Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أبناء الإمام الصادق (ع)، وفي موت اسماعيل وحال الإمام (ع) عند موته، وفي ظهور فرقة الإسماعيلية، وفي فرقة الفطحية، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٤

كان إسماعيل أكبر إخوته، وكان الصادق (عليه السلام) شديد المحبّة له والبرّ به والإشفاق عليه، وكان قوم من الشيعة يظنّون أنّه القائم بعد أبيه، والخليفة له من بعده، إذ كان أكبر أخوته سنّاً، ولميل أبيه إليه وإكرامه له، فمات في حياة أبيه (عليه السلام) بالعريض، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة، حتّى دفن بالبقيع.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٥

روي أنّ الصادق (عليه السلام) جزع عليه ١ جزعاً شديداً، وحزن عليه حزناً عظيماً، وتقدّم سريره بغير حذاء ولا رداء، وأمر بوضع سريره على الأرض مراراً كثيرة، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانّين خلافته له من بعده، وإزالة الشبهة عنه في حياته.

ولمّا مات إسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظنّ ذلك ويعتقده من أصحاب أبيه (عليه السلام)، وأقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصّة أبيه ولا من الرواة عنه، وكانوا من الأباعد والأطراف.

فلمّا مات الصادق (عليه السلام) انتقل فريق منهم إلى القول بإمامة موسى بن جعفر (عليه السلام) بعد أبيه، وافترق الباقون فرقتين: فريق منهم رجعوا على حياة إسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمّد بن إسماعيل، لظنّهم أنّ الإمامة كانت في أبيه، وأنّ الابن أحقّ بمقام الإمامة من الأخ، وفريق ثبتوا على حياة إسماعيل، وهم اليوم شذّاذ لا يعرف منهم أحد يؤمى إليه، وهذان الفريقان يسمّيان بالإسماعيلية، والمعروف منهم الآن من يزعم أنّ الإمامة بعد إسماعيل في ولده وولد ولده إلى آخر الزمان.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤٢
(١) أي علی إسماعیل ابنه.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٦

كان عبد الله بن جعفر أكبر إخوته بعد إسماعيل ولم يكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد، فيقال: إنّه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة، وادّعى بعد أبيه الإمامة واحتجّ بأنّه أكبر إخوته الباقين.

فتابعه على قوله جماعة من أصحاب الصادق (عليه السلام)، ثمّ رجع أكثرهم بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) لما تبيّنوا ضعف دعواه، وقوّة أمر الكاظم (عليه السلام)، ودلالة حقيقته، وبراهين إمامته، وأقام نفر يسير منهم على أمرهم ودانوا بإمامة عبد الله، وهم الطائفة الملقّبة بالفطحية، وإنّما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله، وكان أفطح الرجلين، ويقال: إنّهم لقّبوا بذلك، لأنّ داعيهم إلى إمامة عبد الله كان يقال له عبد الله بن أفطح.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤٢-٢٤٣
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٧

قال عنبسة بن بجاد العابد: ‏ لمّا مات إسماعيل بن جعفر بن محمّد (عليه السلام) وفرغنا من جنازته، جلس الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) وجلسنا حوله وهو مطرق، ثمّ رفع رأسه، فقال (عليه السلام): أيّها الناس، إنّ هذه الدنيا دار فراق ودار التواء، لا دار استواء، على أنّ لفراق المألوف حرقة لا تدفع ولوعة لا تردّ، وإنّما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحّة الفكرة، فمن لم يثكل أخاه ثكله أخوه، ومنلم يقدّم ولداً كان هو المقدّم دون الولد، ثمّ تمثّل (عليه السلام) بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه:

و لا تحسبي أني تناسيت عهده
ولكن صبري يا أميم جميل

المصدر الأصلي: إكمال الدين، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤٥-٢٤٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٨

قال عمير بن يزید: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فذكر محمّد بن جعفر ١ فقال: إنّي جعلت على نفسي أن لا يظلّني وإيّاه سقف بيت، فقلت في نفسي: هذا يأمرنا بالبرّ والصلة ويقول هذا لعمّه، فنظر إليّ فقال (عليه السلام): هذا من البرّ والصلة، إنّه متى يأتيني ويدخل عليّ فيقول فيّ فيصدّقه الناس، وإذا لم يدخل عليّ ولم أدخل عليه لم يقبل قوله إذا قال ٢ .

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٤٦
(١) محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسین (م ١٩٩ه‍): كان یری رأي الزیدیة، فخرج علی المأمون فهزم في القتال، فأشخص إلی المأمون وهو یكرمه. راجع: معجم رجال الحديث، ج١٦، ص١٧٢.
(٢) إنّ صلة الرحم شأنها شأن باقي المناقب الأخلاقية والأحكام الشرعية، فيجري فيها قاعدة التزاحم، فالمعصوم الذي يذهب تارة لزيارة رحم كاشح عنه تقرّباً إلى الله تعالى، فإنّه تارة أخرى _ كما في هذا الحديث _ يعرض عن الرحم، لئلّا يستغلّ دعوى الانتساب إلى الإمام، فيغشّ الناس بمقالته الباطلة، فتبيّن بذلك أن دفع هذه المفسدة أولى من مصلحة الصلة.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٧٩

لمّا قضى الصادق (عليه السلام) كانت وصيّته في الإمامة إلى موسى الكاظم (عليه السلام)، فادّعى أخوه عبد الله الإمامة، وكان أكبر ولد جعفر (عليه السلام) في وقته ذلك، وهو المعروف بالأفطح، فأمر موسى (عليه السلام) بجمع حطب كثير في وسط داره، فأرسل إلى أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه. فلمّا صار عنده ومع موسى جماعة من وجوه الإمامية.

