Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في نص الإمام الحسن (ع) على أخيه الإمام الحسين (ع) بعده وتأكيده ذلك لمحمد بن الحنفية، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥١٢

قال الصادق (عليه السلام): لمّا حضرت الحسن (عليه السلام) الوفاة، قال: يا قنبر، انظر هل ترى وراء بابك مؤمناً من غير آل محمّد (عليهم السلام)؟ فقال: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال (عليه السلام): امض، فادع لي محمّد بن عليّ، قال: فأتيته فلمّا دخلت عليه قال: هل حدث إلّا خير؟ قلت: أجب أبا محمّد، فعجّل عن شسع نعله فلم يسوّه، فخرج معي يعدو.

فلمّا قام بين يديه سلّم، فقال له الحسن (عليه السلام): اجلس، فليس يغيب مثلك عن سماع كلام يحيى به الأموات، ويموت به الأحياء، كونوا أوعية العلم، ومصابيح الدجى، فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض.

أ ما علمت أنّ الله عزّ وجلّ جعل ولد إبراهيم أئمّة وفضّل بعضهم على بعض، وآتى داود زبوراً، وقد علمت بما استأثر الله محمّداً (صلى الله عليه وآله)؟

يا محمّد بن عليّ، إنّي لا أخاف عليك الحسد، وإنّما وصف الله تعالی به الكافرين، فقال: ﴿كُفَّاراً حَسَدًا مِّن عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ﴾، ولم يجعل الله للشيطان عليك سلطاناً.

يا محمّد بن عليّ، أ لا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟ قال: بلى، قال: سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمّداً.

يا محمّد بن عليّ، لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك، يا محمّد بن عليّ، أ ما علمت أنّ الحسين بن علي (عليه السلام) بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي، إمام من بعدي وعند الله في الكتاب الماضي، وراثة النبيّ (صلى الله عليه وآله) أصابها في وراثة أبيه وأمّه، علم الله أنّكم خير خلقه، فاصطفى منكم محمّداً (صلى الله عليه وآله) واختار محمّد عليّاً (عليهما السلام)، واختارني عليّ (عليه السلام) للإمامة واخترت أنا الحسين (عليه السلام).

فقال له محمّد بن عليّ: أنت إمامي وسيّدي، وأنت وسيلتي إلى محمّد (صلى الله عليه وآله)، والله، لوددت أنّ نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام، ألا وإنّ في رأسي كلاماً لا تنزفه الدلاء، ولا تغيّره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرقّ المنمنم، أهمّ بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل وما جاءت به الرسل، وإنّه لكلام يكلّ به لسان الناطق، ويد الكاتب، ولا يبلغ فضلك، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوّة إلّا بالله.

الحسين (عليه السلام) أعلمنا علماً، وأثقلنا حلماً، وأقربنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحماً، كان إماماً قبل أن يخلق، وقرأ الوحي قبل أن ينطق، ولو علم الله أنّ أحداً خير منّا ما اصطفى محمّداً (صلى الله عليه وآله)، فلمّا اختار محمّداً (صلى الله عليه وآله) واختار محمّد عليّاً (عليهما السلام) إماماً، واختارك عليّ (عليه السلام) بعده واخترت الحسين (عليه السلام) بعدك، سلّمنا ورضينا بمن هو الرضا، وبمن نسلم به من المشكلات.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص١٧٤-١٧٦