Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٣٨

قال عليّ (عليه السلام): نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الأكل على الجنابة وقال (صلى الله عليه وآله): إنّه يورث الفقر، ونهى عن تقليم الأظفار بالأسنان، وعن السواك في الحمّام، والتنخّع ١ في المساجد.

ونهى عن أكل سؤر الفارة، وقال: لا تجعلوا المساجد طرقاً حتّى تصلّوا فيها ركعتين … .

ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة، أو على قارعة الطريق.

ونهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متّكئ.

ونهى أن تجصّص المقابر وتصلّى فيها، وقال (صلى الله عليه وآله): إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته، ولا يشربنّ أحدكم الماء من عند عروة الإناء، فإنّه مجتمع الوسخ.

ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد، فإنّه منه يكون ذهاب العقل …

ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل، أو يتنعّل وهو قائم.

ونهى أن يبول الرجل وفرجه بادٍ للشمس أو للقمر، وقال (صلى الله عليه وآله): إذا دخلتم الغائط فتجنّبوا القبلة …

ونهى عن الرنّة عند المصيبة.

ونهى عن النياحة والاستماع إليها …

ونهى عن اتباع النساء الجنائز …

ونهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزّ وجلّ بالبزاق أو يكتب منه.

ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمّداً وقال: يكلّفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة، وما هو بعاقدها.

ونهى عن التصاوير وقال: من صوّر صورة كلّفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها، وليس بنافخ …

ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم.

ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة … وقال: لا تبيّتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً فإنّها مقعد الشيطان …

ونهى أن يستنجي الرجل بالروث …

ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء، وكلّ شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتّى ترجع إلى بيتها.

ونهى أن تتزيّن المرأة لغير زوجها، فإن فعلت كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنار …

ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عامر …

ونهى عن إتيان العرّاف وقال: من أتاه وصدّقه فقد برئ ممّا أنزل الله على محمّد (صلى الله عليه وآله) …

ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر …

وقال (صلى الله عليه وآله): لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه، وقال (عليه السلام): من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة خبال، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة، فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النار، فـ ﴿يُصْهَرُ بِهِ ما في‏ بُطُونِهِمْ وَ الْجُلُودُ﴾ … وقال (عليه السلام): من تأمّل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك … ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود …

ونهى أن يقول الرجل للرجل: لا وحياتك وحياة فلان …

ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له …

ونهى عن المدح وقال: احثوا في وجوه المدّاحين التراب …

وقال (صلى الله عليه وآله): من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار …

وقال (صلى الله عليه وآله): من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله، وحرّم عليه ريح الجنّة … ومن خان جاره شبراً من الأرض، جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتّى يلقى الله يوم القيامة مطوّقاً، إلّا أن يتوب ويرجع …

وقال (صلى الله عليه وآله): من نظر إلى عورة أخيه المسلم، أو عورة غير أهله متعمّداً، أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين، ولم يخرج من الدنيا حتّى يفضحه الله إلّا أن يتوب … وما زال جبرئيل (عليه السلام) يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه، وما زال يوصيني بالمماليك حتّى ظننت أنّه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا، وما زال يوصيني بالسواك حتّى ظننت أنّه سيجعله فريضة، وما زال يوصيني بقيام الليل حتّى ظننت أنّ خيار أمّتي لن يناموا …

وقال (صلى الله عليه وآله): من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه، أعطاه الله أجر شهيد … ومن حبس عن أخيه المسلم شيئاً من حقّه، حرّم الله عليه بركة الرزق إلّا أن يتوب، ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها، ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض _ وهو يقدر عليه _ فلم يفعل حرّم الله عليه ريح الجنّة، ألا ومن صبر على خلق امرأة سيّئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر، أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة … .

ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يؤمّ الرجل قوماً إلّا بإذنهم … ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتّى يقضي الله له حاجته، أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ حتّى يرجع … ومن سعى لمريض في حاجة _ قضاها أو لم يقضها _ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه …

وقال (صلى الله عليه وآله): ومن مطل على ذي حقّ حقّه _ وهو يقدر على أداء حقّه _ فعليه كلّ يوم خطيئة عشّار …

وقال (صلى الله عليه وآله): لا تحقّروا شيئاً من الشرّ وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم، فإنّه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٢٨-٣٣٧
(١) «تَنَخَّعَ الرجل»: إذا رمى بنُخاعته وهي نخامته. كتاب العين، ج١، ص١٢١.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٣٩

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيّتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة، وكره المنّ في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلّع في الدور … وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلّا بمئزر، وقال (صلى الله عليه وآله): في الأنهار عمّار وسكّان من الملائكة، وكره دخول الحمّامات إلّا بمئزر.

وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتّى تقضي الصلاة، وكره ركوب البحر في هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر، وقال (صلى الله عليه وآله): من نام على سطح غير محجّر برئت منه الذمّة، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومنّ إلّا نفسه، وكره أن يغشى الرجل المرأة _ وقد احتلم _ حتّى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلّا نفسه.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٣٧-٣٣٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤٠

أتى عمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، فترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أ متهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، ولو كان موسى حيّاً ما وسعه إلّا اتّباعي.

بيــان:
قال أبو عبیدة: معمّر بن مثنّی قوله (صلى الله عليه وآله): «متهوّكون»، أي متحيّرون، يقول: أ متحيّرون أنتم في الإسلام لا تعرفون دينكم حتّى تأخذوه من اليهود والنصارى؟ ومعناه أنّه كره أخذ العلم من أهل الكتاب.
المصدر الأصلي: الدعوات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٤٦-٣٤٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤١

قال الصادق (عليه السلام): الصلاة ميزان، من وفّى استوفى، ومنه قول النبيّ (صلى الله عليه وآله): الصلاة مكيال، فمن وفّى وفّي له.

المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٤٨
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤٢

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت في النار صاحب العباءة التي قد غلّها، ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسوق الحاجّ بمحجنه، ورأيت في النار صاحبة الهرّة تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت أوثقتها لم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش الأرض، ودخلت الجنّة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء.

المصدر الأصلي: النوادر للراوندي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٥١-٣٥٢
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤٣

عن یونس بن یعقوب قال: قال الصادق (عليه السلام): ملعون ملعون كلّ بدن لا يصاب في كلّ أربعين يوماً، قلت: ملعون؟ قال (عليه السلام): ملعون، فلمّا رأى عظم ذلك عليّ قال (عليه السلام)لي: يا يونس، إنّ من البليّة: الخدشة، واللطمة، والعثرة، والنكبة، والقفزة، وانقطاع الشسع وأشباه ذلك، يا يونس، إنّ المؤمن أكرم على الله تعالی من أن يمرّ عليه أربعون لا يمحّص فيها من ذنوبه، ولو بغمّ يصيبه لا يدري ما وجهه، والله، إنّ أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة فيغتمّ بذلك، ثمّ يزنها فيجدها سواء، فيكون ذلك حطّاً لبعض ذنوبه … .

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٥٤
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤٤

قال أبو تميمة الهجيمي: وفدت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدته قاعداً في حلقة، فقلت: أيّكم رسول الله؟ فلا أدري، أشار إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أنا رسول الله _ أو أشار إليّ بعض القوم فقالوا: هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) _ فإذا عليه بردة حمراء، تتناثر هدبها على قدميه، فقلت: إلامَ ١ تدعو يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): أدعوك إلى الذي إذا كنت بأرض أو فلاة فأضللت راحلتك فدعوته أجابك، وأدعوك إلى الذي إذا أسنتت ٢ أرضك أو أجدبت فدعوته أجابك، قال: قلت: وأبيك، لنعم الربّ هذا، فأسلمت.

وقلت: يا رسول الله، علّمني ممّا علّمك الله تبارك وتعالى، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): اتّق الله … ولا تحقّرنّ شيئاً من المعروف ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه، وإيّاك وإسبال الإزار، فإنّه من المخايلة، قال الله تبارك وتعالى:﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ﴾ ولا تسبّنّ أحداً، وإن امرؤ سبّك بأمر لا يعلم فيك فلا تسبّه بأمر تعلمه فيه، فيكون لك الأجر وعليه الوزر.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٥٥-٣٥٦
(١) وهو تخفیف «إلی ما».
(٢) «أَسنَتَ»: أصابت السَنَة، وهى القحط. النهایة في غریب الحدیث والأثر، ج٢، ص ٤۰٧.
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٦٧٤٥

قال ابن عبّاس: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل وفاته وهي آخر خطبة خطبها بالمدينة حتّى لحق بالله عزّ وجلّ، فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، واقشعرّت منها الجلود، وتقلقلت منها الأحشاء، أمر بلالاً فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى ارتقى المنبر، فقال: يا أيّها الناس ادنوا، ووسّعوا لمن خلفكم _ قالها ثلاث مرّات _ فدنا الناس وانضمّ بعضهم إلى بعض، فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحداً، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): أيّها الناس، ادنو ووسّعوا لمن خلفكم، فقال رجل: يا رسول الله، لمن نوسّع؟ قال (صلى الله عليه وآله): للملائكة، فقال: إنّهم كانوا معكم، لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم ولكن يكونون عن أيمانكم وعن شمائلكم، فقال رجل: يا رسول الله، لم لا يكونون من بين أيدينا ولا من خلفنا؟ أ من فضلنا عليهم أم فضلهم علينا؟ قال (صلى الله عليه وآله): أنتم أفضل من الملائكة، اجلس.

