Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في أحداث مباهلة نصرى نجران رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودلالة قوله سبحانه: (وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم) على أفضلية أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه أفضل من جميع الأنبياء، وسبب امتناع سعد بن أبي وقاص عن سب علي (عليه السلام) وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار،وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٤٩

قيل: نزلت في وفد نجران السيّد والعاقب ومن معهما، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل رأيت ولداً من غير ذكر؟ فنزلت: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى﴾، فقرأها عليهم.

قال ابن عبّاس وقتادة والحسن: فلمّا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمّداً في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنّه على غير شيء.

فلمّا كان من الغد جاء النبيّ صلى الله عليه وآله آخذاً بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام، والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه يمشيان، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم، فلمّا رأى النبيّ صلى الله عليه وآله قد أقبل بمن معه سأل عنهم، فقيل له: هذا ابن عمّه وزوج ابنته وأحبّ الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من عليّ عليه السلام، وهذه الجارية بنته فاطمة عليها السلام أعزّ الناس عليه وأقربهم إليه.

وتقدّم رسول الله صلى الله عليه وآله فجثا على ركبتيه، فقال أبو حارثة الأسقف: جثا _ والله _ كما جثا الأنبياء للمباهلة، فرجع ولم يقدم على المباهلة.

فقال له السيّد: ادن _ يا حارثة _ للمباهلة، قال: لا، إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة، وأنا أخاف أن يكون صادقاً، ولئن كان صادقاً لم يحل علينا الحول _ والله _ وفي الدنيا نصرانيّ يطعم الماء، فقال الأسقف: يا أبا القاسم، إنّا لا نباهلك ولكن نصالحك، فصالحنا على ما ننهض به.

وروي أنّ الأسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا، فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.

وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده، لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم ناراً، ولما حال الحول على النصارى حتّى هلكوا كلّهم.

قالوا: فلمّا رجع وفد نجران لم يلبث السيّد والعاقب إلّا يسيراً حتّى رجعا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وأهدى العاقب له حلّة وعصاً وقدحاً ونعلين وأسلما.

﴿وَأَنفُسَنَا﴾؛ يعني: عليّاً عليه السلام خاصّة، ولا يجوز أن يكون المعنيّ به النبيّ صلى الله عليه وآله؛ لأنّه هو الداعي، ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه، وإنّما يصحّ أن يدعو غيره، وإذا كان قوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ لابدّ أن يكون إشارة إلى غير الرسول صلى الله عليه وآله وجب أن يكون إشارة إلى عليّ عليه السلام؛ لأنّه لا أحد يدّعي دخول غير أمير المؤمنين وزوجته وولديه عليهم السلام في المباهلة، وهذا يدلّ على غاية الفضل وعلوّ الدرجة، والبلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد، إذ جعله الله سبحانه _ نفس الرسول، وهذا ما لا يدانيه فيه أحد ولا يقاربه.

وممّا يعضده في الروايات ما صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه سئل عن بعض أصحابه، فقال له قائل: فعليّ عليه السلام؟ فقال صلى الله عليه وآله: إنّما سألتني عن الناس، ولم تسألني عن نفسي.

وقوله صلى الله عليه وآله لبريدة: لا تبغض عليّاً، فإنّه منّي وأنا منه، وإنّ الناس خلقوا من شجر شتّى وخلقت أنا وعليّ من شجرة واحدة.

وقوله صلى الله عليه وآله بأحد _ وقد ظهر من نكايته في المشركين ووقايته إيّاه بنفسه _ حتّى قال جبرئيل: يا محمّد، إنّ هذه لهي المواساة، فقال صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل، إنّه لمنّي وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢٧٧-٢٨٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٥٠

قال الفخر الرازي _ بعد ذكر الروایتین في المباهلة والكساء _: واعلم أنّ هذه الرواية كأنّها متّفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث، هذه الآية دلّت على أنّ الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله.

كان في الريّ رجل _ يقال له محمود بن الحسن الخصيمي ١ _ وكان متكلّم الاثنى عشرية، وكان يزعم أنّ عليّاً عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوى محمّد صلى الله عليه وآله، قال: «والذي يدلّ عليه قوله تعالی: ﴿وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم﴾؛ وليس المراد بقوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ نفس محمّد صلى الله عليه وآله؛ لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره، وأجمعوا على أنّ ذلك الغير كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فدلّت الآية على أنّ نفس عليّ عليه السلام هي نفس محمّد صلى الله عليه وآله، ولا يمكن أن يكون المراد أنّ هذه النفس هي عين تلك النفس.

فالمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه، ترك العمل بهذا العموم في حقّ النبوّة وفي حقّ الفضل، لقيام الدلائل على أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله كان نبيّاً، وما كان عليّ عليه السلام كذلك ولانعقاد الإجماع على أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله كان أفضل من علي عليه السلام فيبقى فيما سواه معمولاً به، ثمّ الإجماع دلّ على أنّ محمّداً صلى الله عليه وآله كان أفضل من سائر الأنبياء، فهذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية.

ثمّ قال: وتأكّد الاستدلال بهذه الآية بالحديث المقبول عند الموافق والمخالف وهو قوله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يرى آدم في علمه، ونوحاً في طاعته، وإبراهيم في خلّته، وموسى في قربته، وعيسى في صفوته، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فالحديث دلّ على أنّه اجتمع فيه ما كان متفرّقاً فيهم، وذلك يدلّ على أنّ عليّاً عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوى محمّد صلى الله عليه وآله.»

وأمّا سائر الشيعة فقد كانوا قديماً وحديثاً يستدلّون بهذه الآية على أنّ عليّاً صلى الله عليه وآله أفضل من سائر الصحابة، وذلك لأنّ الآية لمّا دلّت على أنّ نفس علي عليه السلام مثل نفس محمّد صلى الله عليه وآله إلّا فيما خصّه الدليل، وكان نفس محمّد صلى الله عليه وآله أفضل من الصحابة فوجب أن يكون نفس علي عليه السلام أفضل من سائر صحابته.

المصدر الأصلي: مفاتيح الغيب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٢٨٢-٢٨٣
(١) والصحیح «محمود بن الحسن الحمّصي» كما في المصدر[راجع: التفسير الكبير، ج٨، ص٢٤٨]، وهو من كبار متكلّمي الإمامیة في المائة السادسة، فللوقوف علی ترجمته، راجع: معجم طبقات المتكلّمین، ج٢، ص٣٣٠.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٥١

إنّ معاوية أمر سعد بن أبي وقّاص أن يسبّ أبا تراب، فذكر قول النبيّ صلى الله عليه وآله: «أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟»، وقوله صلى الله عليه وآله: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً …»، وقوله تعالی: ﴿نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم﴾.

المصدر الأصلي: مناقب آل آبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٣٤٣