Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في قدوم جعفر من الحبشة وغزوة مؤتة واستشهاد خيار أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) أسماء بنت عميس باستشهاد جعفر بن أبي طالب (رضوان الله عليهما)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٤٩٩

لمّا قدم جعفر بن أبي طالب من بلاد الحبشة بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مؤتة، واستعمل على الجيش معه زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، فمضى الناس معهم حتّى كانوا بتخوم البلقاء، فلقيهم جموع هرقل من الروم والعرب، فانحاز المسلمون إلى قرية _ يقال لها مؤتة _ فالتقى الناس عندها واقتتلوا قتالاً شديداً، وكان اللواء يومئذٍ مع زيد بن حارثة، فقاتل به حتّى شاط في رماح القوم، ثمّ أخذه جعفر فقاتل به قتالاً شديداً، ثمّ اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وقاتل حتّى قتل. قال: وكان جعفر أوّل رجل من المسلمين عقر فرسه في الإسلام.

ثمّ أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل حتّى قتل، فأعطى المسلمون اللواء بعدهم خالد بن الوليد، فناوش القوم وراوغهم حتّى انحاز بالمسلمين منهزماً، ونجا بهم من الروم، وأنفذ رجلاً من المسلمين يقال له عبد الرحمن بن سمرة إلى النبيّ صلى الله عليه وآله بالخبر.

فقال عبد الرحمن: فصرت إلى النبيّ صلى الله عليه وآله، فلمّا وصلت إلى المسجد، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: على رسلك يا عبد الرحمن، ‏قال: أخذ اللواء زيد فقاتل به فقتل، رحم الله زيداً، ثمّ أخذ اللواء جعفر وقاتل وقتل، رحم الله جعفراً، ثمّ أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وقاتل فقتل، فرحم الله عبد الله.

فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم حوله، فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وآله: «وما يبكيكم؟»، فقالوا: وما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منّا؟ فقال صلى الله عليه وآله لهم: لا تبكوا، فإنّما مثل أمّتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكبها ١، وبنى مساكنها، وحلق سعفها، فأطعمت عاماً فوجاً ثمّ عاماً فوجاً ثمّ عاماً فوجاً، فلعلّ آخرها طعماً أن يكون أجودها قنواناً وأطولها شمراخاً، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ليجدنّ عيسى بن مريم في أمّتي خلفاً من حواريّه.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥١
(١) «الرواكب»: جمع «الراكِبة»، وهو فَسيلة تكون في أعلى النخلة متدلّية لا تبلغ الأرض. لسان العرب، ج١، ص٤٣٢.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٠

قال الصادق عليه السلام: لمّا مات جعفر بن أبي طالب أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس، وتأتيها ونساؤها ثلاثة أيّام، فجرت بذلك السنّة أن يصنع لأهل الميّت ثلاثة أيّام طعام.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠١

قال العبّاس بن موسی بن جعفر: سألت الكاظم عليه السلام عن المأتم، فقال عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب، دخل على أسماء بنت عميس ١ امرأة جعفر، فقال: أين بنيّ؟ فدعت بهم وهم ثلاثة: عبد الله وعون ومحمّد، فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله رؤوسهم، فقالت: إنّك تمسح رؤوسهم كأنّهم أيتام، فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من عقلها، فقال: «يا أسماء، أ لم تعلمي أنّ جعفراً استشهد؟» فبكت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تبكي، فإنّ الله أخبرني أنّ له جناحين في الجنّة من ياقوت أحمر»، فقالت: يا رسول الله، لو جمعت الناس وأخبرتهم بفضل جعفر لا ينسى فضله، فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من عقلها.

المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٥
(١) أسماء بنت عمیس (م٤٠ ه‍): زوجة جعفر بن أبي طالب وهاجرت معه إلی الحبشه، فلمّا مات جعفر زوّجها أبوبكر ابن أبي قحافة وولدت له ابنه محمّد، وبعد موته زوّجها أمیر المومنین عليه السلام حتّی ماتت. راجع: الاستیعاب، ج٤، ص١٧٨٤.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٢

إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة ١ ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً، ويقول: كانا يحدّثاني ويؤنساني فذهبا جميعاً.

المصدر الأصلي: من لا یحضره الفقیه: قال الصادق عليه السلام
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٥
(١) زید بن حارثة (م ٨ ه‍): كان غلاماً لخدیجة بنت خویلد، فوهبته إلی النبيّ صلى الله عليه وآله وكان النبيّ صلى الله عليه وآله یحبّه، أمّره في غزوة موتة فاستشهد بها مع جعفر بن أبي طالب. راجع: الأعلام، ج٣، ص٥٧.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٣

قال الباقر عليه السلام: أصيب يومئذٍ جعفر وبه خمسون جراحة، خمس وعشرون منها في وجهه.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٦
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٤

قال عبد الله بن جعفر: دخل صلى الله عليه وآله بيت جعفر وأدخلني معه، وأمر بطعام يصنع لأجلي، وأرسل إلى أخي فتغدّينا عنده غداء طيّباً مباركاً، وأقمنا ثلاثة أيّام في بيته ندور معه كلّما صار في بيت إحدى نسائه، ثمّ رجعنا إلى بيتنا، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أساوم شاة أخ لي، فقال: «اللّهمّ بارك له في صفقته»، قال عبد الله: فما بعت شيئاً ولا اشتريت شيئاً إلّا بورك لي فيه.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٥

قال الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: اذهبي فابكي على ابن عمّك، فإن لم تدعي بثكل فما قلت فقد صدقت.

