Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في المواعظ والحكم التي تلقاها النبي موسى (ع) من الله عز وجل في مناجاته، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٤

قال الهادي(عليه السلام): لمّا كلّم الله عزّ وجلّ موسى بن عمران(عليه السلام) قال موسى(عليه السلام): إلهي، ما جزاء من شهد أنّي رسولك ونبيّك وأنّك كلّمتني؟ قال: يا موسى، تأتيه ملائكتي فتبشّره بجنّتي.

قال موسى(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من قام بين يديك يصلّي؟ قال: يا موسى، أباهي به ملائكتي راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً، ومن باهيت به ملائكتي لم أعذّبه.

قال موسى(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى، آمر منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق أنّ فلان بن فلان من عتقاء الله من النار.

قال موسى(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى، أنسي له أجله، وأهوّن عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنّة: هلمّ إلينا فادخل من أيّ أبوابها شئت.

قال موسى(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من كفّ أذاه عن الناس، وبذل معروفه لهم؟ قال: يا موسى، يناديه النار يوم القيامة: لا سبيل لي عليك.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى، أظلّه يوم القيامة بظلّ عرشي وأجعله في كنفي.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من تلا حكمتك سرّاً وجهراً؟ قال: يا موسى، يمرّ على الصراط كالبرق.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك؟ قال: أعينه على أهوال يوم القيامة.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى، أقي وجهه من حرّ النار، وأومنه يوم الفزع الأكبر.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك؟ قال: يا موسى، له الأمان يوم القيامة.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من أحبّ أهل طاعتك؟ قال: يا موسى، أحرّمه على ناري.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من قتل مؤمناً متعمّداً؟ قال: لا أنظر إليه يوم القيامة، ولا أقيل عثرته.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من دعا نفساً كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من صلّى الصلوات لوقتها؟ قال: أعطيه سؤله وأبيحه جنّتي.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من أتمّ الوضوء من خشيتك؟ قال: أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه يتلألأ.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً؟ قال: يا موسى، أقيمه يوم القيامة مقاماً لا يخاف فيه.

قال(عليه السلام): إلهي، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟ قال: يا موسى، ثوابه كثواب من لم يصمه.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٢٧-٣٢٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٥

قال الباقر(عليه السلام): في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى بن عمران(عليه السلام): يا موسى، خفني في سرّ أمرك أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلواتك وعند سرور لذّاتك أذكرك عند غفلاتك، واملك غضبك عمّن ملّكتك عليه أكفّ عنك غضبي، واكتم مكنون سرّي في سريرتك، وأظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوّي وعدوّك من خلقي، ولا تستسبّ ١ لي عندهم بإظهارك مكنون سرّي، فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٢٨-٣٢٩
(١) «لا تستسبّ»: لاتعرّضه للسبّ. لسان العرب، ج١، ص٤٥٦.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٦

قال الصادق(عليه السلام): كان فيما ناجى الله عزّ وجلّ به موسى بن عمران(عليه السلام) أن قال له: يا بن عمران، كذب من زعم أنّه يحبّني، فإذا جنّه الليل نام عنّي، أ ليس كلّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه؟ ها أنا ذا يا بن عمران، مطّلع على أحبّائي إذا جنّهم الليل حوّلت أبصارهم من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبوني عن المشاهدة، ويكلّموني عن الحضور. يا بن عمران، هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع في ظلم الليل، وادعني فإنّك تجدني قريباً مجيباً.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٢٩-٣٣٠
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٧

قال الباقر(عليه السلام): قال موسى بن عمران(عليه السلام): يا ربّ أوصني، قال: أوصيك بي؛ فقال: يا ربّ أوصني، قال: أوصيك بي _ ثلاثاً _؛ فقال: يا ربّ أوصني، قال: أوصيك بأمّك؛ قال: يا ربّ أوصني، قال: أوصيك بأمّك، قال: أوصني، قال: أوصيك بأبيك، قال(عليه السلام): فكان يقال لأجل ذلك: إنّ للأمّ ثلثا البرّ، وللأب الثلث.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٣٠-٣٣١
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٨

قال الصادق(عليه السلام): كان فيما أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى بن عمران(عليه السلام): يا موسى، كن خلق الثوب، نقيّ القلب، حلس البيت، مصباح الليل، تعرف في أهل السماء وتخفى على أهل الأرض، يا موسى، إيّاك واللجاجة، ولا تكن من المشّائين في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، وابك على خطيئتك يا ابن عمران‏.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٣١
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٣٩

قال الله تعالی في مناجاته لموسى(عليه السلام): يا موسى، إن انقطع حبلك منّي لم يتّصل بحبل غيري، اعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير، ذمّ نفسك وهي أولى بالذمّ، ولا تتطاول على بني إسرائيل بكتابي، فكفى بهذا واعظاً لقلبك ومنيراً، وهو كلام ربّ العالمين جلّ وتعالى.

