Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٤٦

قال الصادق (عليه السلام): ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة وساعات النهار اثنتا عشرة ساعة وأفضل ساعات الليل والنهار أوقات الصلوات. ثمّ قال (عليه السلام): إنّه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وهبّت الرياح ونظر الله عزّ وجلّ إلى خلقه وإنّي لأحبّ أن يصعد لي عند ذلك إلى السماء عمل صالح، ثمّ قال: عليكم بالدعاء في أدبار الصلوات فإنّه مستجاب‏.

المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٦
، ص١
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٣٥٤٧

قال الحسن بن مسعود: دخلت على الهادي (عليه السلام) وقد نكيت ١ إصبعي، وتلقّاني راكب وصدم كتفي، ودخلت في زحمة، فخرقوا عليّ بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرّك من يوم، فما أشأمك! فقال (عليه السلام)لي: «يا حسن، هذا وأنت تغشّانا، ترمي بذنبك من لا ذنب له؟» فأثاب إليّ عقلي، وتبيّنت خطائي، فقلت: مولاي، أستغفر الله، فقال (عليه السلام): يا حسن، ما ذنب الأيّام حتّى صرتم تتشأّمون بها، إذا جوزيتم بأعمالكم فيها؟ قال الحسن: أنا أستغفر الله أبداً وهي توبتي يا بن رسول الله، قال (عليه السلام): والله، ما ينفعكم، ولكنّ الله يعاقبكم بذمّها على ما لا ذمّ عليها فيه، أ ما علمت _ يا حسن _ أنّ الله هو المثيب والمعاقب، والمجازي بالأعمال عاجلاً وآجلاً؟ قلت: بلى، يا مولاي، قال (عليه السلام): لا تعد، ولا تجعل للأيّام صنعاً في حكم الله.

