Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في شبه القائم (ع) بالأنبياء والرسل وفي حزن الصادق (ع) على غيبته، وفي علة طول عمر العبد الصالح خضر (ع)، وفي الأسئلة التي أجاب عنها صاحب الزمان (ع)، وهذه من الأحاديث الجليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٢٣

قال سدير الصيرفي قال‏: دخلت أنا والمفضّل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب، على مولانا الصادق (عليه السلام) فرأيناه جالساً على التراب، وعليه مسح خيبري مطوّق بلا جيب، مقصّر الكمّين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرىّ، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيّر في عارضيه، وأبلى الدموع محجريه، وهو يقول: سيّدي، غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وأسرت ١ منّي راحة فؤادي.

سيّدي، غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحسّ بدمعة ترقى من عيني، وأنين يفترّ من صدري عن دوارج الرزايا، وسوالف البلايا، إلّا مثّل لعيني عن عوائر أعظمها وأفظعها، وتراقي أشدّها وأنكرها، ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.

قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننّا أنّه سمة لمكروهة قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله _ يا بن خير الورى _ عينيك، من أيّ حادثة تستنزف دمعتك، وتستمطر عبرتك؟ وأيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟

فزفر الصادق (عليه السلام) زفرة انتفخ منها جوفه، واشتدّ منها خوفه، وقال: ويكم، إنّي نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم _ وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، الذي خصّ الله تقدّس اسمه به محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة (عليهم السلام) من بعده _ وتأمّلت فيه مولد قائمنا وغيبته، وإبطاؤه وطول عمره، وبلوى المؤمنين به من بعده في ذلك الزمان، وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدّس ذكره: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلۡزَمۡناٰهُ طَـٰٓئِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾: يعني الولاية، فأخذتني الرقّة، واستولت عليّ الأحزان… وكذلك القائم (عليه السلام) تمتدّ أيّام غيبته ليصرّح الحقّ عن محضه، ويصفو الإيمان من الكدر، بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسّوا بالاستخلاف، والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم (عليه السلام).

قال المفضّل: فقلت: يا بن رسول الله، إنّ النواصب تزعم أنّ هذه الآية ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡناً﴾، نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ قال (عليه السلام): لا يهد الله قلوب الناصبة، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكّناً بانتشار الأمن في الأمّة وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشكّ من صدورها في عهد أحد من هؤلاء؟ وفي عهد عليّ (عليه السلام) مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيّامهم، والحروب التي كانت تنشب بين الكفّار وبينهم، ثمّ تلا الصادق (عليه السلام): ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا﴾. وأمّا العبد الصالح الخضر (عليه السلام) فإنّ الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له.

بلى، إنّ الله تبارك وتعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم (عليه السلام) في أيّام غيبته ما يقدّر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك، إلّا لعلّة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام) وليقطع بذلك حجّة المعاندين ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ﴾.

المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٢١٩-٢٢٣
(١) وفي المصدر «ابتزّت». راجع: كمال الدين، ج٢، ص٣٥٣.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٢٤

قال ابن نوح: إنّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمّه محمّد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولداً، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رض) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولاداً فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين.

قال: وقال لي أبو عبد الله بن سورة: ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمّد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط، مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له.

قال ابن سورة: كلّما روى محمّد والحسین ابنا عليّ بن الحسين شيئاً يتعجّب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام (عليه السلام) لكما وهذا أمر مستفيض في أهل قم.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٢٤-٣٢٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٢٥

قال ابن نوح: سمعت أبا عبد الله بن سورة القمي يقول: سمعت سروراً _ وكان رجلاً عابداً مجتهداً لقيته بالأهواز غير أنّي نسيت نسبه _ يقول: كنت أخرس، لا أتكلّم، فحملني أبي وعمّي في صبائي وسنّي إذ ذاك ثلاث عشرة أو أربع عشرة إلى الشيخ أبي القاسم بن روح (رض) فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني، فذكر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح أنّكم أمرتم بالخروج إلى الحائر.

قال سرور: فخرجنا أنا وأبي وعمّي إلى الحير فاغتسلنا وزرنا، فصاح بي أبي وعمّي: يا سرور، فقلت بلسان فصيح: لبّيك، فقالا لي: ويحك، تكلّمت، فقلت: نعم. قال أبو عبد الله بن سورة: وكان سرور هذا رجلاً ليس بجهوري الصوت.

المصدر الأصلي: الغيبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٢٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٢٦

قال أبو العبّاس أحمد بن الخضر بن أبي صالح الجحدري أنّه خرج إليه من صاحب الزمان (عليه السلام) بعد أن كان أغري بالفحص والطلب وسار عن وطنه ليتبيّن له ما يعمل عليه، فكان نسخة التوقيع: من بحث فقد طلب ومن طلب فقد دلّ ومن دلّ فقد أشاط ١ ومن أشاط فقد أشرك. قال: فكفّ عن الطلب ورجع.

المصدر الأصلي: إكمال الدين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٣٤٠
(١) «الإشاطة»: الإهلاك. لسان العرب، ج٧، ص٣٣٨.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٤٢٧

قال الصدوق (رض): إنّ مخالفينا يروون مثل هذه الأحاديث ويصدّقون بها ويروون حديث شداد بن عاد بن إرم ذات العماد وأنّه عمّر تسعمائة سنة ويروون صفة جنّته وأنّها مغيّبة عن الناس فلا ترى وأنّها في الأرض ولا يصدّقون بقائم آل محمّد (عليهم السلام) ويكذّبون بالأخبار التي وردت فيه‏ جحوداً للحقّ وعناداً لأهله.

المصدر الأصلي: إكمال الدین
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥١
، ص٥٥٤-٥٥٥