Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

حديث في قصة ذبح إسماعيل (ع) وامتثال النبي إبراهيم وإسماعيل وأم إسماعيل للأمر الإلهي، وفي الفدية التي افتدى بها إبراهيم عن ذبح ولده، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٨٦٤

قال الطبرسي(رحمة الله عليه): ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعي﴾أي شبّ حتّى بلغ سعيه سعي إبراهيم(عليه السلام)، والمعنى: بلغ إلى أن يتصرّف ويمشي معه ويعينه على أموره، قالوا: وكان يومئذٍ ابن ثلاث عشرة سنة. وقيل: يعني بالسعي العمل للّٰه والعبادة، ﴿إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ﴾ أي أبصرت في المنام رؤياً، تأويلها الأمر بذبحك، فانظر ماذا تراه من الرأي، والأولى أن يكون الله تعالی قد أوحى إليه في اليقظة بأن يمضي ما يأمره به في حال نومه من حيث أنّ منامات الأنبياء لا تكون إلّا صحيحة.

﴿فَلَمَّا أَسلَمَا﴾ أي استسلما لأمر الله ورضيا به؛ ﴿وَتَلَّهُ لِلجَبِينِ﴾ أي أضجعه على جبينه. وقيل: وضع جبينه على الأرض لئلّا يرى وجهه فتلحقه رقّة الآباء، وروي أنّه قال: اذبحني وأنا ساجد، لا تنظر إلى وجهي فعسى أن ترحمني، ﴿قَد صَدَّقتَ الرُّؤيَا﴾ أي فعلت ما أمرت به في الرؤيا؛ ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلَاء المُبِينُ﴾ أي الامتحان الظاهر والاختبار الشديد، أو النعمة الظاهرة.

﴿وَفَدَينَاهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ﴾: الذبح هو المذبوح، فقيل: كان كبشاً من الغنم. قال ابن عبّاس: هو الكبش الذي تقبّل من هابيل حين قرّبه. وقيل: فدي بوعل أهبط عليه من ثبير، وسمّي عظيماً؛ لأنّه كان مقبولاً أو لأنّ قدر غيره من الكباش يصغر بالإضافة إليه، وقيل: لأنّه رعي في الجنّة أربعين خريفاً، وقيل: لأنّه كان من عند الله كونه ولم يكن عن نسل، وقيل: لأنّه فداء عبد عظيم.

بيــان:
قال الصدوق(رحمه الله): قد اختلفت الروايات في الذبيح، فمنها ما ورد بأنّه إسماعيل(عليه السلام)، ومنها ما ورد بأنّه إسحاق(عليه السلام)، ولا سبيل إلى ردّ الأخبار متى صحّ طرقها، وكان الذبيح إسماعيل(عليه السلام)، لكن إسحاق(عليه السلام) لمّا ولد بعد ذلك تمنّى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحه، فكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه، فينال بذلك درجته في الثواب، فعلم الله عزّ وجلّ ذلك من قلبه، فسمّه بين ملائكته ذبيحاً لتمنّيه لذلك ...
وقول النبيّ(صلى الله عليه وآله): «أنا ابن الذبيحين» يؤيّد ذلك؛ لأنّ العمّ قد سمّاه الله عزّ وجلّ أباً في قوله: ﴿أَم كُنتُم شُهَدَاء إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَقَ﴾، وكان إسماعيل عمّ يعقوب فسمّاه الله في هذا الموضع أباً، وقد قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): «العمّ والد»، فعلى هذا الأصل أيضاً يطّرد قول النبيّ(صلى الله عليه وآله): «أنا ابن الذبيحين» أحدهما ذبيح بالحقيقة، والآخر ذبيح بالمجاز، واستحقاق الثواب على النيّة والتمنّي، فالنبيّ(صلى الله عليه وآله) هو ابن الذبيحين من وجهين على ما ذكرناه. (ص١٢٣-١٢٤)
المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٢
، ص١٢١-١٢٢
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٨٦٥