بيــان:
«هذا»: أي تقول هذا؛ «وأنت تغشّانا»: أي تدخل علينا؛ «فأثاب»: أي أرجع الإمام؛ «إليّ عقلي» ويدلّ على أنّه ليس لحركات الأفلاك، وحدوث الأزمنة مدخل في الحوادث، وهذا لا ينافي ما وقع من التحرّز عن بعض الساعات والأيّام للأعمال، لأنّها بأمره تعالی تحرّزاً عمّا قدّر الله حدوثه فيها، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أفرّ من قضاء الله إلى قدره». (ص٣
فوائد جليلة: الفائدة الأولى: اعلم أنّ اليوم نوعان: حقيقي ووسطي؛ فالحقيقي عند بعض المنجّمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الأرض إلى وصولها إليها، وعند بعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الأرض إلى وصولها إليها، وعلى التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدّل مع المطالع الاستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصّة من نصف اليوم إلى نصف اليوم أو من نصف الليل إلى نصف الليل والوسطى هو مقدار دورة من المعدّل مع مطالع قوس تقطّعه الشمس بالسير الوسطي وبسبب الاختلاف بين الحركة الوسطية والحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعنى الأوّل والثاني اختلافاً يسيراً يظهر في أيّام كثيرة لكنّ اليوم بالاصطلاحين لا يختلف باختلاف الآفاق وبعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلى طلوعها وبعضهم من غروبها إلى غروبها وذلك يختلف باختلاف الآفاق كما تقرّر في محلّه.
قال أبو ريحان البيروني: إنّ اليوم بليلته هو عودة الشمس بدوران الكلّ إلى دائرة فرضت ابتداء لذلك اليوم بليلته أي دائرة كانت إذا وقع عليها الاصطلاح وكانت عظيمة؛ لأنّ كلّ واحدة من العظام أفق بالقوّة. أعنى بالقوّة أنّه يمكن فيها أن يكون أفقاً لمسكن ما وبدوران الكلّ حركة الفلك بما فيه المرئية من المشرق إلى المغرب على قطبيه.
ثمّ إنّ العرب فرضت أوّل مجموع اليوم والليلة نقط المغارب على دائرة الأفق فصار اليوم عندهم بليلته من لدن غروب الشمس عن الأفق إلى غروبها من الغد والذي دعاهم إلى ذلك هو أنّ شهورهم مبتنية على مسير القمر مستخرجة من حركاته المختلفة مقيّدة برؤية الأهلّة لا الحساب وهي ترى لدى غروب الشمس ورؤيتها عندهم أوّل الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار وعلى ذلك جرت عادتهم في تقديم الليالي على الأيّام إذا نسبوها إلى أسماء الأسابيع واحتجّ لهم من وافقهم على ذلك بأنّ الظلمة أقدم في المرتبة من النور وأنّ النور طار على الظلمة فالأقدم أولى أن يبتدأ به وغلبوا السكون لذلك على الحركة بإضافة الراحة والدعة وأنّ الحركة لحاجة وضرورة والتعب عقيب الضرورة، فالتعب نتيجة الحركة وبأنّ السكون إذا دام في الأسطقسّات مدّة لم يولد فساداً فإذا دامت الحركة فيها واستحكمت أفسدت وحدثت الزلازل والعواصف والأمواج وأشباهها.
فأمّا عند غيرهم من الروم والفرس ومن وافقهم فإنّ الاصطلاح واقع بينهم على أنّ اليوم بليلته هو من لدن طلوعها من أفق المشرق إلى طلوعها منه بالغد إذا كانت شهورهم مستخرجة بالحساب غير متعلّقة بأحوال القمر ولا غيره من الكواكب وابتداؤها من أوّل النهار فصار النهار عندهم قبل الليل واحتجّوا بأنّ النور وجود والظلمة عدم ومقدّمو النور على الظلمة يقولون بتغليب‏ الحركة على السكون، لأنّها وجود لا عدم وحياة لا موت، ويعارضونهم بنظائر ما قاله أولئك، كقولهم إنّ السماء أفضل من الأرض وإنّ العامل والشابّ أصحّ والماء الجاري لا يقبل عفونة كالراكد.
وأمّا أصحاب التنجيم فإنّ اليوم بليلته عند جلّهم والجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف النهار إلى موافاتها إيّاه في نهار الغد وهو قول بين القولين فصار ابتداء الأيّام بلياليها عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهار وبنوا على ذلك حسابهم واستخرجوا عليها مواضع الكواكب بحركاتها المستوية ومواضعها المقوّمة في دفاتر السنة وبعضهم آثر النصف الخفيّ من فلك نصف النهار فابتدءوا به من نصف الليل كصاحب زيج شهرياران، ولا بأس بذلك فإنّ المرجع إلى أصل واحد.
الفائدة الثانية: اعلم أنّ اليوم قد يطلق على مجموع اليوم والليلة، وقد يطلق على ما يقابل الليل، وهو يرادف النهار، ولا ريب في أنّ اليوم والنهار الشرعيين، مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلى غيبوبة قرص الشمس عند بعض، وإلى ذهاب الحمرة المشرقية عند أكثر الشيعة، وعند المنجّمين وأهل فارس والروم من طلوع الشمس إلى غروبها. وخلط بعضهم بين الاصطلاحين، فتوهّم أنّ اليوم الشرعي أيضاً في غير الصوم من الطلوع إلى الغروب، وهذا خطأ. وقد أوردنا الآيات، والأخبار الكثيرة الدالّة على ما اخترناه في كتاب الصلاة، وأجبنا عن شبه المخالفين في ذلك.
الفائدة الثالثة: لا ريب في أنّ الليل بحسب الشرع مقدّم على اليوم، فما ورد في ليلة الجمعة مثلاً إنّما هي الليلة المتقدّمة لا المتأخّرة، وما يعتبره المنجّمون وبعض العرب من تأخير الليلة، فهو محض اصطلاح منهم، ولا يبتني عليه شيء من أحكام الشريعة.
وممّا يدلّ عليه ما رواه الكليني في الروضة، بسند موثّق عن عمر بن يزيد قال: قلت للصادق (عليه السلام): إنّ المغيريّة يزعمون أنّ هذا اليوم لهذه الليلة المستقبلة، فقال: كذبوا، هذا اليوم لليلة الماضية، إنّ أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا: قد دخل الشهر الحرام ... . (ص٩-١٦)
المصدر الأصلي: تحف العقول
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٥٦
، ص٢-٣
(١) وفي المصدر «نكبت». راجع تحف العقول، ص٤٨٢.