Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في صفات العلماء وأصنافهم، ومن هو الفقيه حقا ‏وأن الناس على أربعة أصناف، وأن هناك سبعة يفسدون أعمالهم دائما، وصفة الفقيه عن لسان الإمام الباقر (عليه السلام)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٤

قال عليّ(عليه السلام): طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم، صنف منهم يتعلّمون للمراء والجهل، وصنف منهم يتعلّمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلّمون للفقه والعقل.

فأمّا صاحب المراء والجهل: تراه مؤذياً ممارياً للرجال في أندية المقال، قد تسربل بالتخشّع، وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه ١ .

وأمّا صاحب الاستطالة والختل: فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.

وأمّا صاحب الفقه والعقل: تراه ذا كآبة وحزن، قد قام الليل في حندسه ٢ ، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى خائفاً وجلاً من كلّ أحد إلّا من كلّ ثقة من إخوانه، فشدّ الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤٦-٤٧
(١) «دقّ الحَيْزُوم وقطع الخَیْشوم»: كنایة عن إهلاكه واستیصاله. راجع: شرح الكافي (للمولى صالح المازندراني)، ج٢، ص٢١٨.
(٢) «الحِندِس»: الظلمة. راجع: تاج العروس، ج٨، ص٢٥٢.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٥

قال عليّ(عليه السلام): الملوك حكّام على الناس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٦

قال عليّ(عليه السلام): أ لا أخبركم بالفقيه حقّاً؟ قالوا: بلى، يا أمير المؤمنين، قال(عليه السلام): من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤٨-٤٩
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٧

قال الصادق(عليه السلام): لا يكون الرجل فقيهاً حتّى لا يبالي أيّ ثوبيه ابتذل، وبما سدّ فورة الجوع.

بيــان:
ابتذال الثوب: امتهانه وعدم صونه، والبذلة ما يمتهن من الثياب، والمراد أن لا يبالي أيّ ثوب لبس، سواء كان رفيعاً أو خسيساً جديداً أو خلقاً، ويمكن أن يقرأ «ابْتُذِلَ» على البناء للمفعول، أي لا يبالي أيّ ثوب من أثوابه بلى وخلق؛ وفورة الجوع: غليانه وشدّته.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤٩
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٨

قال الصادق(عليه السلام): الناس على أربعة أصناف: جاهل متردٍّ معانق لهواه، وعابد متقوٍّ كلّما ازداد عبادة ازداد كبراً، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحبّ محمدة الناس، وعارف على طريق الحقّ يحبّ القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلاً.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٤٩-٥٠
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٤٩

قال الصادق(عليه السلام): سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدبّر ماله كلّ كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيّد الفظّ الذي لا رحمة له، والأمّ التي لا تكتم عن الولد السرّ وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصماً له.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٠
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٠

قال عليّ(عليه السلام): عشرة يعنّتون ١ أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل يتكلّف أن يعلّم الناس كثيراً، والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة، والذي يطلب ما لا يدرك ولا ينبغي له، والكادّ غير المتّئد الذي ليس له مع تؤدته علم، وعالم غير مريد للصلاح، ومريد للصلاح وليس بعالم، والعالم يحبّ الدنيا، والرحيم بالناس يبخل بما عنده، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم، فإذا علّمه لم يقبل منه.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥١
(١) ورد في المصدر: «یفتنون». راجع: الخصال، ج٢، ص٤٣٧.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥١

قال الصادق(عليه السلام): سئل الباقر(عليه السلام) عن مسألة فأجاب فيها، فقال الرجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا، فقال له أبي(عليه السلام): ويحك، إنّ الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسّك بسنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله).

المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥١
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٢

قال الصادق(عليه السلام): الخشية ميراث العلم، والعلم شعاع المعرفة وقلب الإيمان، ومن حرم الخشية لا يكون عالماً، وإن شقّ الشعر في متشابهات العلم، قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاء﴾، وآفة العلماء ثمانية أشياء: الطمع، والبخل، والرياء، والعصبيّة، وحبّ المدح، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته، والتكلّف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ، وقلّة الحياء من الله، والافتخار، وترك العمل بما علموا.

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٢
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣

قال عيسى بن مريم(عليه السلام): أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه مجهول بعمله.

المصدر الأصلي: مصباح الشريعة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٢
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤

قال الرضا(عليه السلام): ‏ من‏ علامات‏ الفقه: ‏ الحلم والعلم والصمت.

المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٥
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٥

قال عليّ(عليه السلام): من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٦
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٦

قال عليّ(عليه السلام): الفقيه كلّ الفقيه من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٦
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٧

قال عليّ(عليه السلام): إنّ أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٦
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٨

قال عليّ(عليه السلام): إنّ من أحبّ عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعدّ القرى ١ ليومه النازل به، فقرّب على نفسه البعيد، وهوّن الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات، سهلت له موارده، فشرب نهلاً، وسلك سبيلاً جدداً ٢ ، قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلّى من الهموم إلّا همّاً واحداً انفرد به، فخرج من صفة العمى، ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس.

