Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٠

كان سلمان الفارسي عبداً لبعض اليهود، وقد كان خرج من بلاده من فارس يطلب الدين الحنيف الذي كان أهل الكتب يخبرونه به، فوقع إلى راهب من رهبان النصارى بالشام، فسأله عن ذلك وصحبه، فقال: اطلبه بمكّة، فثمّ مخرجه، واطلبه بيثرب، فثمّ مهاجره.

فقصد يثرب فأخذه بعض الأعراب فسبوه، واشتراه رجل من اليهود، فكان يعمل في نخله، وكان في ذلك اليوم على النخلة يصرمها، فدخل على صاحبه رجل من اليهود، فقال: يا أبا فلان، أ شعرت أنّ هؤلاء المسلمة قد قدم عليهم نبيّهم؟ فقال سلمان: جعلت فداك، ما الذي تقول؟ فقال له صاحبه: ما لك وللسؤال عن هذا؟ أقبل على عملك، فنزل وأخذ طبقاً فصيّر عليه من ذلك الرطب وحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا؟ قال: هذه صدقة تمورنا، بلغنا أنّكم قوم غرباء قدمتم هذه البلاد، فأحببت أن تأكلوا من صدقاتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سمّوا وكلوا.

فقال سلمان في نفسه وعقد بأصبعه: «هذه واحدة» _ يقولها بالفارسية _ ثمّ أتاه بطبق آخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا؟ فقال له سلمان: رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هديّة أهديتها إليك، فقال: «سمّوا وكلوا» وأكل، فعقد سلمان بيده اثنتين، وقال: «هذه آيتان» _ یقولها بالفارسية _ ثمّ دار خلفه، فألقى رسول الله صلى الله عليه وآله عن كتفه الإزار، فنظر سلمان إلى خاتم النبوّة والشامة، فأقبل يقبّلها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل فارس، قد خرجت من بلادي منذ كذا وكذا، وحدّثه بحديثه.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١٠٥-١٠٦
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨١

فلمّا أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله، فارقه أبو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الأنصار، وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله بقباء، نازلاً على كلثوم بن الهدم، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله المغرب والعشاء الآخرة، جاءه أسعد بن زرارة مقنعاً، فسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وفرح بقدومه، ثمّ قال: يا رسول الله، ما ظننت أن أسمع بك في مكان فأقعد عنك إلّا أنّ بيننا وبين إخواننا من الأوس ما تعلم، فكرهت أن آتيهم فلمّا أن كان هذا الوقت لم أحتمل أن أقعد عنك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للأوس: من يجيره منكم؟ فقالوا: يا رسول الله، جوارنا في جوارك، فأجره، قال صلى الله عليه وآله: لا، بل يجيره بعضكم، فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة: نحن نجيره يا رسول الله، فأجاروه وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيتحدّث عنده ويصلّي خلفه.

فبقي رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة عشر يوماً، فجاءه أبو بكر، فقال: يا رسول الله، تدخل المدينة؟ فإنّ القوم متشوّقون إلى نزولك عليهم، فقال صلى الله عليه وآله: لا أريم من هذا المكان حتّى يوافي أخي عليّ عليه السلام _ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد بعث إليه أن احمل العيال واقدم _ فقال أبو بكر: ما أحسب عليّاً عليه السلام يوافي، قال صلى الله عليه وآله: بلى، ما أسرعه إن شاء الله، فبقي خمسة عشر يوماً فوافى عليّ عليه السلام بعياله.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١٠٦‏
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٢

