Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٣٦

قال ربعي بن عبد الله‏: حدّثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: إنّي لأغسّل الفضيل بن يسار وإنّ يده لتسبقني إلى عورته، فخبّرت بذلك الصادق (عليه السلام)، فقال (عليه السلام) لي: رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منّا أهل البيت.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٧٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٣٧

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) للشيخ الذي أتاه من الشام: يا شيخ، إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عندالله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله وهو عنهم راضٍ، وعلموا أنّ الموت سبيل من مضى ومن بقي، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على القوت، وقدّموا الفضل، وأحبّوا في الله، وأبغضوا في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة، والسلام.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦٦٦
، ص٢٧٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٣٨

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالی أخفى أربعة في أربعة:

أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرنّ شيئاً من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم.

و أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئاً من معصيته، فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم.

و أخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرنّ شيئاً من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم.

و أخفى‏ وليّه في عباده فلا تستصغرنّ عبداً من عبيد الله، فربما يكون وليّه وأنت لا تعلم‏.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٧٤-٢٧٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٣٩

قال الصادق (عليه السلام): إنّ صاحب الدين فكّر فعلته السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما أعطي، وانفرد فكفي الأحزان، ورفض الشهوات فصار حرّاً، وخلع الدنيا فتحامى الشرور، وطرح الحسد فظهرت المحبّة، ولم يخف الناس فلم يخفهم، ولم يذنب إليهم فسلم منهم، وسخط نفسه عن كلّ شيء ففاز واستكمل الفضل، وأبصر العافية فأمن الندامة.

المصدر الأصلي: المجالس للمفید
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٧٧
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٠

قال أبو حمزة الثمالي: كانت بنيّة لي سقطت فانكسرت يدها، فأتيت بها التيمي فأخذها فنظر إلى يدها، فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجبائر وأنا على الباب، فدخلتني رقّة على الصبيّة فبكيت ودعوت، فخرج بالجبائر فتناول بيد الصبيّة فلم ير بها شيئاً، ثمّ نظر إلى الأخرى، فقال: ما بها شيء.

قال: فذكرت ذلك للصادق (عليه السلام) فقال: يا أبا حمزة، وافق الدعاء الرضا، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٨٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤١

قال عليّ (عليه السلام): إنّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله فاستكفوا عن المنطق، إنّهم لفصحاء عقلاء، ألبّاء نبلاء، يسبقون إليه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون له الكثير، ولايرضون له القليل، يرون أنفسهم أنّهم شرار وأنّهم الأكياس الأبرار.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٨٦-٢٨٧
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٢

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف الله وعظّمه منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعفى نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول الله، هؤلاء أولياء الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي قد كتب الله عليهم، لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب، وشوقاً إلى الثواب.

بيــان:
قال الشیخ البهائي (رحمة الله عليه): قد اشتمل هذا الحديث على المهمّ من سمات العارفين، وصفات الأولياء الكاملين:
فأوّلها: الصمت وحفظ اللسان الذي هو باب النجاة.
وثانيها: الجوع وهو مفتاح الخيرات.
وثالثها: إتعاب النفس في العبادة بصيام النهار وقيام الليل، وهذه الصفة ربما توهّم بعض الناس استغناء العارف عنها، وعدم حاجته إليها بعد الوصول وهو وهم باطل، إذ لو استغنى عنها أحد لاستغنى عنها سيّد المرسلين وأشرف الواصلين. وقد كان (صلى الله عليه وآله) يقوم في الصلاة إلى أن ورمت قدماه، وكان أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) الذي إليه ينتهي سلسلة أهل العرفان، يصلّي كلّ ليلة ألف ركعة، وهكذا شأن جميع الأولياء والعارفين كما هو في التواريخ مسطور، وعلى الألسنة مشهور.
ورابعها: الفكر، وفي الحديث: «تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة». قال بعض الأكابر: إنّما كان الفكر أفضل لأنّه عمل القلب، وهو أفضل من الجوارح، فعمله أشرف من عملها، أ لا ترى إلى قوله تعالی: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْري﴾، فجعل الصلاة وسيلة إلى ذكر القلب، والمقصود أشرف من الوسيلة.
وخامسها: الذكر والمراد به الذكر اللساني، وقد اختاروا له كلمة التوحيد لاختصاصها بمزايا، ليس هذا محلّ ذكرها.
وسادسها: نظر الاعتبار كما قال سبحانه: ﴿فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ﴾.
وسابعها: النطق بالحكمة والمراد بها ما تضمّن صلاح النشأتين أو صلاح النشأة الأخرى من العلوم والمعارف، أمّا ما تضمّن صلاح الحال في الدنيا فقط، فليس من الحكمة في شيء.
وثامنها: وصول بركتهم إلى الناس.
وتاسعها وعاشرها: الخوف والرجاء.
وهذه الصفات العشر إذا اعتبرتها، وجدتها أمّهات صفات السائرين إلى الله تعالی، يسّر الله لنا الاتّصاف بها بمنّه وكرمه. (ص٢٩٣-٢٩٤)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٢٨٨-٢٨٩
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٣

من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف السالك الطريق إلى الله سبحانه‏: قد أحيا عقله، وأمات نفسه، حتّى دقّ جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه، وأرضى ربّه.

