Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في العلة التي من أجلها أوتي لقمان الحكمة، وفي الحكم التي رواها عنه المعصومون (ع)، وفي امتناعه عن قبول الحكم، وفي حضوره عند داوود وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٧

قال حمّاد بن عیسی: سألت الصادق(عليه السلام) عن لقمان(عليه السلام) وحكمته التي ذكرها الله عزّ وجلّ، فقال: أما والله، ما أوتي لقمان(عليه السلام) الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنّه كان رجلاً قويّاً في أمر الله، متورّعاً في الله، ساكتاً، سكيناً، عميق النظر، طويل الفكر، حديد النظر، مستغنٍ بالعبر، لم ينم نهاراً قطّ.

ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدّة تستّره وعموق نظره وتحفّظه في أمره، ولم يضحك من شيء قطّ مخافة الإثم، ولم يغضب قطّ، ولم يمازح إنساناً قطّ، ولم يفرح لشيء إن أتاه من أمر الدنيا، ولا حزن منها على شيء قطّ. وقد نكح من النساء وولد له الأولاد الكثيرة وقدم أكثرهم إفراطاً، فما بكى على موت أحد منهم ولم يمرّ برجلين يختصمان أو يقتتلان إلّا أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتّى تحاجزا ولم يسمع قولاً قطّ من أحد استحسنه إلّا سأل عن تفسيره وعمّن أخذه وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء.

وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين، فيرثي للقضاة ممّا ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لغرّتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك، ويعتبر ويتعلّم ما يغلب به نفسه، ويجاهد به هواه، ويحترز به من الشيطان وكان يداوي قلبه بالتفكّر، ويداري نفسه بالعبر وكان لا يظعن إلّا فيما يعنيه، فبذلك أوتي الحكمة، ومنح العصمة.

وإنّ الله تبارك وتعالی أمر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة، فنادوا لقمان(عليه السلام) _ حيث يسمع ولا يراهم _ فقالوا: يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض، تحكم بين الناس؟ فقال لقمان(عليه السلام): إن أمرني ربّي بذلك فالسمع والطاعة؛ لأنّه إن فعل بي ذلك أعانني عليه وعلّمني وعصمني، وإن هو خيّرني قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان لم؟ قال: لأنّ الحكم بين الناس بأشدّ المنازل من الدين، وأكثر فتناً وبلاء ما يخذل ولا يعان، ويغشاه الظلم من كلّ مكان، وصاحبه منه بين أمرين: إن أصاب فيه الحقّ فبالحريّ أن يسلم، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة، ومن يكن في الدنيا ذليلاً وضعيفاً، كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكماً سريّاً شريفاً ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما، تزول هذه ولا تدرك تلك.

فتعجّبت الملائكة من حكمته، واستحسن الرحمن منطقه، فلمّا أمسى وأخذ مضجعه من الليل، أنزل الله عليه الحكمة فغشّاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم، وغطّاه بالحكمة غطاء، فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه، وخرج على الناس ينطق بالحكمة ويبيّنها فيها.

قال: فلمّا أوتى الحكم ولم يقبلها، أمر الله الملائكة فنادت داود(عليه السلام) بالخلافة فقبلها ولم يشترط فيها بشرط لقمان(عليه السلام)، فأعطاه الله الخلافة في الأرض وابتلي فيها غير مرّة، وكلّ ذلك يهوي في الخطأ يقيله الله ويغفر له.

وكان لقمان(عليه السلام) يكثر زيارة داود(عليه السلام) ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه، وكان يقول داود(عليه السلام) له: طوبى لك يا لقمان، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البليّة، وأعطي داود(عليه السلام) الخلافة، وابتلي بالخطأ والفتنة.

ثمّ قال الصادق(عليه السلام) في قول الله: ﴿وَإِذ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشرِك بِاللَّهِ إِنَّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ﴾: فوعظ لقمان(عليه السلام) ابنه بآثار حتّى تفطّر وانشقّ، وكان فيما وعظه به، يا حمّاد، أن قال: يا بنيّ، إنّك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة، فدار أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت عنها متباعد.

