Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٦٨٦

قال للرضا (عليه السلام) رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيب في ترابكم‏ نجمي فقال له الرضا (عليه السلام): أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيّكم وأنا الوديعة والنجم. ألا، فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنّا شفعاءه يوم القيامة نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والإنس ولقد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من رآني‏ في منامه فقد رآني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة.

بيــان:
يدلّ الخبر على عدم تمثّل الشيطان في المنام بصورة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام) بل بصورة شيعتهم أيضاً ولعلّه محمول على خلّص شيعتهم كسلمان وأبي ذر والمقداد وأضرابهم وقد روى المخالفون أيضاً مثله بأسانيد عن ابن عمر وأبي‏ هريرة وابن مسعود وجابر وأبي سعيد وأبي قتادة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) برواية أبي داود والبخاري ومسلم والترمذي بألفاظ مختلفة. منها: «من رآني في المنام فكأنّما رآني في اليقظة ولا يتمثّل الشيطان بي» ومنها: «من رآني في المنام فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي» ومنها: «من رآني في النوم فقد رآني فإنّه لا ينبغي للشيطان أن يتمثّل في صورتي» وفي رواية أن يتشبّه بي ومنها: «من رآني فقد رأى الحقّ، فإنّ الشيطان لا يتراءى بي». وقال في النهاية: الحقّ ضدّ الباطل ومنه الحديث: «من رآني فقد رأى الحقّ» أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام وقيل: فقد رآني حقيقة غير مشتبه انتهى.
واعلم أنّ العلماء اختلفوا في أنّ المراد رؤيتهم (عليهم السلام) في صورهم الأصلية أو بأيّ صورة كانت ولا يخفى أنّ ظاهر حديث الرضا (عليه السلام) التعميم، لأنّ الرائي لم يكن رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يسأله في أيّ صورة رأيته وحمله على أنّه (عليه السلام) علم أنّه رآه بصورته الأصلية بعيد عن السياق، فإنّ من رأى أحداً من الأئمّة (عليه السلام) في المنام لم يحصل له علم في المنام بأنّه رآه، ويقال في العرف واللغة إنّه رآهم، وإن رأى الشخص الواحد بصور مختلفة فيقال: رآه بصورة فلان ولا يعدّون هذا الكلام من المتناقض.
والعامّة أيضاً اختلفوا في ذلك فمنهم من قال: المراد رؤيته (صلى الله عليه وآله وسلم) بصورته الأصلية وأيّدوه عن ابن سيرين أنّه إذا قصّ عليه رجل أنّه رأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره وبعضهم قال بالتعميم وأيّده بما رووه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من رآني في المنام فقد رآني، فإنّي أرى في كلّ صورة».
وقال القرطبي: اختلف في معنى الحديث، فقال قوم هو على ظاهره، فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء. قال: وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلّا على صورته التي مات عليها وأن لا يراه رائيان في أنّ‏ واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبونه ويلزم من ذلك أن يخلو قبره عن جسده فلا يبقى فيه منه شي‏ء ويزار مجرّد القبر ويسلم على غائب، لأنّه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتّصال الأوقات على حقيقته في غير قبره وهذه جهالات لا يلتزمها من له أدنى مسكة من العقل وقالت طائفة: معناه أن من رآه على صورته التي كان عليها ويلزم منه أن من رآه على غير صفته أن يكون رؤياه من الأضغاث، ومن المعلوم أنّه يرى في النوم على حالة تخالف حاله في الدنيا من الأحوال اللائقة وتقع تلك الرؤيا حقّاً، كما لو رأى امتلاء داراً بجسمه مثلاً فإنّه يدلّ على امتلاء تلك الدار بالخير ولو تمكّن الشيطان من التمثّل بشي‏ء ممّا كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله: «فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي» فالأولى تنزّه رؤياه وكذا رؤيا شي‏ء منه أو ممّا ينسب إليه عن ذلك فهو أبلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في يقظته.
قال: والصحيح في تأويل هذا الحديث أنّ مقصوده أنّ رؤيته في كلّ حالة ليست باطلة ولا أضغاث أحلام، بل هي حقّ في نفسها ولو رأى على غير صورته فتصوّر تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله. قال: وهذا قول القاضي أبي بكر وغيره ويؤيّده قوله: «فقد رأى الحقّ» أي رأى الحقّ الذي قصد إعلام الرائي فيه، فإن كانت على ظاهرها وإلّا سعى في تأويلها ولا يهمل أمرها، لأنّها إمّا بشرى بخير أو إنذار من شرّ وإمّا تنبيه على حكم ينفع له في دينه أو دنياه. وقال الغزالي: لا يريد أنّه رأى بل رأى مثالاً صار آلة يتأدّى بها معنى في نفسي إليه وصار واسطة بيني وبينه في تعريف الحقّ إيّاه بل البدن في اليقظة أيضاً ليس إلّا آلة النفس والحقّ أنّ ما يراه حقيقة روحه المقدّس، ويعلم الرائي كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) بخلق علم لا غير.
وقال الكرماني في شرح البخاري: «فقد رآني»، أي رؤيته ليست أضغاث أحلام ولا تخييلات الشيطان كما روي فقد رأى الحقّ. ثمّ الرؤية بخلق الله لا يشترط فيها مواجهة ولا مقابلة، فإن قيل كثيراً ما يرى على خلاف صفته ويراه شخصان في حالة في مكانين. قلت: ذلك ظن الرائي أنّه كذلك وقد يظنّ الظانّ بعض الخيالات مرئيّاً لكونه مرتبطاً بما يراه عادة فذاته الشريفة هي مرئيّة قطعاً لا خيال فيه ولا ظنّ، فإن قلت: الجزاء هو الشرط، قلت: أراد لازمه أي فليستبشر، فإنّه رآني. وقال الطيبي: اتّحاد الشرط والجزاء يدلّ على المبالغة أي رأى حقيقتي على كمالها، قال: وقال القاضي: لعلّه مقيّد بما رآه على صفته، فإن خالف كان رؤيا تأويل رؤيا حقيقة وهو ضعيف انتهى كلماتهم الواهية. والظاهر أنّها ليست رؤية بالحقيقة وإنّما هو بحصول الصورة في الحسّ المشترك أو غيره بقدرة الله تعالی والغرض من هذه العبارة: بيان حقيقة الرؤيا وأنّها من الله لا من الشيطان وهذا المعنى هو الشائع في مثل هذه العبارة كأن يقول رجل: من أراد أن يراني فلير فلاناً أو من رأى فلاناً فقد رآني أو من وصل فلاناً فقد وصلني فإنّ كلّ هذه محمولة على التجوّز والمبالغة ولم يرد بها معناها حقيقة.
وأمّا التأويل الذي ذكره المفيد _ قدّس الله روحه _ فيما نقلنا عنه في الباب السابق، فلا يخفى بعده مع أنّه غير محتمل في خبر الرضا (عليه السلام) أصلاً بل في بعض ألفاظ الروايات العامّية أيضاً.
بقي الكلام في أنّه هل يكون حجّة في الأحكام الشرعية فيه إشكال، فإنّه‏ قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق (عليه السلام) في حديث الأذان: «أنّ دين الله تبارك وتعالى أعزّ من أن يرى في النوم». ويمكن أن يقال: المراد: أنّه لا يثبت أصل شرعية الأحكام بالنوم بل إنّما هي بالوحي الجليّ، ومع ذلك ينبغي أن يخصّ بنوم غير الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) لما مرّ أنّ نومهم بمنزلة الوحي لكن هذه الأخبار ليست بصريحة في وجوب العمل به، إذ لعلّه مع العلم بكونه منهم لم يجب العمل به، إذ مناط الأحكام الشرعية العلوم الظاهرة كما أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام) كانوا يعرفون كفر المنافقين وفسق الفاسقين ونجاسة أكثر الأشياء، لكنّ الظاهر أنّهم لم يكونوا مأمورين بالعمل بهذا العلم بل كانوا يستندون في تلك الأحكام إلى الأمور الظاهرة من المشاهدة وسماع البيّنة مع أنّ الظاهر أنّ هذا من مسائل الأصول ولا بدّ فيه من العلم ولا يثبت بأخبار الآحاد المفيدة للظنّ وأيضاً ما يرى في المنام قد يحتاج إلى تعبير وتأويل، فلعلّ ما رآه ممّا له تعبير وهو لا يعرفه وإن لم يكن من قبيل الأضغاث.
ولقد سأل السيّد مهنّا بن سنان العلّامة الحلّي _ قدّس الله روحه _: ما يقول سيّدنا فيمن رأى في منامه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو بعض الأئمّة (عليهم السلام) وهو يأمره بشي‏ء وينهاه عن شي‏ء؟ هل يجب عليه امتثال ما أمره به أو اجتناب ما نهاه عنه، أم لا يجب ذلك مع ما صحّ عن سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «من رآني في منامه فقد رآني، فإنّ الشيطان لم يتمثّل بي» وغير ذلك من الأحاديث؟ وما قولكم لو كان ما أمر به أو نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من ظاهر الشريعة، هل بين الحالين فرق أم لا؟ أفتنا في ذلك مبيّناً، جعل الله كلّ صعب عليك هيّناً.
فأجاب _ نوّر الله ضريحه _: أمّا ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير إليه، وأمّا ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب، لأنّ رؤيته (عليه السلام) لا يعطي وجوب الاتّباع في المنام. (ص٢٣٤-٢٣٨)
المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٨
، ص٢٣٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٦٨٧

