Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في ما أوصى به المفضل بن عمر وهو من أصحاب الإمام الصادق (ع) الشيعة، وفي النهي عن الهجران والتقاطع، وفي لزوم الإنفاق عل ىفقراء الشيعة، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٧٥١٧

وإيّاكم والهجران، فإنّي سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: والله، لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلّا برئت من أحدهما ولعنته، وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما، فقال له معتّب: جعلت فداك، هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال (عليه السلام): لأنّه لا يدعو أخاه إلى صلته، سمعت أبي وهو يقول: «إذا تنازع اثنان من شيعتنا ففارق أحدهما الآخر، فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتّى يقول له: يا أخي، أنا الظالم حتّى ينقطع الهجران فيما بينهما، إنّ الله تبارك وتعالى حكم عدل يأخذ للمظلوم من الظالم».

لا تحقّروا ولا تجفوا فقراء شيعة آل محمّد (عليهم السلام) وألطفوهم وأعطوهم من الحقّ الذي جعله الله لهم في أموالكم وأحسنوا إليهم، لا تأكلوا الناس بآل محمّد (عليهم السلام)، فإنّي سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: «افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصّروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبّونا وسمعوا كلامنا ولم يقصّروا عن فعلنا ليستأكلوا الناس بنا، فيملأ الله بطونهم ناراً يسلّط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا، فأولئك منّا ونحن منهم».

ولا تدعوا صلة آل محمّد (عليهم السلام) من أموالكم: من كان غنيّاً فبقدر غناه، ومن كان فقيراً فبقدر فقره، فمن أراد أن يقضي الله له أهمّ الحوائج إليه، فليصل آل محمّد (عليهم السلام) وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله، لا تغضبوا من الحقّ إذا قيل لكم، ولا تبغضوا أهل الحقّ إذا صدعوكم به، فإنّ المؤمن لا يغضب من الحقّ إذا صدع به.

وقال الصادق (عليه السلام) مرّة وأنا معه: يا مفضّل، كم أصحابك؟ فقلت: وقليل، فلمّا انصرفت إلى الكوفة أقبلت عليّ الشيعة فمزّقوني كلّ ممزّق، يأكلون لحمي ويشتمون عرضي، حتّى أنّ بعضهم استقبلني فوثب في وجهي، وبعضهم قعد لي في سكك الكوفة يريد ضربي، ورموني بكلّ بهتان، حتّى بلغ ذلك الصادق (عليه السلام).

فلمّا رجعت إليه في السنة الثانية كان أوّل ما استقبلني به بعد تسليمه عليّ أن قال (عليه السلام): يا مفضّل، ما هذا الذي بلغني أنّ هؤلاء يقولون لك وفيك؟ قلت: وما عليّ من قولهم، قال (عليه السلام): أجل، بل ذلك عليهم، أ يغضبون؟ بؤساً لهم، إنّك قلت: إنّ أصحابك قليل، لا، والله، ما هم لنا شيعة، ولو كانوا لنا شيعة ما غضبوا من قولك وما اشمأزّوا منه، لقد وصف الله شيعتنا بغير ما هم عليه، وما شيعة جعفر إلّا من كفّ لسانه وعمل لخالقه ورجا سيّده وخاف الله حقّ خيفته.

ويحهم، أ فيهم من قد صار كالحنايا من كثرة الصلاة؟ أو قد صار كالتائه من شدّة الخوف؟ أو كالضرير من الخشوع؟ أو كالضني من الصيام؟ أو كالأخرس من طول الصمت والسكوت؟ أو هل فيهم من قد أدأب ليله من طول القيام، وأدأب نهاره من الصيام؟ أو منع نفسه لذّات الدنيا ونعيمها خوفاً من الله وشوقاً إلينا _ أهل البيت _؟

أنّى يكونون لنا شيعة وإنّهم ليخاصمون عدوّنا فينا حتّى يزيدوهم عداوة، وإنّهم ليهرّون هرير الكلب ويطمعون طمع الغراب؟ أما إنّي لولا أنّني أتخوّف عليهم أن أغريهم بك لأمرتك أن تدخل بيتك وتغلق بابك، ثمّ لا تنظر إليهم ما بقيت، ولكن إن جاؤوك فاقبل منهم، فإنّ الله قد جعلهم حجّة على أنفسهم واحتجّ بهم على غيرهم.

لا تغرّنّكم الدنيا وما ترون فيها من نعيمها وزهرتها وبهجتها وملكها، فإنّها لا تصلح لكم، فوالله، ما صلحت لأهلها.

المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٥
، ص٣٨٠-٣٨٣