يا بنيّ، جالس العلماء وازحمهم بركبتيك، ولا تجادلهم فيمنعوك، وخذ من الدنيا بلاغاً، ولا ترفضها فتكون عيالاً على الناس، ولا تدخل فيها دخولاً يضرّ بآخرتك، وصم صوماً يقطع شهوتك، ولا تصم صياماً يمنعك من الصلاة؛ فإنّ الصلاة أحبّ إلى الله من الصيام.

يا بنيّ، إنّ الدنيا بحر عميق، قد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الإيمان، واجعل شراعها التوكّل، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك.

يا بنيّ، إن تأدّبت صغيراً انتفعت به كبيراً، ومن عنى بالأدب اهتمّ به، ومن اهتمّ به تكلّف علمه، ومن تكلّف علمه اشتدّ له طلبه، ومن اشتدّ له طلبه أدرك منفعته فاتّخذه عادة، فإنّك تخلف في سلفك، وتنفع به من خلفك، ويرتجيك فيه راغب، ويخشى صولتك راهب. وإيّاك والكسل عنه بالطلب لغيره، فإن غلبت على الدنيا فلا تغلبنّ على الآخرة، فإذا فاتك طلب العلم في مظانّه فقد غلبت على الآخرة. واجعل في أيّامك ولياليك وساعاتك لنفسك نصيباً في طلب العلم، فإنّك لم تجد له تضييعاً أشدّ من تركه، ولا تمارينّ فيه لجوجاً، ولا تجادلنّ فقيهاً، ولا تعادينّ سلطاناً، ولا تماشينّ ظلوماً، ولا تصادقنّه، ولا تؤاخينّ فاسقاً، ولا تصاحبنّ متّهماً، واخزن علمك كما تخزن ورقك.

يا بنيّ، خف الله خوفاً لو أتيت يوم القيامة ببرّ الثقلين خفت أن يعذّبك، وارج الله رجاء لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر الله لك، فقال له ابنه: يا أبه، وكيف أطيق هذا وإنّما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان(عليه السلام): يا بنيّ، لو استخرج قلب المؤمن فشقّ لوجد فيه نوران: نور للخوف، ونور للرجاء، لو وزنا ما رجّح أحدهما على الآخر بمثقال ذرّة، فمن يؤمن بالله يصدّق ما قال الله، ومن يصدّق ما قال الله يفعل ما أمر الله، ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدّق ما قال الله، فإنّ هذه الأخلاق يشهد بعضها لبعض، فمن يؤمن بالله إيماناً صادقاً يعمل للّٰه خالصاً ناصحاً، ومن يعمل للّٰه خالصاً ناصحاً فقد آمن بالله صادقاً، ومن يطع الله خافه، ومن خافه فقد أحبّه، ومن أحبّه اتّبع أمره، ومن اتّبع أمره استوجب جنّته ومرضاته، ومن لم يتّبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله. يا بنيّ، لا تركن إلى الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقاً هو أهون عليه منها، أ لا ترى أنّه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين، ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.

المصدر الأصلي: تفسیر القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٠٩-٤١٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٨

قال أمير المؤمنين(عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له: يا بنيّ، ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيّته في طلب الرزق، أنّ الله تبارك وتعالی خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، أنّ الله تبارك وتعالی سيرزقه في الحال الرابعة: أمّا أوّل ذلك فإنّه كان في رحم أمّه، يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد، ثمّ أخرجه من ذلك وأجرى له رزقاً من لبن أمّه يكفيه به ويربّيه وينعشه من غير حول به ولا قوّة، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك، حتّى أنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه، ضاق به أمره وظنّ الظنون بربّه، وجحد الحقوق في ماله، وقتّر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق، وسوء يقين بالخلف من الله تبارك وتعالی في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يا بنيّ.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٤
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٦٩

قال الباقر(عليه السلام): قيل للقمان(عليه السلام): ما الذي أجمعت عليه من حكمتك؟ قال: لا أتكلّف ما قد كفيته، ولا أضيّع ما ولّيته.