فجلس الرجل فخطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكّل عليه، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ﴾،
يا أيّها الناس … إنّه من لقي الله عزّ وجلّ يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً لم يخلط معها غيرها دخل الجنّة، فقام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، وكيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها؟ فسّر لنا هذا حتّى نعرفه، فقال (صلى الله عليه وآله): نعم، حرصاً على الدنيا وجمعاً لها من غير حلّها ورضىً بها، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة، فمن لقي الله عزّ وجلّ وليس فيه شيء من هذه الخصال وهو يقول: لا إله إلّا الله فله الجنّة، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار …

ومن قدر على امرأة أو جارية حراماً فتركها مخافة الله عزّ وجلّ، حرّم الله عزّ وجلّ عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأدخله الله الجنّة، وإن أصابها حراماً حرّم الله عليه الجنّة وأدخله النار، ومن اكتسب مالاً حراماً لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقاً ولا حجّاً ولا اعتماراً، وكتب الله عزّ وجلّ بعدد أجر ذلك أوزاراً، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار، ومن قدر عليها وتركها مخافة الله عزّ وجلّ كان في محبّة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنّة، ومن صافح امرأة حراماً جاء يوم القيامة مغلولاً ثمّ يؤمر به إلى النار، ومن فاكه امرأة لا يملكها حبس بكلّ كلمة كلّمها في الدنيا ألف عام في النار، والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبّلها أو باشرها حراماً أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها من الوزر ما على الرجل، فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره ووزرها.

ومن غشّ مسلماً في بيع أو شراء فليس منّا ويحشر مع اليهود يوم القيامة، لأنّه من غشّ الناس فليس بمسلم، ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله الله إلى نفسه هلك ولا يقبل الله عزّ وجلّ له عذراً، من كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتّى تعينه وترضيه، وإن صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبيل الله وكانت أوّل من يرد النار، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً.

ومن لطم خدّ مسلم لطمة بدّد الله عظامه يوم القيامة، ثمّ سلّط الله عليه النار وحشره مغلولاً حتّى يدخل النار، ومن بات وفي قلبه غشّ لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك وهو في سخط الله حتّى يتوب ويرجع، وإن مات كذلك مات على غير دين الإسلام، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا ومن غشّنا فليس منّا _ قالها ثلاث مرّات _ … ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرّة في صورة رجل حتّى يدخل النار، ومن ردّ عن أخيه غيبة سمعها في مجلس ردّ الله عزّ وجلّ عنه ألف باب من الشرّ في الدنيا والآخرة، فإن لم يردّ عنه وأعجب به كان عليه كوزر من اغتاب، ومن رمى محصناً أو محصنة أحبط الله عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه، وتنهش لحمه حيّات وعقارب ثمّ يؤمر به إلى النار.

ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عزّ وجلّ من سمّ الأفاعي ومن سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسّخ لحمه وجلده كالجيفة، يتأذّى به أهل الجمع حتّى يؤمر به إلى النار، وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار، وبائعها ومتبائعها وحاملها والمحمول إليه وآكل ثمنها سواء في عارها وإثمها … ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عزّ وجلّ منه صلاة ولا صياماً ولا حجّاً ولا اعتماراً حتّى يتوب ويرجع منها، وإن مات قبل أن يتوب كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يسقيه بكلّ جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنّم، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإنّ الله عزّ وجلّ حرّم الخمر بعينها والمسكر من كلّ شراب، ألا وكلّ مسكر حرام.

ومن أكل الربا ملأ الله عزّ وجلّ بطنه من نار جهنّم بقدر ما أكل، وإن اكتسب منه مالاً لا يقبل الله منه شيئاً من عمله ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده قيراط واحد … ومن أضرّ بامرأة حتّى تفتدي منه نفسها لم يرض الله عزّ وجلّ له بعقوبة دون النار، لأنّ الله عزّ وجلّ يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم، ومن سعى بأخيه إلى سلطان لم يبد له منه سوء ولا مكروه، أحبط الله عزّ وجلّ كل عمل عمله، فإن وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذىً جعله الله في طبقة مع هامان في جهنّم.