قال الرضا(عليه السلام): لمّا أمر الله عزّ وجلّ إبراهيم(عليه السلام) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل(عليه السلام) الكبش الذي أنزله عليه، تمنّى إبراهيم(عليه السلام) أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل(عليه السلام) بيده، وأنّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده عليه بيده، فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم، من أحبّ خلقي إليك؟ فقال(عليه السلام): يا ربّ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد(صلى الله عليه وآله)، فأوحى الله إليه: أ فهو أحبّ إليك أم نفسك؟ قال(عليه السلام): بل هو أحبّ إليّ من نفسي، قال: فولده أحبّ إليك أم ولدك؟ قال(عليه السلام): بل ولده، قال: فذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك، أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال(عليه السلام): يا ربّ، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد(صلى الله عليه وآله) ستقتل الحسين(عليه السلام) ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي.

فجزع إبراهيم(عليه السلام) لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عزّ وجلّ: يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل(عليه السلام) لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين(عليه السلام) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَفَدَينَاهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ﴾.

المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٢
، ص١٢٤-١٢٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٨٦٦

قال الصادق(عليه السلام): فانطلق [إبراهیم(عليه السلام)] به إلى موضع الجمرة الوسطى، فاستشار ابنه وقال كما حكى الله: ﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذبَحُكَ فَانظُر مَاذَا تَرَى﴾؛ فقال الغلام كما ذكر الله: امض لما أمرك الله به ﴿يَا أَبَتِ افعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾، وسلّما لأمر الله، وأقبل شيخ، فقال: يا إبراهيم، ما تريد من هذا الغلام؟ قال: أريد أن أذبحه، فقال: سبحان الله، تذبح غلاماً لم يعص الله طرفة عين، فقال إبراهيم(عليه السلام): إنّ الله أمرني بذلك، فقال: ربّك ينهاك عن ذلك، وإنّما أمرك بهذا الشيطان، فقال له إبراهيم(عليه السلام): ويلك، إنّ الذي بلّغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به والكلام الذي وقع في أذني، فقال: لا، والله، ما أمرك بهذا إلّا الشيطان، فقال إبراهيم(عليه السلام): لا، والله، لا أكلّمك، ثمّ عزم على الذبح، فقال: يا إبراهيم، إنّك إمام يقتدى بك، وإنّك إن ذبحته ذبح الناس أولادهم، فلم يكلّمه وأقبل على الغلام واستشاره في الذبح.

فلمّا أسلما جميعاً لأمر الله قال الغلام: يا أبتاه، خمّر ١ وجهي، وشدّ وثاقي، فقال إبراهيم(عليه السلام): يا بنيّ، الوثاق مع الذبح؟ لا، والله، لا أجمعهما عليك اليوم، فرمى له بقرطان الحمار، ثمّ أضجعه عليه، وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء، ثمّ انتحى عليه المدية وقلب جبرئيل المدية على قفاها، واجترّ الكبش من قبل ثبير، وأثار الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام، ونودي من ميسرة مسجد الخيف:
﴿أَن يَا إِبرَاهِيمُ ۞ قَد صَدَّقتَ الرُّؤيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ ۞ إِنَّ هَذَا لَهُوَ البَلَاء المُبِينُ﴾. ولحق إبليس بأمّ الغلام حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت، فقال لها: ما شيخ رأيته؟ قالت: ذاك بعلي، قال: فوصيف رأيته معه؟ قالت: ذاك ابني، قال: فإنّي رأيته وقد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه، فقالت: كذبت، إنّ إبراهيم(عليه السلام) أرحم الناس، كيف يذبح ابنه؟ قال: فوربّ السماء والأرض وربّ هذا البيت، لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية، فقالت: ولم؟ قال: زعم أنّ ربّه أمره بذلك، قالت: فحقّ له أن يطيع ربّه.

المصدر الأصلي: تفسير القمي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٢
، ص١٢٦-١٢٧
(١) «التخمیر»: التغطیة. تاج العروس، ج٦، ص٣٦٦.