المصدر الأصلي: قرب الإسناد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٠

عن حمّاد بن عیسی قال: قال الصادق(عليه السلام): قال لقمان(عليه السلام) لابنه: يا بنيّ، لكلّ شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها:

وإنّ للدين ثلاث علامات: العلم والإيمان والعمل به.

وللإيمان ثلاث علامات: الإيمان بالله وكتبه ورسله.

وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله وبما يحبّ وما يكره.

وللعامل ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة.

وللمتكلّف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال. وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويعين الظلمة. وللمنافق ثلاث علامات: يخالف لسانه قلبه، وقلبه فعله، وعلانيته سريرته.

وللآثم ثلاث علامات: يخون، ويكذب، ويخالف ما يقول.

وللمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان الناس عنده، ويتعرّض في كلّ أمر للمحمدة.

وللحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب، ويتملّق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة. وللمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليس له.

وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتّى يفرّط، ويفرّط حتّى يضيّع، ويضيّع حتّى يأثم. وللغافل ثلاث علامات: السهو واللهو والنسيان.

قال الصادق(عليه السلام): ولكلّ واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب، فكن يا حمّاد، طالباً للعلم في آناء الليل والنهار، فإن أردت أن تقرّ عينك وتنال خير الدنيا والآخرة، فاقطع الطمع ممّا في أيدي الناس، وعدّ نفسك في الموتى، ولا تحدّث لنفسك أنّك فوق أحد من الناس، واخزن لسانك كما تخزن مالك.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٥-٤١٦
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧١

قال الباقر(عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان(عليه السلام) ابنه أن قال: يا بنيّ، إن تك في شكّ من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك، وإن كنت في شكّ من البعث فادفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك، فإنّك إذا فكّرت في هذا علمت أنّ نفسك بيد غيرك، وإنّما النوم بمنزلة الموت، وإنّما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.

وقال(عليه السلام): قال لقمان(عليه السلام): يا بنيّ، لا تقترب فيكون أبعد لك، ولا تبعد فتهان، كلّ دابّة تحبّ مثلها وابن آدم لا يحبّ مثله؟ لا تنشر بزّك إلّا عند باغيه، وكما ليس بين الكبش والذئب خلّة، كذلك ليس بين البارّ والفاجر خلّة، من يقترب من الزفت تعلّق، كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم من طرقه، من يحبّ المراء يشتم، ومن يدخل مدخل السوء يتّهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسانه يندم، وقال: يا بنيّ، صاحبْ مائة ولا تُعاد واحداً.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٧
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٢

قال الصادق(عليه السلام): قال لقمان: يا بنيّ، إيّاك والضجر وسوء الخلق وقلّة الصبر، فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب، وألزم نفسك التؤدة ١ في أمورك وصبّر على مؤونات الإخوان نفسك، وحسّن مع جميع الناس خلقك.

يا بنيّ، إن عدمك ما تصل به قرابتك وتتفضّل به على إخوانك، فلا يعدمنّك حسن الخلق وبسط البشر، فإنّه من أحسن خلقه أحبّه الأخيار وجانبه الفجّار، واقنع بقسم الله ليصفو عيشك، فإن أردت أن تجمع عزّ الدنيا فاقطع طمعك ممّا في أيدي الناس، فإنّما بلغ الأنبياء والصدّيقون ما بلغوا بقطع طمعهم.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٩-٤٢٠
(١) «التُؤَدَة»: التَأَنّي والتمهّل. لسان العرب، ج۳،‌ ص۴۴۳.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٣

قال الصادق(عليه السلام): قال لقمان(عليه السلام): يا بنيّ، إن احتجت إلى سلطان فلا تكثر الإلحاح عليه، ولا تطلب حاجتك منه إلّا في مواضع الطلب، وذلك حين الرضى وطيب النفس، ولا تضجرنّ بطلب حاجة، فإنّ قضاءها بيد الله ولها أوقات، ولكن ارغب إلى الله وسله وحرّك إليه أصابعك، يا بنيّ، إنّ الدنيا قليل وعمرك قصير.

