Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٥٨

قال الصادق (عليه السلام): ما من عمل حسن يعمله العبد إلّا وله ثواب في القرآن إلّا صلاة الليل، فإنّ الله عزّ وجلّ لم يبيّن ثوابها لعظم خطره.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٦٥
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٥٩

قال الصادق (عليه السلام) في تفسير آية ﴿رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ﴾: كانوا أصحاب تجارة، فإذا حضرت الصلاة تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن لا يتّجر.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٧٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٠

مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش، فإذا هو بقوم بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمرّ بهم، ثمّ مرّ بمجلس للأوس والخزرج، فإذا أقوام بليت منهم الأبدان، ودقّت منهم الرقاب، واصفرّت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجّب عليّ (عليه السلام) من ذلك، ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: «بأبي أنت وأمّي، إنّي مررت بمجلس لآل فلان» ثمّ وصفهم، «ومررت بمجلس للأوس والخزرج» فوصفهم، ثمّ قال (عليه السلام): وجميع مؤمنون، فأخبرني _ يا رسول الله _ بصفة المؤمن.

فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ رفع رأسه فقال: عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم يكن فيه لم يكمل إيمانه، إنّ من أخلاق المؤمنين _ يا عليّ _: الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون المساكين، الماسحون رأس اليتيم، المطهّرون أطمارهم، المتّزرون على أوساطهم، الذين إن حدّثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا تكلّموا صدقوا، رهبان بالليل أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جاراً، ولا يتأذّى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى إثر الجنائز، جعلنا الله وإيّاكم من المتّقين.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٧٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦١

قال السجّاد (عليه السلام): المؤمن خلط علمه بالحلم، يجلس ليعلم، وينصت ليسلم، وينطق ليفهم، لا يحدّث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته الأعداء، ولا يفعل شيئاً من الحقّ رياء، ولا يتركه حياء، إن زكّي خاف ما يقولون، ويستغفر الله ممّا لا يعلمون، لا يغرّه قول من جهله، ويخشى إحصاء من قد علمه.

والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، إذا قام في الصلاة اعترض، وإذا ركع ربض، وإذا سجد نقر، وإذا جلس شغر، يمسي وهمّه الطعام وهو مفطر، ويصبح وهمّه النوم ولم يسهر، إن حدّثك كذبك، وإن وعدك أخلفك، وإن ائتمنته خانك، وإن خالفته اغتابك.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٩١-٢٩٢
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٢

قال الصادق (عليه السلام): لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل حتّى يكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول والشرّ منه مأمون، يستقلّ كثير الخير من نفسه، ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستكثر قليل الشرّ من نفسه، ويستقلّ كثير الشرّ من غيره، لا يتبرّم بطلب الحوائج قبله، ولا يسأم من طلب العلم عمره، الذلّ أحبّ إليه من العزّ والفقر أحبّ إليه من الغنى.

حسبه من الدنيا قوت، والعاشرة وما العاشرة؟ لا يلقى أحداً إلّا قال: هو خير منّي وأتقى، إنّما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى وآخر شرّ منه وأدنى، فإذا لقي‏ الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الذي هو شرّ منه وأدنى قال: لعلّ شرّ هذا ظاهر وخيره باطن، فإذا فعل ذلك علا وساد أهل زمانه.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٩٦-٢٩٧
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٣

قيل للباقر (عليه السلام): ما بال المؤمن أحدّ شيء؟ قال (عليه السلام): لأنّ عزّ القرآن في قلبه، ومحض الإيمان في صدره، وهو بعد مطيع لله ولرسوله مصدّق، قيل: فما بال المؤمن قد يكون أشحّ شيء؟ قال (عليه السلام): لأنّه يكسب الرزق من حلّه ومطلب الحلال عزيز، فلا يحبّ أن يفارقه لشدّة ما يعلم من عسر مطلبه، وإن هو سخت نفسه لم يضعه إلّا في موضعه، قيل له: فما بال المؤمن قد يكون أنكح شيء؟ قال (عليه السلام): لحفظه فرجه من فروج ما لا يحلّ له، ولكن لا تميل به شهوته هكذا ولا هكذا، فإذا ظفر بالحلال اكتفى به واستغنى به عن غيره.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٩٩
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٤

