Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في من مدح الإمام الصادق (ع) من الشعراء وفي بعض أشعارهم، وفي قصة السيد الحميري وتغيير مذهبه، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٣

قال موسى بن جعفر (عليه السلام): كنت عند سيّدنا الصادق (عليه السلام) إذ دخل عليه أشجع السلمي ١ يمدحه، فوجده عليلاً فجلس وأمسك، فقال له سيّدنا الصادق (عليه السلام): عد عن العلّة، واذكر ما جئت له، فقال له:

ألبسك الله منه عافية
في نومك المعتري وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام كما
أخرج ذلّ السؤال من عنقك

فقال (عليه السلام): يا غلام، إيش معك؟ قال: أربعمائة درهم، قال (عليه السلام): أعطها للأشجع، قال: فأخذها وشكر وولّى، فقال (عليه السلام): ردّوه، فقال: يا سيّدي، سألت فأعطيت وأغنيت، فلم رددتني؟ قال (عليه السلام): حدّثني أبي، عن آبائه، عن النبيّ (عليهم السلام) أنّه قال: خير العطاء ما أبقى نعمة باقية، وإنّ الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، وهذا خاتمي، فإن أعطيت به عشرة آلاف درهم، وإلّا فعد إليّ وقت كذا وكذا، أوفك إيّاها.

قال: يا سيّدي، قد أغنيتني وأنا كثير الأسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فتعلّمني ما آمن به على نفسي؟ قال (عليه السلام): فإذا خفت أمراً فاترك يمينك على أمّ رأسك، واقرأ برفيع صوتك: ﴿أَفَغَيرَ دِينِ اللَّهِ يَبغُونَ وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَإِلَيهِ يُرجَعُونَ﴾.

قال أشجع: فحصلت في وادٍ تعبث فيه الجنّ، فسمعت قائلاً يقول: خذوه، فقرأتها، فقال قائل: كيف نأخذه، وقد احتجز بآية طيّبة؟

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣١۰-٣١١
(١) أشجع بن عمرو السُلمي: كان شاعراً معدوداً في فحول الشعراء، فله في المدح ید طولی. راجع: أعيان الشيعة، ج٣، ص٤٤٧.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٤

بلغ السيّد الحميري أنّه ذكر عند الصادق (عليه السلام) فقال: السيّد كافر، فأتاه وقال: يا سيّدي، أنا كافر مع شدّة حبّي لكم ومعاداتي الناس فيكم؟ قال (عليه السلام): وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجّة الدهر والزمان، ثمّ أخذ بيده وأدخله بيتاً، فإذا في البيت قبر فصلّى ركعتين، ثمّ ضرب بيده على القبر، فصار القبر قطعاً، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته، فقال له الصادق (عليه السلام): من أنت؟ قال: أنا محمّد بن علي المسمّى بابن الحنفية ١ ، فقال (عليه السلام): فمن أنا؟ قال: جعفر بن محمّد، حجّة الدهر والزمان، فخرج السيّد يقول: تجعفرت باسم الله فيمن تجعفر.

المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٢۰
(١) والسیّد الحمیري ممّن قال بإمامة محمّد ابن الحنفیة أوّلاً، ثمّ رجع واعتقد بإمامة الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام). راجع: الأغاني، ج٧، ص١٦٩.
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٥

قال فضيل الرسّان: دخلت على الصادق (عليه السلام) بعد ما قتل زيد بن عليّ، فأدخلت بيتاً جوف بيت، فقال (عليه السلام) لي: يا فضيل، قتل عمّي زيد؟ قلت: جعلت فداك، قال (عليه السلام): رحمه الله، أما إنّه كان مؤمناً، وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنّه لو ظفر لوفی، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيّدي، أ لا أنشدك شعراً؟ قال (عليه السلام): أمهل، ثمّ أمر بستور فسدلت، وبأبواب ففتحت، ثمّ قال: أنشد، فأنشدته:

لأمّ عمرو باللوى مربع
طامسة أعلامه بلقع

لمّا وقفت العيس في رسمه
والعين من عرفانه تدمع

ذكرت من قد كنت أهوى به
فبتّ والقلب شجى موجع

عجبت من قوم أتوا أحمداً
بخطّة ليس لها مدفع

قالوا له لو شئت أخبرتنا
إلى من الغاية والمفزع

إذا تولّيت وفارقتنا
ومنهم في الملك من یطمع

فقال لو أخبرتكم مفزعاً
ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا

صنيع أهل العجل إذ فارقوا
هارون فالترك له أودع

فالناس يوم البعث راياتهم
خمسٌ فمنها هالك أربع

قائدها العجل وفرعونها
وسامريّ الأمّة المفظع

ومجدع من دينه مارق
أجدع عبد لكع أوكع

وراية قائدها وجهه
كأنّه الشمس إذا تطلع

قال: سمعت نحيباً من وراء الستر، وقال (عليه السلام): من قال هذا الشعر؟ قلت: السيّد بن محمّد الحميري، فقال (عليه السلام): رحمه الله، فقلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ، فقال (عليه السلام): رحمه الله، قلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ الرستاق، قال (عليه السلام): تعني الخمر؟ قلت: نعم، قال (عليه السلام): رحمه الله، وما ذلك على الله أن يغفر لمحبّ عليّ (عليه السلام)؟

المصدر الأصلي: معرفة الرجال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٢٥-٣٢٦
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٠٩٦

قال سهل بن ذبيان‏: دخلت على الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) في بعض الأيّام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال (عليه السلام) لي: مرحباً بك يا بن ذبيان، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا، فقلت: لماذا يا بن رسول الله؟ فقال (عليه السلام): لمنام رأيته البارحة، وقد أزعجني وأرقّني، فقلت: خيراً يكون إن شاء الله تعالی.

فقال (عليه السلام): يا بن ذبيان، رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة، فصعدت إلى أعلاه، فقلت: يا مولاي، أهنّيك بطول العمر، وربما تعيش مائة سنة، لكلّ مرقاة سنة، فقال (عليه السلام) لي: ما شاء الله كان، ثمّ قال: يا بن ذبيان، فلمّا صعدت إلى أعلى السلّم، رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يرى ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً فيها، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان، يشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة:

لأمّ عمرو باللوى مربع

فلمّا رآني النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لي: مرحباً بك، يا ولدي يا عليّ بن موسى الرضا، سلّم على أبيك عليّ (عليه السلام)، فسلّمت عليه، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله) لي: سلّم على أمّك فاطمة الزهراء، فسلّمت عليها، فقال (صلى الله عليه وآله) لي: وسلّم على أبويك الحسن والحسين (عليهما السلام)، فسلّمت عليهما، ثمّ قال (عليه السلام) لي: وسلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل الحميري، فسلّمت عليه وجلست، فالتفت النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى السيّد إسماعيل، فقال له: عد إلى ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:

لأمّ عمرو باللوى مربع
طامسة أعلامه بلقع

فبكى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلمّا بلغ إلى قوله:

ووجهه كالشمس إذ تطلع

بكى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) معه ومن معه، ولمّا بلغ إلى قوله:

قالوا له لو شئت أعلمتنا
إلى من الغاية والمفزع

رفع النبيّ (صلى الله عليه وآله) يديه وقال: إلهي، أنت الشاهد عليّ وعليهم أنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه.

قال عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام): فلمّا فرغ السيّد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبيّ (صلى الله عليه وآله) إليّ وقال (صلى الله عليه وآله) لي: يا علي بن موسى، احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم، أنّ من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنّة على الله تعالی. ١

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٧
، ص٣٢٨-٣٢٩
(١) وجد العلّامة المجلسي (رحمة الله عليه) هذه الحكایة في بعض تأليفات أصحابنا ولم یسمّه.