يا بنيّ، احذر الحسد فلا يكوننّ من شأنك، واجتنب سوء الخلق فلا يكوننّ من طبعك، فإنّك لا تضرّ بهما إلّا نفسك، وإذا كنت أنت الضارّ لنفسك كفيت عدوّك أمرك؛ لأنّ عداوتك لنفسك أضرّ عليك من عداوة غيرك.

يا بنيّ، اجعل معروفك في أهله وكن فيه طالباً لثواب الله، وكُن مقتصداً، ولا تمسّكه تقتيراً، ولا تعطه تبذيراً.

يا بنيّ، سيّد أخلاق الحكمة دين الله تعالی‌، ومثل الدين كمثل شجرة نابتة، فالإيمان بالله ماؤها، والصلاة عروقها، والزكاة جذعها، والتآخي في الله شعبها، والأخلاق الحسنة ورقها، والخروج عن معاصي الله ثمرها، ولا تكمل الشجرة إلّا بثمرة طيّبة، كذلك الدين لا يكمل إلّا بالخروج عن المحارم.

يا بنيّ، لكلّ شيء علامة يعرف بها، وإنّ للدين ثلاث علامات: العفّة، والعلم، والحلم.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤١٩-٤٢٠
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٤

قال السجّاد(عليه السلام): قال لقمان: يا بنيّ، إنّ أشدّ العدم عدم القلب، وإنّ أعظم المصائب مصيبة الدين، وأسنى المرزئة ١ مرزئته، وأنفع الغنى غنى القلب، فتلبّث في كلّ ذلك، والزم القناعة والرضى بما قسّم الله، وإنّ السارق إذا سرق حبسه الله من رزقه، وكان عليه إثمه، ولو صبر لنال ذلك وجاءه من وجهه. يا بنيّ، أخلص طاعة الله حتّى لا تخالطها بشيء من المعاصي، ثمّ زيّن الطاعة باتّباع أهل الحقّ، فإنّ طاعتهم متّصلة بطاعة الله تعالی‌، وزيّن ذلك بالعلم، وحصّن علمك بحلم لا يخالطه حمق، واخزنه بلين لا يخالطه جهل وشدّده بحزم لا يخالطه الضياع، وامزج حزمك برفق لا يخالطه العنف.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٠-٤٢١
(١) «المَرزَئة»: المصیبة. لسان العرب، ج١، ص٨٦.
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٥

قال الصادق(عليه السلام): قال لقمان(عليه السلام): حملت الجندل ١ والحديد وكلّ حمل ثقيل، فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء، وذقت المرارات كلّها فما ذقت شيئاً أمرّ من الفقر.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢١
(١) «الجَندَل»: الحجر. لسان العرب، ج١١، ص١٢٧.
الحديث: ١٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٦

وكان لقمان(عليه السلام) يطيل الجلوس وحده، فكان يمرّ به مولاه، فيقول: يا لقمان، إنّك تديم الجلوس وحدك، فلو جلست مع الناس كان آنس لك، فيقول لقمان(عليه السلام): إنّ طول الوحدة أفهم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنّة.

المصدر الأصلي: تنبيه الخاطر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٢
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٧

قال الصادق(عليه السلام): قال لقمان(عليه السلام) لابنه: إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتك إيّاهم في أمرك وأمورهم، وأكثر التبسّم في وجوههم، وكن كريماً على زادك، وإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوا بك فأعنهم، واغلبهم بثلاث: بطول الصمت، وكثرة الصلاة، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو مال أو زاد.

وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثمّ لا تعزم حتّى تثبّت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد، وتنام وتصلّي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته، فإنّ من لم يمحّض النصيحة لمن استشاره، سلبه الله تبارك وتعالی رأيه، ونزع عنه الأمانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، وإذا تصدّقوا وأعطوا قرضاً فأعط معهم.