بيــان:
«إن لم تدعي بثكل»، أي لا تقولي: وا ثكلاه، ثمّ كلّ ما قلت فيه من الفضائل فقد صدقت.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٦

قال الصادق عليه السلام: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد إذ خفض له كلّ رفيع، ورفع له كلّ خفيض، حتّى نظر إلى جعفر يقاتل الكفّار فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قتل جعفر _ وأخذه المغص في بطنه _.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٥٨
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٧

خرج النبيّ صلى الله عليه وآله مشيّعاً لأهل مؤتة حتّى بلغ ثنيّة الوداع، فوقف ووقفوا حوله، فقال: «اغزوا بسم الله، فقاتلوا عدوّ الله وعدوّكم بالشام، وستجدون فيها رجالاً في الصوامع معتزلين الناس فلا تعرّضوا لهم، وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص» _ أي استوطن الشيطان في رؤوسهم _ «فاقلعوها بالسيوف، لا تقتلنّ امرأة، ولا صغيراً ضرعاً، ولا كبيراً فانياً، ولا تقطعنّ نخلاً ولا شجراً، ولا تهدمنّ بناء».

فلمّا ودّع عبد الله بن رواحة ١ رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: مرني بشيء أحفظه عنك، قال صلى الله عليه وآله: «إنّك قادم غداً بلداً السجود به قليل، فأكثر السجود»، فقال عبد الله: زدني يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله: «اذكر الله، فإنّه عون لك على ما تطلب»، فقام من عنده حتّى إذا مضى ذاهباً رجع، فقال: يا رسول الله، إنّ الله وتر يحبّ الوتر، فقال صلى الله عليه وآله: «يابن رواحة، ما عجزت فلا تعجز إن أسأت عشراً أن تحسن واحدة»؛ فقال ابن رواحة: لا أسألك عن شيء بعدها.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦٠
(١) عبد الله بن رواحة (م ٨ ه‍): شاهد مع النبيّ صلى الله عليه وآله مشاهد، حتّی جعله النبيّ صلى الله عليه وآله أمیراً في غزوه موتة بعد جعفر بن أبي طالب وزید بن حارثة، فاستشهد بها. راجع: الأعلام، ج٤، ص٨٦.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٨

قال أبو هريرة: شهدت مؤتة، فلمّا رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أقرم: ما لك يا أبا هريرة؟ كأنّك ترى جموعاً كثيرة؟ قلت: نعم، قال: لم تشهدنا ببدر، إنّا لم ننصر بالكثرة.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦١
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٠٩

ما لقي جيش بعثوا مبعثاً ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة، لقوهم بالشرّ حتّى أنّ الرجل لينصرف إلى بيته وأهله، فيدقّ عليهم فيأبون أن يفتحوا له يقولون: أ لا تقدّمت مع أصحابك فقتلت؟ وجلس الكبراء منهم في بيوتهم استحياء من الناس، حتّى أرسل النبيّ صلى الله عليه وآله رجلاً رجلاً يقول لهم: «أنتم الكرّار في سبيل الله»، فخرجوا.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦٢
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٠

قالت أسماء بنت عميس: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وقد منأت أربعين منّاً من أدم، وعجنت عجيني، وأخذت بنيّ فغسلت وجوههم ودهّنتهم.

فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا أسماء، أين بنو جعفر؟ فجئت بهم إليه فضمّهم وشمّهم ثمّ ذرفت عيناه فبكى، فقلت: يا رسول الله، لعلّه بلغك عن جعفر شيء؟ قال صلى الله عليه وآله: نعم، إنّه قتل اليوم، فقمت أصيح واجتمعت إليّ النساء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا أسماء، لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً.

ثمّ خرج حتّى دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وهي تقول: وا عمّاه، فقال صلى الله عليه وآله: على مثل جعفر فلتبك الباكية، ثمّ قال: اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦٣
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١١

وروى أبو الفرج في كتاب مقاتل الطالبيين أنّ كنية جعفر بن أبي طالب أبو المساكين، وكان ثالث الإخوة من ولد أبي طالب، أكبرهم طالب، وبعده عقيل، وبعده جعفر، وبعده عليّ عليه السلام، وكلّ واحد منهم أكبر من الآخر بعشر سنين، وأمّهم جميعاً فاطمة بنت أسد، وهي أوّل هاشمية ولدت لهاشمي، وفضلها كثير، وقربها من رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمه لها معلوم عند أهل الحديث.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦٣
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٢

قال عبد الله بن جعفر: كنت إذا سألت عمّي عليّاً عليه السلام شيئاً فمنعني، أقول له: بحقّ جعفر، فيعطيني.

المصدر الأصلي: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحدید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٦٤