Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في الصلاة على السيدة الزهراء (س)، والصلاة على الأئمة (ع)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٨٠

قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد العابد: سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) في مسير له بسرّ من رأى، سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي عليّ الصلاة على النبيّ وأوصيائه(عليهم السلام)، وأحضرت معي قرطاساً كبيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب، قال: اكتب، الصلاة على السيّدة فاطمة (عليها السلام): اللّهمّ صلّ على الصدّيقة فاطمة الزهراء الزكـيّة، حبيبة نبيّك، وأمّ أحبّائك وأصفيائك التي انتجبتها وفضّلتها واخترتها على نساء العالمين، اللّهمّ كن الطالب لها ممّن ظلمها، واستخفّ بحقّها، اللّهــمّ وكن الثائر لها اللّهــمّ بدم أولادها، اللّهــمّ وكما جعلتها أمّ أئمّة الهدى، وحليلة صاحب اللواء، الكريمة عند الملأ الأعلى، فصلّ عليها وعلى أمّها خديجة الكبرى، صلاة تكرم بها وجه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقرّ بها أعين ذرّيّتها، وأبلغهم عنّي في هذه الساعة أفضل التحيّة والسلام … .

المصدر الأصلي: جمال الأسبوع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٧٧
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٤٨١

قال يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني: ‏ حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين، وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلادنا، فلمّا أن قدمنا مكّة تقدّم بعضهم فاكترى لنا داراً في زقاق بين سوق الليل وهي دار خديجة (عليه السلام)، تسمّى دار الرضا (عليه السلام)، وفيها عجوز سمراء، فسألتها لمّا وقفت على أنّها دار الرضا (عليه السلام): ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سمّيت دار الرضا؟ فقالت: أنا من مواليهم وهذه دار الرضا عليّ بن موسى (عليه السلام) أسكننیها الحسن بن عليّ (عليه السلام)، فإنّي كنت في خدمته، فلمّا سمعت ذلك منها أنست بها، وأسررت الأمر عن رفقائي المخالفين، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل، أنام معهم في رواق الدار ونغلق الباب، ونلقي خلف الباب حجراً كبيراً كنّا نديره خلف الباب.

فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنّا فيه، شبيهاً بضوء المشعل ورأيت الباب قد انفتح، ولا أرى أحداً فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلاً ربعة أسمر إلى الصفرة، ما هو قليل اللحم، في وجهه سجّادة، عليه قميصان وإزار رقيق قد تقنّع به، وفي رجليه نعل طاق، فصعد إلى غرفة في الدار، حيث كانت العجوز تسكن وكانت تقول لنا: إنّ في الغرفة ابنتها لا تدع أحداً يصعد إليها.

فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضيء في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها، ثمّ أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين معي يرون مثل ما أرى، فتوهّموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى ابنة العجوز وأن يكون قد تمتّع بها، فقالوا: هؤلاء العلوية يرون المتعة، وهذا حرام لا يحلّ فيما زعموا، وكنّا نراه يدخل ويخرج ويجيء إلى الباب، وإذا الحجر على حاله الذي تركناه، وكنّا نغلق هذا الباب خوفاً على متاعنا، وكنّا لا نرى أحداً يفتحه ولا يغلقه، والرجل يدخل ويخرج، والحجر خلف الباب إلى وقت ننحّيه إذا خرجنا.

فلمّا رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي، ووقعت في نفسي هيبة، فتلطّفت العجوز، وأحببت أن أقف على خبر الرجل، فقلت لها: يا فلانة، إنّي أحبّ أن أسألك وأفاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه، فأنا أحبّ إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزل إليّ لأسألك عن أمر، فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسرّ إليك شيئاً، فلم يتهيّأ لي ذلك من أجل أصحابك، فقلت: ما أردت أن تقول؟ فقالت: يقول لك _ ولم تذكر أحداً _: لا تحاشنّ أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم، فإنّهم أعداؤك، ودارهم، فقلت لها: من يقول؟ فقالت: أنا أقول.

فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن أراجعها، فقلت: أيّ أصحابي تعنين؟ وظننت أنّها تعني رفقائي الذين كانوا حجّاجاً معي، فقالت: شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك _ وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار عتب في الدين، فسعوا بي حتّى هربت واستترت بذلك السبب _ فوقفت على أنّها عنت أولئك، فقلت لها: ما تكونين أنت من الرضا؟ فقالت: أنا كنت خادمة للحسن بن عليّ (عليه السلام).

فلمّا استيقنت ذلك، قلت: لأسألنها عن الغائب، فقلت: بالله عليك، رأيته بعينك؟ فقالت: يا أخي، لم أره بعيني، فإنّي خرجت وأختي حبلى، وبشّرني الحسن بن عليّ (عليه السلام) بأنّي سوف أراه في آخر عمري، وقال (عليه السلام) لي: تكونين له كما كنت لي، وأنا اليوم منذ كذا بمصر، وإنّما قدّمت الآن بكتابة ونفقة وجّه بها إليّ على يد رجل من أهل خراسان، لا يفصح بالعربية وهي ثلاثون ديناراً، وأمرني أن أحجّ سنتي هذه، فخرجت رغبة منّي في أن أراه.

فوقع في قلبي أنّ الرجل الذي كنت أراه يدخل ويخرج هو هو، فأخذت عشرة دراهم صحاح فيها سكّة رضوية من ضرب الرضا (عليه السلام) قد كنت خبّأتها لألقيها في مقام إبراهيم (عليه السلام)، وكنت نذرت ونويت ذلك، فدفعتها إليها وقلت في نفسي: أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة (عليه السلام) أفضل من أن ألقيها في المقام وأعظم ثواباً، فقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقّها من ولد فاطمة (عليها السلام)، وكان في نيّتي أنّ الذي رأيته هو الرجل وأنّها تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة، ثمّ نزلت فقالت: يقول لك: ليس لنا فيها حقّ، اجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضوية خذ منّا بدلها، وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت وقلت في نفسي: الذي أمرت به من الرجل.

ثمّ كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بأذربيجان، فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب (عليه السلام)، فقالت: ناولني، فإنّي أعرفه، فأريتها النسخة، وظننت أنّ المرأة تحسن أن تقرأها، فقالت: لا يمكنني أن أقرأها في هذا المكان، فصعدت الغرفة ثمّ أنزلته، فقالت: صحيح.

وفي التوقيع: أبشّركم ببشرى ما بشّرت به غيره، ثمّ قالت: يقول لك: إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّي عليه؟ فقلت: أقول: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وبارك على محمّد وآل محمّد، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، فقالت: لا، إذا صلّيت فصلّ عليهم كلّهم وسمّهم، فقلت: نعم، فلمّا كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير، فقالت: يقول لك: إذا صلّيت على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلّ عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة فأخذتها، وكنت أعمل بها.

نسخة الدفتر الذي خرج: بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهمّ صلّ على محمّد سيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وحجّة ربّ العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال … .

المصدر الأصلي: جمال الأسبوع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٩١
، ص٨١