قال الباقر (عليه السلام): إنّ قوّة المؤمن في قلبه، أ لا ترون أنّه قد تجدونه ضعيف البدن، نحيف الجسم، وهو يقوم الليل ويصوم النهار؟

وقال (عليه السلام): المؤمن أشدّ في دينه من الجبال الراسية، وذلك أنّ الجبل قد ينحت منه، والمؤمن لا يقدر أحد على أن ينحت من دينه شيئاً وذلك لضنّه بدينه، وشحّه عليه.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٢٩٩
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٥

قال الصادق (عليه السلام): يعرف من يصف الحقّ بثلاث خصال: ينظر إلى أصحابه، من هم؟ وإلى صلاته، كيف هي؟ وفي أيّ وقت يصلّيها؟ فإن كان ذا مال، نظر أين يضع ماله؟

المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٢
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٦

قال صعصة بن صوحان العبدي: صلّى بنا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم صلاة الصبح، فلمّا سلّم أقبل على القبلة بوجهه يذكر الله، لا يلتفت يميناً ولا شمالاً، حتّى صارت الشمس على حائط مسجدكم هذا _ يعني جامع الكوفة _ قيس رمح، ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال (عليه السلام): لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّهم ليراوحون في هذا الليل بين جباههم وركبهم، فإذا أصبحوا أصبحوا شعثاً غبراً، بين أعينهم شبه ركب المعزى، فإذا ذكروا الموت مادوا كما يميد الشجرة في الريح، ثمّ انهملت عيونهم حتّى تبلّ ثيابهم، ثمّ نهض (عليه السلام) وهو يقول: كأنّما القوم باتوا غافلين.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٢
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٧

قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله تعالی أعطى المؤمن البدن الصحيح، واللسان الفصيح، والقلب الصريح، وكلّف كلّ عضو منها طاعة لذاته ولنبيّه ولخلفائه، فمن البدن الخدمة له ولهم، ومن اللسان الشهادة به وبهم، ومن القلب الطمأنينة بذكره وبذكرهم، فمن شهد باللسان واطمأنّ بالجنان وخدم بالأركان أنزله الله الجنان.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٣
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٨

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ساءته سيّئته وسرّته حسنته فهو مؤمن.

المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٣
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٦٩

قال الصادق (عليه السلام): الشتاء ربيع المؤمن، يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه.

المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٤
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٠

قال الصادق (عليه السلام): إنّ المؤمن من يخافه كلّ شيء، وذلك أنّه عزيز في دين الله، ولا يخاف من شيء وهو علامة كلّ مؤمن.

المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٥
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧١

قال الصادق (عليه السلام): إنّ المؤمن يخشع له كلّ شيء، ثمّ قال (عليه السلام): إذا كان مخلصاً لله قلبه أخاف الله منه كلّ شيء، حتّى هوامّ الأرض وسباعها وطير السماء.

المصدر الأصلي: صفات الشيعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٥
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٢

قال عليّ (عليه السلام): المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً، يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل غمّه، بعيد همّه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلّته، سهل الخليقة، ليّن العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذلّ من العبد.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣۰٥
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٣

قال الصادق (عليه السلام): إيّاكم وما يعتذر منه، فإنّ المؤمن لا يسيء ولا يعتذر، والمنافق يسيء كلّ يوم ويعتذر منه.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣١۰
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٤

قال الصادق (عليه السلام): المؤمن لا يغلبه فرجه، ولا يفضحه بطنه.

المصدر الأصلي: التمحيص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣١۰
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٥

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال فعل وعمل ونيّة وباطن وظاهر. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله، ما المائة وثلاث خصال؟ فقال (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، من صفات المؤمن أن يكون جوّال الفكر، جوهري الذكر، كثيراً علمه، عظيماً حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدراً، وأذلّهم نفساً، ضحكه تبسّماً، واجتماعه تعلّماً.

مذكّر الغافل، معلّم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة، ولا يذكر أحداً بغيبة، بريئاً من المحرّمات، واقفاً عند الشبهات، كثير العطاء، قليل الأذى، عوناً للغريب، وأباً لليتيم، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، متبشّراً بفقره. أحلى من الشهد، وأصلد من الصلد.

