Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في تفاصیل وفاة النبي الأكرم (ص)، ومن حضر عنده عند الوفاة، وحضور الخضر (عليه السلام) بعد وفاته، وأن مصيبته أعظم المصائب، وفي ماهية مصحف فاطمة (س)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧١٩

لمّا مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه، قام إليه عمّار بن ياسر، فقال له: فداك أبي وأمّي، يا رسول الله، من يغسّلك منّا إذا كان ذلك منك؟ قال صلى الله عليه وآله: ذاك عليّ بن أبي طالب، لأنّه لا يهمّ بعضو من أعضائي إلّا أعانته الملائكة على ذلك، فقال له: فداك أبي وأمّي يا رسول الله، فمن يصلّي عليك منّا إذا كان ذلك منك؟ قال صلى الله عليه وآله: مه، رحمك الله.

ثمّ قال لعليّ عليه السلام: يا بن أبي طالب، إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني، وأنق غسلي وكفّنّي في طمريّ هذين، أو في بياض مصر وبرد يمان، ولا تغال في كفني، واحملوني حتّى تضعوني على شفير قبري، فأوّل من يصلّي عليّ الجبّار من فوق عرشه، ثمّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلّا الله، ثمّ الحافّون بالعرش، ثمّ سكّان أهل سماء فسماء، ثمّ جلّ أهل بيتي ونسائي، الأقربون فالأقربون، يؤمون إيماء، ويسلّمون تسليماً، لا يؤذونّي بصوت نادية ولا مرنّة.

ثمّ قال صلى الله عليه وآله: يا بلال، هلمّ عليّ بالناس، فاجتمع الناس فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله متعصّباً بعمامته متوكّياً على قوسه حتّى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: معاشر أصحابي، أيّ نبيّ كنت لكم؟ أ لم أجاهد بين أظهركم؟ أ لم تكسر رباعيتي؟ أ لم يعفّر جبيني؟ أ لم تسل الدماء على حرّ وجهي حتّى كنفت ١ لحيتي؟ أ لم أكابد الشدّة والجهد مع جهّال قومي؟ أ لم أربط حجر المجاعة على بطني؟

قالوا: بلى، يا رسول الله، لقد كنت لله صابراً، وعن منكر بلاء الله ناهياً، فجزاك الله عنّا أفضل الجزاء، قال: وأنتم فجزاكم الله.

ثمّ قال: إنّ ربّي حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم بالله، أيّ رجل منكم كانت له قبل محمّد صلى الله عليه وآله مظلمة إلّا قام فليقتصّ منه؟ فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء.

فقام إليه رجل من أقصى القوم _ يقال له سوادة بن قيس _ فقال له: فداك أبي وأمّي يا رسول الله، إنّك لمّا أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فلا أدري عمداً أو خطأ؟

فقال صلى الله عليه وآله: معاذ الله أن أكون تعمّدت، ثمّ قال: يا بلال، قم إلى منزل فاطمة، فأتني بالقضيب الممشوق، فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة: معاشر الناس، من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة؟ فهذا محمّد، يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة.

وطرق بلال الباب على فاطمة عليها السلام وهو يقول: يا فاطمة، قومي فوالدك يريد القضيب الممشوق، فأقبلت فاطمة عليها السلام وهي تقول: يا بلال، وما يصنع والدي بالقضيب، وليس هذا يوم القضيب؟ فقال بلال: يا فاطمة، أ ما علمت أنّ والدك قد صعد المنبر، وهو يودّع أهل الدين والدنيا؟ فصاحت فاطمة عليها السلام وقالت: واغمّاه لغمّك يا أبتاه، من للفقراء والمساكين وابن السبيل، يا حبيب الله، وحبيب القلوب؟

ثمّ ناولت بلالاً القضيب، فخرج حتّى ناوله رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين الشيخ؟ فقال الشيخ: ها أنا ذا يا رسول الله بأبي أنت وأمّي، فقال صلى الله عليه وآله: تعال فاقتصّ منّي حتّى ترضى، فقال الشيخ: فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله، فكشف صلى الله عليه وآله عن بطنه، فقال الشيخ: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، أ تأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذن له؛ فقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله صلى الله عليه وآله من النار يوم النار.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سوادة بن قيس، أ تعفو أم تقتصّ؟ فقال: بل أعفو يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: اللّهمّ، اعف عن سوادة بن قيس، كما عفا عن نبيّك محمّد.

ثمّ قام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيت أمّ سلمة وهو يقول: ربّ، سلّم أمّة محمّد من النار، ويسّر عليهم الحساب، فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، ما لي أراك مغموماً متغيّر اللون؟ فقال صلى الله عليه وآله: نعيت إليّ نفسي هذه الساعة، فسلام لك في الدنيا، فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمّد أبداً، فقالت أمّ سلمة: واحزناه، حزناً لا تدركه الندامة عليك يا محمّداه.

ثمّ قال صلى الله عليه وآله: ادع لي حبيبة قلبي وقرّة عيني فاطمة تجيء، فجاءت فاطمة عليها السلام وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه، أ لا تكلّمني كلمة؟ فإنّي أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً، فقال صلى الله عليه وآله لها: يا بنيّة، إنّي مفارقك، فسلام عليك منّي.