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): رأيت الخضر قبل بدر بليلة فقلت له: علّمني شيئاً أنصر به على الأعداء؟ فقال: يا هو يا من لا هو إلّا هو. فلمّا أصبحت قصصتها على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا عليّ، علّمت الاسم الأعظم وكان على لساني يوم بدر.

المصدر الأصلي: التوحید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٨
، ص٢٤٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٦٨٨

قال الصادق (عليه السلام) لرجل: اعلم يا فلان، إنّ منزلة القلب من الجسد بمنزلة الإمام من الناس الواجب الطاعة عليهم. أ لا ترى أنّ جميع جوارح الجسد شرط للقلب وتراجمة له مؤدّية عنه الأذنان والعينان والأنف واليدان والرجلان والفرج، فإنّ القلب إذا همّ بالنظر فتح الرجل عينيه وإذا همّ بالاستماع حرّك أذنيه وفتح‏ مسامعه فسمع، وإذا همّ القلب بالشمّ استنشق بأنفه فأدّى تلك الرائحة إلى القلب وإذا همّ بالنطق تكلّم باللسان وإذا همّ بالحركة سعت الرجلان وإذا همّ بالشهوة تحرّك الذكر، فهذه كلّها مؤدّية عن القلب بالتحريك وكذا ينبغي للإمام أن يطاع للأمر منه‏.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٨
، ص٢٥٠
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٦٨٩

قال السجّاد (عليه السلام): ألا، إنّ للعبد أربع أعين عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه‏.

المصدر الأصلي: التوحید، الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٨
، ص٢٥٠