يا موسى، متى ما دعوتني وجدتني، فإنّي سأغفر لك على ما كان منك، السماء تسبّح لي وجلاً، والملائكة من مخافتي مشفقون، وأرضي تسبّح لي طمعاً، وكلّ الخلق يسبّحون لي داخرين، ثمّ عليك بالصلاة فإنّها منّي بمكان، ولها عندي عهد وثيق، وألحق بها ما منها زكاة القربان من طيّب المال والطعام، فإنّي لا أقبل إلّا الطيّب يراد به وجهي، اقرن مع ذلك صلة الأرحام، فإنّي أنا الله الرحمن الرحيم، والرحم إنّي خلقتها فضلاً من رحمتي ليتعاطف بها العباد، ولها عندي سلطان في معاد الآخرة، وأنا قاطع من قطعها، وواصل من وصلها وكذلك أفعل بمن ضيّع أمري.

يا موسى، أكرم السائل إذا أتاك بردّ جميل، أو إعطاء يسير، فإنّه يأتيك من ليس بإنس ولا جانّ، ملائكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك.

يا موسى، لا تنسني على كلّ حال، ولا تفرح بكثرة المال؛ فإنّ نسياني يقسي القلوب ومع كثرة المال كثرة الذنوب، الأرض مطيعة، والسماء مطيعة، والبحار مطيعة، فمن عصاني شقي، فأنا الرحمن رحمن كلّ زمان، آتي بالشدّة بعد الرخاء، وبالرخاء بعد الشدّة، وبالملوك بعد الملوك، وملكي قائم دائم لا يزول، ولا يخفى عليّ شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف يخفى عليّ ما منّي مبتدؤه؟ وكيف لا يكون همّك فيما عندي وإليّ ترجع لا محالة؟

يا موسى، اجعلني حرزك، وضع عندي كنزك من الصالحات، وخفني ولا تخف غيري، إليّ المصير.

يا موسى، عجّل التوبة، وأخّر الذنب، وتأنّ في المكث بين يديّ في الصلاة ولا ترج غيري، اتّخذني جنّة للشدائد، وحصناً لملمّات الأمور.

يا موسى، نافس في الخير أهله، فإنّ الخير كاسمه، ودع الشرّ لكلّ مفتون.

يا موسى، اجعل لسانك من وراء قلبك تسلم، وأكثر ذكري بالليل والنهار تغنم، ولا تتّبع الخطايا فتندم، فإنّ الخطايا موعدها النار.

يا موسى، ما أريد به وجهي فكثير قليله، وما أريد به غيري فقليل كثيره، وإنّ أصلح أيّامك الذي هو أمامك.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٣٤-٣٣٥
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٠

قال الصادق(عليه السلام): جاء إبليس إلى موسى بن عمران(عليه السلام) وهو يناجي ربّه، فقال له ملك من الملائكة: ما ترجو منه وهو في هذه الحال يناجي ربّه؟ فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنّة.

ثمّ قال الصادق(عليه السلام): إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، وما عليك إن لم يثن عليك الناس؟ وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت عند الله محموداً؟ إنّ عليّاً(عليه السلام) كان يقول: لا خير في الدنيا إلّا لأحد رجلين: رجل يزداد كلّ يوم إحساناً، ورجل يتدارك سيّئته بالتوبة وأنّى له بالتوبة؟ والله، لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلّا بولايتنا أهل البيت.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٣٨-٣٣٩
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤١

قال الباقر(عليه السلام): مكتوب في التوراة التي لم تغيّر أنّ موسى(عليه السلام) سأل ربّه فقال: يا ربّ، أ قريب أنت منّي فأناجيك، أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا موسى، أنا جليس من ذكرني، فقال موسى(عليه السلام): فمن في سترك يوم لا ستر إلّا سترك؟ قال: الذين يذكرونني فأذكرهم، ويتحابّون فيّ فأحبّهم، فأولئك الذين إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بسوء ذكرتهم، فدفعت عنهم بهم.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٢-٣٤٣
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٢

قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجلّ ناجى موسى بن عمران(عليه السلام) بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيّام ولياليهنّ، ما طعم فيها موسى(عليه السلام)، ولا شرب فيها، فلمّا انصرف إلى بني إسرائيل، وسمع كلام الآدميّين مقتهم، لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عزّ وجلّ.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٤
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٣

قال عليّ(عليه السلام): قال الله تبارك وتعالی لموسى(عليه السلام): يا موسى، احفظ وصيّتي لك بأربعة أشياء: أولاهنّ: ما دمت لا ترى ذنوبك تغفر، فلا تشتغل بعيوب غيرك، والثانية: ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت، فلا تغتمّ بسبب رزقك، والثالثة: ما دمت لا ترى زوال ملكي، فلا ترج أحداً غيري، والرابعة: ما دمت لا ترى الشيطان ميّتاً فلا تأمن مكره.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٤
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٤

قال الصادق(عليه السلام): أوحى الله إلى موسى(عليه السلام): ما يمنعك من مناجاتي؟ فقال(عليه السلام): يا ربّ، أجلّك عن المناجاة لخلوف ١ فم الصائم، فأوحى الله إليه: يا موسى، لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٥
(١) «الخُلوف»: تغیّرُ رائحة الفم. لسان العرب، ج٩، ص٩٣.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٥

قال الصادق(عليه السلام): فيما أوحى الله جلّ وعزّ إلى موسى بن عمران(عليه السلام): يا موسى، ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنّما ابتليته لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي، وأطاع أمري.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٨-٣٤٩
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٦

قال الباقر(عليه السلام): كان فيما ناجى الله به موسى(عليه السلام) على الطور أن: يا موسى، أبلغ قومك أنّه ما يتقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، وما تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا عمّا بهم الغنى عنه؛ فقال موسى(عليه السلام): يا أكرم الأكرمين، فماذا أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى، أمّا المتقرّبون إليّ بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أفتّش الناس عن أعمالهم، ولا أفتّشهم حياء منهم، وأمّا المتقرّبون إليّ بالزهد في الدنيا فإنّي أبيحهم الجنّة بحذافيرها يتبوّؤون منها حيث يشاؤون.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٤٩
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٧

عن الأئمّة(عليهم السلام)، قال: بينما موسى(عليه السلام) جالس، إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فوضعه ودنا من موسى(عليه السلام) وسلّم، فقال له موسى(عليه السلام): من أنت؟ قال: إبليس، قال(عليه السلام): لا قرّب الله دارك، لماذا البرنس؟ قال: أختطف به قلوب بني آدم، فقال له موسى(عليه السلام): أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم، استحوذت عليه؟ قال: ذلك إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في نفسه ذنبه، وقال: يا موسى، لا تخل بامرأة لا تحلّ لك، فإنّه لا يخلو رجل بامرأة لا تحلّ له إلّا كنت صاحبه دون أصحابي، فإيّاك أن تعاهد الله عهداً، فإنّه ما عاهد الله أحد إلّا كنت صاحبه دون أصحابي، حتّى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة فأمضها، فإذا همّ العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي، حتّى أحول بينه وبينها.

بيــان:
قوله لعنه الله: «كنت صاحبه» يعني أغتنم إغواءه، وأهتمّ به بحيث لا أكِلُه إلى أصحابي وأعواني، بل أتولّى إضلاله بنفسي.
المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٠
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٨

قال السجّاد(عليه السلام): قال موسى بن عمران(عليه السلام): يا ربّ، من أهلك الذين تظلّهم في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك؟ فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والتربة أيديهم ١ ، الذين يذكرون جلالي إذا ذكروا ربّهم، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبيّ الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوي النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلّت مثل النمر إذا حرد ٢ .

المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥١
(١) «التَرِب»: الفقیر. لسان العرب، ج١، ص٢٢٨.
(٢) «حَرِد»: غیض وغضب. لسان العرب، ج٣، ص١٤٥.
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٩

قال الباقر(عليه السلام): أوحى الله تعالی إلى موسى(عليه السلام): أحببني وحبّبني إلى خلقي، قال موسى(عليه السلام): يا ربّ، إنّك لتعلم أنّه ليس أحد أحبّ إليّ منك، فكيف لي بقلوب العباد؟ فأوحى الله إليه: فذكّرهم نعمتي وآلائي، فإنّهم لا يذكرون منّي إلّا خيراً، فقال موسى(عليه السلام): يا ربّ، رضيت بما قضيت، تُميت الكبير، وتبقي الأولاد الصغار، فأوحى الله إليه: أ ما ترضى بي رازقاً وكفيلاً؟ فقال(عليه السلام): بلى، يا ربّ، نعم الوكيل ونعم الكفيل.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥١-٣٥٢
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٠

قال الصادق(عليه السلام): بينا موسى بن عمران(عليه السلام) يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقّ قميصه، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا موسى، قل له: لا تشقّ قميصك، ولكن اشرح لي عن قلبك، ثمّ قال(عليه السلام): مرّ موسى بن عمران(عليه السلام) برجل من أصحابه وهو ساجد، فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله، فقال له موسى(عليه السلام): لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا موسى، لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبلته، حتّى يتحوّل عمّا أكره إلى ما أحبّ.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٢
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥١

قال الصادق(عليه السلام): أوحى الله تعالی إلى موسى(عليه السلام): إنّه ما يتقرّب إليّ عبد بشيء أحبّ إليّ من ثلاث خصال، فقال موسى(عليه السلام): وما هي يا ربّ؟ قال: الزهد في الدنيا، والورع من محارمي، والبكاء من خشيتي، فقال موسى(عليه السلام): فما لمن صنع ذلك؟ فقال: أمّا الزاهدون في الدنيا فأحكّمهم في الجنّة، وأمّا الورعون عن محارمي فإنّي أفتّش الناس ولا أفتّشهم، وأمّا البكّاؤون من خشيتي ففي الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٢
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٢

قال الصادق(عليه السلام): كان فيما ناجى الله تعالی به موسى(عليه السلام): يا موسى، لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتّخذها أمّاً وأباً. يا موسى، لو وكلتك إلى نفسك تنظر لها، لغلب عليك حبّ الدنيا وزهرتها. يا موسى، نافس في الخير أهله، واسبقهم إليه، فإنّ الخير كاسمه، واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه، ولا تنظر عيناك إلى كلّ مفتون فيها موكول إلى نفسه، واعلم أنّ كلّ فتنة بذرها حبّ الدنيا، ولا تغبطنّ أحداً برضى الناس عنه حتّى تعلم أنّ الله عزّ وجلّ عنه راضٍ، ولا تغبطنّ أحداً بطاعة الناس له واتّباعهم إيّاه على غير الحقّ، فهو هلاك له ولمن اتّبعه.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٣-٣٥٤
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٣

قال الباقر(عليه السلام): قال موسى(عليه السلام): أيّ عبادك أبغض إليك؟ قال: جيفة بالليل، بطّال بالنهار.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٤
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٤

قال الصادق(عليه السلام): لمّا صعد موسى(عليه السلام) إلى الطور، فناجى ربّه قال(عليه السلام): ربّ، أرني خزائنك، قال: يا موسى، إنّ خزائني إذا أردت شيئاً أن أقول له: كن فيكون، قال(عليه السلام): يا ربّ، أيّ خلقك أبغض إليك؟ قال: الذي يتّهمني، قال: ومن خلقك من يتّهمك؟ قال: نعم، الذي يستخيرني فأخيّر له، والذي أقضي القضاء له _ وهو خير له _ فيتّهمني.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٦
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٥

قال الصادق(عليه السلام): في التوراة مكتوب: ابن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك خوفاً منّي، وإن لا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلاً بالدنيا، ثمّ لا أسدّ فاقتك وأكِلُك إلى طلبها.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٧
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٦

قال الباقر(عليه السلام): إنّ موسى بن عمران(عليه السلام) حبس عنه الوحي ثلاثين صباحاً، فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا؛ فقال(عليه السلام): يا ربّ، لم حبست عنّي وحيك وكلامك، الذنب أذنبته؟ فها أنا بين يديك فاقتصّ لنفسك رضاها، وإن كنت إنّما حبست عنّي وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فعفوك القديم، فأوحى الله إليه أن: يا موسى، تدري لم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي؟ فقال(عليه السلام): لا أعلمه يا ربّ، قال: يا موسى، إنّي اطّلعت إلى خلقي إطّلاعة، فلم أر في خلقي أشدّ تواضعاً منك، فمن ثمّ خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي، فكان موسى(عليه السلام) إذا صلّى لم ينفتل حتّى يلصق خدّه الأيمن بالأرض وخدّه الأيسر بالأرض.

المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٧
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٧

قال الصادق(عليه السلام): إنّ في التوراة مكتوباً: ابن آدم، اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق، فإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٨
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٨

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): قال الله عزّ وجلّ لموسى بن عمران: يا بن عمران، لا تحسدنّ الناس على ما آتيتُهم من فضلي، ولا تمدّنّ عينيك إلى ذلك، ولا تتّبعه نفسك، فإنّ الحاسد ساخط لنعمي، صادّ لقسمي التي قسّمت بين عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٨
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٥٩

روي أنّ موسى(عليه السلام) قال: يا ربّ، دلّني على عمل إذا أنا عملته نلت به رضاك، فأوحى الله إليه: يا بن عمران، إنّ رضائي في كرهك ولن تطيق ذلك؛ فخرّ موسى(عليه السلام) ساجداً باكياً فقال: يا ربّ، خصصتني بالكلام ولم تكلّم بشراً قبلي، ولم تدلّني على عمل أنال به رضاك؟ فأوحى الله إليه: إنّ رضاي في رضاك بقضائي.

المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٨-٣٥٩
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٠

قال الصادق(عليه السلام): لمّا حجّ موسى(عليه السلام) نزل عليه جبرئيل(عليه السلام)، فقال له موسى(عليه السلام): يا جبرئيل، ما لمن حجّ هذا البيت بلا نيّة صادقة، ولا نفقة طيّبة؟ قال: لا أدري حتّى أرجع إلى ربّي عزّ وجلّ، فلمّا رجع قال الله عزّ وجلّ: يا جبرئيل، ما قال لك موسى؟ _ وهو أعلم بما قال _ قال: يا ربّ، قال لي: ما لمن حجّ هذا البيت بلا نيّة صادقة ولا نفقة طيّبة؟ قال الله عزّ وجلّ: ارجع إليه وقل له: أهب له حقّي، وأرضي عنه خلقي، فقال: يا جبرئيل، ما لمن حجّ هذا البيت بنيّة صادقة، ونفقة طيّبة؟ قال: فرجع إلى الله عزّ وجلّ فأوحى الله إليه: قل له: أجعله في الرفيق الأعلى مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

المصدر الأصلي: من لا یحضره الفقیه
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٥٩
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦١

يروى أنّ موسى(عليه السلام) قال يوماً: يا ربّ إنّي جائع، فقال تعالی: أنا أعلم بجوعك، قال: ربّ أطعمني، قال: إلى أن أريد.

المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٦١
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٢

وفيما أوحى الله إليه(عليه السلام): يا موسى، الفقير من ليس له مثلي كفيل، والمريض من ليس له مثلي طبيب، والغريب من ليس له مثلي مؤنس، وقال تعالى: يا موسى، ارض بكسرة من شعير تسدّ بها جوعتك، وبخرقة تواري بها عورتك، واصبر على المصائب، وإذا رأيت الدنيا مقبلة عليك فقل: إنّا للّٰه وإنّا إليه راجعون، عقوبة عجّلت في الدنيا، وإذا رأيت الدنيا مدبرة عنك فقل: مرحباً بشعار الصالحين، يا موسى، لا تعجبنّ بما أوتي فرعون وما متّع به، فإنّما هي زهرة الحياة الدنيا.

المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٦١
الحديث: ٣٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٣

وروي أنّ الله تعالی أوحى إلى موسى(عليه السلام) أن اصعد الجبل لمناجاتي، وكان هناك جبال فتطاولت الجبال، وطمع كلّ أن يكون هو المصعود عدا جبلاً صغيراً احتقر نفسه، وقال: أنا أقلّ من أن يصعدني نبيّ الله لمناجاة ربّ العالمين، فأوحى الله إليه: أن اصعد ذلك الجبل، فإنّه لا يرى لنفسه مكاناً.

المصدر الأصلي: عدّة الداعي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٣٦١