واسمع لمن هو أكبر منك سنّاً، وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم، ولا تقل: لا، فإن «لا» عيّ ولوم، وإذا تحيّرتم في طريقكم فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه، فإنّ الشخص الواحد في الفلات مريب، لعلّه أن يكون عيناً للصوص، أو يكون هو الشيطان الذي يحيّركم، واحذروا الشخصين أيضاً إلّا أن تروا ما لا أرى، فإنّ العاقل إذا أبصر بعينه شيئاً عرف الحقّ منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

يا بنيّ، فإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء، وصلّها واسترح منها، فإنّها دين، وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ ١ ، ولا تنامنّ على دابّتك، فإنّ ذلك سريع في دبرها ٢ ، وليس ذلك من فعل الحكماء إلّا أن تكون في محمل يمكنك التمدّد لاسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك، وابدء بعلفها قبل نفسك، وإذا أردت النزول فعليك من بقاع الأرض بأحسنها لوناً، وألينها تربة، وأكثرها عشباً، وإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس.

وإذا أردت قضاء حاجة فابعد المذهب في الأرض، فإذا ارتحلت فصلّ ركعتين، وودّع الأرض التي حللت بها، وسلّم عليها وعلى أهلها، فإنّ لكلّ بقعة أهلاً من الملائكة، وإن استطعت أن لا تأكل طعاماً حتّى تبدأ فتتصدّق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله عزّ وجلّ ما دمت راكباً، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملاً، وعليك بالدعاء ما دمت خالياً، وإيّاك والسير من أوّل الليل، وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره، وإيّاك ورفع الصوت في مسيرك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٢-٤٢٣
(١) «الزُجّ»: الحديدة التي تُرَكَّبُ في أَسفل الرمح. لسان العرب، ج٢، ص٢٨٥.
(٢) «دُبُر الشيء»: آخره ونهایته. لسان العرب، ج٤، ص٢٦٨.
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٨

قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): لم يكن لقمان(عليه السلام) نبيّاً، ولكنّه كان عبداً كثير التفكّر، حسن اليقين، أحبّ الله فأحبّه، ومنّ عليه بالحكمة.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٤
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٧٩

قيل للقمان(عليه السلام): أيّ الناس شرّ؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً. وقيل له: ما أقبح وجهك! قال(عليه السلام): تعيب على النقش أو على فاعل النقش؟

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٥
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٠

دخل [لقمان] على داود(عليه السلام) وهو يسرّد الدرع، وقد ليّن الله له الحديد كالطين، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت، فلمّا أتمّها لبسها، وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال: الصمت حكمة وقليل فاعله، فقال له داود(عليه السلام): بحقّ ما سمّيت حكيماً.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٥
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨١

قال الصادق(عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان(عليه السلام) ابنه: يا بنيّ، إنّ الناس قد جمعوا قبلك لأولادهم، فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له، وإنّما أنت عبد مستأجر قد أمرت بعمل ووعدت عليه أجراً، فأوف عملك واستوف أجرك، ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتّى سمنت، فكان حتفها عند سمنها، ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر، أخربها ولا تعمّرها، فإنّك لم تؤمر بعمارتها.

واعلم أنّك ستسأل غداً إذا وقفت بين يدي الله عزّ وجلّ عن أربع: شبابك فيما أبليته، وعمرك فيما أفنيته، ومالك ممّا اكتسبته وفيما أنفقته، فتأهّب لذلك وأعدّ له جواباً، ولا تأس على ما فاتك من الدنيا، فإنّ قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه، وكثيرها لا يؤمن بلاؤه، فخذ حذرك، وجد في أمرك، واكشف الغطاء عن وجهك، وتعرّض لمعروف ربّك، وجدّد التوبة في قلبك.

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٥-٤٢٦
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٢

قيل للقمان(عليه السلام): أ لست عبد آل فلان؟ قال(عليه السلام): بلى، قيل: فما بلغ بك ما نرى؟ قال(عليه السلام): صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني، وغضّي بصري، وكفّي لساني، وعفّتي في طعمتي، فمن نقص عن هذا فهو دوني، ومن زاد عليه فهو فوقي، ومن عمله فهو مثلي، وقال(عليه السلام): يا بنيّ، لا تؤخّر التوبة فإنّ الموت يأتي بغتة، ولا تشمت بالموت، ولا تسخر بالمبتلى، ولا تمنع المعروف.

