Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في تنبأ الإمام الصادق (ع) بشهيد الفخ، وفي حوار الإمام الكاظم (ع) مع القاضي أبو يوسف، وفي توصيات الإمام حول العمل مع السلطان، وفي تعليمه أبا حنيفة، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٦٦

قال النضر بن قرواش: أكريت‏ الصادق (عليه السلام) من المدينة، فلمّا رحلنا من بطن مرّ قال لي: يا نضر، إذا انتهيت إلى فخّ فأعلمني، قلت: أ ولست تعرفه؟! قال (عليه السلام): بلى، ولكن أخشى أن تغلبني عينيّ، فلمّا انتهينا إلى فخّ دنوت من المحمل فإذا هو نائم، فتنحنحت فلم ينتبه، فحرّكت المحمل فجلس، فقلت: قد بلغت، فقال (عليه السلام): حلّ محملي، ثمّ قال (عليه السلام): صل القطار، فوصلته، ثمّ تنحّيت به عن الجادّة فأنخت بعيره، فقال (عليه السلام): ناولني الأداوة ١ والركوة، فتوضّأ وصلّى، ثمّ ركب، فقلت له: جعلت فداك، رأيتك قد صنعت شيئاً، أ فهو من مناسك الحجّ؟ قال (عليه السلام): لا، ولكن يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنّة ٢ .

المصدر الأصلي: مقاتل الطالبيّين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧۰
(١) «الإِدَاوَة»: إناء صغير من جلد يتّخذ للماء. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج١، ص٣٣.
(٢) وفيه: إشارة إلی «الحسین بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)» المعروف بشهید الفخّ.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٦٧

دخل أبو حنيفة على الصادق (عليه السلام) فقال له: رأيت ابنك موسى (عليه السلام) يصلّي والناس يمرّون بين يديه، فلا ينهاهم وفيه ما فيه، فقال الصادق (عليه السلام): ادعوا لي موسى، فدعي، فقال (عليه السلام) له: يا بنيّ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي والناس يمرّون بين يديك فلم تنههم، فقال (عليه السلام): نعم، يا أبت، إنّ الذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ﴾، فضمّه الصادق (عليه السلام) إلى نفسه، ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧١
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٦٨

قال جعفر بن المثنّى الخطيب: ‏ قال لي محمّد بن الفضيل: أ لا أسرّك يا بن المثنّى؟! قلت: بلى، وقمت إليه، قال: دخل هذا الفاسق ١ آنفاً فجلس قبالة أبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، ثمّ أقبل عليه، فقال له: يا أبا الحسن، ما تقول في المحرم، أ يستظلّ على المحمل؟ فقال (عليه السلام) له: لا، قال: فيستظلّ في الخباء ٢ ؟ فقال (عليه السلام) له: نعم، فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك، فقال: يا أبا الحسن، فما فرق بين هذا وهذا، فقال (عليه السلام): يا أبا يوسف ٣ ، إنّ الدين ليس بقياس كقياسك، أنتم تلعبون بالدين، إنّا صنعنا كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلنا كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يركب راحلته فلا يستظلّ عليها وتؤذيه الشمس، فيستر جسده بعضه ببعض، وربما ستر وجهه بيده، وإذا نزل استظلّ بالخباء وفيء البيت وفيء الجدار.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧١
(١) یعني: أبا یوسف القاضي، كما سیأتي.
(٢) «الْخِبَاء»: أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٢، ص٩.
(٣) يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي (م١٨٢ه‍): صاحب أبي حنيفة وناشر علمه، أصله من كوفة، ولكن نزل بغداد، وولي القضاء لهارون العبّاسي. راجع: تاريخ بغداد، ج١٤، ص٢٤٥.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٦٩

قال زیاد بن أبي سلمة: دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقال لي: يا زياد، إنّك لتعمل عمل السلطان؟ قلت: أجل، قال (عليه السلام) لي: ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروّة، وعليّ عيال، وليس وراء ظهري شيء، فقال (عليه السلام) لي: يا زياد، لأن أسقط من حالق ١ فأنقطع قطعة قطعة، أحبّ إليّ من أن أتولّى لأحد منهم عملاً أو أطأ بساط رجل منهم، إلّا لماذا؟ قلت: لا أدري، جعلت فداك، قال (عليه السلام): إلّا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه.

