Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في احتجاج الإمام الحسين (ع) على معاوية وفي الرسائل التي تبادلت بينهم، وفي تذكير الإمام (ع) له بالجرائم التي ارتكبها والصحابة الذين قتلهم، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٣

لقد قيل لمعاوية: إنّ الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين (عليه السلام)، فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب، فإنّ فيه حصراً وفي لسانه كلالة، فقال لهم معاوية: قد ظننّا ذلك بالحسن، فلم يزل حتّى عظم في أعين الناس وفضحنا، فلم يزالوا به حتّى قال للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله، لو صعدت المنبر، فخطبت؟

فصعد الحسين (عليه السلام) المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ صلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فسمع رجلاً يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين (عليه السلام): نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله الأقربون، وأهل بيته الطيّبون، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى، الذي فيه تفصيل كلّ شيء: ﴿لَا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِن خَلفِهِ﴾، والمعوّل علينا في تفسيره، ولا يبطئنا تأويله، بل نتّبع حقائقه، فأطيعونا، فإنّ طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال اللهعزّ وجلّ: ﴿أَطِيعُوا اللّهََ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾، وقال: ﴿وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم وَلَولاَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لاَتَّبَعتُمُ الشَّيطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾. وأحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم، فإنّه لكم عدوّ مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: ﴿لاَ غَالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُم فَلَمَّا تَرَاءتِ الفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُم﴾، فتلقون للسيوف ضرباً، وللرماح ورداً، وللعمد حطماً، وللسهام غرضاً، ثمّ لا يقبل من نفس ﴿إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا﴾.

قال معاوية: حسبك يا أبا عبد الله، فقد أبلغت.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب، الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢۰٥-٢۰٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٤

دعا معاوية مروان بن الحكم، فقال له: أشر عليّ في الحسين، فقال: أرى أن تخرجه معك إلى الشام، وتقطعه عن أهل العراق، وتقطعهم عنه، فقال: أردت _ والله _ أن تستريح منه، وتبتليني به، فإن صبرت عليه صبرت على ما أكره، وإن أسأت إليه قطعت رحمه، فأقامه وبعث إلى سعيد بن العاص، فقال له: يا أبا عثمان، أشر عليّ في الحسين، فقال: إنّك _ والله _ ما تخاف الحسين إلّا على من بعدك، وإنّك لتخلف له قرناً إن صارعه ليصرعنّه، وإن سابقه ليسبقنّه، فذر الحسين بمنبت النخلة، يشرب الماء ويصعد في الهواء، ولا يبلغ إلى السماء.

بيــان:
قوله «يشرب الماء»: الظاهر أنّه صفة النخلة، أي كما أنّ النخلة في تلك البلاد تشرب الماء وتصعد في الهواء، وكلّما صعدت لا تبلغ السماء، فكذلك هو كلّما تمنّى وطلب الرفعة لا يصل إلى شيء، ويحتمل أن يكون الضمائر راجعة إليه (عليه السلام).
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢١۰
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٥

استعمل معاوية مروان بن الحكم على المدينة وأمره أن يفرض لشباب قريش، ففرض لهم، فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام): فأتيته، فقال: ما اسمك؟ فقلت: عليّ بن الحسين، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: عليّ، فقال: عليّ وعليّ، ما يريد أبوك أن يدع أحداً من ولده إلّا سمّاه عليّاً، ثمّ فرض لي، فرجعت إلى أبي (عليه السلام) فأخبرته، فقال (عليه السلام): ويلي على ابن الزرقاء دبّاغة الأدم، لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمّي أحداً منهم إلّا عليّاً.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢١١
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٦

كتب معاوية إلى الحسين بن عليّ (عليه السلام): أمّا بعد، فقد انتهت إليّ أمور عنك إن كانت حقّاً فقد أظنّك تركتها رغبة، فدعها، ولعمر الله، إنّ من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، فإن كان الذي بلغني باطلاً فإنّك أنت أعزل الناس لذلك، وعظ نفسك فاذكر، وبعهد الله أوف، فإنّك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدك، فاتّق شقّ عصا هذه الأمّة وأن يردّهم الله على يديك في فتنة فقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد (صلى الله عليه وآله)، ولا يستخفنّك السفهاء والذين لا يعلمون.

فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين (عليه السلام) كتب إليه: أمّا بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنّه قد بلغك عنّي أمور أنت لي عنها راغب، وأنا بغيرها عندك جدير، فإنّ الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلّا الله.

وأمّا ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي، فإنّه إنّما رقاه إليك الملّاقون المشّاؤون بالنميم، وما أريد لك حرباً ولا عليك خلافاً، وأيم الله، إنّي لخائف لله في ترك ذلك، وما أظنّ الله راضياً بترك ذلك، ولا عاذراً بدون الإعذار فيه إليك، وفي أولئك القاسطين الملحدين حزب الظلمة، وأولياء الشياطين.

أ لست القاتل حجراً أخا كندة، والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع: ولا يخافون في الله لومة لآئم، ثمّ قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة، والمواثيق المؤكّدة، ولا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا بإحنة تجدها في نفسك.

أ ولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه وصفرت لونه، بعد ما أمّنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل؟ ثمّ قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد.

أ ولست المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعمّداً، وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثمّ سلّطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك.

أ ولست صاحب الحضرميّين الذين كتب فيهم ابن سميّة، أنّهم كانوا على دين عليّ (عليه السلام)؟ فكتبت إليه أن: اقتل كلّ من كان على دين عليّ. فقتلهم ومثّل بهم بأمرك. ودين عليّ (عليه السلام) _ والله _ الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، به جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.

وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمّد (صلى الله عليه وآله)، واتّق شقّ عصا هذه الأمّة وأن تردّهم إلى فتنة، وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمّة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) علينا أفضل من أن أجاهدك، فإن فعلت فإنّه قربة إلى الله، وإن تركته فإنّي أستغفر الله لذنبي، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

وقلت فيما قلت: إنّى إن أنكرتك تنكرني، وإن أكدك تكدني، فكدني ما بدا لك، فإنّي أرجو أن لا يضرّني كيدك فيّ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك، لأنّك قد ركبت جهلك، وتحرّصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا، وقتلوا ولم تفعل ذلك بهم إلّا لذكرهم فضلنا، وتعظيمهم حقّنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ لله تعالی كتاباً ﴿لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحصَاهَا﴾، وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنّة، وقتلك أولياءه على التهم، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب.

لا أعلمك إلّا وقد خسرت نفسك، وبترت دينك، وغششت رعيّتك، وأخزيت أمانتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقيّ لأجلهم، والسلام.

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢١٢-٢١٤