Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في النهي عن الرهبانية، وفي قصة عثمان بن مظعون بعد وفاة ولده، وفي أن الأموال والمساكن تكون وصلة إلى الآخرة، وفي من لا يستجاب دعائه،  وفي زهد سلمان وأبي ذر (رضوان الله عليهما)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٩٦

توفّى ابن لعثمان بن مظعون _ رضی الله عنه _ ١ فاشتدّ حزنه عليه، حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبّد فيه، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: يا عثمان، إنّ الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنّما رهبانية أمّتي الجهاد في سبيل الله، يا عثمان بن مظعون، للجنّة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، أ فما يسرّك أن لا تأتي باباً منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك آخذاً بحجزتك، يشفع لك إلى ربّك؟ قال: بلى، فقال المسلمون: ولنا يا رسول الله، في فرطنا ما لعثمان؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، لمن صبر منكم واحتسب.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١١٤-١١٥
(١) عثمان بن مظعون (م٢هـ): من السابقین الأوّلین من المهاجرین، هاجر الهجرتین إلی الحبشة وإلی المدینة، شهد بدراً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أوّل من مات من المهاجرین بالمدینة، وهو أوّل من دفن بالبقیع. راجع: الأعلام، ج٤، ص٢١٤.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٩٧

قال الصادق (عليه السلام): وأمّا عثمان بن مظعون فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً، فدخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة، فقالت عائشة: ما لي أراك متعطّلة؟ قالت: ولمن أتزيّن؟ فوالله، ما قرّبني زوجي منذ كذا وكذا، فإنّه قد ترهّب، ولبس المسوح، وزهد في الدنيا، فلمّا دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرته عائشة بذلك، فخرج فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيّبات؟ ألا إنّي أنام بالليل، وأنكح، وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١١٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٩٨

دخل عليّ (عليه السلام) في البصرة على العلاء بن زياد الحارثي ١ يعوده وهو من أصحابه، فلمّا رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا؟ أما أنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبلى، إن شئت بلغت بها الآخرة: تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذاً أنت قد بلغت بها الآخرة، فقال له العلاء: يا أمير المؤمنين، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، قال (عليه السلام): وما له؟ قال: لبس العباء، وتخلّى من الدنيا قال (عليه السلام): عليّ به، فلمّا جاء قال: يا عديّ نفسه، لقد استهام بك الخبيث، أ ما رحمت أهلك وولدك؟ أ ترى الله أحلّ لك الطيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك، قال: يا أمير المؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك، قال: ويحك، إنّي لست كأنت، إنّ الله تعالی فرض على أئمّة الحقّ أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١١٨
(١) استشكل علیه بعض المحقّقین ونسب هذه الروایة إلی الربیع بن زیاد. راجع: قاموس الرجال، ج٤، ص٣٤٢.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٣٩٩

أصابت الربيع بن زياد الحارثي نشّابة ١ في جبينه، فكانت تنتقض عليه في كلّ عام، فأتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) عائداً فقال: كيف تجدك أبا عبد الرحمن؟ قال: أجدني يا أمير المؤمنين، لو كان لا يذهب ما بي إلّا بذهاب بصري لتمنّيت ذهابه، قال (عليه السلام): وما قيمة بصرك عندك؟ قال: لو كانت لي الدنيا لفديته بها، قال (عليه السلام): لا جرم ليعطينّك الله على قدر ذلك، إنّ الله يعطي على قدر الألم والمصيبة، وعنده تضعيف كثير.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢١
(١) «النُشَّابة»: واحدة النشاب، وهو النبل والسهام. راجع: لسان العرب، ج١، ص٧٥٧.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٠

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان، وهو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقه الإنسان على والديه، ثمّ الثانية على نفسه وعياله، ثمّ الثالثة القرابة وإخوانه المؤمنين، ثمّ الرابعة على جيرانه الفقراء، ثمّ الخامسة في سبيل الله وهو أخسّها أجراً.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٤
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠١

قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) للأنصاري حيث أعتق عند موته خمسة أو ستّة من الرقيق، ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، ترك صبية صغاراً يتكفّفون الناس … وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ابدأ بمن تعول، الأدنى فالأدنى.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٤
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٢

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ أصنافاً من أمّتي لا يستجاب لهم دعاؤهم:

رجل يدعو على والديه.

ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال، ولم يشهد عليه.

ورجل يدعو على امرأته، وقد جعل الله تخلية سبيلها بيده.

ورجل يقعد في البيت يقول: يا ربّ ارزقني، ولا يخرج يطلب الرزق، فيقول الله جلّ وعزّ: عبدي، أ ولم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟ فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتّباع أمري، ولكيلا تكون كلّاً على أهلك، فإن شئت رزقتك، وإن شئت قتّرت عليك، وأنت معذور عندي.

ورجل رزقه الله مالاً كثيراً فأنفقه، ثمّ أقبل يدعو: يا ربّ ارزقني، فيقول الله: أ لم أرزقك
رزقاً واسعاً؟ أ فلا اقتصدت فيه كما أمرتك، ولم تسرف كما نهيتك؟

ورجل يدعو في قطيعة رحم.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٤-١٢٥
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٣

قال الصادق (عليه السلام): فأمّا سلمان، فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته، حتّى يحضره عطاؤه من قابل، فقيل له: يا أبا عبد الله، أنت في زهدك تصنع هذا؟ وإنّك لا تدري لعلّك تموت اليوم أو غداً، وكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم عليّ الفناء؟ أ وما علمتم _ يا جهلة _ أنّ النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما يعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنّت.

