Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في قصة وفاة النبي سليمان (عليه السلام)، ودابة الأرض التي أكلت عصاه حتى خر على وجهه، واختلاف الناس في موته، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٢٩

قال الصادق(عليه السلام) ١ : إنّ سليمان بن داود(عليه السلام) قال ذات يوم لأصحابه: إنّ الله تبارك وتعالی قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، سخّر لي الريح والإنس والجنّ والطير والوحوش، وعلّمني منطق الطير، وآتاني من كلّ شيء، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تمّ لي سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد عليّ لئلّا يرد عليّ ما ينغّص عليّ يومي، قالوا: نعم.

فلمّا كان من الغد أخذ عصاه بيده، وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متّكئاً على عصاه ينظر إلى ممالكه مسروراً بما أوتي فرحاً بما أعطي، إذ نظر إلى شابّ حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمّا بصر به سليمان(عليه السلام) قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم؟ فبإذن من دخلت؟ فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربّه وبإذنه دخلت، فقال(عليه السلام): ربّه أحقّ به منّي، فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال(عليه السلام): وفيما جئت؟ قال: جئت لأقبض روحك؛ قال(عليه السلام): امض لما أمرت به، فهذا يوم سروري، وأبى الله عزّ وجلّ أن يكون لي سرور دون لقائه.

فقبض ملك الموت روحه وهو متّكئ على عصاه، فبقي سليمان(عليه السلام) متّكئاً على عصاه وهو ميّت ما شاء الله، والناس ينظرون إليه وهم يقدّرون أنّه حيّ، فافتتنوا فيه واختلفوا، فمنهم من قال: إنّ سليمان(عليه السلام) قد بقي متّكئاً على عصاه هذه الأيّام الكثيرة، ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، إنّه لربّنا الذي يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: إنّ سليمان(عليه السلام) ساحر، وإنّه يرينا أنّه واقف متّكئ على عصاه، يسحر أعيننا وليس كذلك؛ فقال المؤمنون: إنّ سليمان(عليه السلام) هو عبد الله ونبيّه يدبّر الله أمره بما شاء.

فلمّا اختلفوا بعث الله عزّ وجلّ الأرضة، فدبّت في عصاه، فلمّا أكلت جوفها انكسرت العصا وخرّ سليمان(عليه السلام) من قصره على وجهه، فشكرت الجنّ للأرضة صنيعها، فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلّا وعندها ماء وطين وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾ يعني عصاه ﴿فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾.

المصدر الأصلي: علل الشرائع، عيون أخبار الرضا(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٣٦-١٣٧
(١) والحدیث في العیون مرويّ عن الإمام الباقر(عليه السلام). راجع: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، ج١، ص٢٦٥.