Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في مناظرات محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) واحتجاجاته على المخالفين، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨١

قال محمّد بن المنكدر ١ : رأيت الباقر(عليه السلام) وهو متّكئ على غلامين أسودين، فسلّمت عليه فردّ عليّ على بهر ٢ وقد تصبّب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال في طلب الدنيا؟ فخلّى الغلامين من يده وتساند، وقال(عليه السلام): لو جاءني أنا في طاعة من طاعات الله، أكفّ بها نفسي عنك وعن الناس، وإنّما كنت أخاف الله لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: رحمك الله، أردت أن أعظك فوعظتني.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص١٥٧
(١) محمّد بن المنكدر (٥٤ _ ١٣٠ه‍): عامّي المذهب، كان زاهداً، من رجال الحديث، من أهل المدينة. الأعلام، ج٧، ص١١٢.
(٢) «البُهر»: تتابع النفس. راجع: النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص١٦٥.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٢

كان عبد الله بن نافع بن الأزرق يقول: لو عرفت أنّ بين قطريها أحداً تبلغني إليه الإبل، يخصمني بأنّ عليّاً(عليه السلام) قتل أهل النهروان وهو غير ظالم لرحلتها إليه، قيل له: ائت ولده محمّداً الباقر(عليه السلام)، فأتاه فسأله فقال(عليه السلام) بعد كلام: الحمد للّٰه الذي أكرمنا بنبوّته واختصّنا بولايته، يا معشر أولاد المهاجرين والأنصار، من كان عنده منقبة في أمير المؤمنين(عليه السلام) فليقم وليحدّث، فقاموا ونشروا من مناقبه، فلمّا انتهوا إلى قوله: «لأعطينّ الراية»، سأله الباقر(عليه السلام) عن صحّته، فقال: هو حقّ لاشكّ فيه، ولكنّ عليّاً(عليه السلام) أحدث الكفر بعدُ، فقال الباقر(عليه السلام): أخبرني عن الله، أحبّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يوم أحبّه وهو يعلم أنّه يقتل أهل النهروان، أم لم يعلم؟ إن قلت: لا، كفرت، فقال: قد علم، قال(عليه السلام): فأحبّه على أن يعمل بطاعته، أم على أن يعمل بمعصيته؟ قال: على أن يعمل بطاعته، فقال الباقر(عليه السلام): قم مخصوماً، فقام وهو يقول: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ﴾، الله يعلم حيث يجعل رسالته.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص١٥٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٨٣

قال ثویر بن أبي فاختة: خرجت حاجّاً فصحبني عمر بن ذرّ القاضي ١ ، وابن قيس الماصر ٢ ، والصلت بن بهرام ٣ ، وكانوا إذا نزلوا منزلاً قالوا: انظر الآن، فقد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل الباقر(عليه السلام) منها عن ثلاثين كلّ يوم، وقد قلّدناك ذلك، قال ثوير: فغمّني ذلك حتّى إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على الباقر(عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، إنّ ابن ذرّ وابن قيس الماصر والصلت صحبوني وكنت أسمعهم يقولون: قد حرّرنا أربعة آلاف مسألة نسأل الباقر(عليه السلام) عنه فغمّني ذلك، فقال الباقر(عليه السلام): ما يغمّك من ذلك؟ فإذا جاءوا فأذن لهم.

فلمّا كان من غد دخل مولىً للباقر(عليه السلام) فقال: جعلت فداك، إنّ بالباب ابن ذرّ ومعه قوم، فقال لي الباقر(عليه السلام): يا ثوير، قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلمّا دخلوا سلّموا وقعدوا ولم يتكلّموا، فلمّا طال ذلك أقبل الباقر(عليه السلام) يستفتيهم الأحاديث وأقبلوا لا يتكلّمون.

فلمّا رأى ذلك الباقر(عليه السلام) قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان، فلمّا جاءت به فوضعته، قال الباقر(عليه السلام): الحمد للّٰه الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي إليه، حتّى أنّ لهذا الخوان حدّاً ينتهي إليه، فقال ابن ذرّ: وما حدّه؟ قال(عليه السلام): إذا وضع ذكر اسم الله، وإذا رفع حمد الله، ثمّ أكلوا.

ثمّ قال الباقر(عليه السلام): اسقيني، فجاءته بكوز من أدم فلمّا صار في يده قال: الحمد الله الذي جعل لكلّ شيء حدّاً ينتهي إليه، حتّى أنّ لهذا الكوز حدّاً ينتهي إليه، فقال ابن ذرّ: وما حدّه؟ قال(عليه السلام): يذكر اسم الله عليه إذا شرب، ويحمد الله عليه إذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولا من كسر إن كان فيه. فلمّا فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلّمون.

فلمّا رأى ذلك الباقر(عليه السلام) قال: يا بن ذرّ، أ لا تحدّثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ قال: بلى، يا بن رسول الله، قال(عليه السلام): إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من آخر: كتاب الله وأهل بيتي، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا.

فقال الباقر(عليه السلام): يا بن ذرّ، إذا لقيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: ما خلّفتني في الثقلين؟ فماذا تقول؟ فبكى ابن ذرّ، حتّى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثمّ قال: أمّا الأكبر فمزّقناه، وأمّا الأصغر فقتلناه. فقال الباقر(عليه السلام): إذاً تصدّقه يا بن ذرّ، لا، والله، لا تزول قدم يوم القيامة حتّى يسأل عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت، فقاموا وخرجوا.

قال الباقر(عليه السلام) لمولى: اتّبعهم فانظر ما يقولون، فتبعهم ثمّ رجع، فقال: جعلت فداك، قد سمعتهم يقولون لابن ذرّ: ما على هذا خرجنا معك، فقال: ويلكم، اسكتوا ما أقول، إنّ رجلاً يزعم أنّ الله يسألني عن ولايته وكيف أسأل رجلاً يعلم حدّ الخوان وحدّ الكوز؟

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص١٥٩-١٦١
(١) عُمَر بن ذَرّ الهمداني (م١٥٣ه‍): من محدّثي أهل الكوفة، كان رأساً في الإرجاء، ولا یعرف في المصادر بصفة القاضي، بل المعروف وصفه بالقاصّ. راجع: تاریخ مدینة دمشق، ج٤٥، ص١٣.
(٢) عمر بن قیس الماصر: كان ممّن تكلّم فی الإرجاء بالعراق. راجع: تهذیب التهذیب، ج٧، ص٤٨٩.
(٣) الصلت بن بهرام (م١٤٧ه‍): سكن الكوفة، متكلّم مرجئ. راجع: میزان الاعتدال، ج٢، ص٣١٧.