فأمّا أبو ذرّ، فكانت له نويقات وشويهات يحلبها ويذبح منها إذا اشتهى أهله اللحم، أو نزل به ضيف، أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشاة على قدر ما يذهب عنهم قرم اللحم، فيقسمه بينهم، ويأخذ كنصيب أحدهم لا يفضل عليهم، ومن أزهد من هؤلاء؟ وقد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال، ولم يبلغ من أمرهما أن صارا لا يملكان شيئاً البتّة، كما تأمرون الناس بإلقاء أمتعتهم وشيئهم، ويؤثرون به على أنفسهم وعيالاتهم.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٥-١٢٦
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٤

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عجبت من شيء كعجبي من المؤمن: إنّه إن قرّض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له، فكلّ ما يصنع الله به فهو خير له … .

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٦
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٥

قال الصادق (عليه السلام): وأخبروني أنتم عن سليمان بن داود (عليه السلام) حيث سأل الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك، وكان يقول الحقّ ويعمل به، ثمّ لم نجد الله عاب ذلك عليه، ولا أحداً من المؤمنين، وداود (عليه السلام) قبله في ملكه وشدّة سلطانه. ثمّ يوسف النبيّ (عليه السلام) حيث قال لملك مصر: ﴿اجْعَلْني‏ عَلى‏ خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفيظٌ عَليمٌ﴾، فكان من أمره الذي كان أن اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن، فكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، وكان يقول الحقّ ويعمل به، فلم نجد أحداً عاب ذلك عليه.

ثمّ ذو القرنين عبد أحبّ الله فأحبّه، طوى له الأسباب، وملّكه مشارق الأرض ومغاربها، وكان يقول بالحقّ ويعمل به، ثمّ لم نجد أحداً عاب ذلك عليه.

فتأدّبوا أيّها النفر بآداب الله للمؤمنين، واقتصروا على أمر الله ونهيه، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به، وردّوا العلم إلى أهله، تؤجروا وتعذروا عند الله، وكونوا في طلب علم الناسخ من القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، وما أحلّ الله فيه ممّا حرّم، فإنّه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل ودعوا الجهالة لأهلها، فإنّ أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله: ﴿فَوْقَ كُلِّ ذي عِلْمٍ عَليمٌ﴾.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٧-١٢٨
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٤٠٦

قال الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتي أهل الصفّة وكانوا ضيفان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كانوا هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة، فأسكنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صفّة المسجد وهم أربعمائة رجل، فكان يسلّم عليهم بالغداة والعشيّ، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله، ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلّى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يرزقهم مدّاً مدّاً من تمر في كلّ يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنّي لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه بالجفان ويغدو أحدكم في قميصة ويروح في أخرى، وتنجّدون بيوتكم كما تنجّد الكعبة، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أنا إلى ذلك الزمان بالأشواق فمتى هو؟ قال (صلى الله عليه وآله): زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنّكم إن ملأتم بطونكم من الحلال، توشكون أن تملؤوها من الحرام.

فقام سعد بن أشجّ فقال: يا رسول الله، ما يفعل بنا بعد الموت؟ قال (صلى الله عليه وآله): الحساب والقبر، ثمّ ضيقه بعد ذلك أو سعته، فقال: يا رسول الله، هل تخاف أنت ذلك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): لا، ولكن أستحيي من النعم المتظاهرة التي لا أجازيها ولا جزءاً من سبعة، فقال سعد بن أشجّ: إنّي أشهد الله وأشهد رسوله ومن حضرني أنّ نوم الليل عليّ حرام، والأكل بالنهار عليّ حرام، ولباس الليل عليّ حرام، ومخالطة الناس عليّ حرام، وإتيان النساء عليّ حرام.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا سعد، لم تصنع شيئاً، كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إذا لم تخالط الناس؟ وسكون البرّية بعد الحضر كفر للنعمة، نم بالليل، وكل بالنهار، والبس ما لم يكن ذهباً أو حريراً أو معصفراً، وآت النساء، يا سعد، اذهب إلى بني المصطلق، فإنّهم قد ردّوا رسولي، فذهب إليهم فجاء بصدقة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف رأيتهم؟ قال: خير قوم، ما رأيت قوماً قطّ أحسن أخلاقاً فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّه لا ينبغي لأولياء الله تعالی من أهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم، أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم، وفيها رغبتهم، ثمّ قال: بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر.

بئس القوم قوم يقذفون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

بئس القوم قوم لا يقومون لله تعالی بالقسط.

بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط في الناس.

بئس القوم قوم يكون الطلاق عندهم أوثق من عهد الله تعالی.

بئس القوم قوم جعلوا طاعة إمامهم دون طاعة الله.

بئس القوم قوم يختارون الدنيا على الدين.

بئس القوم قوم يستحلّون المحارم والشهوات والشبهات.

قيل: يا رسول الله، فأيّ المؤمنين أكيس؟ قال (صلى الله عليه وآله): أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً، أولئك هم الأكياس.

المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٧
، ص١٢٨-١٣۰