Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في إرسال النبي (ص) أمير المؤمنين (ع) بتبليغ سورة البراءة، وأنه أذان من الله ورسوله، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٨١

قال الباقر عليه السلام … فانطلق عليّ عليه السلام حتّى قدم مكّة، ثمّ وافى عرفات، ثمّ رجع إلى جمع، ثمّ إلى منى، ثمّ ذبح وحلق، وصعد على الجبل المشرف المعروف بالشعب فأذّن ثلاث مرّات: أ لا تسمعون؟ يا أيّها الناس، إنّي رسول رسول الله إليكم، ثمّ قال: ﴿بَرَاءةٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ۞ فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله وَأَنَّ الله مُخْزِي الكَافِرِينَ ۞ وَأَذَانٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ …﴾، ثمّ لمع بسيفه فأسمع الناس وكرّرها، فقال الناس: من هذا الذي ينادي في الناس؟ فقالوا: عليّ بن أبي طالب، وقال من عرفه من الناس: هذا ابن عمّ محمّد صلى الله عليه وآله، وما كان ليجترئ على هذا غير عشيرة محمّد.

فأقام أيّام التشريق ثلاثة ينادي بذلك، ويقرأ على الناس غدوة وعشيّة، فناداه الناس من المشركين: أبلغ ابن عمّك أن ليس له عندنا إلّا ضرباً بالسيف وطعناً بالرماح، ثمّ انصرف عليّ عليه السلام إلى النبيّ صلى الله عليه وآله يقصد في السير، وأبطئ الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر عليّ عليه السلام وما كان منه، فاغتمّ النبيّ صلى الله عليه وآله لذلك غمّاً شديداً حتّى رئي ذلك في وجهه، وكفّ عن النساء من الهمّ والغمّ.

فقال بعضهم لبعض: لعلّه قد نعيت إليه نفسه أو عرض له مرض، فقالوا لأبي ذرّ: قد نعلم منزلتك من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد ترى ما به، فنحن نحبّ أن تعلم لنا أمره، فسأل أبو ذرّ النبيّ صلى الله عليه وآله عن ذلك، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: ما نعيت إليّ نفسي وإنّي لميّت، وما وجدت في أمّتي إلّا خيراً، وما بي من مرض، ولكن من شدّة وجدي بعليّ بن أبي طالب عليه السلام وإبطاء الوحي عنّي في أمره، فإنّ الله عزّ وجلّ قد أعطاني في عليّ عليه السلام تسع خصال: ثلاثة لدنياي، واثنتان لآخرتي، واثنتان أنا منهما آمن، واثنتان أنا منهما خائف.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلّى الغداة، استقبل القبلة بوجهه إلى طلوع الشمس يذكر الله عزّ وجلّ، ويتقدّم عليّ بن أبي طالب عليه السلام خلف النبيّ صلى الله عليه وآله ويستقبل الناس بوجهه، فيستأذنون في حوائجهم، وبذلك أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله. فلمّا توجّه عليّ عليه السلام إلى ذلك الوجه، لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وآله مكان عليّ عليه السلام لأحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلّى وسلّم استقبل الناس بوجهه، فأذّن للناس، فقام أبو ذرّ، فقال: يا رسول الله، لي حاجة، قال صلى الله عليه وآله: انطلق في حاجتك.

فخرج أبو ذرّ من المدينة يستقبل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا كان ببعض الطريق إذا هو براكب مقبل على ناقته، فإذا هو عليّ عليه السلام، فاستقبله والتزمه وقبّله وقال: بأبي أنت وأمّي، اقصد في مسيرك حتّى أكون أنا الذي أبشّر رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله من أمرك في غمّ شديد وهمّ. فقال له عليّ عليه السلام: نعم، فانطلق أبو ذرّ مسرعاً حتّى أتى النبيّ صلى الله عليه وآله، فقال: البشرى، قال صلى الله عليه وآله: وما بشراك يا أبا ذرّ؟ قال: قدم عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال صلى الله عليه وآله له: لك بذلك الجنّة.

ثمّ ركب النبيّ صلى الله عليه وآله وركب معه الناس، فلمّا رآه أناخ ناقته، ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله فتلقّاه والتزمه وعانقه، ووضع خدّه على منكب عليّ عليه السلام، وبكى النبيّ صلى الله عليه وآله فرحاً بقدومه وبكى عليّ عليه السلام معه. ثمّ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما صنعت؟ بأبي أنت وأمّي، فإنّ الوحي أبطئ عليّ في أمرك، فأخبره بما صنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كان الله عزّ وجلّ أعلم بك منّي حين أمرني بإرسالك.

المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٣٥
، ص٢٨٨-٢٨٩
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٨٢

قال الحارث بن مغيرة النصري: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ﴾، فقال عليه السلام: اسم نحله الله‏ عزّ وجلّ عليّاً عليه السلام من السماء؛ لأنّه هو الذي أدّى عن رسول الله صلى الله عليه وآله براءة وقد كان بعث بها مع أبي بكر أوّلًا فنزل عليه جبرئيل وقال: يا محمّد، إنّ الله يقول لك: إنّه لا يبلغ عنك إلّا أنت أو رجل منك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك عليّاً عليه السلام فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده ومضى بها إلى مكّة فسمّاه الله تعالی أذاناً من الله. إنّه اسم نحله الله من السماء لعليّ عليه السلام.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٣٥
، ص٢٩٢-٢٩٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٩٨٣

قال عليّ عليه السلام: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله حين بعثه ببراءة قال: يا نبيّ الله، إنّي لست بلسن ولا بخطيب، قال صلى الله عليه وآله: إمّا أن أذهب بها أو تذهب بها أنت، قال عليه السلام: فإن كان لا بدّ فسأذهب أنا، قال صلى الله عليه وآله: فانطلق، فإنّ الله يثبّت لسانك ويهدي قلبك. ثمّ وضع يده على فمه وقال: انطلق، فاقرأها على الناس، وقال صلى الله عليه وآله: الناس سيتقاضون إليك، فإذا أتاك الخصمان فلا تقض لواحد حتّى تسمع الآخر، فإنّه أجدر أن تعلم الحقّ.

المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٣٥
، ص٢٩٦