Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في حجة الوداع ودخول النبي الأكرم (ص) الكعبة المشرفة والصلاة في زوياها الأربع، وحادثة غدير خم ونزول الآيات على النبي الأكرم في شأن علي عليه السلام، وما أنشده حسان بن ثابت رسول الله (ص) في شأن غدير خم، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٥٧

قال الرضا عليه السلام: دخل النبيّ صلى الله عليه وآله الكعبة فصلّى في زواياها الأربع، صلّى في كلّ زاوية ركعتين.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٣٨٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٥٨

قال الصادق عليه السلام: لم يدخل الكعبة رسول الله صلى الله عليه وآله إلّا يوم فتح مكّة.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٣٨٠
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٥٩

ولمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نسكه، أشرك عليّاً عليه السلام في هديه، وقفل إلى المدينة وهو معه والمسلمون، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بـ «غدير خمّ»، وليس بموضع إذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى، فنزل صلى الله عليه وآله في الموضع ونزل المسلمون معه.

وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام خليفة في الأمّة من بعده، وقد كان تقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه. وعلم الله أنّه إن تجاوز غدير خمّ انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين عليه السلام وتأكيد الحجّة عليهم فيه، فأنزل الله تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ﴾، يعني: في استخلاف عليّ عليه السلام والنصّ بالإمامة عليه، ﴿وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾؛ فأكّد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الأمر فيه، وضمّن له العصمة ومنع الناس منه.

فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله المكان الذي ذكرناه، لما وصفناه من الأمر له بذلك وشرحناه، ونزل المسلمون حوله، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ. فأمر صلى الله عليه وآله بدوحات فقمّ ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان، ووضع بعضها فوق بعض، ثمّ أمر مناديه فنادى في الناس: الصلاة جامعة.

فاجتمعوا من رحالهم إليه وإنّ أكثرهم ليلفّ رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء، فلمّا اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتّى صار في ذروتها، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فرقى معه حتّى قام عن يمينه.

ثمّ خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعى إلى الأمّة نفسه، وقال: قد دعيت ويوشك أن أجيب، وقد حان منّي خفوق من بين أظهركم وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علىّ الحوض؛ ثمّ نادى بأعلى صوته: أ لست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللّهمّ، بلى.

فقال لهم على النسق من غير فصل، وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين عليه السلام فرفعها حتّى بان بياض إبطيهما: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

ثمّ نزل صلى الله عليه وآله وكان وقت الظهيرة، فصلّى ركعتين ثمّ زالت الشمس، فأذّن مؤذّنه لصلاة الظهر، فصلّى بهم الظهر وجلس في خيمته وأمر عليّاً عليه السلام أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثمّ أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً، فيهنّئوه بالمقام، ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلّهم.

ثمّ أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلّمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن، وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطّاب، وأظهر له من المسرّة به، وقال فيما قال: بخ بخ لك يا عليّ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

المصدر الأصلي: إعلام الورى، الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٣٨٦-٣٨٨
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٦٠

وجاء حسّان بن ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله، أ تأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال صلى الله عليه وآله له: قل يا حسّان على اسم الله، فوقف على نشز ١ من الأرض، وتطاول المسلمون لسماع كلامه، فأنشأ يقول:

يناديهم‏ يوم‏ الغدير نبيّهم
بخمّ وأسمع بالرسول‏ منادياً

و قال فمن مولاكم ووليّكم
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا وأنت وليّنا
و لن تجدنّ منّا لك اليوم عاصياً

فقال له قم يا عليّ فإنّني
رضيتك من بعدي إماماً وهادیاً

فمن كنت مولاه فهذا وليّه
فكونوا له أتباع‏ صدق موالياً

هناك دعا اللّهمّ وال وليّه
و كن للذي عادى عليّاً معادياً

فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تزال يا حسّان، مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك»؛ وإنّما اشترط رسول الله صلى الله عليه وآله في الدعاء له لعلمه بعاقبة أمره في الخلاف، ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له على الإطلاق، ومثل ذلك ما اشترط الله تعالی في مدح أزواج النبيّ صلى الله عليه وآله، ولم يمدحهنّ بغير اشتراط، لعلمه أنّ منهنّ من تتغيّر بعد الحال عن الصلاح الذي تستحقّ عليه المدح والإكرام، فقال: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيتُنَّ﴾ ولم يجعلهنّ في ذلك حسب ما جعل أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله في محلّ الإكرام والمدحة، حيث بذلوا قوتهم لليتيم والمسكين والأسير، فأنزل الله سبحانه في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التي كانت بهم، فقال تعالی: ﴿وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ۞ إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ الله لَا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاء وَلَا شُكُورًا ۞ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا ۞ فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً وَسُرُورًا ۞ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾؛ فقطع لهم بالجزاء، ولم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم، لعلمه باختلاف الأحوال على ما بيّنّاه.

المصدر الأصلي: إعلام الورى، الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٣٨٨-٣٨٩
(١) «النَّشَز»: المتن المرتفع من الأرض. لسان العرب، ج٥، ص٤١٧.