يا زياد، إنّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق.

يا زياد، فإن ولّيت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة، والله من وراء ذلك.

يا زياد، أيّما رجل منكم تولّى لأحد منهم عملاً، ثمّ ساوى بينكم وبينهم فقولوا له: أنت منتحل كذّاب.

يا زياد، إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غداً، ونفاد ما أتيت إليهم عنهم، وبقاء ما أتيت إليهم عليك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧٢-١٧٣
(١) «الحالِق»: الجبل المنيف المشرف. كتاب العين، ج٣، ص٤٩.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٧٠

كان بالمدينة رجل يكنّى أبا القمقام وكان محارفاً، فأتى الكاظم (عليه السلام) فشكا إليه حرفته، وأخبره أنّه لا يتوجّه في حاجة له فتقضى له، فقال له الكاظم (عليه السلام): قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: «سبحان الله العظيم وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، وأسأله من فضله» عشر مرّات.

قال أبو القمقام: فلزمت ذلك، فوالله، ما لبثت إلّا قليلاً حتّى ورد عليّ قوم من البادية، فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري، فانطلقت فقبضت ميراثه وأنا مستغنٍ.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧٣
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٧١

قال أبو حنيفة: أتيت الصادق (عليه السلام) لأسأله عن مسائل، فقيل لي: إنّه نائم، فجلست أنتظر انتباهه، فرأيت غلاماً خماسياً أو سداسياً جميل المنظر ذا هيبة وحسن سمت، فسألت عنه فقالوا: هذا موسى بن جعفر، فسلّمت عليه وقلت له: يا بن رسول الله، ما تقول في أفعال العباد ممّن هي؟ فجلس ثم تربّع، وجعل كمّه الأيمن على الأيسر وقال (عليه السلام): يا نعمان، قد سألت فاسمع، وإذا سمعت فعه، وإذا وعيت فاعمل.

إنّ أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال: إمّا من الله على انفراده، أو من الله والعبد شركة، أو من العبد بانفراده. فإن كانت من الله على انفراده، فما باله سبحانه يعذّب عبده على ما لم يفعله مع عدله ورحمته وحكمته؟ وإن كانت من الله والعبد شركة، فما بال الشريك القويّ يعذّب شريكه على ما قد شركه فيه وأعانه عليه؟ قال (عليه السلام): استحال الوجهان يا نعمان؟ فقال: نعم، فقال (عليه السلام) له: فلم يبق إلّا أن يكون من العبد على انفراده

المصدر الأصلي: أعلام الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧٥
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٧٢

قال أحمد بن سهل بن ماهان عن عبيد الله البزّاز النيسابوري _ وكان مسنّاً _: كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطائي ١ الطوسي معاملة، فرحلت إليه في بعض الأيّام فبلغه خبر قدومي، فاستحضرني للوقت وعليّ ثياب السفر لم أغيّرها، وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر.

فلمّا دخلت إليه رأيته في بيت يجري فيه الماء، فسلّمت عليه وجلست، فأتي بطست وإبريق فغسّل يديه، ثمّ أمرني فغسّلت يديّ، وأحضرت المائدة وذهب عنّي أنّي صائم وأنّي في شهر رمضان، ثمّ ذكرت فأمسكت يدي، فقال لي حميد: ما لك لا تأكل؟ فقلت: أيّها الأمير، هذا شهر رمضان، ولست بمريض ولا بي علّة توجب الإفطار، ولعلّ الأمير له عذر في ذلك أو علّة توجب الإفطار، فقال: ما بي علّة توجب الإفطار وإنّي لصحيح البدن، ثمّ دمعت عيناه وبكى، فقلت له بعد ما فرغ من طعامه: ما يبكيك أيّها الأمير؟