فلمّا جلس إليه أخوه عبد الله أمر موسى (عليه السلام) أن يجعل النار في ذلك الحطب كلّه، فاحترق كلّه، ولا يعلم الناس السبب فيه، حتّى صار الحطب كلّه جمراً، ثمّ قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار، وأقبل يحدّث الناس ساعة ثمّ قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس، فقال لأخيه عبد الله: إن كنت تزعم أنّك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس، فقالوا: فرأينا عبد الله قد تغيّر لونه، فقام يجرّ رداءه حتّى خرج من دار موسى (عليه السلام).

المصدر الأصلي: الخرائج والجرائح
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٥١
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٠

قال محمّد بن الحسن بن عمّار‏: كنت عند علي بن جعفر بن محمّد جالساً، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه _ يعني أبا الحسن الكاظم (عليه السلام) _
إذ دخل عليه أبو جعفر محمّد بن عليّ الجواد (عليه السلام) المسجد _ مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) _ فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمه، فقال له الجواد (عليه السلام): يا عمّ، اجلس، رحمك الله، فقال: يا سيّدي، كيف أجلس وأنت قائم؟

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا، إذا كان اللهعزّ وجلّ _ وقبض على لحيته _ لم يؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟ نعوذ بالله ممّا تقولون، بل أنا له عبد.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٦٦
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨١

قال محمّد بن مسلم: دخلت على الصادق (عليه السلام) فسطاطه وهو يكلّم امرأة فأبطأت عليه، فقال (عليه السلام): ادنه، هذه أمّ إسماعيل، جاءت وأنا أزعم أنّ هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجّها عام أوّل، كنت أردت الإحرام فقلت: ضعوا لي الماء في الخباء، فذهبت الجارية بالماء، فوضعته فاستخففتها فأصبت منها، فقلت: اغسلي رأسك وامسحيه مسحاً شديداً لا تعلم به مولاتك، فإذا أردت الإحرام فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك فتستريب مولاتك، فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئاً، فمسّت مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء، فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجّك.

المصدر الأصلي: تهذيب الأحكام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٦٦-٢٦٧
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٨٢

كانت لإسماعيل بن الصادق دنانير، وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن، فقال إسماعيل: يا أبه، إنّ فلاناً يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا ديناراً، أ فترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن؟ فقال الصادق (عليه السلام): يا بنيّ، أ ما بلغك أنّه يشرب الخمر؟ فقال إسماعيل: هكذا يقول الناس، فقال (عليه السلام): يا بنيّ، لا تفعل.

فعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره، فاستهلكها ولم يأته بشيء منها، فخرج إسماعيل وقضي أنّ الصادق (عليه السلام) حجّ وحجّ إسماعيل تلك السنة، فجعل يطوف بالبيت ويقول: اللّهمّ آجرني واخلف عليّ، فلحقه الصادق (عليه السلام) فهمزه بيده من خلفه وقال له: مه يا بنيّ، فلا، والله، ما لك على الله هذا، ولا لك أن يؤجرك ولا يخلف عليك، وقد بلغك أنّه يشرب الخمر فائتمنته.

فقال إسماعيل: يا أبه، إنّي لم أره يشرب الخمر، إنّما سمعت الناس يقولون، فقال (عليه السلام): يا بنيّ، إنّ اللهعزّ وجلّ يقول في كتابه: ﴿يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ﴾، یقول: يصدّق لله ويصدّق للمؤمنين، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدّقهم ولا تأتمن شارب الخمر، فإنّ اللهعزّ وجلّ يقول في كتابه: ﴿وَلاَ تُؤتُوا السُّفَهَاء أَموَالَكُمُ﴾، فأيّ سفيه أسفه من شارب الخمر؟ إنّ شارب الخمر لا يزوّج إذا خطب، ولا يشفّع إذا شفع، ولا يؤتمن على أمانة، فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها لم يكن للذي ائتمنه على الله أن يؤجره ولا يخلف عليه. ١ 

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٢٦٧-٢٦٨
(١) إنّ القاعدة الأوّلية في الاستماع إلى خبر الغير، هو عدم ترتيب الأثر عليه إذا كان مخالفاً لحمل فعل المسلم على المحمل الحسن، فإنّ حسن الظنّ المأمور به شرعاً يقتضي التعامل مع من اتّهم _ بمثل شرب الخمر _ أنّه ليس كذلك. ولكن يظهر من الخبر أنّ الإمام (عليه السلام) يشير إلى خصوصية في المورد، ألا وهو علمه بأنّ الذين أخبروا ولده بشرب صاحبه للخمر إنّما هم جماعة من المؤمنين، ولهذا جعلهم الإمام مصداقاً للآية الكريمة التي تمدح النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأنّه يرتّب الأثر على قول أصحابه المؤمنين، وخاصّة أنّ المقام من مصاديق خطورة المحتمل _ وهو شرب الخمر _ ممّا يوجب الاحتياط في التعامل معه.