Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتأثير المعاصي على أرزاق العباد، وضرورة إنكار المنكر بالقلب، وفي أعظم الناس حسرة يوم القيامة، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٣

قال الباقر (عليه السلام): أما إنّه ليس من سنة أقلّ مطراً من سنة، ولكنّ الله يضعه حيث يشاء، إنّ الله جلّ جلاله إذا عمل قوم بالمعاصي، صرف عنهم ما كان قدّر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم، وإلى الفيافي والبحار والجبال، وإنّ الله ليعذّب الجعل في حجرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلّتها لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٤

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ أوّل ما تقلبون إليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثمّ الجهاد بقلوبكم، فمن لم يعرف قلبه معروفاً، ولم ينكر منكراً، نكس قلبه فجعل أسفله أعلاه، فلا يقبل خيراً أبداً.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٥

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف بكم إذا فسد نساؤكم، وفسق شبّانكم، ولم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، قيل: يا رسول الله، ويكون ذلك؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، وشرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟

المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٤
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٦

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ المعصية إذا عمل بها العبد سرّاً لم تضرّ إلّا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يغيّر عليه أضرّت بالعامّة.

المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٤-٧٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٧

جاء قوم بخراسان إلى الرضا (عليه السلام) فقالوا: إنّ قوماً من أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة فلو نهيتهم عنها، فقال (عليه السلام): لا أفعل، فقيل: ولم؟ قال (عليه السلام): لأنّي سمعت أبي (عليه السلام) يقول: النصيحة خشنة. ١

المصدر الأصلي: علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٦
(١) ليس المراد من هذا الحديث سقوط وجوب النهي عن المنكر لأنّه خشن، بل قد يقصد منها مورد اليأس من التأثير، فخشونة النصيحة فيها كناية عن عدم قبول الأمر، وخاصّة أنّ الراوي ينسب أموراً قبيحة لمن هم من أهل بيت الإمام (عليه السلام)، فلا يعقل جهلهم بالحكم.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٨

فيما كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، ولم تكن خيفة على النفس.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٣٩

لا يحلّ لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتّى تغيّره.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٠

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغيّر فيها بيد ولا لسان، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): وفيهم يومئذٍ مؤمنون؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، قال (عليه السلام): فينتقص ذلك من إيمانهم شيء؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا، إلّا كما ينقص القطر من الصفا، إنّهم يكرهونه بقلوبهم.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٧
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤١

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ الله تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هو الذي لا ينهى عن المنكر.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٧
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٢

قال الصادق (عليه السلام): أيّما ناشٍ نشأ في قوم، ثمّ لم يؤدّب على معصية، فإنّ الله عزّ وجلّ أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٨
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٣

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعتبروا أيّها الناس، بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول: ﴿لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ﴾، وقال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ﴾ إلى قوله: ﴿لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾ وإنّما عاب الله ذلك عليهم، لأنّهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة ممّا يحذرون، والله يقول: ﴿فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾، وقال: ﴿الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾، فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنّها إذا أدّيت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها وصعبها، وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم، ومخالفة الظالم، وقسمة الفيء والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها، ووضعها في حقّها.

ثمّ أنتم أيّها العصابة، عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة، يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلّابها، وتمشون في الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر، أ ليس كلّ ذلك إنّما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ الله، وإن كنتم عن أكثر حقّه تقصّرون، فاستخففتم بحقّ الأئمّة.

فأمّا حقّ الضعفاء فضيّعتم، وأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم، فلا مال بذلتموه، ولا نفساً خاطرتم بها للذي خلقها، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله، أنتم تتمنّون على الله جنّته، ومجاورة رسله، وأمانه من عذابه، لقد خشيت عليكم أيّها المتمنّون على الله، أن تحلّ بكم نقمة من نقماته، لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضّلتم بها، ومن يعرف بالله لا تكرمون، وأنتم بالله في عباده تكرمون، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تقرعون، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تقرعون، وذمّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محقورة، والعمي والبكم والزمن في المدائن مهملة لا ترحمون، ولا في منزلتكم تعملون، ولا من عمل فيها تعتبون، وبالادّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون، كلّ ذلك ممّا أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون.

وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسمعون، ذلك بأنّ مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله، الأمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة، وما سلبتم ذلك إلّا بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم في السنّة بعد البيّنة الواضحة، ولو صبرتم على الأذى وتحمّلتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد، وعنكم تصدر، وإليكم ترجع.

ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم، ويستشعرون الخزي بأهوائهم اقتداء بالأشرار، وجرأة على الجبّار، في كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبّار عنيد، وذي سطوة على الضعفة شديد، مطاع لا يعرف المبديء والمعيد، فيا عجباً! وما لي لا أعجب والأرض من غاشٍ غشوم ومتصدّق ظلوم، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا.