أرخى صلى الله عليه وآله زمام ناقته، ومرّت تخبّ به حتّى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم، ولم يكن مسجداً، إنّما كان مربداً ١ ليتيمين من الخزرج يقال لهما سهل وسهيل، وكانا في حجر أسعد بن زرارة، فبركت الناقة على باب أبي أيّوب خالد بن زيد، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله، فلمّا نزل اجتمع عليه الناس وسألوه أن ينزل عليهم، فوثبت أمّ أبي أيّوب إلى الرحل فحلّته فأدخلته منزلها، فلمّا أكثروا عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أين الرحل؟ فقالوا: أمّ أبي أيّوب قد أدخلته بيتها، فقال صلى الله عليه وآله: المرء مع رحله. وأخذ أسعد بن زرارة بزمام الناقة، فحوّلها إلى منزله وكان أبو أيّوب له منزل أسفل وفوق المنزل غرفة، فكره أن يعلو رسول الله، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، العلوّ أحبّ إليك أم السفل؟ فإنّي أكره أن أعلو فوقك، فقال صلى الله عليه وآله: السفل أرفق بنا لمن يأتينا.

قال أبو أيّوب: فكنّا في العلوّ أنا وأمّي، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن يقع منه قطرة على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكنت أصعد وأمّي إلى العلوّ خفيّاً من حيث لا يعلم ولا يحسّ بنا ولا نتكلّم إلّا خفيّاً، وكان إذا نام صلى الله عليه وآله لا نتحرّك، وربما طبخنا في غرفتنا فنجيف الباب على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وآله دخان، ولقد سقطت جرّة لنا وأهريق الماء، فقامت أمّ أبي أيّوب إلى قطيفة لم يكن لنا _ والله _ غيرها، فألقتها على ذلك الماء تستنشف به مخافة أن يسيل على رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك شيء.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١٠٨-١٠٩
(١) «المَربَد»: كلّ شي‏ء حبست به الإبل والغنم. لسان العرب، ج‏٣، ص١٧١.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٣

قال صلى الله عليه وآله لأسعد بن زرارة: اشتر هذا المربد من أصحابه، فساوم اليتيمين عليه، فقالا: هو لرسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا، إلّا بثمن، فاشتراه بعشرة دنانير، وكان فيه ماء مستنقع، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فسيل، وأمر باللبن فضرب، فبناه رسول الله صلى الله عليه وآله فحفره في الأرض، ثمّ أمر بالحجارة، فنقلت من الحرّة، فكان المسلمون ينقلونها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يحمل حجراً على بطنه، فاستقبله أسيد بن حضير، فقال: يا رسول الله، أعطني أحمله عنك، قال صلى الله عليه وآله: لا، اذهب فاحمل غيره، فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتّى بلغ وجه الأرض، ثمّ بناه أوّلاً بالسعيدة: لبنة لبنة، ثمّ بناه بالسميط: وهو لبنة ونصف، ثمّ بناه بالأنثى والذكر: لبنتين مخالفتين، ورفع حائطه قامة، وكان مؤخّره مائة ذراع.

ثمّ اشتدّ عليهم الحرّ، فقالوا: يا رسول الله، لو أظللت عليه ظلّاً، فرفع صلى الله عليه وآله أساطينه في مقدّم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب، ثمّ ظلّله وألقى عليه سعف النخل فعاشوا فيه. فقالوا: يا رسول الله، لو سقّفت سقفاً، قال صلى الله عليه وآله: لا عريش كعريش موسى عليه السلام، الأمر أعجل من ذلك.

وابتنى رسول الله صلى الله عليه وآله منازله ومنازل أصحابه حول المسجد، وخطّ لأصحابه خططاً، فبنوا فيه منازلهم، وكلّ شرع منه باباً إلى المسجد وخطّ لحمزة وشرع بابه إلى المسجد، وخطّ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام مثل ما خطّ لهم، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد.

فنزل عليه جبرئيل، فقال: يا محمّد، إنّ الله يأمرك أن تأمر كلّ من كان له باب إلى المسجد أن يسدّه، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلّا لك ولعليّ، ويحلّ لعليّ فيه ما يحلّ لك، فغضب أصحابه وغضب حمزة، وقال: أنا عمّه يأمر بسدّ بابي، ويترك باب ابن أخي وهو أصغر منّي؟ فجاءه، فقال صلى الله عليه وآله: يا عمّ، لا تغضبنّ من سدّ بابك وترك باب عليّ، فوالله، ما أنا أمرت بذلك، ولكنّ الله أمر بسدّ أبوابكم وترك باب عليّ، فقال: يا رسول الله، رضيت وسلّمت لله ولرسوله.