فقال: أنفذ إليّ هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب، فلمّا دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتّقد، وسيفاً أخضر مسلولاً، وبين يديه خادم واقف، فلمّا قمت بين يديه رفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس والمال، فأطرق ثمّ أذن لي في الانصراف، فلم ألبث في منزلي حتّى عاد الرسول إليّ وقال: أجب أمير المؤمنين، فقلت في نفسي: إنّا لله، أخاف أن يكون قد عزم على قتلي وإنّه لمّا رآني استحيى منّي، فعدت إلى بين يديه فرفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد، فتبسّم ضاحكاً، ثمّ أذن لي في الانصراف.

فلمّا دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول إليّ، فقال: أجب أمير المؤمنين، فحضرت بين يديه وهو على حاله، فرفع رأسه إليّ فقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت: بالنفس والمال والأهل والولد والدين، فضحك، ثمّ قال لي: خذ هذا السيف، وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم.

قال: فتناول الخادم السيف وناولنيه وجاء بي إلى بيت بابه مغلق، ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه، وثلاثة بيوت أبوابها مغلقة، ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفساً، عليهم الشعور والذوائب ٢ ، شيوخ وكهول وشبّان مقيّدون، فقال لي: إنّ أمير المؤمنين؟ يأمرك بقتل هؤلاء، وكانوا كلّهم علويّة من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السلام)، فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد فأضرب عنقه حتّى أتيت على آخرهم، ثمّ رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر، ثمّ فتح باب بيت آخر، فإذا فيه أيضاً عشرون نفساً من العلويّة من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السلام) مقيّدون، فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد، فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر، حتّى أتيت على آخرهم.

ثمّ فتح باب البيت الثالث، فإذا فيه مثلهم عشرون نفساً من ولد عليّ وفاطمة (عليهما السلام)، مقيّدون عليهم الشعور والذوائب. فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضاً، فجعل يخرج إليّ واحداً بعد واحد فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر، حتّى أتيت على تسع عشر نفساً منهم، وبقي شيخ منهم عليه شعر، فقال لي: تبّاً لك يا مشوم، أيّ عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد قتلت من أولاده ستّين نفساً، قد ولدهم عليّ وفاطمة (عليهما السلام)؟

فارتعشت يديّ وارتعدت فرائصي، فنظر إليّ الخادم مغضباً وزبرني، فأتيت على ذلك الشيخ أيضاً، فقتلته ورمى به في تلك البئر، فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستّين نفساً من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فما ينفعني صومي وصلاتي؟ وأنا لا أشكّ أنّي مخلّد في النار.

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٧٦-١٧٨
(١) حمید بن قحطبة الطائي (م١٥٩ه‍): كان من كبار قوّاد بني العبّاس، ثمّ ولي خراسان ومات بها، وهارون الرشید نزل علیه بخراسان ودفن في داره. راجع: الوافي بالوفيات، ج١٣، ص١٩٩.
(٢) «الذَوائِب»: جمع «ذُؤَابَة»، وهى الشعر المضفور من شعر الرأس. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٢، ص١٥١.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٣١٧٣

قال حمّاد بن عيسى: دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، ادع الله لي أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ في كلّ سنة، فقال (عليه السلام): اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادماً والحجّ خمسين سنة.

قال حمّاد: فلمّا اشترط خمسين سنة، علمت أنّي لا أحجّ أكثر من خمسين سنة. قال حمّاد: وحججت ثمان وأربعين حجّة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذه خادمتي، قد رزقت كلّ ذلك، فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين تمام الخمسين. ثمّ خرج بعد الخمسين حاجّاً فزامل أبا العبّاس النوفلي القصير، فلمّا صار في موضع الإحرام دخل يغتسل في الوادي، فحمله فغرقه الماء
_ رحمه الله وأباه _ قبل أن يحجّ زيادة على خمسين، عاش إلى وقت الرضا (عليه السلام) وتوفّي سنة تسع ومائتين، وكان من جهينة.

المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٨
، ص١٨۰