Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في غزوة ذات السلاسل، وهي غزوة أرسل فيها النبي (ص) أميرالمؤمنين لقتال بعض القبائل التي كانوا ينوون اقتحام المدينة ليلا فردهم الله بعلي (ع) وعاد إلى النبي (ص) منتصرا، وأحاديث في فضل أمير المؤمنين (ع)، ونزول سورة العاديات، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٣

قال عليّ بن إبراهیم في قوله ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾: أي كفور، وهم الذين أمروا وأشاروا على أمير المؤمنين عليه السلام أن يدع الطريق ممّا حسدوه، وكان عليّ عليه السلام أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلموا أنّه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: إنّ عليّاً غلام حدث لا علم له بالطريق، وهذا طريق مسبع لا نأمن فيه من السباع، فمشوا إليه، فقالوا: يا أبا الحسن، هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: الزموا رحالكم، وكفّوا عمّا لا يعنيكم، واسمعوا وأطيعوا، فإنّي أعلم بما أصنع، فسكتوا.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٧٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٤

قال الحلبي: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله: ﴿وَالعَادِيَاتِ ضَبحًا﴾، قال عليه السلام: وجّه رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطّاب في سريّة، فرجع منهزماً يجبّن أصحابه، ويجبّنونه أصحابه، فلمّا انتهى إلى النبيّ صلى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السلام: أنت صاحب القوم، فتهيّأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار، وسر الليل ولا يفارقك العين.

فانتهى عليّ عليه السلام إلى ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله، فسار إليهم، فلمّا كان عند وجه الصبح أغار عليهم، فأنزل الله على نبيّه صلى الله عليه وآله: ﴿وَالعَادِيَاتِ ضَبحًا﴾.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٧٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٥

أنّ أصحاب السير ذكروا أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان ذات يوم جالساً إذ جاء أعرابي فجثا بين يديه، ثمّ قال: إنّي جئت لأنصحك، قال صلى الله عليه وآله: وما نصيحتك؟ قال: قوم من العرب قد عملوا على أن يبيّتوك بالمدينة ووصفهم له.

فأمر أمير المؤمنين عليه السلام أن ينادي بـ «الصلاة جامعة»، فاجتمع المسلمون، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ هذا عدوّ الله وعدوّكم قد أقبل عليكم يزعم أنّه يبيّتكم بالمدينة، فمن للوادي؟

فقام رجل من المهاجرين، فقال: أنا له يا رسول الله، فناوله اللواء وضمّ إليه سبعمائة رجل وقال له: امض على اسم الله، فمضى فوافى القوم ضحوة، فقالوا له: من الرجل؟ قالوا: رسول لرسول الله صلى الله عليه وآله، إمّا أن تقولوا: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أو لأضربنّكم بالسيف، قالوا له: ارجع إلى صاحبك، فإنّا في جمع لا تقوم له.

فرجع الرجل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: من للوادي؟ فقام رجل من المهاجرين، فقال: أنا له يا رسول الله، قال: فدفع إليه الراية ومضى ثمّ عاد بمثل ما عاد به صاحبه الأوّل.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقام أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: أنا ذا يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله: امض إلى الوادي، قال: نعم، وكانت له عصابة لا يتعصّب بها حتّى يبعثه النبيّ صلى الله عليه وآله في وجه شديد.

فمضى إلى منزل فاطمة عليها السلام فالتمس العصابة منها، فقالت: أين تريد؟ وأين بعثك أبي؟ قال: إلى وادي الرمل، فبكت إشفاقاً عليه، فدخل النبيّ صلى الله عليه وآله وهي على تلك الحال فقال لها: «ما لك تبكين؟ أ تخافين أن يقتل بعلك؟ كلّا، إن شاء الله»؛ فقال له عليّ عليه السلام: لا تنفّس عليّ بالجنّة، يا رسول الله.

ثمّ خرج ومعه لواء النبيّ صلى الله عليه وآله، فمضى حتّى وافى القوم بسحر، فأقام حتّى أصبح، ثمّ صلّى بأصحابه الغداة، وصفّهم صفوفاً، واتّكأ على سيفه مقبلاً على العدوّ، فقال لهم: يا هؤلاء، أنا رسول رسول الله إليكم، أن تقولوا: لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وإلّا أضربنّكم بالسيف، قالوا: ارجع كما رجع صاحباك، قال: أنا أرجع؟ لا، والله، حتّى تسلموا، أو أضربكم بسيفي هذا، أنا عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب.

فاضطرب القوم لمّا عرفوه، ثمّ اجترؤوا على مواقعته فواقعهم، فقتل منهم ستّة أو سبعة، وانهزم المشركون، وظفر المسلمون، وحازوا الغنائم، وتوجّه إلى النبيّ صلى الله عليه وآله.

قالت أمّ سلمة _ رضي الله عنها _: كان نبيّ الله صلى الله عليه وآله قائلاً في بيتي، إذا انتبه فزعاً من منامه، فقلت له: الله جارك، قال صلى الله عليه وآله: صدقت، الله جاري، لكن هذا جبرئيل عليه السلام يخبرني أنّ عليّاً عليه السلام قادم؛ ثمّ خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليّاً عليه السلام، فقام المسلمون له صفّين مع رسول الله صلى الله عليه وآله.

فلمّا بصر بالنبيّ صلى الله عليه وآله ترجّل عن فرسه، وأهوى إلى قدميه يقبّلهما، فقال صلى الله عليه وآله له: اركب، فإنّ الله تعالی ورسوله عنك راضيان؛ فبكى أمير المؤمنين عليه السلام فرحاً، وانصرف إلى منزله وتسلّم المسلمون الغنائم.

فقال النبيّ صلى الله عليه وآله لبعض من كان معه في الجيش: كيف رأيتم أميركم؟ قالوا: لم ننكر منه شيئاً إلّا أنّه لم يؤمّ بنا في صلاة، إلّا قرأ فيها ب‍﴿قُل هُوَ الله﴾، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: أسأله عن ذلك، فلمّا جاءه قال صلى الله عليه وآله له: لم لم تقرأ بهم في فرائضك إلّا بسورة الإخلاص؟ فقال عليه السلام: يا رسول الله، أحببتها، قال له النبيّ صلى الله عليه وآله: فإنّ الله قد أحبّك كما أحببتها.

ثمّ قال صلى الله عليه وآله له: يا عليّ، لولا أنّي أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بملأ منهم إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٨٠-٨٢
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥١٦

فخرج صلى الله عليه وآله وجميع أصحابه، حتّى استقبل عليّ عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة. وأقبل النبيّ صلى الله عليه وآله يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بردائه، ويقبّل بين عينيه ويبكي، وهو يقول: الحمد لله _ يا عليّ _ الذي شدّ بك أزري، وقوّي بك ظهري؛ يا عليّ، إنّني سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران عليه السلام أن يشرك هارون في أمره، وقد سألت ربّي أن يشدّ بك أزري.

ثمّ التفت إلى أصحابه وهو يقول: معاشر أصحابي، لا تلوموني في حبّ عليّ بن أبي طالب، فإنّما حبّي عليّاً من أمر الله، والله أمرني أن أحبّ عليّاً وأدنيه.

يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أحبّ الله أحبّه الله، وحقيق على الله أن يسكن محبّيه الجنّة، يا عليّ، من أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أبغضه ولعنه، وحقيق على الله أن يقفه يوم القيامة موقف البغضاء، ولا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً.

المصدر الأصلي: تفسير فرات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص٩٠