Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) قومه ونزول سورة (تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ) في شأن أبي لهب، ودعوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أقاربه وعشيرته، وما لاقى المسلمون في سبيل الدين من أذى، وحال الناس قبل الإسلام، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢١

لمّا نزلت هذه الآية: ﴿وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ﴾ صعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: ما لك؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أ رأيتكم إن أخبرتكم أنّ العدوّ مصبّحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدّقونني؟ قالوا: بلى، قال(صلى الله عليه وآله): فإنّي نذير لكم، بين يديّ عذاب شديد، قال أبو لهب: تبّاً لك، أ لهذا دعوتنا جميعاً؟ فأنزل الله تعالی: ﴿تَبَّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ إلى آخر السورة.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص١٦٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٢

قال عليّ(عليه السلام): لمّا نزلت: ﴿وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ﴾ أي رهطك المخلصين، دعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بني عبد المطّلب، وهم إذ ذاك أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً، فقال: أيّكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيّي وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلاً رجلاً كلّهم يأبى ذلك حتّى أتى عليّ، فقلت: أنا يا رسول الله، فقال(صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطّلب، هذا أخي ووارثي ووصيّي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.

المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص١٧٨-١٧٩
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٣

كان قريش يجدّون في أذى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان أشدّ الناس عليه عمّه أبو لهب، فكان(صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالساً في الحجر، فبعثوا إلى سلى الشاة، فألقوه على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فاغتمّ من ذلك، فجاء إلى أبي طالب، فقال(صلى الله عليه وآله): يا عمّ، كيف حسبي فيكم؟ قال: وما ذاك يا بن أخ؟ قال(صلى الله عليه وآله): إنّ قريشاً ألقوا عليّ السلى، فقال لحمزة: خذ السيف، وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبو طالب ومعه السيف، وحمزة ومعه السيف، فقال: أمرّ السلى على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرّك أحد حتّى أمرّ السلى على سبالهم، ثمّ التفت إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال: يابن أخ، هذا حسبك منّا وفينا.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص١٨٧
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٤

قال خباب: أتيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو متوسّد برده في ظلّ الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدّة شديدة، فقلت: يا رسول الله، أ لا تدعو الله لنا؟ فقعد وهو محمرّ وجهه، فقال(صلى الله عليه وآله): إن كان من كان قبلكم ليمشط أحدهم بأمشاط الحديد مادون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشقّ باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمنّ الله هذا الأمر حتّى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلّا الله عزّ وجلّ والذئب على غنمه.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢١٠
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٥

مرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعمّار وأهله وهم يعذّبون في الله، فقال: أبشروا آل عمّار، فإنّ موعدكم الجنّة.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢١٠
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٦

قال عليّ(عليه السلام): ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوّة، ولقد سمعت رنّة الشيطان‏ حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله)، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الرنّة؟ فقال(صلى الله عليه وآله): هذا الشيطان، قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى، إلّا أنّك لست بنبيّ ولكنّك وزير، وإنّك لعلى خير.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨١٨
، ص٢٢٣
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٧

قال عليّ(عليه السلام): إنّ الله سبحانه بعث محمّداً(صلى الله عليه وآله) نذيراً للعالمين، وأميناً على التنزيل، وأنتم معشر العرب، على شرّ دين وفي شرّ دار، منيخون بين حجارة خشن وحيّات صمّ، تشربون الكدر، وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة.

المصدر الأصلي: نهج البلاغة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٢٦
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٨

قال عمرو بن شمر: سألت الصادق(عليه السلام): إنّي أؤمّ قومي فأجهر ببسم الله الرحمن الرحيم؟ قال(عليه السلام): نعم، حقّ ما جهر به، قد جهر بها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ثمّ قال(عليه السلام): إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فإذا قام من الليل يصلّي جاء أبو جهل والمشركون يستمعون قراءته، فإذا قال: ﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰن الرَّحيم﴾، وضعوا أصابعهم في آذانهم وهربوا، فإذا فرغ من ذلك جاؤوا فاستمعوا، وكان أبو جهل يقول: إنّ ابن أبي كبشة ليردّد اسم ربّه، إنّه ليحبّه.

فقال الصادق(عليه السلام): صدق وإن كان كذوباً، قال: فأنزل الله: ﴿وَإِذَا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلَّوا عَلَى أَدبَارِهِم نُفُورًا﴾، وهو ﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيم﴾.

المصدر الأصلي: تفسير فرات
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٣٨-٢٣٩
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٢٩

روي أنّ أبا جهل عاهد الله أن يفضخ رأسه(صلى الله عليه وآله) بحجر إذا سجد في صلاته، فلمّا قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) يصلّي وسجد _ وكان إذا صلّى صلّى بين الركنين: الأسود واليماني، وجعل الكعبة بينه وبين الشام _ احتمل أبو جهل الحجر، ثمّ أقبل نحوه حتّى إذا دنا منه رجع منتقعاً لونه ١ ، مرعوباً قد يبست يداه على حجره، حتّى قذف الحجر من يده. وقام إليه رجال من قريش، فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: عرض لي دونه فحل من الإبل، ما رأيت مثل هامّته وقصرته ولا أنيابه لفحل قطّ، فهمّ أن يأكلني.

المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٤٠
(١) «انتقع لونه»: تغیّر من همّ أو فزع. لسان العرب، ج٨، ص٣٦٣.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٣٠

في السنة الخامسة من نبوّته(صلى الله عليه وآله) توفّيت سميّة بنت حباط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، وهي أمّ عمّار بن ياسر، أسلمت بمكّة قديماً، وكانت ممّن تعذّب في الله لترجع عن دينها فلم تفعل، فمرّ بها أبو جهل فطعنها في قلبها فماتت، وكانت عجوزاً كبيرة، فهي أوّل شهيدة في الإسلام.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى(صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٤١
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٣٣١

ولمّا أنزل الله تعالی: ﴿فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ﴾ قام رسول الله(صلى الله عليه وآله) على الصفا ونادى في أيّام الموسم: يا أيّها الناس، إنّي رسول الله ربّ العالمين، فرمقه الناس بأبصارهم _ قالها ثلاثاً _.

ثمّ انطلق حتّى أتى المروة، ثمّ وضع يده في أذنه، ثمّ نادى ثلاثاً بأعلى صوته: يا أيّها الناس، إنّي رسول الله _ ثلاثاً _ فرمقه الناس بأبصارهم، ورماه أبو جهل قبّحه الله بحجر فشجّ بين عينيه، وتبعه المشركون بالحجارة، فهرب حتّى أتى الجبل، فاستند إلى موضع يقال له المتّكأ، وجاء المشركون في طلبه، وجاء رجل إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وقال: يا علي،، قد قتل محمّد(صلى الله عليه وآله)، فانطلق إلى منزل خديجة _ رضي الله عنها _ فدقّ الباب، فقالت خديجة: من هذا؟ قال(عليه السلام): أنا عليّ، قالت: يا عليّ، ما فعل محمّد(صلى الله عليه وآله)؟ قال(عليه السلام): لا أدري إلّا أنّ المشركين قد رموه بالحجارة، وما أدري أ حيّ هو أم ميّت؟ فأعطيني شيئاً فيه ماء وخذي معك شيئاً من هيس، وانطلقي بنا نلتمس رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإنّا نجده جائعاً عطشاناً.

فمضى حتّى جاز الجبل وخديجة معه، فقال عليّ(عليه السلام): يا خديجة، استبطني الوادي حتّى أستظهره، فجعل ينادي: يا محمّداه، يا رسول الله، نفسي لك الفداء، في أيّ واد أنت ملقىً؟ وجعلت خديجة تنادي: من أحسّ لي النبيّ المصطفى؟ من أحسّ لي الربيع المرتضى؟ من أحسّ لي المطرود في الله؟ من أحسّ لي أبا القاسم؟

وهبط عليه جبرئيل، فلمّا نظر إليه النبيّ(صلى الله عليه وآله) بكى وقال: ما ترى ما صنع بي قومي؟ كذّبوني وطردوني وخرجوا عليّ، فقال: يا محمّد، ناولني يدك، فأخذ يده، فأقعده على الجبل، ثمّ أخرج من تحت جناحه درنوكاً ١ من درانيك الجنّة منسوجاً بالدرّ والياقوت، وبسطه حتّى جلّل به جبال تهامة، ثمّ أخذ بيد رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتّى أقعده عليه، ثمّ قال له جبرئيل: يا محمّد، أ تريد أن تعلم كرامتك على الله؟ قال: نعم، قال: فادع إليك تلك الشجرة تجبك، فدعاها فأقبلت حتّى خرّت بين يديه ساجدة، فقال: يا محمّد، مُرها ترجع، فأمرها فرجعت إلى مكانها، وهبط عليه إسماعيل حارس السماء الدنيا، فقال: السلام عليك يا رسول الله، قد أمرني ربّي أن أطيعك، أ فتأمرني أن أنثر عليهم النجوم فأحرقهم؟ فرفع رأسه إلى السماء ونادى: إنّي لم أبعث عذاباً، إنّما بعثت رحمة للعالمين، دعوني وقومي فإنّهم لا يعلمون.

ونظر جبرئيل(عليه السلام) إلى خديجة تجول في الوادي، فقال: يا رسول الله، أ لا ترى إلى خديجة قد أبكت لبكائها ملائكة السماء؟ ادعها إليك، فأقرئها منّي السلام، وقل لها: إنّ الله يقرئك السلام، وبشّرها أنّ لها في الجنّة بيتاً من قصب، لانصب فيه ولا صخب، لؤلؤاً مكلّلاً بالذهب.

فدعاها النبيّ(صلى الله عليه وآله) والدماء تسيل من وجهه على الأرض، وهو يمسحها ويردّها، قالت: فداك أبي وأمّي، دع الدم يقع على الأرض، قال: أخشى أن يغضب ربّ الأرض على من عليها، فلمّا جنّ عليهم الليل انصرفت خديجة(رضي الله عنها) ورسول الله(صلى الله عليه وآله) وعليّ(عليه السلام) ودخلت به منزلها، فأقعدته على الموضع الذي فيه الصخرة، وأظلّته بصخرة من فوق رأسه، وقامت في وجهه تستره ببردها، وأقبل المشركون يرمونه بالحجارة، فإذا جاءت من فوق رأسه صخرة وقته الصخرة، وإذا رموه من تحته وقته الجدران الحيّط، وإذا رمي من بين يديه وقته خديجة _ رضي الله عنها _ بنفسها، وجعلت تنادي: يا معشر قريش، ترمى الحرّة في منزلها؟ فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا عنه، وأصبح رسول الله(صلى الله عليه وآله) وغدا إلى المسجد يصلّي.

المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى(صلى الله عليه وآله)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٨
، ص٢٤١-٢٤٣
(١) «الدُرنوك»: ضرب من الثياب أو البسط، له خمل قصير. لسان العرب، ج١٠، ص٤٢٣.