Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في ، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٢

كتب محمّد الحميري إلى القائم (عليه السلام): روي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها أنّ العالم (عليه السلام) قال: عجباً لمن لم يقرأ في صلاته ﴿إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ كيف تقبل صلاته؟ وروي: ما زكت صلاة من لم يقرأ فيها ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾. وروي: أنّ من قرأ في فرائضه «الهمزة» أعطي من الثواب قدر الدنيا، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ويدع هذه السور التي ذكرناها مع ما قد روي أنّه لا تقبل صلاته ولا تزكو إلّا بهما؟

التوقيع ١ : الثواب في السور على ما قد روي وإذا ترك سورة ممّا فيها الثواب وقرأ
﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ و﴿إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ﴾ لفضلهما أعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك، ويجوز أن يقرأ هاتين السورتين وتكون صلاته تامّة ولكن يكون قد ترك الفضل‏…

وعن وداع شهر رمضان متى يكون؟ فقد اختلف فيه أصحابنا، فبعضهم يقول: يقرأ في آخر ليلة منه، وبعضهم يقول هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوال؟

التوقيع: العمل في شهر رمضان في لياليه، والوداع يقع في آخر ليلةٍ منه، فإن خاف أن ينقص جعله في ليلتين…

وتفضّل عليّ بدعاء جامع لي ولإخواني للدنيا والآخرة، فعلت مثاباً إن شاء الله.

التوقيع: جمع الله لك ولإخوانك خير الدنيا والآخرة.

المصدر الأصلي: الغیبة للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٥٣
(١) المراد من التوقیع: جواب الإمام (عليه السلام).
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٣

كتب محمّد بن عبد الله الحمیري وسأل صاحب الزمان (عليه السلام)… عن أهل الجنّة، هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا؟ فأجاب (عليه السلام): إنّ الجنّة لا حمل فيها للنساء، ولا ولادة، ولا طمث، ولا نفاس، ولا شقاء بالطفولية، وفيها ما تشتهي الأنفس، وتلذّ الأعين كما قال سبحانه. فإذا اشتهى المؤمن ولداً خلقه الله عزّ وجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد، كما خلق آدم (عليه السلام) عبرة…

وسأل هل يجوز أن يسبّح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب (عليه السلام): يسبّح به، فما من شيء من التسبيح أفضل منه، ومن فضله أنّ الرجل ينسى التسبيح، ويدير السبحة فيكتب له التسبيح…

وسأل عن الرجل يزور قبور الأئمّة (عليهم السلام) هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا؟ وهل يجوز لمن صلّى عند بعض قبورهم (عليه السلام) أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة؟ أم يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجوز أن يتقدّم القبر ويصلّي، ويجعل القبر خلفه أم لا؟

فأجاب (عليه السلام): أمّا السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة، والذي عليه العمل أن يضع خدّه الأيمن على القبر، وأمّا الصلاة فإنّها خلفه ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلّي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره، لأنّ الإمام (عليه السلام) لا يتقدّم عليه، ولا يساوى.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٦٢-١٦٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٤

قال أحمد بن إبراهيم: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان ١ شوقي إلى رؤية مولانا (عليه السلام)، فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم، فقال لي: شكر الله لك شوقك، وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه، فإنّ أيّام الغيبة يشتاق إليه، ولا يسأل الاجتماع معه. إنّه عزائم الله، والتسليم لها أولى، ولكن توجّه إليه بالزيارة، فأمّا كيف يعمل وما أملاه عند محمّد بن علي فانسخوه من عنده، وهو التوجّه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة تقرأ: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ في جميعها ركعتين ركعتين، ثمّ تصلّي على محمّد وآله، وتقول قول الله جلّ اسمه: ﴿سَلَامٌ عَلَىٰٓ إِلۡ يَاسِينَ﴾، ذلك هو الفضل المبين من عند الله، ﴿وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾، إمامه من يهديه صراطه المستقيم، قد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين.

المصدر الأصلي: المزار الكبير
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٧٤
(١) وهو محمّد بن عثمان بن سعید العمري النائب الثاني لصاحب الأمر (عليه السلام).
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٥

ذكر كتاب ورد من الناحية المقدّسة _ حرسها الله ورعاها _ في أيّام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة، على الشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ١ _ قدّس الله روحه ونوّر ضريحه _ ذكر موصله أنّه تحمله من ناحية متّصلة بالحجاز نسخته:

للأخ السديد، والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان
_ أدام الله إعزازه _ من مستودع العهد المأخوذ على العباد.

بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد، سلام عليك أيّها المولى المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا نبيّنا محمّد وآله الطاهرين ونعلمك _ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ، وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق _ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قبلك، أعزّهم الله بطاعته، وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته، فقف _ أمدّك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه _ على ما نذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالی لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنّا يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون.

إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم ٢ الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم ٣ من فتنة قد أنافت عليكم ٤ ، يهلك فيها من حمّ ٥ أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف ٦ حركتنا ومباثّتكم بأمرنا ونهينا، ﴿وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ ﴿وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾. اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية، يحشّشها عصب أمويّة، تهول بها فرقة مهديّة، أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفيّة، وسلك في الطعن منها السبل الرضيّة.

إذا حلّ جمادى الأولى من سنتكم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون من الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسويّة، ويحدث في أرض الشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، يضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق. ثمّ تتفرّج الغمّة من بعده، ببوار طاغوت من الأشرار، يسرّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يأملونه على توفير غلبة منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق، فيعمل كلّ امرئ منكم ما يقرب به من محبّتنا، وليتجنّب ما يدنيه من كراهيتنا وسخطنا، فإنّ امرء يبغته فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمك الرشد، ويلطف لكم بالتوفيق برحمته.

نسخة التوقيع باليد العليا _ على صاحبها السلام _: هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليّ، والمخلص في ودّنا الصفيّ، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطرناه بما له ضمنّاه أحداً، وأدِّ ما فيه إلى ما تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٧٤-١٧٦
(١) محمّد بن محمّد بن النعمان (م٤١٣هـ): المعروف بالمفید، ولقّب بابن المعلّم، ولد ببغداد ونشأ بها، رئیس الإمامیة في عصره، فصار من أعلام الفقه والكلام في مدرسة البغداد، له آراء وتألیفات في الأصول والفروع. راجع: الفهرست للطوسي، ص٤٤٤.
(٢) «اصْطَلَمَ»: استأصل. تاج العروس، ج١٧، ص٤١٣.
(٣) «الانْتِياش»: التناول. لسان العرب، ج٦، ص٣٦١.
(٤) «أنَافَ الشيءُ على غيره»: ارتفع وأَشرف. لسان العرب، ج٩، ص٣٤٢.
(٥) «حُـمَّ هـــذا الأَمرُ»: إِذا قُضِي. لسان العرب، ج١٢، ص١٥١.
(٦) «الأُ زُوف»: الدنوّ والقرب. تاج العروس، ج١٢، ص٨٠.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٦

ورد علي المفید (رحمه الله) كتاب آخر من قبله (عليه السلام) يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ ودليله: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليك أيّها الناصر للحق، الداعي إلى كلمة الصدق، فإنّا نحمد الله إليك الذي لا إله إلّا هو، إلهنا وإله آبائنا الأوّلين، ونسأله الصلاة على نبيّنا وسيّدنا ومولانا محمّد خاتم النبيّين، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

وبعد، فقد كنّا نظرنا مناجاتك _ عصمك الله _ بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه، وحرسك من كيد أعدائه، وشفّعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا، ينصب في شمراخ من بهماء، صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأ إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحصح من غير بعد من الدهر، ولا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا بما يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما تعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، والله موفّقك لذلك برحمته.

فلتكن _ حرسك الله بعينه التي لا تنام _ أن تقابل بذلك، ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، وتبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون. وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم، من رجس منافق مذمّم، مستحلّ للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فليطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليثقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة لجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم، ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.

ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص، المجاهد فينا الظالمين _ أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين _ أنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدين، وخرج عليه بما هو مستحقّه كان آمناً من الفتنة المظلّة، ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته، على من أمره بصلته، فإنّه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته.

ولو أنّ أشياعنا _ وفّقهم الله لطاعته _ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم سعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا ممّا نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيّدنا البشير النذير، محمّد وآله الطاهرين وسلّم.

