Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في كيفية السيطرة على الغضب، وفي علة الغضب، وفي أن الغضب جمرة من الشيطان تتوقد في قلب الإنسان، وفي أن الله خير المنتصرين للإنسان عند عفوه عن الآخرين، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٧

قال الصادق (عليه السلام): قال الحواريّون لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا معلّم الخير، أعلمنا أيّ الأشياء أشدّ؟ فقال: أشدّ الأشياء غضب الله عزّ وجلّ، قالوا: فبم يتّقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبّر ومحقرة الناس.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٦٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٨

قال الباقر (عليه السلام): إنّ الرجل ليغضب حتّى ما يرضى أبداً ويدخل بذلك النار، فأيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنّه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالساً فليقم، وأيّما رجل غضب على ذي رحمه فليقم إليه وليدن منه وليمسّه، فإنّ الرحم إذا مسّت الرحم سكنت.

بيــان:
وذهاب ذلك بالجلوس مجرّب كما أنّ من جلس عند حملة الكلب وجده ساكناً لا يحوم حوله، وفيه سرّ لا يعلمه إلّا الله والراسخون في العلم، وربما يقال: السرّ فيه هو الإشعار بأنّه من التراب، وعبد ذليل لا يليق به الغضب، أو التوسلّ بسكون الأرض وثبوتها. (ص٢٧١)
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٦٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤٠٩

قال عليّ (عليه السلام): الحدّة ضرب من الجنون لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٦٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٠

قال الباقر (عليه السلام): إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان تتوقّد في قلب ابن آدم، وإنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه.

المصدر الأصلي: منية المريد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٦٧
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١١

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل.

بيــان:
«كما يفسد الخلّ العسل»، أي إذا أدخل الخلّ العسل ذهبت حلاوته وخاصيّته، وصار المجموع شيئاً آخر، فكذا الإيمان إذا دخله الغضب فسد ولم يبق على صرافته، وتغيّرت آثاره فلا يسمّى إيماناً حقيقة، أو المعنى أنّه إذا كان طعم العسل في الذائقة، فشرب الخلّ ذهبت تلك الحلاوة بالكلّية فلا يجد طعم العسل، فكذا الغضب إذا ورد على صاحب الإيمان لم يجد حلاوته، وذهبت فوائده.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٦٧
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٢

قال الصادق (عليه السلام): أوحى الله عزّ وجلّ إلى بعض أنبيائه: يا بن آدم، اذكرني في غضبك، أذكرك في غضبي، لا أمحقك فيمن أمحق، وارض بي منتصراً، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٧٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٣

قال الصادق (عليه السلام): قال رجل للنبيّ (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله، علّمني، قال: اذهب ولا تغضب، فقال الرجل: قد اكتفيت بذلك. فمضى إلى أهله فإذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفاً ولبسوا السلاح، فلمّا رأى ذلك لبس سلاحه ثمّ قام معهم، ثمّ ذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تغضب» فرمى السلاح ثمّ جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدوّ قومه، فقال: يا هؤلاء، ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر، فعليّ في مالي، أنا أوفيكموه، فقال القوم: فما كان فهو لكم، نحن أولى بذلك منكم، قال (عليه السلام): فاصطلح القوم، وذهب الغضب.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٧٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥٤١٤

قال الصادق (عليه السلام): الغضب ممحقة لقلب الحكيم، وقال: من لم يملك غضبه لم يملك عقله.

بيــان:
قال بعض المحقّقين: مهما اشتدّت نار الغضب وقوي اضطرامها، أعمى صاحبه وأصمّه عن كلّ موعظة، فإذا وعظ لم يسمع بل تزيده الموعظة غيظاً، وإن أراد أن يستضيء بنور عقله وراجع نفسه لم يقدر على ذلك، إذ ينطفئ نور العقل وينمحي في الحال بدخان الغضب، فإنّ معدن الفكر الدماغ، ويتصاعد عند شدّة الغضب من غليان دم القلب دخان إلى الدماغ مظلم مستولٍ على معادن الفكر.
وربما يتعدّى إلى معادن الحسّ، فيظلم عينه حتّى لا يرى بعينه، ويسودّ عليه الدنيا بأسرها، ويكون دماغه على مثال كهف أضرمت فيه نار فاسودّ جوّه وحمي مستقرّه، وامتلأ بالدخان جوانبه، وكان فيه سراج ضعيف فانطفأ وانمحى نوره، فلا يثبت فيه قدم ولا يسمع فيه كلام ولا ترى فيه صورة ولا يقدر على إطفائه لا من داخل ولا من خارج، بل ينبغي أن يصبر إلى أن يحترق جميع ما يقبل الاحتراق، فكذلك يفعل الغضب بالقلب والدماغ، وربما تقوى نار الغضب فتفني الرطوبة التي بها حياة القلب فيموت صاحبه غيظاً، كما تقوى النار في الكهف فيتشقّق وتنهدّ أعاليه على أسافله، وذلك لإبطال النار ما في جوانبه من القوّة الممسكة الجامعة لأجزائه، فهكذا حال القلب مع الغضب.
ومن آثار هذا الغضب في الظاهر: تغيّر اللون، وشدّة الرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام، واضطراب الحركة والكلام، حتّى يظهر الزبد على الأشداق وتحمرّ الأحداق وتنقلب المناخر وتستحيل الخلقة، ولو رأى الغضبان في حال غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره، فإنّ الظاهر عنوان الباطن، وإنّما قبحت صورة الباطن أوّلاً ثمّ انتشر قبحها إلى الظاهر ثانياً، فهذا أثره في الجسد.
وأمّا أثره في اللسان: فانطلاقه بالشتم والفحش، وقبيح الكلام الذي يستحیي منه ذوو العقول، ويستحيي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبّط النظم واضطراب اللفظ.
وأمّا أثره على الأعضاء: فالضرب والتهجّم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكّن من غير مبالاة، فإن هرب منه المغضوب عليه أو فاته بسبب وعجز عن التشفّي رجع الغضب على صاحبه، فيمزّق ثوب نفسه ويلطم وجهه، وقد يضرب يده على الأرض، ويعدو عدو الواله السكران والمدهوش المتحيّر، وربما سقط صريعاً لا يطيق العدو والنهوض لشدّة الغضب، ويعتريه مثل الغشية، وربما يضرب الجمادات والحيوانات، فيضرب القصعة على الأرض _ وقد تكسر وتراق المائدة _ إذا غضب عليها، وقد يتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة والجماد، ويخاطبه ويقول: إلى متى منك كذا، ويا كيت وكيت، كأنّه يخاطب عاقلاً حتّى ربما رفسته دابّة فيرفسها ويقابلها به.
وأمّا أثره في القلب مع المغضوب عليه: فالحقد والحسد وإظهار السوء والشماتة بالمساءة والحزن بالسرور والعزم على إفشاء السرّ وهتك الأستار والاستهزاء وغير ذلك من القبائح، فهذه ثمرة الغضب المفرط وقد أشير إليها في تلك الأخبار. (ص٢٧٨-٢٨۰)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٠
، ص٢٧٨