اللّهــمّ إنّك تعلم إنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في السلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنّتك وأحكامك، فإنّكم إلّا تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيّكم، وحسبنا الله، وعليه توكّلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٧٩-٨١
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٤

قال الرضا (عليه السلام): إنّما هلك من كان قبلكم بما عملوا من المعاصي، ولم ينههم الربّانيون والأحبار عن ذلك، إنّ الله جلّ وعلا بعث ملكين إلى مدينة ليقلّباها على أهلها، فلمّا انتهيا إليها وجدا رجلاً يدعوا الله ويتضرّع إليه، فقال أحدهما لصاحبه: أ ما ترى هذا الرجل الداعي؟ فقال له: رأيته ولكن أمضي لما أمرني به ربّي، فقال الآخر: ولكنّي لا أحدث شيئاً حتّى أرجع، فعاد إلى ربّه فقال: يا ربّ، إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعو ويتضرّع إليك، فقال عزّ وجلّ: امض لما أمرتك، فإنّ ذلك رجل لم يتغيّر وجهه غضباً لي قطّ.

المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨١-٨٢
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٥

كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب فعارضه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، حدّثنا عن ميّت الأحياء، فقطع الخطبة، ثمّ قال (عليه السلام): منكر للمنكر بقلبه ولسانه ويديه، فخلال الخير حصلها كلّها، ومنكر للمنكر بقلبه ولسانه وتارك له بيده فخصلتان من خصال الخير، ومنكر للمنكر بقلبه وتارك بلسانه ويده فخلّة من خلال الخير حاز، وتارك للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك ميّت الأحياء، ثمّ عاد (عليه السلام) إلى خطبته.

المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٢
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٦

قال الرضا (عليه السلام): إنّ صبيّين تواثبا على ديك فنتفاه، فلم يدعا عليه ريشة، وشيخ قائم يصلّي لا يأمرهم ولا ينهاهم، قال (عليه السلام): فأمر الله الأرض فابتلعته.

المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٢
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٧

قیل للرضا (عليه السلام): من أعظم الناس حسرة يوم القيامة؟ قال (عليه السلام): من وصف عدلاً فخالفه إلى غيره.

المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٣
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٨

قال الصادق (عليه السلام): من لم ينسلخ عن هواجسه، ولم يتخلّص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان، ولم يدخل في كنف الله وأمان عصمته، لا يصلح له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنّه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلّما أظهر أمراً يكون حجّة عليه، ولا ينتفع الناس به، قال الله عزّ وجلّ:﴿أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾، ويقال له: يا خائن، أ تطالب خلقي بما خنت به نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٣
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٤٩

روي أنّ ثعلبة الخشنى سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذه الآية: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، واصبر على ما أصابك حتّى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متّبعاً، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع أمر العامّة، وصاحب الأمر بالمعروف يحتاج إلى أن يكون عالماً بالحلال والحرام، فارغاً من خاصّة نفسه عمّا يأمرهم به، وينهاهم عنه، ناصحاً للخلق، رحيماً رفيقاً بهم، داعياً لهم باللطف وحسن البيان، عارفاً بتفاوت أخلاقهم، لينزل كلّاً منزلته، بصيراً بمكر النفس ومكائد الشيطان، صابراً على ما يلحقه، لا يكافيهم بها ولا يشكو منهم، ولا يستعمل الحميّة، ولا يغتاظ لنفسه، مجرّداً نيّته لله مستعيناً به ومبتغياً لوجهه، فإن خالفوه وجفوه صبر، وإن وافقوه وقبلوا منه شكر، مفوّضاً أمره إلى الله ناظراً إلى عيبه.

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٣-٨٤
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٠

قال الصادق (عليه السلام): أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حدّ الصدق، والفعل حدّ الإخلاص، فإنّ مثل الواعظ والموعوظ كاليقظان والراقد، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفته ومعاصيه، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد، وأمّا السائر في مفاوز الاعتداء، والخائض في مراتع الغيّ، وترك الحياء باستحباب السمعة والرياء والشهرة والتصنّع في الخلق المتزيّي بزيّ الصالحين، المظهر بكلامه عمارة باطنه، وهو في الحقيقة خالٍ عنها، قد غمرتها وحشة حبّ المحمدة، وغشيتها ظلمة الطمع، فما أفتنه بهواه وأضلّ الناس بمقاله قال الله عزّ وجلّ: ﴿لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ﴾، وأمّا من عصمه الله بنور التأييد، وحسن التوفيق، وطهّر قلبه من الدنس، فلا يفارق المعرفة والتقى، فيستمع الكلام من الأصل ويترك قائله كيف ما كان، قالت الحكماء: خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين.

