Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٧٠

قال عمّارة بن جوین أبوهارون العبدي: دخلت على الصادق (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، فوجدته صائماً فقال (عليه السلام): إنّ هذا اليوم يوم عظّم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأوّل، إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفّقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الذين جحدوا، فقلت له: جعلت فداك، فما صواب صوم هذا اليوم؟ فقال (عليه السلام): إنّه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكراً لله عزّ وجلّ، فإنّ صومه يعدل ستّين شهراً من الأشهر الحرم، ومن صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء _ وأفضل ذلك قرب الزوال، وهي الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خمّ علماً للناس، وذلك أنّهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت _ فمن صلّى ركعتين، ثمّ سجد وشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة، ودعا بهذا الدعاء عند رفع رأسه من السجود:

«اللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد وحدك لا شريك لك، وأنّك واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفواً أحد، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله، يا من هو كلّ يوم في شأن كما كان من شأنك أن تفضّلت عليّ بأن جعلتني‏ من أهل إجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك، ووفّقتني لذلك في مبتدء خلقي تفضّلاً منك وكرماً وجوداً، ثمّ أردفت الفضل فضلاً والجود جوداً والكرم كرماً رأفة منك ورحمة، إلى أن جدّدت ذلك العهد لي تجديداً بعد تجديدك خلقي وكنت نسياً منسيّاً ناسياً ساهياً غافلاً، فأتممت نعمتك بأن ذكرتني ذلك ومننت به عليّ وهديتني له.

فليكن من شأنك يا إلهي وسيّدي ومولاي، أن تتمّ لي ذلك ولا تسلبنيه حتّى تتوفّاني على ذلك وأنت عنّي راضٍ، فإنّك أحقّ المنعمين أن تتمّ نعمتك عليّ، اللّهمّ سمعنا وأطعنا وأجبنا داعيك بمنّك، فلك الحمد ﴿غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ﴾، آمنّا بالله وحده لا شريك له وبرسوله محمّد، وصدّقنا وأجبنا داعي الله واتّبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين _ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبد الله وأخي رسوله والصدّيق الأكبر والحجّة على بريّته، المؤيّد به نبيّه ودينه الحقّ المبين، علماً لدين الله وخازناً لعلمه وعيبة غيب الله، وموضع سرّ الله وأمين الله على خلقه وشاهده في بريّته، اللّهمّ‏ إنّنا ﴿إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى لِلْايمَنِ أَنْ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَامَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ۞ رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلىَ‏ رُسُلِكَ وَلَا تخُزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تخُلِفُ المْيعَادَ﴾.

فإنّا يا ربّنا، بمنّك ولطفك أجبنا داعيك واتّبعنا الرسول وصدّقناه وصدّقنا مولى المؤمنين، وكفّرنا بالجبت والطاغوت فولّنا ما تولّينا واحشرنا مع أئمّتنا، فإنّا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون، آمنّا بسرّهم وعلانيتهم وشاهدهم وغائبهم وحيّهم وميّتهم، ورضينا بهم أئمّة وقادة وسادة، وحسبنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه، لا نبتغي بهم بدلاً، ولا نتّخذ من دونهم وليجة، وبرئت إلى الله من كلّ من نصب لهم حرباً من الجنّ والإنس من الأوّلين والآخرين، وكفرنا بالجبت والطاغوت والأوثان الأربعة وأشياعهم وأتباعهم، وكلّ من والاهم من الجنّ والإنس من أوّل الدهر إلى آخره، اللّهــمّ إنّا نشهدك أنّا ندين بما دان به محمّد وآل محمّد(عليهم السلام)، وقولنا ما قالوا، وديننا ما دانوا به، ما قالوا به قلنا، وما دانوا به دنّا، وما أنكروا أنكرنا، ومن والوا والينا، ومن عادوا عادينا، ومن لعنوا لعنّا، ومن تبرّءوا منه تبرّأنا منه، ومن ترحّموا عليه ترحّمنا عليه، آمنّا وسلّمنا ورضينا واتّبعنا موالينا(عليهم السلام)، اللّهــمّ فتمّم لنا ذلك ولا تسلبناه، واجعله مستقرّاً ثابتاً عندنا ولا تجعله مستعاراً، وأحينا ما أحييتنا عليه، وأمتنا إذا أمتّنا عليه آل محمّد أئمّتنا، فبهم نأتمّ وإيّاهم نوالي، وعدوّهم عدوّ الله نعادي، فاجعلنا معهم‏ في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين، ‏ فإنّا بذلك راضون يا أرحم الراحمين».

ثمّ تسجد وتحمد الله مائة مرّة، وتشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة وأنت ساجد، فإنّه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم، وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم، وكان كمن شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ومع الحسن والحسين (عليهما السلام)، وكمن يكون تحت راية القائم (عليه السلام) وفي فسطاطه من النجباء والنقباء.

المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٥
، ص٢٩٨-٣٠٠
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٧١

قال الصادق (عليه السلام) لمن حضره من مواليه وشيعته: أ تعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أ يوم الفطر هو يا سيّدنا؟ قال (عليه السلام): لا، قالوا: أ فيوم الأضحى هو؟ قال (عليه السلام): لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة.

وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا انصرف من حجّة الوداع، وصار بغدير خمّ، أمر الله عزّ وجلّ جبرئيل (عليه السلام) أن يهبط على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأن ينصبه علماً للناس بعده، وأن يستخلفه في أمّته، فهبط إليه وقال له: حبيبي محمّد، إنّ الله يقرئك السلام، ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية عليّ صلّى الله عليه، ليكون علماً لأمّتك بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): حبيبي جبرئيل، إنّي أخاف تغيّر أصحابي لما قد وتروه، وأن يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له: ﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذعراً مرعوباً خائفاً من شدّة الرمضاء، وقدماه تشويان، وأمر بأن ينظف الموضع، ويقمّ ما تحت الدوح من الشوك وغيره، ففعل ذلك، ثمّ نادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون، وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ثمّ قام خطيباً وذكر بعده الولاية، فألزمها للناس جميعاً، فأعلمهم أمر الله بذلك، فقال قوم ما قالوا، وتناجوا بما أسرّوا.

فإذا كان صبيحة ذلك اليوم، وجب الغسل في صدر نهاره، وأن يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها، ويتطيّب إمكانه، وانبساط يده، ثمّ يقول (عليه السلام): … فإذا كان وقت الزوال، أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات … ثمّ كل واشرب، وأظهر السرور، وأطعم إخوانك، وأكثر برّهم، واقض حوائج إخوانك إعظاماً ليومك، وخلافاً على من أظهر فيه الاغتمام والحزن، ضاعف الله حزنه وغمّه.

المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٥
، ص٣٠٠-٣٠٢
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٧٢

قال عليّ بن الحسن العبدلي: قال الصادق (عليه السلام): صوم يوم غدير خمّ يعدل صيام عمر الدنيا، لو عاش إنسان عمر الدنيا، ثمّ لو صام ما عمّرت الدنيا لكان له ثواب ذلك، وصيامه يعدل عند الله عزّ وجلّ مائة حجّة ومائة عمرة، وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلّا وتعيّد في هذا اليوم، وعرف حرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ، والجمع المشهود، ومن صلّى فيه ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة شكراً لله عزّ وجلّ: ويقرأ في كلّ ركعة سورة الحمد عشراً، و﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ عشراً، وآية الكرسيّ عشراً، عدلت عند الله عزّ وجلّ مائة ألف حجّة، ومائة ألف عمرة، وما سأل الله عزّ وجلّ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة كائنة ما كانت، إلّا أتى الله عزّ وجلّ على قضائها في يسر وعافية، ومن فطر مؤمناً كان له ثواب من أطعم فئاماً وفئاماً، فلم يزل يعدّ حتّى عقد عشرة.

ثمّ قال (عليه السلام): أ تدري ما الفئام؟ قلت: لا، قال (عليه السلام): مائة ألف، وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين في حرم الله عزّ وجلّ، وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم فيه بمائة ألف درهم، ثمّ قال (عليه السلام): لعلّك ترى أنّ الله عزّ وجلّ خلق يوماً أعظم حرمة منه؟ لا، والله، لا، والله، لا، والله، ثمّ قال (عليه السلام): وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن: «الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم، وجعلنا من المؤمنين، وجعلنا من الموفين بعهده الذي عهد إلينا، وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره، والقوّام بقسطه، ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذّبين بيوم الدين».

المصدر الأصلي: إقبال الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٥
، ص٣٠٢-٣٠٣
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٧٣

قال الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيّام إلى الله عزّ وجلّ كما تزفّ العروس إلى خدرها: يوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم الجمعة، ويوم غدير خمّ.

وإنّ يوم غدير خمّ بين الفطر والأضحى، والجمعة كالقمر بين الكواكب، وإنّ الله عزّ وجلّ ليوكّل يوم غدير خمّ ملائكته المقرّبين، وسيّدهم جبرئيل، وأنبياءه المرسلين، وسيدهم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأوصياء الله المنتجبين، وسيّدهم يومئذٍ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعباد الله الصالحين، وسيّدهم يومئذٍ سلمان وأبو ذرّ والمقداد وعمّار حتّى يذادوا بها الجنان، كما يذاد الراعي بغنمه الماء والكلأ.

قلت: يا سيّدي، تأمرني بصيامه؟ قال (عليه السلام): إي والله، إي والله، إنّه اليوم الذي نجّى الله فيه إبراهيم (عليه السلام) من النار، فصام شكراً لله عزّ وجلّ ذلك اليوم، وإنّه اليوم الذي أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) علماً، وأبان فضله ووصيّته، فصام ذلك اليوم، وذلك يوم صيام وقيام، وإطعام الطعام، وصلة الأخوان، وفيه مرضاة الرحمن، ومرغمة الشيطان.

المصدر الأصلي: العدد القويّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩٥
، ص٣٢٣