لا يكشف سرّاً، ولا يهتك ستراً، لطيف الحركات، حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، ليّن الجانب، طويل الصمت، حليماً إذا جهل عليه، صبوراً على من أساء إليه، يبجّل الكبير، ويرحم الصغير، أميناً على الأمانات، بعيداً من الخيانات، إلفه التقى، وحلفه الحياء.

كثير الحذر، قليل الزلل، حركاته أدب، وكلامه عجب، مقيل العثرة، ولا يتتبّع العورة، وقوراً، صبوراً، رضيّاً، شكوراً، قليل الكلام، صدوق اللسان، برّاً، مصوناً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شريفاً، لا لعّان، ولا كذّاب، ولا مغتاب، ولا سبّاب، ولا حسود، ولا بخيل، هشّاشاً، بشّاشاً، لا حسّاس ولا جسّاس.

يطلب من الأمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولاً بحفظ الله، مؤيّداً بتوفيق الله، ذا قوّة في لين، وعزمة في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحبّ، صبوراً في الشدائد، لا يجور ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي، الفقر شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة، كثير الصيام، طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقيّ، وعلمه زكيّ، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى.

يصوم رغباً، ويصلّي رهباً، ويحسن في عمله كأنّه ناظر إليه، غضّ الطرف، سخيّ الكفّ، لا يردّ سائلاً، ولا يبخل بنائل، متواصلاً إلى الإخوان، مترادفاً للإحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في حبّه، ولا يقبل الباطل من صديقه، ولا يردّ الحقّ على عدوّه، ولا يتعلّم إلّا ليعلم، ولا يعلم إلّا ليعمل، قليلاً حقده، كثيراً شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته.

إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلّته، ويرعى ما مضى من قديم صحبته.

المصدر الأصلي: التمحيص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣١۰-٣١١
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٦

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإذا جاء الجدّ فهو ليث غادٍ وصلّ ١ وادٍ، لا يدلي بحجّة حتّى يأتي قاضياً، وكان لا يلوم أحداً على ما لا يجد العذر في مثله حتّى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلّا عند برئه.

وكان يقول ما يفعل، ولا يقول ما لا يفعل، وكان إن غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلّم، وكان إذا بدهه أمران نظر أيّهما أقرب إلى الهوى، فخالفه، فعليكم بهذه الخلائق، فالزموها وتنافسوا فيها، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣١٤
(١) «الصِلّ»: الحيّة التي لا تنفع فيها الرُقْية. لسان العرب، ج١١، ص٣٨٥.
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٧

روي أنّ صاحباً لأمير المؤمنين (عليه السلام) يقال له همّام كان رجلاً عابداً، فقال له: يا أمير المؤمنين، صف لي المتّقين حتّى كأنّي أنظر إليهم، فتثاقل عن جوابه، ثمّ قال (عليه السلام): يا همّام، اتّق الله وأحسن، فـ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوْا وَ الَّذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾.

فلم يقنع همّام بذلك القول حتّى عزم عليه، قال: فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال (عليه السلام): أمّا بعد، فإنّ الله سبحانه وتعالی خلق الخلق حين خلقهم غنيّاً عن طاعتهم، آمناً من معصيتهم، لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه، فقسم بينهم معايشهم، ووضعهم من الدنيا مواضعهم، فالمتّقون فيها هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزّلت في الرخاء، لولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب.

عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّة كمن قد رآها، فهم فيها منعّمون، وهم والنار كمن قد رآها، فهم فيها معذّبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، أجسادهم نحيفة، وحاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، صبروا أيّاماً قصيرة أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسّرها لهم ربّهم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها.

أمّا الليل فصافّون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً، يحزّنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعاً، وتطلّعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنّوا أنّها نصب أعينهم، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم. فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالی فكاك رقابهم.

وأمّا النهار فحلماء، علماء، أبرار، أتقياء، قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم.

لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متّهمون، ومن أعمالهم مشفقون، وإذا زكّي أحد منهم خاف ممّا يقال له فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربّي أعلم منّي بنفسي، اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل ممّا يظنّون واغفر لي ما لا يعلمون.

فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوّة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحرصاً في علم، وعلماً في حلم، وقصداً في غنىً، وخشوعاً في عبادة، وتجمّلاً في فاقة، وصبراً في شدّة، وطلباً في حلال، ونشاطاً في هدىً، وتحرّجاً عن طمع، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل.