بيــان:
«إحياء العقل» بتحصيل المعارف الربّانية وتسليطه على الشيطان والنفس الأمّارة، و«إماتة النفس» بجعلها مقهورة للعقل، بحيث لا يكون لها تصرّف إلّا بحكمه، فكانت في حكم الميّت في ارتفاع الشهوات النفسانية، كما قيل: «موتوا قبل أن تموتوا».
و«دقّ الشيء»: صار دقيقاً، وهو ضدّ الغليظ؛ و«الجليل»: العظيم؛ و«لطُف»: _ ككـرُم _ لطفاً ولطافة _ بالفتح _ أي صغر ودقّ؛ وكأنّ المراد بـ «الجليل» البدن، ودقّته بكثرة الصيام والقيام، والصبر على المشاقّ الواردة في الشريعة المقدّسة، وبـ «الغليظ»: النفس الأمّارة والقوى الشهوانية، ويحتمل العكس والتأكيد أيضاً.
و«برق» _ كنصر _ أي لمع أو جاء ببرق، و«برق النجم»، أي طلع، واللامع هداية الله بالأنوار الإلهية، والنفحات القدسية، والألطاف الغيبية، وكشف الأستار عن أسرار الكتاب والسنّة.
و«تدافع الأبواب» يحتمل وجوهاً:
الأوّل: أنّه لم يزل ينتقل من منزلة من منازل قربه سبحانه إلى ما هو فوقه، حتّى ينتهي إلى مقام إذا دخله كان مستيقناً للسلامة، وهي درجة اليقين، ومنزلة أولياء الله المتّقين، الذين ﴿لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
الثاني: أنّه إذا أدركته التوفيقات الربّانية، شرع في طلب الحقّ وتردّد في المذاهب، فكلّما تفكّر في مذهب من المذاهب الباطلة دفعته العناية الإلهية عن الدخول فيه، فإذا أصاب الحقّ قرّ فيه وسكن واطمأنّ، كما روي عن الصادق (عليه السلام): إنّ القلب ليتجلجل في الجوف يطلب الحقّ، فإذا أصابه اطمأنّ وقرّ، ثمّ تلا الصادق (عليه السلام) هذه الآية: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ﴾ ... وعنه (عليه السلام) قال: إنّ الله خلق قلوب المؤمنين مبهمة على الإيمان، فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة، وزرعها بالعلم، وزارعها والقيّم عليها ربّ العالمين.
وعنه (عليه السلام) قال: إنّ القلب ليرجّج فيما بين الصدر والحنجرة حتّى يعقد على الإيمان، فإذا عقد على الإيمان قرّ وذلك قول الله: ﴿وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾، قال (عليه السلام): يسكن ... . (ص٣١٧-٣١٨)
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٣١٦-٣١٧
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٤

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذ اشتغل الناس بعاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالاً، ودركهم لها فوتاً، أعداء ما سالم الناس، وسلم ما عادى الناس، بهم علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لا يرون مرجوّاً فوق ما يرجون، ولا مخوفاً فوق ما يخافون.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٣١٩
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٥

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) عند تلاوته ﴿رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾: إنّ الله سبحانه جعل الذكر جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة، وما برح لله عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عباد ناجاهم في فكرهم، وكلّمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا بنور يقظة في الأسماع والأبصار والأفئدة، يذكّرون بأيّام الله، ويخوّفون مقامه، بمنزلة الأدلّة في الفلوات، من أخذ القصد حمدوا إليه طريقه، وبشّروه بالنجاة، ومن أخذ يميناً وشمالاً ذمّوا إليه الطريق، وحذّروه من الهلكة.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٣٢٥
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٤٢٤٦

من دعاء لأمير المؤمنين (عليه السلام): اللّهمّ إنّك آنس الآنسين بأوليائك، وأحضرهم بالكفاية للمتوكّلين عليك، تشاهدهم في سرائرهم، وتطّلع عليهم في ضمائرهم، وتعلم مبلغ بصائرهم، فأسرارهم لك مكشوفة، وقلوبهم إليك ملهوفة، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صبّت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك، علماً بأنّ أزمّة الأمور بيدك، ومصادرها عن قضائك.

اللّهمّ إن فههت ١ عن مسألتي أو عمهت ٢ عن طلبتي، فدلّني على مصالحي، وخذ بقلبي إلى مراشدي، فليس ذلك بنكر من هداياتك، ولا ببدع من كفاياتك، اللّهمّ احملني على عفوك ولا تحملني على عدلك.

بيــان:
إنّما أوردت هذا الدعاء لأنّه من مناجاة أولياء الله، ومشتمل على كثير من صفاتهم المختصّة بهم، رزقنا الله الوصول إلى درجاتهم.
المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٦
، ص٣٢٩-٣٣۰
(١) «فَهَّ عن الشيء»: نَسِيَه. لسان العرب، ج١٣، ص٥٢٥.
(٢) «عَمِه»َ: تردّد وتحیّر. راجع: لسان العرب، ج١٣، ص٥١٩.