Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أخبار الإمام الباقر (ع) وحواره مع المنهال، وفي قصة الشيخ الذي دخل على الباقر (ع) يظهر حبه لأهل البيت (ع)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٦٣

قال المنهال بن عمر ١ : كنت جالساً مع الباقر عليه السلام إذ جاءه رجل فسلّم عليه فردّ عليه السلام، قال الرجل: كيف أنتم؟ فقال له الباقر عليه السلام: أ وما آن لكم أن تعلموا كيف نحن؟ إنّما مثلنا في هذه الأمّة مثل بني إسرائيل، كان يذبّح أبناءهم وتستحيى نساءهم، ألا وإنّ هؤلاء يذبّحون أبناءنا ويستحيون نساءنا.

زعمت العرب أنّ لهم فضلاً على العجم، فقالت العجم: وبما ذلك؟ قالوا: كان محمّد صلى الله عليه وآله منّا عربياً، قالوا لهم: صدقتم، وزعمت قريش أنّ لها فضلاً على غيرها من العرب، فقالت لهم العرب من غيرهم: وبم ذاك؟ قالوا: كان محمّد صلى الله عليه وآله قرشياً، قالوا لهم: صدقتم، فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس، لأنّا ذرّيّة محمّد صلى الله عليه وآله وأهل بيته خاصّة وعترته، لا يشركنا في ذلك غيرنا، فقال له الرجل: والله، إنّي لأحبّكم أهل البيت، قال عليه السلام: فاتّخذ للبلاء جلباباً، فوالله، إنّه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدو البلاء ثمّ بكم، وبنا يبدو الرخاء ثمّ بكم.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣٦٠
(١) ورد في المصدر: «المنهال بن عمرو». راجع: الأمالي (للطوسي)، ص١٥٤.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٦٤

قال الحكم بن عتیبة: بينا أنا مع الباقر عليه السلام والبيت غاصّ بأهله، إذ أقبل شيخ يتوكّأ على عنزة ١ له، حتّى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثمّ سكت، فقال الباقر عليه السلام: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثمّ سكت حتّى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام، ثمّ أقبل بوجهه على الباقر عليه السلام ثمّ قال: يا بن رسول الله، أدنني منك _ جعلني الله فداك _ فوالله، إنّي لأحبّكم وأحبّ من يحبّكم، ووالله، ما أحبّكم وأحبّ من يحبّكم لطمع في دنيا، وإنّي لأبغض عدوّكم وأبرأ منه، ووالله، ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه، والله، إنّي لأحلّ حلالكم وأحرّم حرامكم، وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي، جعلني الله فداك.

فقال الباقر عليه السلام: إليّ إليّ، حتّى أقعده إلى جنبه، ثمّ قال: أيّها الشيخ، إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام: إن تمت ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليّ والحسن والحسين، وعلى عليّ بن الحسين عليهم السلام، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك، وتقرّ عينك، وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك ههنا _ وأهوى بيده إلى حلقه _ وإن تعش ترى ما يقرّ الله به عينك، وتكون معنا في السنام الأعلى.

قال الشيخ: قلت: كيف يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام، فقال الشيخ: الله أكبر، يا أبا جعفر، إن أنا متّ أرد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهم السلام، وتقرّ عيني، ويثلج قلبي، ويبرد فؤادي، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسي ههنا، وإن أعش أرى ما يقرّ الله به عيني، فأكون معكم في السنام الأعلى؟ ثمّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج هاهاها، حتّى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون، لما يرون من حال الشيخ، وأقبل الباقر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها.

ثمّ رفع الشيخ رأسه، فقال للباقر عليه السلام: يا بن رسول الله، ناولني يدك _ جعلني الله فداك _ فناوله يده فقبّلها، ووضعها على عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره، فوضع يده على بطنه وصدره، ثمّ قام، فقال: السلام عليكم، وأقبل الباقر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر، ثمّ أقبل بوجهه على القوم، فقال عليه السلام: من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة، فلينظر إلى هذا.

فقال الحكم بن عتيبة: لم أر مأتماً قطّ يشبه ذلك المجلس.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣٦٢-٣٦٣
(١) «العَنَزَة»: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٣، ص٣٠٨.