المصدر الأصلي: إعلام الوری
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١١١-١١٢
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٤

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده، فخطبها أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنتظر أمر الله.

ثمّ خطبها عمر، فقال مثل ذلك؛ فقيل لعليّ عليه السلام: لم لا تخطب فاطمة عليها السلام؟ فقال عليه السلام: والله، ما عندي شيء، فقيل له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لا يسألك شيئاً، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستحيى أن يسأله فرجع، ثمّ جاءه في اليوم الثاني فاستحيى فرجع، ثمّ جاءه في اليوم الثالث، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ، أ لك حاجة؟ قال عليه السلام: بلى، يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله: لعلّك جئت خاطباً؟ قال عليه السلام: نعم، يا رسول الله، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: هل عندك شيء يا عليّ؟ قال عليه السلام: ما عندي يا رسول الله شيء إلّا درعي، فزوّجه رسول الله صلى الله عليه وآله على اثنتي عشرة أوقية ونشّ ١ ، ودفع إليه درعه.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: هيّئ منزلاً حتّى تحوّل فاطمة إليه، فقال عليّ عليه السلام: يا رسول الله، ما ههنا منزل إلّا منزل حارثة بن النعمان _ وكان لفاطمة عليها السلام یوم بنى بها أمير المؤمنين عليه السلام تسع سنين _ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والله، لقد استحيينا من حارثة بن النعمان قد أخذنا عامّة منازله؛ فبلغ ذلك حارثة، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، أنا ومالي لله ولرسوله، والله، ما شيء أحبّ إليّ ممّا تأخذه، والذي تأخذه أحبّ إليّ ممّا تتركه، فجزاه رسول الله صلى الله عليه وآله خيراً. فحوّلت فاطمة عليها السلام إلى عليّ عليه السلام في منزل حارثة، وكان فراشهما إهاب كبش، جعلا صوفه تحت جنوبهما.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١١٢-١١٣
(١) «النَشّ»‏: نصف الأوقية، وهو عشرون درهماً، والأوقية: أربعون، فيكون الجميع خمسمائة درهم. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج‏٥، ص٥٦.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٥

قال عقبة بن خالد: سألت الصادق عليه السلام: إنّا نأتي المساجد التي حول المدينة فبأيّها أبدأ؟ فقال عليه السلام: ابدأ بقباء، فصلّ فيه وأكثر، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه العرصة، ثمّ ائت مشربة أمّ إبراهيم، فصلّ فيها، وهي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله ومصلّاه، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ، فتصلّي فيه، فقد صلّى فيه نبيّك صلى الله عليه وآله.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١٢٠
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٨٦

لمّا قدم النبيّ صلى الله عليه وآله المدينة تعلّق الناس بزمام الناقة، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: يا قوم، دعوا الناقة، فهي مأمورة، فعلى باب من بركت فأنا عنده، فأطلقوا زمامها وهي تهفّ في السير حتّى دخلت المدينة، فبركت على باب أبي أيّوب الأنصاري، ولم يكن في المدينة أفقر منه، فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبيّ صلى الله عليه وآله.

فنادى أبو أيّوب: يا أمّاه، افتحي الباب، فقد قدم سيّد البشر، وأكرم ربيعة ومضر، محمّد المصطفى، والرسول المجتبى، فخرجت وفتحت الباب _ وكانت عمياء _ فقالت: واحسرتاه، ليت كانت لي عين أبصر بها وجه سيّدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان أوّل معجزة النبيّ صلى الله عليه وآله في المدينة أنّه وضع كفّه على وجه أمّ أبي أيّوب، فانفتحت عيناها.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٩
، ص١٢١