وكتب في غرّة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

نسخة التوقيع باليد العليا _ صلوات الله على صاحبها _: هذا كتابنا إليك أيّها الوليّ الملهم للحقّ العليّ، بإملائنا وخطّ ثقتنا فأخفه عن كلّ أحد، واطوه واجعل له نسخة يطّلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم الله ببركتنا ودعائنا إن شاء الله، والحمد لله والصلاة على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٧٦-١٧٨
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٧

قال الشيخ الموثّق أبو عمر العامري (رحمه الله): تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف، فذكر ابن أبي غانم أنّ العسكري (عليه السلام) مضى ولا خلف له، ثمّ إنّهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه إلى الناحية، وأعلموا بما تشاجروا فيه، فورد جواب كتابهم بخطّه _ صلّى الله عليه وعلى آبائه _: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإيّاكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلب. إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشكّ والحيرة في ولاة أمرهم، فغمّنا ذلك لكم لا لنا وسأونا فيكم لا فينا، لأنّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنّا، ونحن صنائع ربّنا، والخلق بعد صنائعنا.

يا هؤلاء، ما لكم في الريب تتردّدون، وفي الحيرة تنعكسون؟ أ وما سمعتم الله عزّ وجلّ يقول: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡ﴾؟ أ وما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمّتكم؟ على الماضين والباقين منهم عليهم السلام. أ وما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها، من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي (عليه السلام)؟ كلّما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلمّا قبضه الله إليه ظننتم أنّ الله أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلّا ما كان ذلك ولا يكون حتّى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله وهم كارهون.

وإنّ الماضي (عليه السلام) مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه (عليهم السلام) حذو النعل بالنعل، وفينا وصيّته وعلمه، ومن هو خلفه، ومن يسدّ مسدّه، ولا ينازعنا موضعه إلّا ظالم آثم، ولا يدّعيه دوننا إلّا جاحد كافر، ولولا أنّ أمر الله لا يغلب، وسرّه لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقّنا ما تبهر منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنّه ما شاء الله كان، ولكلّ أجل كتاب. فاتّقوا الله، وسلّموا لنا، وردّوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غطّي عنكم، ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلى اليسار، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد عليّ وعليكم.

ولولا ما عندنا من محبّةصلاحكم ورحمتكم، والإشفاق عليكم، لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد امتحنّا من منازعة الظالم العتلّ الضالّ المتابع في غيّه، المضادّ لربّه، المدَّعي ما ليس له، الجاحد حقّ من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب. وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي أسوة حسنة، وسيُردي الجاهل رداءة عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار، عصمنا الله وإيّاكم من المهالك والأسواء، والآفات والعاهات كلّها برحمته فإنّه وليّ ذلك، والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليّاً وحافظاً، والسلام على جميع الأوصياء والأولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلّى الله على محمّد النبيّ وسلّم تسليماً.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٧٨-١٨٠
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٢٨

قال إسحاق بن يعقوب‏: سألت محمّد بن عثمان العمري (رحمه الله) أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): أمّا ما سألت عنه _ أرشدك الله، وثبّتك _ من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا، فاعلم أنّه ليس بين الله عزّ وجلّ وبين أحد قرابة، من أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح، وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف (عليه السلام) وأمّا الفقّاع فشربه حرام، ولا بأس بالشلماب، وأمّا أموالكم فما نقبلها إلّا لتطهّروا، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع، فما آتانا الله خير ممّا آتاكم، وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى الله وكذب الوقّاتون، وأمّا قول من زعم أنّ الحسين (عليه السلام) لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال.

وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله عليكم، وأمّا محمّد بن عثمان العمري _ رضي الله عنه وعن أبيه من قبل _ فإنّه ثقتي وكتابه كتابي، وأمّا محمّد بن عليّ بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله قلبه ويزيل عنه شكّه، وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلّا لما طاب وطهر، وثمن المغنّية حرام.

وأمّا محمّد بن شاذان بن نعيم، فإنّه رجل من شيعتنا أهل البيت، وأمّا أبو الخطّاب محمّد بن أبي زينب الأجدع فإنّه ملعون وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، فإنّي منهم بريء وآبائي (عليهم السلام) منهم براء، وأمّا المتلبّسون بأموالنا، فمن استحلّ شيئاً منها فأكله فإنّما يأكل النيران، وأمّا الخمس فقد أبيح لشيعتنا، وجعلوا منه في حلّ إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث.

وأمّا ندامة قوم شكّوا في دين الله على ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا إلى صلة الشاكّين، وأمّا علّة ما وقع من الغيبة، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ﴾، إنّه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.

وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فاغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم، ولا تتكلّفوا علم ما قد كُفيتم. وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٣
، ص١٨٠-١٨٢