يمسي وهمّه الشكر، ويصبح وهمّه الذكر، يبيت حذراً، ويصبح فرحاً، حذراً لما حذّر من الغفلة، وفرحاً بما أصاب من الفضل والرحمة.

إن استصعبت عليه نفس فيما تكره، لم يعطها سؤلها فيما تحبّ، قرّة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقى، يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل، تراه قريباً أمله، قليلاً زللـه خاشعاً قلبه، قانعة نفسه، منزوراً أكله، سهلاً أمره، حريزاً دينه، ميّتة شهوته، مكظوماً غيظه، الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون.

إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، بعيداً فحشه، ليّناً قوله، غائباً منكره، حاضراً معروفه، مقبلاً خيره، مدبراً شرّه، في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحبّ، يعترف بالحقّ قبل أن يشهد عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكّر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضارّ بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحقّ.

إن صمت لم يغمّه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته، وإن بغي عليه صبر حتّى يكون الله هو الذي ينتقم له، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه، بعده عمّن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوّه بمكر وخديعة.

فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما والله، لقد كنت أخافها عليه، ثمّ قال (عليه السلام): هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها، فقال له قائل: فما بالك أنت يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): ويحك، إنّ لكلّ أجل وقتاً لا يعدوه، وسبباً لا يتجاوزه، فمهلاً، لا تعد لمثلها، فإنّما نفث الشيطان على لسانك.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣١٥-٣١٧
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٨

مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوم وهم مختلفون في أمره، فمنهم الحامد له، ومنهم الذامّ، فقال (عليه السلام): اللّهمّ، إن كان ما يقوله الذامّون حقّاً فلا تؤاخذني به، وإن كان ما يقوله الحامدون حقّاً، فاجعلني أفضل ممّا يظنّون.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٢٥-٣٢٦
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٧٩

كان السجّاد (عليه السلام) في التلبية وهو على راحلته وخرّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق قيل له في ذلك فقال (عليه السلام): خشيت أن يقول لي: لا لبيّك ولا سعديك.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن میثم (رحمة الله عليه)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٣٧
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٨٠

نقل من صفـات الرســول (صلى الله عليه وآله): كان أكثـر ضحكه التبسّم، وقد يفترّ أحياناً، ولم يكن من أهل القهقهة والكركرة _ وهما كيفيتان
للضحك _.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن میثم (رحمة الله عليه)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٤١
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٨١

قال زید الزرّاد: قلت للصادق (عليه السلام): نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال (عليه السلام): ولم ذاك؟ فقلت: وذلك أنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال (عليه السلام): كلّا، إنّكم مؤمنون، ولكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم، فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون، إذاً لرفعنا الله إليه، وأنكرتم الأرض، وأنكرتم السماء.

بل والذي نفسي بيده، إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين، ما قدر الدنيا كلّها عندهم تعدل جناح بعوضة، ولو أنّ الدنيا بجميع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم، ثمّ سقط عن عنقه ما شعر بها أيّ شيء كان على عنقه، ولا أيّ شيء سقط منها لهوانها عليهم، فهم الخفيّ عيشهم، المنتقلة ديارهم، من أرض إلى أرض، الخميصة بطونهم من الصيام، الذبلة شفاههم من التسبيح، العمش العيون من البكاء، الصفر الوجوه من السهر، فذلك سيماهم مثلاً ضربه الله في الإنجيل لهم، وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى، وصفهم فقال: ﴿سيماهُمْ في‏ وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجيلِ﴾، عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل، هم البررة بالاخوان في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال:
﴿وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ فازوا والله، وأفلحوا.

المصدر الأصلي: كتاب زيد الزرّاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٥۰-٣٥١
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٨٢

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): إنّ من الصدقة أن تسلّم على الناس بوجه طليق.

المصدر الأصلي: ضوء الشهاب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٥٧
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٨٣

قال الصادق (عليه السلام): المؤمن حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيّد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرّتين.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٦٢
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٠٨٤

قال الصادق (عليه السلام): ثلاث خصال من كنّ فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر على الظلم، وكظم غيظه واحتسب، وعفا وغفر، كان ممّن يدخله الله عزّ وجل الجنّة بغير حساب، ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٤
، ص٣٦٤