Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في احتجاجات الجواد (عليه السلام) ومناظراته، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٨١٦

لمّا أراد المأمون أن يزوّج أبا جعفر محمّد بن عليّ الجواد(عليه السلام) ابنته أمّ الفضل اجتمع عليه أهل بيته الأدنين منه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ننشدك الله أن تخرج عنّا أمراً قد ملكناه، وتنزع عنّا عزّاً قد ألبسنا الله، فقد عرفت الأمر الذي بيننا وبين آل عليّ(عليه السلام) قديماً وحديثاً. فقال المأمون: اسكتوا، فوالله، لا قبلت من أحد منكم في أمره، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أ فتزوّج قرّة عينك صبيّاً لم‏ يتفقّه‏ في دين الله ولا يعرف فريضة من سنّة ولا يميّز بين الحقّ والباطل _ وللجواد(عليه السلام) يومئذٍ عشر سنين أو إحدى عشرة سنة _ فلو صبرت عليه حتّى يتأدّب ويقرأ القرآن ويعرف فرضاً من سنّة.

فقال لهم المأمون: والله، إنّه أفقه منكم، وأعلم بالله وبرسوله وفرائضه وسننه وأحكامه، وأقرأ لكتاب الله وأعلم بمحكمه ومتشابهه وخاصّه وعامّه وناسخه ومنسوخه وتنزيله وتأويله منكم، فاسألوه، فإن كان الأمر كما قلتم قبلت منكم في أمره، وإن كان كما قلت علمتم أنّ الرجل خير منكم.

فخرجوا من عنده، وبعثوا إلى يحيى بن أكثم ١ ، وأطمعوه في هدايا أن يحتال على الجواد(عليه السلام) بمسألة لا يدري كيف الجواب فيها عند المأمون إذا اجتمعوا للتزويج.

فلمّا حضروا وحضر الجواد(عليه السلام)، قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا يحيى بن أكثم، إن أذنت له سأل الجواد(عليه السلام) عن مسألة؟ فقال المأمون: يا يحيى، سل الجواد(عليه السلام) عن مسألة في الفقه، لننظر كيف فقهه؟

فقال يحيى: يا أبا جعفر، أصلحك الله، ما تقول في محرم قتل صيداً؟ فقال الجواد(عليه السلام): قتله في حلّ أو في حرم، عالماً أو جاهلاً، عمداً أو خطأً، عبداً أو حرّاً، صغيراً أو كبيراً، مبدئاً أو معيداً، من ذوات الطير أو غيرها، من صغار الصيد أو من كبارها، مصرّاً عليها أو نادماً، بالليل في وكرها أو بالنهار عياناً، محرماً للحج أو للعمرة؟

قال: فانقطع يحيى بن أكثم انقطاعاً لم يخف على أهل المجلس وكثر الناس تعجّباً من جوابه.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٠
، ص٣٨١-٣٨٢
(١) یحیی بن أكثم (م٢٤٢ه‍): من نبلاء فقهاء زمانه، واتّصل بمأمون في خلافته فولّاه أمر القضاء في بغداد، استولی علی قلب المأمون حتّی أمر أن لا یحجب عنه في اللیل والنهار. راجع: الأعلام، ج٨، ص١٣٨.