ومن قرأ القرآن يريد به السمع والتماس شيء، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لحم، وزجّه القرآن في قفاه حتّى يدخله النار، ويهوي فيها مع من يهوي، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به، حشره الله عزّ وجلّ يوم القيامة أعمى فيقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنىِ أَعْمَى‏ وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا ۞ قَالَ كَذَالِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَالِكَ الْيَوْمَ تُنسى﴾ فيؤمر به إلى النار …

ومن غشّ أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه وأفسد عليه معيشته ووكله إلى نفسه … ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها، ومن سمع خيراً فأفشاه فهو كمن عمله ومن وصف امرأة لرجل وذكّرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة، لم يخرج من الدنيا حتّى يغضب الله عليه، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع، وكان عليه من الوزر مثل الذي أصابها.

ومن ملأ عينيه من امرأة حراماً حشاهما الله عزّ وجلّ يوم القيامة بمسامير من نار، وحشاهما ناراً حتّى يقضي بين الناس، ثمّ يؤمر به إلى النار … ومن فجر بامرأة ولها بعل، انفجر من فرجهما من صديد وادٍ مسيرة خمسمائة عام، يتأذّى أهل النار من نتن ريحهما، وكانا من أشدّ الناس عذاباً، واشتدّ غضب الله عزّ وجلّ على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها، فإنّها إن فعلت ذلك أحبط الله كلّ عمل عملته، فإن أوطأت فراشه غيره كان حقّاً على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذّبها في قبرها … ومن كانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله عزّ وجلّ وشقّت عليه وحملته ما لم يقدر عليه، لم يقبل الله منها حسنة تتّقي بها النار، وغضب الله عليها
ما دامت كذلك.

ومن أكرم أخاه فإنّما يكرم الله، فما ظنّكم بمن يكرم الله أن يفعل به؟ … ومن لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور ويقذف به في النار ويعذّب بعذاب شاهد الزور، ومن كان ذا وجهين ولسانين كان ذا وجهين ولسانين يوم القيامة، ومن مشى في صلح بين اثنين صلّى عليه ملائكة الله حتّى يرجع وأعطي أجر ليلة القدر، ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر، مكتوب عليه لعنة الله حتّى يدخل جهنّم فيضاعف له العذاب، ومن مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن مشى في عيب أخيه فكشف عورته، كانت أوّل خطوة خطاها ووضعها في جنّهم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق … ومن مشى في فساد ما بينهما وقطيعة بينهما غضب الله عزّ وجلّ عليه ولعنه في الدنيا والآخرة وكان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم.

ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتّى يجمع بينهما زوّجه الله عزّ وجلّ من ألف امرأة من الحور كلّ امرأة في قصر من درّ وياقوت، وكان له بكلّ خطوة خطاها في ذلك أو بكلمة تكلّم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة، وكان حقّاً على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرّق، كان في سخط الله عزّ وجلّ ولعنه في الدنيا والآخرة وحرّم الله النظر إلى وجهه.

ومن قاد ضريراً إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه، كتب الله له بكلّ قدم رفعها ووضعها عتق رقبة وصلّت عليه الملائكة حتّى يفارقه، ومن كفى ضريراً حاجة من حوائجه فمشى فيها حتّى يقضيها، أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق، وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا، ولم يزل يخوض في رحمة الله حتّى يرجع.

ومن قام على مريض يوماً وليلة، بعثه الله مع إبراهيم الخليل (عليه السلام)، فجاز على الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة فقضاها، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، فإن كان المريض من أهله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعظم الناس أجراً من سعى في حاجة أهله، ومن ضيّع أهله وقطع رحمه حرّمه الله حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيّعه، ومن ضيّعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتّى يأتي بالمخرج، ولمّا يأت به، ومن أقرض ملهوفاً فأحسن طلبته استأنف العمل، وأعطاه الله بكلّ درهم ألف قنطار من الجنّة.

ومن فرّج عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نظر الله إليه برحمته فنال بها الجنّة وفرّج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة، ومن مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقّاً، وكان له بكلّ خطوة يخطوها وكلمة تكلّم بها في ذلك عبادة سنة، قيام ليلها وصيام نهارها … ومن منع طالباً حاجته وهو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشّار، فقام اليه عوف بن مالك فقال: ما يبلغ خطيئة عشّار يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): على العشّار كلّ يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ﴿وَ مَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصيراً﴾.

ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فمنّ به عليه، حبط عمله وخاب سعيه … ومن مشى إلى مسجد من مساجد الله عزّ وجلّ فله بكلّ خطوة خطاها حتّى يرجع إلى منزله عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيّئات ورفع له عشر درجات، ومن حافظ على الجماعة أين كان وحيث ما كان، مرّ على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أوّل زمرة مع السابقين، ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر، وكان له بكلّ يوم وليلة يحافظ عليها ثواب شهيد.

ومن حافظ على الصفّ المقدّم فيدرك التكبيرة الأولى ولا يؤذي فيه مؤمناً، أعطاه الله من الأجر مثل ما للمؤذّن وأعطاه الله عزّ وجلّ في الجنّة مثل ثواب المؤذّن، ومن بنى على ظهر الطريق مأوى لعابر سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من درّ، وجهه يضيء لأهل الجمع نوراً حتّى يزاحم إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) في قبّته، فيقول أهل الجمع: هذا ملك من الملائكة لم يُر مثله قطّ، ودخل في شفاعته الجنّة أربعون ألف ألف رجل، ومن شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عزّ وجلّ إليه، وكان حقّاً على الله أن لا يعذّبه أبداً، فإن هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيداً.

ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت، وكفّ سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة، تقرّباً إلى الله تعالی، قرّبه الله حتّى يمسّ ركبتي إبراهيم الخليل (عليه السلام)، ومن احتفر بئراً للماء حتّى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضّأ منها وصلّى، وكان له بعدد كلّ شعرة من شعر إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة، ودخل يوم القيامة في شفاعته _ عدد النجوم _ حوض القدس، قلنا: يا رسول الله، ما حوض القدس؟ قال (صلى الله عليه وآله): حوضي _ ثلاث مرّات _.

ومن احتفر لمسلم قبراً محتسباً حرّمه الله تعالی على النار وبوّأه بيتاً في الجنّة وأورده حوضاً فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين ايلة وصنعاء، ومن غسّل ميّتاً فأدّى فيه الأمانة، كان له بكلّ شعرة منه عتق رقبة ورفع له به مائة درجة، فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول الله، وكيف يؤدّي فيه الأمانة؟قال (صلى الله عليه وآله): يستر عورته ويستر شينه، وإن لم يستر عورته ويستر شينه حبط أجره وكشفت عورته في الدنيا والآخرة.

ومن صلّى على ميّت صلّى عليه جبرئيل (عليه السلام) وسبعون ألف ألف ملك، وغفر له ما تقدّم من ذنبه، وإن أقام عليه حتّى يدفن وحثّ عليه من التراب، انقلب من الجنازة وله بكلّ قدم من حيث شيّعها حتّى يرجع إلى منزله قيراط من الأجر، والقيراط مثل جبل أحد، يكون في ميزانه من الأجر، ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه، وكان له من الأجر بكلّ قطرة عين من الجنّة على حافتيها من الميادين والقصور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر …

يا أيّها الناس، إنّه قد كبر سنّي ودقّ عظمي وانهدم جسمي ونعيت إليّ نفسي، واقترب أجلي واشتدّ منّي الشوق إلى لقاء ربّي، ولا أظنّ إلّا وأنّ هذا آخر العهد منّي ومنكم، فما دمت حيّاً فقد تروني، فإذا متّ فالله خليفتي على كلّ مؤمن ومؤمنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر وكلّهم قالوا: يا رسول الله، ونحن جعلنا الله فداك، بأبي أنت وأمّي، ونفسي لك الفداء يا رسول الله، من يقوم لهذه الشدائد، وكيف العيش بعد هذا اليوم؟ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأنتم فداكم أبي وأمّي، إنّي قد نازلت ربّي عزّ وجلّ في أمّتي، فقال لي: باب التوبة مفتوح حتّى ينفخ في الصور، ثمّ أقبل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: إنّه من تاب قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): وإنّ السنة لكثيرة، من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): وجمعة كثيرة، ومن تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): ويوم كثير، من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): وإنّ الساعة لكثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه _ وأومأ بيده إلى حلقه _ تاب الله عزّ وجلّ عليه، ثمّ نزل.

فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى لحق بالله عزّ وجلّ.

المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٧٣
، ص٣٥٩-٣٧٤