قال عيسى (عليه السلام): جالسوا من تذكّركم الله رؤيته ولقاؤه، فضلاً عن الكلام، ولا تجالسوا من يوافقه ظاهركم ويخالفه باطنكم، فإن ذلك المدّعي بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم.

فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤيته ولقاءه ومجالسته ولو لساعة، فإنّ ذلك يؤثرّ في دينك وقلبك وعبادتك بركاته، قوله لا يجاوز فعله، وفعله لا يجاوز صدقه، وصدقه لا ينازع ربّه، فجالسه بالحرمة، وانتظر الرحمة والبركة، واحذر لزوم الحجّة عليك، وراع وقته كيلا تلموه فتخسر، وانظر إليه بعين فضل الله عليه، وتخصيصه له، وكرامته إيّاه.

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٤
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥١

قال الصادق (عليه السلام) في قوله ﴿كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ﴾: أما إنّهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم، ولا يجلسون مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم، وأنسوا بهم.

المصدر الأصلي: تفسير العيّاشي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٥
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٢

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أوحى الله فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل (عليه السلام) فأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفّار والفجّار، فقال جبرئيل: يا ربّ، أخسف بهم إلّا بفلان الزاهد؟ فيعرف ماذا يأمره الله به؟ فقال الله تعالى: بل اخسف بهم وبفلان قبلهم، فسأل ربّه فقال: ربّ، عرّفني لم ذلك وهو زاهد عابد؟ قال: مكّنت له وأقدرته فهو لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وكان يتوفّر على حبّهم وفي غضبي لهم، فقالوا: يا رسول الله، فكيف بنا ونحن لا نقدر على إنكار ما نشاهده من منكر؟

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، أو ليعمّكم الله بعذاب، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): من رأى منكراً فلينكره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، فحسبه أن يعلم الله من قلبه إنّه لذلك كاره.

المصدر الأصلي: تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٥
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٣

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به، عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه.

المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٧
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٤

قال الصادق (عليه السلام): لو أنّكم إذا بلغكم عن الرجل شيء مشيتم إليه فقلتم: يا هذا، إمّا أن تعتزلنا وتجتنبنا، أو تكفّ عنا، فإن فعل وإلّا فاجتنبوه.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٨
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٥

قال عليّ (عليه السلام): أيّها المؤمنون، إنّه من رأى عدواناً يعمل به، ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٩
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٦

قال عليّ (عليه السلام): وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلّا كنفثة في بحر لجّيّ، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من رزق، وأفضل ذلك كلمة عدل عند إمام جائر.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٨٩
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٧

قال عليّ (عليه السلام) في وصيّته للحسنين (عليهما السلام) عند وفاته: قولا بالحقّ، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٠
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٨

قال عليّ (عليه السلام): الله الله، في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّى عليكم أشراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٠
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٥٩

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رأيت رجلاً من أمّتي في المنام قد أخذته الزبانية من كلّ مكان، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلّصاه من بينه، وجعلاه من الملائكة.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩١
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٠

قال الصادق (عليه السلام): لمّا نزلت هذه الآية: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْليكُمْ ناراً﴾ جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا قد عجزت عن نفسي كلّفت أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عمّا تنهى عنه نفسك.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦١

قال الصادق (عليه السلام): حسب المؤمن غيراً إن رأى منكراً أن يعلم الله من نيّته أنّه له كاره.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢
الحديث: ٣٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٢

كان الصادق (عليه السلام) إذا مرّ بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتّى يقول ثلاثاً: اتّقوا الله، يرفع بها صوته.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٣

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذامّاً، ومن آثر طاعة الله عزّ وجلّ بغضب الناس كفاه الله عزّ وجلّ عداوة كلّ عدوّ، وحسد كلّ حاسد، وبغي كلّ باغٍ، وكان الله عزّ وجلّ له ناصراً وظهيراً.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٤

قال الصادق (عليه السلام): يا مفضّل، من تعرّض لسلطان جائر فأصابته بليّة لم يؤجر عليها، ولم يرزق الصبر عليها.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٥

قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله فوّض إلى المؤمن أمره كلّه، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً، أ ما تسمع الله يقول عزّ وجلّ: ﴿وَللَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾؟ فالمؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً، فإنّ المؤمن أعزّ من الجبل يستقلّ منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقلّ من دينه بشيء.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٢-٩٣
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠١٦٦

قال المفضّل بن عمر: ‏قال الصادق (عليه السلام): لا ينبغي لمؤمن أن يذلّ نفسه، قلت: بما يذلّ نفسه؟ قال (عليه السلام): لا يدخل فيما يعتذر منه.

المصدر الأصلي: مشكاة الأنوار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٧
، ص٩٣