يا بنيّ، كن أميناً تعش غنيّاً، يا بنيّ، اتّخذ تقوى الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة، وإذا أخطأت خطيئة فابعث في أثرها صدقة تطفئها، يا بنيّ، إنّ الموعظة تشقّ على السفيه، كما يشقّ الصعود على الشيخ الكبير، يا بنيّ، لا ترث لمن ظلمته، ولكن ارث لسوء ما جنيته على نفسك، وإذا دعتك القدرة إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله عليك؛ يا بنيّ، تعلّم من العلماء ما جهلت، وعلّم الناس ما علمت.

المصدر الأصلي: تنبيه الخاطر
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٦
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٣

من وصايا لقمان(عليه السلام): يا بنيّ، كن لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالزوج العطوف، يا بنيّ، الوحدة خير من صاحب السوء، يا بنيّ، الصاحب الصالح خير من الوحدة.

يا بنيّ، من ذا الذي عبد الله فخذله؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده؟ يا بنيّ، ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره؟ ومن ذا الذي توكّل على الله فوكله إلى غيره؟ ومن ذا الذي تضرّع إليه جلّ ذكره فلم يرحمه؟

يا بنيّ، إيّاك ومصاحبة الفسّاق، فإنّما هم كالكلاب، إن وجدوا عندك شيئاً أكلوه، وإلّا ذمّوك وفضحوك، وإنّما حبّهم بينهم ساعة، يا بنيّ، المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه ويرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك؟

يا بنيّ، انه النفس عن هواها، فإنّك إن لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنّة ولن تراها _ ويروى: انه نفسك عن هواها، فإنّ في هواها رداها _. يا بنيّ، كيف يتجبّر من قد جرى في مجرى البول مرّتين.يا بنيّ، إنّه قد مات أصفياء الله عزّ وجلّ وأحبّاؤه وأنبياؤهI فمن ذا بعدهم يخلد فيترك؟يا بنيّ، لا تطأ أمتك ولو أعجبتك، وانه نفسك عنها وزوّجها.

يا بنيّ، النساء أربع: ثنتان صالحتان، وثنتان ملعونتان:

فأمّا إحدى الصالحتين: فهي الشريفة في قومها، الذليلة في نفسها، التي إن أعطيت شكرت، وإن ابتليت صبرت، القليل في يديها كثير؛ والثاني: الولود الودود تعود بخير على زوجها، هي كالأمّ الرحيم، تعطف على كبيرهم، وترحم صغيرهم، وتحبّ ولد زوجها وإن كانوا من غيرها، جامعة الشمل، مرضيّة البعل، مصلحة في النفس والأهل والمال والولد، فهي كالذهب الأحمر، طوبى لمن رزقها، إن شهد زوجها أعانته، وإن غاب
عنها حفظته.

وأمّا إحدى الملعونتين: فهي العظيمة في نفسها، الذليلة في قومها، التي إن أعطيت سخطت، وإن منعت عتبت وغضبت، فزوجها منها في بلاء، وجيرانها منها في عناء، فهي كالأسد إن جاورته أكلك، وإن هربت منه قتلك؛ والملعونة الثانية: فهي قلى عن زوجها وملّها جيرانها، إنّما هي سريعة السخطة، سريعة الدمعة، إن شهد زوجها لم تنفعه، وإن غاب عنها فضحته، فهي بمنزلة الأرض النشّاشة ١ ، إن اسقيت أفاضته الماء وغرقت، وإن تركتها عطشت، وإن رزقت منها ولداً لم تنتفع به.

يا بنيّ، اتّق النظر إلى ما لا تملكه، وأطل التفكّر في ملكوت السماوات والأرض والجبال وما خلق الله، فكفى بهذا واعظاً لقلبك. يا بنيّ، تعلّمت سبعة آلاف من الحكمة، فاحفظ منها أربعاً ومرّ معي إلى الجنّة: احكم سفينتك فإنّ بحرك عميق، وخفّف حملك فإنّ العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإنّ السفر بعيد، وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير.

المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٣٢
(١) «النَّشَّاشَةُ»: التى لا يجفّ ترابها، ولا ينبت مرعاها. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٥، ص٥٧.
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٤

من حكم لقمان(عليه السلام): يا بنيّ، فإن افتقرت يومك فاجعل فقرك بينك وبين الله، ولا تحدّث الناس بفقرك فتهون عليهم. يا بنيّ، من لا يسخط نفسه، لا يرضى ربّه، ومن لا يكظم غيظه، يشمت عدوّه.

المصدر الأصلي: كنز الفوائد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٢٧-٤٣٢
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٥

أوّل ما ظهر من حكم لقمان، أنّ تاجراً سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كلّه وإلّا سلّم إليه ماله وأهله، فلمّا أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك، فقال لقمان(عليه السلام): أنا أخلّصك بشرط أن لا تعود إلى مثله؛ قل: أ أشرب الماء الذي كان فيه وقتئذٍ؟ فأتني به، أو أشرب ماءه الآن؟ فسدّ أفواهه لأشربه، أو أشرب الماء الذي يأتي به؟ فاصبر حتّى يأتي، فأمسك صاحبه عنه.

المصدر الأصلي: بیان التنزیل
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٣٣
الحديث: ٢٠
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٨٦

روي أنّ لقمان الحكيم(عليه السلام) قال لولده في وصيّته: لا تعلّق قلبك برضى الناس ومدحهم وذمّهم، فإنّ ذلك لا يحصل ولو بالغ الإنسان في تحصيله بغاية قدرته، فقال ولده: ما معناه؟ أحبّ أن أرى لذلك مثالاً أو فعالاً أو مقالاً.

فقال(عليه السلام) له: أخرج أنا وأنت، فخرجا ومعهما بهيمة فركبه لقمان وترك ولده يمشي وراءه، فاجتازوا على قوم، فقالوا: هذا شيخ قاسي القلب قليل الرحمة، يركب هو الدابّة وهو أقوى من هذا الصبيّ ويترك هذا الصبيّ يمشي وراءه، وإنّ هذا بئس التدبير، فقال(عليه السلام) لولده: سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك؟ فقال: نعم.

فقال(عليه السلام): اركب أنت يا ولدي، حتّى أمشي أنا، فركب ولده ومشى لقمان، فاجتازوا على جماعة أخرى، فقالوا: هذا بئس الوالد وهذا بئس الولد، أمّا أبوه فإنّه ما أدّب هذا الصبيّ حتّى يركب الدابّة ويترك والده يمشي وراءه، والوالد أحقّ بالاحترام والركوب، وأمّا الولد فإنّه عقّ والده بهذه الحال، فكلاهما أساءا في الفعال، فقال لقمان(عليه السلام) لولده: سمعت؟ فقال: نعم.

فقال(عليه السلام): نركب معاً الدابّة فركبا معاً فاجتازا على جماعة، فقالوا: ما في قلب هذين الراكبين رحمة، ولا عندهم من الله خير، يركبان معاً الدابّة يقطعان ظهرها ويحملانها ما لا تطيق، لو كان قد ركب واحد ومشى واحد كان أصلح وأجود؛ فقال(عليه السلام): سمعت؟ فقال: نعم، فقال(عليه السلام): هات، حتّى نترك الدابّة تمشي خالية من ركوبنا، فساقا الدابّة بين أيديهما وهما يمشيان فاجتازا على جماعة، فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين، يتركان دابّة فارغة تمشي بغير راكب ويمشيان، وذمّوهما على ذلك كما ذمّوهما على كلّ ما كان.

فقال(عليه السلام) لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال؟ فلا تلتفت إليهم، واشتغل برضى الله جلّ جلاله، ففيه شغل شاغل وسعادة وإقبال في الدنيا، ويوم الحساب والسؤال.

المصدر الأصلي: فتح الأبواب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٣
، ص٤٣٣-٤٣٤