قالت عليها السلام: يا أبتاه، فأين الملتقى يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وآله: عند الحساب، قالت عليها السلام: فإن لم ألقك عند الحساب؟ قال صلى الله عليه وآله: عند الشفاعة لأمّتي، قالت عليها السلام: فإن لم ألقك عند الشفاعة لأمّتك؟ قال صلى الله عليه وآله: عند الصراط، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، والملائكة من خلفي وقدّامي ينادون: ربّ سلّم أمّة محمّد من النار، ويسّر عليهم الحساب، قالت فاطمة عليها السلام: فأين والدتي خديجة؟ قال صلى الله عليه وآله: في قصر له أربعة أبواب إلى الجنّة.

ثمّ أغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخل بلال وهو يقول: الصلاة، رحمك الله، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصلّى بالناس وخفّف الصلاة، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: ادعوا لي عليّ بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فجاءا فوضع عليه السلام يده على عاتق عليّ عليه السلام، والأخرى على أسامة، ثمّ قال: انطلقا بي إلى فاطمة.

فجاءا به حتّى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين عليهما السلام يبكيان ويصطرخان وهما يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء، ووجوهنا لوجهك الوقاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من هذان يا عليّ؟ قال عليه السلام: هذان ابناك الحسن والحسين، فعانقهما وقبّلهما، وكان الحسن عليه السلام أشدّ بكاء، فقال عليه السلام له: كفّ يا حسن، فقد شققت على رسول الله صلى الله عليه وآله.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٠٧-٥١٠
(١) «كَنَّفَت»: أحاطت. تاج العروس، ج١٢، ص٤٦٨.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٠

روي عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك المرض كان يقول: ادعوا لي حبيبي، فجعل يدعى له رجل بعد رجل، فيعرض عنه، فقيل لفاطمة عليها السلام امضي إلى عليّ عليه السلام، فما نرى رسول الله يريد غير عليّ عليه السلام، فبعث فاطمة عليها السلام إلى عليّ عليه السلام.

فلمّا دخل فتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه وتهلّل وجهه، ثمّ قال: إليّ يا عليّ، إليّ يا عليّ، فما زال يدنيه حتّى أخذه بيده وأجلسه عند رأسه، ثمّ أغمي عليه، فجاء الحسن والحسين عليهما السلام يصيحان ويبكيان حتّى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله، فأراد عليّ عليه السلام أن ينحّيهما عنه، فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله، ثمّ قال صلى الله عليه وآله: يا عليّ، دعني أشمّهما ويشمّانّي، وأتزوّد منهما ويتزوّدان منّي، أما إنّهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلماً، فلعنة الله على من يظلمهما يقول ذلك ثلاثاً _.

ثمّ مدّ يده إلى عليّ عليه السلام فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه، ووضع فاه على فيه، وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيّبة، صلوات الله عليه وآله، فانسلّ عليّ عليه السلام من تحت ثيابه وقال: أعظم الله أجوركم في نبيّكم، فقد قبضه الله إليه، فارتفعت الأصوات بالضجّة والبكاء، فقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الذي ناجاك به رسول الله صلى الله عليه وآله حين أدخلك تحت ثيابه؟ فقال عليه السلام: علّمني ألف باب، يفتح لي كلّ باب ألف باب.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥١٠-٥١١
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢١

قيل للصادق عليه السلام: جعلت فداك، هل للماء حدّ محدود؟ قال عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام: إذا أنا متّ فاستق لي ستّ قرب من ماء بئر غرس، فغسّلني وكفّنّي وحنّطني، فإذا فرغت من غسلي فخذ بمجامع كفني وأجلسني ثمّ سائلني عمّا شئت، فو الله، لا تسألني عن شيء إلّا أجبتك.

المصدر الأصلي: بصائر الدرجات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥١٤
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٢

قال السجّاد عليه السلام: لمّا توفّي رسول الله صلى الله عليه وآله وجاءت التعزية، جاءهم آتٍ يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
﴿كُلُّ نَفسٍ ذائقةُ الموتِ وإنَّما تُوَفّونَ أجورَكُم يَومَ القِيامَة﴾، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ هالك، ودركاً من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام.

المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥١٥-٥١٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٣

روي أنّه قال جبرئيل: إنّ ملك الموت يستأذن عليك، وما استأذن أحداً قبلك ولا بعدك، فأذن له فدخل وسلّم عليه، وقال: يا أحمد، إنّ الله تعالی بعثني إليك لأطيعك، أقبض أو أرجع؟ فأمره فقبض.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٢٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٤

قال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا عليّ، من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنّها من أعظم المصائب.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٢٢
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٥

فلمّا فرغ عليّ عليه السلام من غسله كشف الإزار عن وجهه، ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي، طبت حيّاً وطبت ميّتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواك من النبوّة والإنباء … بأبي أنت وأمّي، اذكرنا عند ربّك، واجعلنا من همّك، ثمّ أكبّ عليه فقبّل وجهه والإزار عليه.

المصدر الأصلي: المجالس للمفيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٢٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٦

قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وإنّ رأسه لعلى صدري، وقد سالت نفسه في كفّي، فأمررتها على وجهي، ولقد ولّيت غسله صلى الله عليه وآله والملائكة أعواني، فضجّت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة يصلّون عليه حتّى واريناه في ضريحه، فمن ذا أحقّ به منّي حيّاً وميّتاً؟

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٤٠
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٧

قال الصادق عليه السلام: إنّ الله لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله عزّ وجلّ، فأرسل إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال عليه السلام لها: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي، فأعلمته ذلك وجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّ ما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً. ثمّ قال عليه السلام: أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٤٥
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٧٢٨

قال الصادق عليه السلام: إنّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢٢
، ص٥٤٥-٥٤٦