

عن فضيل بن یسار، قال: قال الباقر(عليه السلام): لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه ثلاث خصال: يكون الموت أحبّ إليه من الحياة، والفقر أحبّ إليه من الغنى، والمرض أحبّ إليه من الصحّة، قلنا: ومن يكون كذلك؟ قال(عليه السلام): كلّكم، ثمّ قال(عليه السلام): أيّما أحبّ إلى أحدكم: يموت في حبّنا أويعيش في بغضنا؟ فقلت: نموت _ والله _ في حبّكم أحبّ إلينا، قال(عليه السلام): وكذلك الفقر والغنى والمرض والصحّة؟ قلت: إي والله.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٠
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٣

قال سلمان الفارسي (رضی الله عنه) : لولا السجود للّٰه ومجالسة قوم يتلفّظون طيب الكلام كما يتلفّظ طيب التمر، لتمنّيت الموت.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٠
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٤

إنّ شابّاً من الأنصار كان يأتي عبد الله بن العبّاس، وكان عبد الله يكرمه ويدينه ١ ، فقيل له: إنّك تكرم هذا الشابّ وتدينه وهو شابّ سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي، فقال عبد الله بن العبّاس: إذا كان ذلك فأعلموني، فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور، فأعلم عبد الله بن العبّاس بذلك، فخرج لينظر ما يكون من أمره، ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشابّ، فدخل قبراً قد حفر، ثمّ اضطجع في اللحد، ونادى بأعلى صوته: يا ويحي، إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض من تحتي فقالت: لا مرحباً ولا أهلاً، قد كنت أبغضك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني؟ بل ويحي، إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً، فمن عدلك غداً من يخلّصني؟ ومن المظلومين من يستنقذني؟ ومن عذاب النار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يعصى، عاهدت ربّي مرّة بعد أخرى، فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاء، وجعل يردّد هذا الكلام ويبكي، فلمّا خرج من القبر التزمه ابن عبّاس وعانقه، ثمّ قال له: نعم النبّاش، نعم النبّاش، ما أنبشك للذنوب والخطايا، ثمّ تفرّقا.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٠-١٣١
(١) «یَدینه»: یجزيه. كتاب العين، ج٨، ص٧٣.
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٥

قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): استحيوا من الله حقّ الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال(صلى الله عليه وآله): فإن كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدكم إلّا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا.

المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣١
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٦

قال الصادق(عليه السلام): ذكر الموت يميت الشهوات في النفس، ويقلع منابت الغفلة، ويقوّي القلب بمواعد الله، ويرقّ الطبع، ويكسر أعلام الهوى، ويطفئ نار الحرص، ويحقّر الدنيا، وهو معنى ما قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): «فكر ساعة خير من عبادة سنة»، وذلك عندما يحلّ أطناب خيام الدنيا ويشدّها في الآخرة، ولا يشكّ بنزول الرحمة على ذاكر الموت بهذه الصفة، ومن لا يعتبر بالموت وقلّة حيلته وكثرة عجزه وطول مقامه في القبر وتحيّره في القيامة فلا خير فيه.

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٣
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٧

تبع أمير المؤمنين(عليه السلام) جنازة فسمع رجلاً يضحك، فقال(عليه السلام): كأنّ الموت فيها على غيرنا كتب، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، وكأنّ الذي نرى من الأموات سفر عمّا قليل إلينا راجعون، نبوّئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، قد نسينا كلّ واعظ وواعظة، ورمينا بكلّ جائحة، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت، ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير.

المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٦
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٧٨

قال الصادق(عليه السلام): مكتوب في التوراة: نحنا لكم فلم تبكوا، وشوّقناكم فلم تشتاقوا، أعلم القتّالين أنّ للّٰه سيفاً لا ينام وهو جهنّم، أبناء الأربعين، أوفوا للحساب، أبناء الخمسين، زرع قد دنا حصاده، أبناء الستّين، ماذا قدّمتم وماذا أخّرتم؟ أبناء السبعين، عدّوا أنفسكم في الموتى، أبناء الثمانين، تكتب لكم الحسنات ولا تكتب عليكم السيّئات، أبناء التسعين، أنتم أسراء الله في أرضه، ثمّ قال(عليه السلام): ما يقول كريم أسر رجلاً؟ ماذا يصنع به؟ قلت ١ : يطعمه ويسقيه ويفعل به، فقال(عليه السلام): ما ترى الله صانعاً بأسيره؟

بيــان:
تحقيق مقام لرفع شكوك وأوهام: ربما يتوهّم التنافي بين الآيات والأخبار الدالّة على حبّ لقاء الله، وبين ما يدلّ على ذمّ طلب الموت، وما ورد في الأدعية من استدعاء طول العمر وبقاء الحياة، وما روي من كراهة الموت عن كثير من الأنبياء والأولياء، ويمكن الجواب عنه بوجوه:
الأوّل: ما ذكره الشهيد(رحمة الله عليه) في الذكرى من أنّ حبّ لقاء الله غير مقيّد بوقت، فيحمل على حال الاحتضار ومعاينة ما يحبّ، واستشهد لذلك بما مرّ من خبر عبد الصمد بن بشير.
الثاني: أنّ الموت ليس نفس لقاء الله فكراهته من حيث الألم الحاصل منه لا يستلزم كراهة لقاء الله، وهذا لا ينفع في كثير من الأخبار.
الثالث: أنّ ما ورد في ذمّ كراهة الموت، فهي محمولة على ما إذا كرهه لحبّ الدنيا وشهواتها والتعلّق بملاذّها، وما ورد بخلاف ذلك على ما إذا كرهه لطاعة الله تعالی‌، وتحصيل مرضاته، وتوفير ما يوجب سعادة النشأة الأخرى، ويؤيّده خبر سلمان.
الرابع: أنّ كراهة الموت إنّما تذمّ إذا كانت مانعة من تحصيل السعادات الأخروية بأن يترك الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهجران الظالمين لحبّ الحياة والبقاء، والحاصل أنّ حبّ الحياة الفانية الدنيوية إنّما يذمّ إذا آثرها على ما يوجب الحياة الباقية الأخروية، ويدلّ عليه خبر شعيب العقرقوفي وفضيل بن يسار، وهذا الوجه قريب من الوجه الثالث.
الخامس: أنّ العبد يلزم أن يكون في مقام الرضا بقضاء الله، فإذا اختار الله له الحياة فيلزمه الرضا بها والشكر عليها، فلو كره الحياة والحال هذه فقد سخط ما ارتضاه الله له وعلم صلاحه فيه، وهذا ممّا لا يجوز، وإذا اختار الله تعالی له الموت يجب أن يرضى بذلك ويعلم أنّ صلاحه فيما اختاره الله له، فلو كره ذلك كان مذموماً.
وأمّا الدعاء لطلب الحياة والبقاء لأمره تعالی بذلك فلا ينافي الرضا بالقضاء، وكذا في الصحّة والمرض والغنى والفقر وسائر الأحوال المتضادّة، يلزم الرضا بكلّ منها في وقته، وأمرنا بالدعاء لطلب خير الأمرين عندنا، فما ورد في حبّ الموت إنّما هو إذا أحبّ الله تعالی ذلك لنا، وأمّا الاقتراح عليه في ذلك وطلب الموت فهو كفر لنعمة الحياة، غير ممدوح عقلاً وشرعاً، كطلب المرض والفقر وأشباه ذلك، وهذا وجه قريب، وتؤيّده كثير من الآيات والأخبار؛ والله تعالی يعلم. (ص١٣٨-١٣٩)
المصدر الأصلي: روضة الواعظين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦
، ص١٣٦
(١) هكذا في المصدر ولم یعیّن القائل لهذا الكلام. راجع: روضة الواعظین، ج٢، ص٤٩٠.