قد نصب نفسه للّٰه سبحانه في أرفع الأمور، من إصدار كلّ وارد عليه، وتصيير كلّ فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، كشّاف عشوات، مفتاح مبهمات، دفّاع معضلات، دليل فلوات، يقول فيفهم، ويسكت فيسلم، قد أخلص للّٰه فاستخلصه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه.

قد ألزم نفسه العدل، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه، يصف الحقّ ويعمل به، لا يدع للخير غاية إلّا أمّها، ولا مظنّة إلّا قصدها، قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده وإمامه، يحلّ حيث حلّ ثقله، وينزل حيث كان منزله، وآخر قد تسمّى عالماً وليس به، فاقتبس جهائل من جهّال، وأضاليل من ضلّال، ونصب للناس أشراكاً من حبال غرور وقول زور.

قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحقّ على أهوائه، يؤمن من العظائم، ويهوّن كبير الجرائم، يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتّبعه، ولا باب العمى فيصدّ عنه، فذلك ميّت الأحياء، فأين تذهبون؟ وأنّى تؤفكون؟ والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٦-٥٧
(١) «القِری»: الإحسان إلی الضیف. كتاب العين، ج٥، ص٢٠٤.
(٢) «الجَدَد»: الواضح. الطراز الأوّل، ج٥، ص٢٦٣.
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٩

قال عليّ(عليه السلام): العالم من عرف قدره، وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره، وإنّ أبغض الرجال إلى الله العبد وكّله الله إلى نفسه، جائراً عن قصد السبيل سائراً، إن دعي إلى حرث الدنيا عمل، وإلى حرث الآخرة كسل، كأنّ ما عمل له واجب عليه، وكأنّ ما ونى ١ فيه ساقط عنه.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٨
(١) «الوَنی»: الفترة في العمل. كتاب العین، ج٨، ص٤٠٢.
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٦٠

قال عليّ(عليه السلام): زلّة العالم كانكسار السفينة، تُغرَق وتُغرِق.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٨
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٦١

قال الكراجكي(رحمة الله عليه): من‏ عجيب‏ ما رأيت‏ واتّفق لي أنّي توجّهت يوماً لبعض أشغالي _ وذلك بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة ستّ وعشرين وأربعمائة _ فصحبني في طريقي رجل كنت أعرفه بطلب العلم وكتب الحديث، فمررنا في بعض الأسواق بغلام حدث‏، فنظر إليه صاحبي نظراً استربت منه، ثمّ انقطع عنّي ومال إليه وحادثه، فالتفتّ انتظاراً له فرأيته يضاحكه، فلمّا لحق بي عذلته‏ على ذلك، وقلت له: لا يليق هذا بك، فما كان بأسرع من أن وجدنا بين أرجلنا في الأرض ورقة مرميّة، فرفعتها لئلّا يكون فيها اسم الله تعالی‌، فوجدتها قديمة فيها خطّ رقيق، قد اندرس بعضه، وكأنّها مقطوعة من كتاب، فتأمّلتها، فإذا فيها حديث ذهب أوّله، وهذه نسخته:

«قال: إنّي أنا أخوك في الإسلام، ووزيرك في الإيمان، وقد رأيتك على أمر، لم يسعني أن أسكت فيه عنك، ولست أقبل فيه العذر منك، قال: وما هو حتّى أرجع عنه وأتوب إلى الله تعالی منه؟ قال: رأيتك تضاحك حدثاً غرّاً جاهلاً بأمور الله، وما يجب من حدود الله، وأنت رجل قد رفع الله قدرك بما تطلب‏ من العلم، وإنّما أنت بمنزلة رجل من الصدّيقين؛ لأنّك تقول: حدّثنا فلان عن فلان عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن الله، فيسمعه الناس منك ويكتبونه عنك، ويتّخذونه ديناً يعولون عليه، وحكماً ينتهون إليه، وإنّما أنهاك أن تعود لمثل الذي كنت عليه، فإنّي أخاف عليك، غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين، ويعذّب فسّاق حملة القرآن قبل الكافرين». فما رأيت حالاً أعجب من حالنا، ولا عظة أبلغ ممّا اتّفق لنا، ولمّا وقف صاحبي اضطرب لها اضطراباً بان فيها أثر لطف الله تعالی لنا، وحدّثني بعد ذلك أنّه انزجر عن تفريطات كانت تقع منه في الدين والدنيا والحمد للّٰه.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢
، ص٥٨-٥٩